سؤال الفتوى
بارك الله فيكم شيخنا و والدنا و نرجو منكم أن تحدثونا باختصار عن تجربتكم عند الشيخ مقبل بن هادي الوادعي-رَحِمَهُ الله تَعَالَى- .
الإجـــابة
أنا طلبت العلم في مدينة رسول الله -صَلَّىٰ الله عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ- ، بداية في عام ألف و ثلاث مئة و اثنين و تسعين هجرية ، في مدينة رسول الله -صَلَّىٰ الله عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ- و مكثت هناك إلى عام ألف وثلاث مئة وثمانية وتسعين هجري وبعدها سافرت إلى اليمن ، قمنا بالدعوة إلى الله ـ ونسأل الله القبول والتوفيقَ ـ والتعليمِ ، الدعوة والتعليم والتأليفِ و مكثت أيضا أربع سنوات عند الشيخ مقبل -رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ- من عام ألف وأربع مئة وثمانية إلى عام ألف وأربع مئة واثني عشرة هجرية ونسأل الله القبول ، والحمد لله التقينا بعدة علماء ونفعنا الله بعلومهم منهم الشيخ بن باز -رَحِمَهُ الله- و الشيخ ابن العثيميين -رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ- و الشيخ الألباني -رَحِمَهُ الله- زرته إلى الأردن عام ألف وأربع مئة وأربع هجرية مكثت عنده أسبوع كامل كان عندي مائة سؤال سميتها الرحلة المئوية و -رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ- مكث معنا طول ذلك الأسبوع يرد على تلك الأسئلة في كلّ يوم ، أول يوم عطاني من بعد صلاة العصر إلى بعد صلاة العشاء و بقية الأيام كان يعطيني من بعد صلاة العصر إلى المغرب وكان يحضر معنا في تلك الجلسات الطيبة مجموعة من طلابه والحمد لله استفدنا خيراً عظيماً من الشيخ الألباني -رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ- في تلك الزيارة ، و قبل ذلك كان يأتينا إلى المدينة أيام ما كنا في المدينة فكنا نلتقي به كثيراً ، ثم أيضاً لقاء في جدة مع الشيخ الألباني -رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ- وقدم له بعض الأسئلة ، و أما عن الشيخ بن باز ما شاء الله خير كثير ، الشيخ ابن العثيميين والشيخ الفوزان والشيخ الغديان والشيخ الثريان والشيخ العجلان عدّة مشايخ اجتهدنا من علومهم جزاهم الله خيراً ، و كان أكثر انتفاع عن الشيخ مقبل -رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ- لأنها صحبة وزمالة أيام ما كان في المدينة فكنا زملاء في الطلب وكنّا في حيّ واحد و نصلّي في مسجد واحد ؛ ثمّ بعد ذلك بعد ما سافرنا كنا الحمد لله نلتقي بين الحين و الأخر يزورني أو أزوره حتى مكثنا عنده تلك الأربع سنوات فاستفدنا منها خيراً كثيراً كان يدرس في صحيح البخاري و في صحيح مسلم و في تفسير ابن كثير درست على يده هذه الكتب الثلاثة وفي شرح ابن عقيل في النحو ، وفي العلل شرح كتاب العلل لابن رجب وفي البلاغة ، وفي المصطلح مصطلح لفتح المغيث للسخاوي -رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ- و كان شيخنا مقبل -رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ- من أهل العلم و من المحدثين منَّ الله عليه بعلم الحديث ، وعلم العلل ، والنحو المصطلح والفقه والدعوة إلى الله ، جمع الله له بين خصال كثيرة ، بين التعليم و التأليف ، والدعوة والصبر على طلابه -رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ- والصبر على الناس ، فنفع الله اليمن وغير اليمن ، نفع الله اليمن بدعوته انتشرت دعوته المباركة الدعوة السلمية البعيدة عن العنف يعني ظل عليها حتى توفّاه الله -عَزّ وَجَلََّ- حتى توفّاه الله ، مكث في الدعوة تقريباً من ألف وأربع مائة هجرية إلى ألف وأربع مائة و اثنين و عشرين هجرية ، اثنين وعشرين سنة ، و كان يتنقل في القرى وفي المدن ، و كان بيني و بينه مودة عظيمة حتى توفّاه الله ، و نحن نحبه في الله ، انتفع أهل اليمن بهذه الدعوة المباركة التي ما فيها حزبية و ما فيها بدع ولا فيها قلاقل ، ولا مشاكل و لا فتن و لا مشاكل مع الناس حتى توفاه الله و هو بعيد عن المشاكل و بعيد عن الفتن و عن الحزبية ، و عرف المسؤولون عندنا في اليمن ، عرفوا مكانة الشيخ مقبل -رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ- و عرفوا مكانة الدعوة السلفية و أنها دعوة نقية نظيفة ، كان الشيخ مقبل -رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ- يزور الرئيس بين الحين و الأخر و يقدم له النصائح الطيبة ، و كان الرئيس يقدر الشيخ مقبل -رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ- كان يقدره و يحترمه و يسميه الوالد ، وكان بعض الحزبيين يشون بالشيخ في الدولة لكن بعد ذلك عرفت الدولة أن الدعوة السلفية دعوة نظيفة محترمة ظاهرها وباطنها سواء لا تكنّ الفتن ولا المشاكل وإنّما هي دعوة رحمة و سِلْم و سَلام ، و فعلاً كان الشيخ مقبل -رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ- كلما حصلت فتنة ، كان يهدّئ و ينصح سواء أن كانت في القبائل أو كانت في بعض الأحزاب ينصح ويوجه النصائح ، ما شاء الله كم له من أشرطة نفع الله بها ، إذا خطب ، إذا حاضر ، إذا درّس ، نفع الله أهل اليمن بهذه الدعوة وبفضل الله ما يزلون منتفعين بها و يذكر الشيخ -رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ- بالذكر الحسن لأنه كما عرفتم ما آذى أحدٍ ، يؤذى ولا يؤذي ، يؤذى ولا ينتقم لنفسه فنفع الله الدعوة بالصبر ، ليس بالعنف نفع الله الدعوة بالصبر ، بصبر القائمين عليها و بالعلم ، دعوة قائمة على العلم بالحجة و البرهان والدليل والصبر والحلم ، قد يكون بعض الناس يسبّ ويلعن ما يرد عليه بالمثل ربما يكتب في بعض الجرائد والمجلات أو بعض المطويات بالكذب لا يقابل بالكذب عليه بالمثل ولا بالعنف وإنّما الصبر ، ولما شرحت الدعوة في اليمن للشيخ بن باز -رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ- كنا زرنا الشيخ بن باز رحمة الله عليه أظن في عام ألف و أربع مائة و سبعة عشر هجرية ، زرناه في مقرّه في مكة مع بعض المشايخ اليمنيين فسال عن الدعوة السلفية في اليمن وعن الشيخ مقبل -رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ- فأخبر و أنا موجود ، قالوا يا شيخ الدعوة في اليمن ، هذا سنة ألف و أربع مائة وسبعة عشر ، قالوا له الدعوة في اليمن مباركة ، أقبل الله بقلوب الناس عليها ، فالناس يحبونها العامة ، الناس يحبونها و أقبل الله بقلوبهم عليها يحضرون المحاضرات و يستفيدون ، ويفتون ، ونفع عظيم ، وخير عظيم ، فكان يقول الشيخ بن باز -رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ- هذه ثمرة الصدق والإخلاص ، هذه ثمرة الصدق والإخلاص ، كررها كذا ، كذا مرة ، ثمرة الصدق و الإخلاص ، يعني أن يكون الداعي إلى الله صادقاً مع الله مخلص لله ، مخلص -عَزَّ وَجَلَََّ- لا يريد من الناس جزاء و لا شكوراً ، إلا الدعاء ، لا يريد الدنيا منهم و الأموال و إنّما الدعاء ، و فعلاً نفع الله هذه الدعوة نفعاً إلى الأن بفضل الله و الدعوة محبوبة ، إيش من حبّ من المسؤولين و من عامة النّاس ، اليوم هذا في هذه الليلة محاضرة عظيمة جداً جداً في مدينة الحُديدة التي أنا من سكانها ، للشيخ عبد الله بن عثمان الذماري ، سعة الناس وكثرة الناس ما تسعهم المساجد لو تذهب بهم إلى أكبر مسجد ما يسعهم فيذهب من إخواننا جزاهم الله خيراً إلى مكتب الأوقاف يأخذون تصريح لإقامة المحاضرة في مصلّى العيد مصلّى العيد في المدينة مصلّى ضخم ، إيش من مصلّى كبير جداً ! ومجهز بالكهرباء والميكروفونات وعليه حراسة من الأمن لأنه مصور نصف صور متر ، متر وكذا شوي صور صاين وعليه طبطاب بالإسمنت كلّ المصلّى فتزف المدينة فيه إذا جاء أحد مشايخ أهل السنة و الجماعة ما يسعهم إلا ذاك المصلّى ، قد أقيمت محاضرة على ما أظن قبل شهر ونصف أو شهرين وكنت موجوداً ، أمة لا يحصيهم إلا الله و كانت يوم أحد ما كانت يوم جمعة فيهم لما تكون يوم جمعة ، اليوم جمعة و كان ذاك بتصريح ، وهذا الآن بتصريح حتى أن حراسة أمنية من الدولة جزاهم الله خيراً يعني يساعدون الدعوة فئة بالحراسة الأمنية على المصلّى و على السيارات والنّجدات ، النجدة و العساكر والحمد لله الأمل موجود لكن فقط احترام أهل العلم ، و يستفيدون إيش من فائدة ويعدون الناس فرحانين متشكرين وداعين ، يدعون للعلماء ويدعون للدولة ، لما تكون الدولة مع العلماء و العلماء مع الدولة في خير ، يدعون لدولة ويدعون للعلماء فالحمد لله نحمد الله على هذا الخير العظيم ، و لأنها جاءت فتن عندنا في اليمن كثيرة ، وكلما جاءت فتنة أهل السنة بعدين عنها ، ما يقربون بل يحاولون يهدؤون ، يحاولون يطفؤون الفتنة بالمحاضرات وبالدروس وبالعلم يحاولون ، وتأتي فتنة ثانية ومشاكل وقتل وقتال أهل السنة بعيدون عنها ويهدؤون ، صار العساكر عندنا في النقاط إذا عرفوا أن هذه السيارة من أهل السنة يقولون تفضلوا ، ادعوا لنا فندعو لهم ، يعني احترام وتقدير من الدولة ومن الجيش ، إيش من احترام لأهل السنة بدون تفتيش الدعاء منكم ، فالحمد لله ، كذلك عندكم في ليبيا من فضل الله لمسنا هذا الخير يعني نحن و أنتم ما شاء الله متقاربون ، و الدولة عندكم و الدولة عندنا متقاربون يحترمون العلماء ، الاحترام و التقدير لأهل السنة ، عرفوهم عملياً ، عرفوا أهل السنة عملياً بالمعايشة ، عايشوهم سنين طويلة فما وجدوا منهم العنف ، كما يجدون العنف من أناسٍ آخرين بدون أن نسمي ها هم يعرفون ، ما وجدوا من أهل السنة إلا الخير ، يقوم يخطب إيش من خطبة اللهم بارك علم و تعليم ، يحاضر إيش من محاضرة اللهم بارك خير و آيات وأحاديث وكلام ونصح وكلام طيب وكلام جميل ، من كان من المسؤولين يرتاح له ، ومن كان من عامة الناس يرتاح له ويطلبون زورنا ، تكرروا علينا ، نسألكم بالله لا تضغطوا عنا هكذا ، نذهب إلى أماكن أحياناً ننتهي يندون أن يبكوا على فراقنا ، يطلبون لا تتأخروا عنا ، نسألكم بالله لا تتأخروا عنا ، نسمع كلامكم فترتاح قلوبنا و تتطمئن نفوسنا ، هذا هو الواقع من فضل الله -عَزّ وَجَلَََّ- فعندكم ما شاء الله الشعب اللهم بارك مقارب لما عندنا والدولة كذلك متقربين مع بعد الديار لكن القلوب متقاربة مع بعضها هذا من فضل الله -عَزَّ وَجَلَََّ- لهذا لما ذكرت لكم أثناء المحاضرة الرفق لتزداد مكانتكم عند الله ، ثمّ عند خلقه أنّك يا أخي الكريم جزاك الله خيراً تصبر من أجلنا ، و إن سبّك من سبّك ، تصبر من أجلنا ولا تنتقم لنفسك و أبشر بالخير ، وبالأمن والأمان ، والاستقرار ، والأجر العظيم في الدنيا و الأخرة . أسأل الله التوفيق لي ولكم ولجميع المسلمين . وإلى هنا وصلىٰ الله علىٰ نبّينا محمّدٍ وآلِهِ وَسَلَّم .
تعليق