الحمد لله أولا :
اختلف أهل العلم في حقيقة " جحا " الشخصية الهزلية التي تحكى عنها النوادر والظرائف :
القول الأول :
جعله بعضهم " ثابت بن قيس "، كنيته " أبو الغصن "، توفي سنة (168هـ): وهذا خطأ ظاهر ؛ فإن ترجمة ثابت بن قيس تدل على شخصية عالمة فاضلة لا تعرف بالسذاجة أو الظرافة المشهورة عن " جحا " في التراث العربي . ولذلك قال الإمام الذهبي رحمه الله : " وَهِمَ مَن قال : إن أبا الغصن - ثابت بن قيس المدني - هو جحا " انتهى. " سير أعلام النبلاء " (8/173) ومما جاء في ترجمة أبي الغصن ثابت بن قيس رحمه الله : " هو الشيخ ، العالم ، الصادق ، المعمر ، بقية المشيخة ، أبو الغصن ثابت بن قيس الغفاري مولاهم ، المدني . عداده في صغار التابعين . يروي عن : أنس بن مالك ، وسعيد بن المسيب ، ونافع بن جبير ، وخارجة بن زيد الفقيه ، وأبي سعيد كيسان المقبري ، والقدماء . ورأى : جابر بن عبد الله - فيما اعترف به أبو حاتم-. حدث عنه : معن بن عيسى ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وبشر بن عمر الزهراني ، والقعنبي ، وإسماعيل بن أبي أويس ، وجماعة . وأخطأ من زعم أنه جحا صاحب تلك النوادر . وقال يحيى بن معين ، والنسائي : ليس به بأس . وقال ابن معين أيضا في رواية عباس : هو صالح ، ليس حديثه بذاك . وروى : أحمد بن أبي خيثمة ، عن يحيى : ضعيف . قال ابن حبان : هو من موالي عثمان بن عفان . وكان قليل الحديث ، كثير الوهم فيما يروي ، لا يحتج بخبره إذا لم يتابعه غيره عليه . وقال ابن عدي : يكتب حديثه " انتهى . " سير أعلام النبلاء " (7/25-26)
القول الثاني :
قال آخرون من أهل العلم : إن " جحا " صاحب النوادر هو " دجين بن ثابت ": وهو مروي عن يحيى بن معين ، وقرره الشيرازي في " الألقاب ". ولكن استنكر المحققون من العلماء هذا القول أيضا : يقول ابن حبان رحمه الله : " وهو الذي يتوهم أحداث أصحابنا أنه جحا ، وليس كذلك " انتهى. " المجروحين " (1/294) ويقول ابن عدي رحمه الله : " الحكاية التي حكيت عن يحيى – يعني ابن معين - : أن الدجين هذا هو جحا : أخطأ عليه من حكاه عنه ؛ لأن يحيى أعلم بالرجال من أن يقول هذا . والدجين بن ثابت - إذا روى عنه ابن المبارك ، ووكيع ، وعبد الصمد ، ومسلم بن إبراهيم ، وغيرهم - هؤلاء أعلم بالله من أن يرووا عن جحا " انتهى. " الكامل في الضفعاء " (3/106) ويقول ابن الصلاح رحمه الله : " الدجين بن ثابت ، بالجيم مصغرا ، أبو الغصن ، قيل : إنه جحا المعروف ، والأصح أنه غيره " انتهى. " المقدمة " (ص/195) وتابعه عليه أصحاب جميع الكتب المبنية على كتاب ابن الصلاح . ويقول الإمام الذهبي رحمه الله : " جحا ، أبو الغصن ، واسمه دجين بن ثابت اليربوعي البصري ، وما أظنه صاحب المجون ، فإن ذاك متأخر عن هذا ، ولحقه عثمان بن أبي شيبة " انتهى. " تاريخ الإسلام " (9/37 ومما جاء في ترجمة الدجين بن ثابت : يقول الإمام الذهبي رحمه الله : " جحا : أبو الغصن ، صاحب النوادر ، دجين بن ثابت ، اليربوعي ، البصري . وقيل : هذا آخر . رأى دجين أنسا ، وروى عن أسلم ، وهشام بن عروة شيئا يسيرا . وعنه : ابن المبارك ، ومسلم بن إبراهيم ، وأبو جابر محمد بن عبد الملك ، والأصعمي ، وبشر بن محمد السكري ، وأبو عمر الحوضي . قال النسائي : ليس بثقة . وقال ابن عدي : ما يرويه ليس بمحفوظ . وروي عن ابن معين قال : دجين بن ثابت هو جحا . وخطأ ابن عدي من حكى هذا عن يحيى وقال : لأنه أعلم بالرجال من أن يقول هذا ، والدجين إذا روى عنه ابن المبارك ، ووكيع ، وعبد الصمد ، فهؤلاء أعلم بالله من أن يرووا عن جحا. وأما أحمد الشيرازي ، فذكر في " الألقاب " أنه جحا ، ثم روى عن مكي بن إبراهيم قال : رأيت جحا ، الذي يقال فيه مكذوب عليه ، وكان فتى ظريفا ، وكان له جيران مخنثون يمازحونه ، ويزيدون عليه . قال عباد بن صهيب : حدثنا أبو الغصن جحا وما رأيت أعقل منه . قال كاتبه : لعله كان يمزح أيام الشبيبة ، فلما شاخ أقبل على شأنه ، وأخذ عنه المحدثون . وقد قيل : إن جحا المتماجن أصغر من دجين ؛ لأن عثمان بن أبي شيبة لحق جحا " انتهى. " سير أعلام النبلاء " (8/173)
القول الثالث :
أن اسم جحا هو " نوح ": وهذا القول ينسب إلى الجاحظ ، ويقال : إن الجاحظ أقدم من ذكر شخصية " جحا " في كتبه ، وذلك في رسالته : " القول في البغال " (ص/37) يقول العراقي رحمه الله : " ذكر الجاحظ أن اسم جحا نوح والله أعلم " انتهى. " التقييد والإيضاح " (361) ولم نقف على ترجمة " جحا " الذي هو : " نوح " في أي من كتب الرجال والتاريخ . القول الرابع :
أن اسم " جحا " هو : " إسحاق ": يقول ابن ناصر الدين الدمشقي رحمه الله : " وذكر بعضهم أن الأشبه في اسمه إسحاق " انتهى. " توضيح المشتبه " (3/80) ولم نقف على ترجمة لإسحاق هذا .
منقول للفائدة.
اختلف أهل العلم في حقيقة " جحا " الشخصية الهزلية التي تحكى عنها النوادر والظرائف :
القول الأول :
جعله بعضهم " ثابت بن قيس "، كنيته " أبو الغصن "، توفي سنة (168هـ): وهذا خطأ ظاهر ؛ فإن ترجمة ثابت بن قيس تدل على شخصية عالمة فاضلة لا تعرف بالسذاجة أو الظرافة المشهورة عن " جحا " في التراث العربي . ولذلك قال الإمام الذهبي رحمه الله : " وَهِمَ مَن قال : إن أبا الغصن - ثابت بن قيس المدني - هو جحا " انتهى. " سير أعلام النبلاء " (8/173) ومما جاء في ترجمة أبي الغصن ثابت بن قيس رحمه الله : " هو الشيخ ، العالم ، الصادق ، المعمر ، بقية المشيخة ، أبو الغصن ثابت بن قيس الغفاري مولاهم ، المدني . عداده في صغار التابعين . يروي عن : أنس بن مالك ، وسعيد بن المسيب ، ونافع بن جبير ، وخارجة بن زيد الفقيه ، وأبي سعيد كيسان المقبري ، والقدماء . ورأى : جابر بن عبد الله - فيما اعترف به أبو حاتم-. حدث عنه : معن بن عيسى ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وبشر بن عمر الزهراني ، والقعنبي ، وإسماعيل بن أبي أويس ، وجماعة . وأخطأ من زعم أنه جحا صاحب تلك النوادر . وقال يحيى بن معين ، والنسائي : ليس به بأس . وقال ابن معين أيضا في رواية عباس : هو صالح ، ليس حديثه بذاك . وروى : أحمد بن أبي خيثمة ، عن يحيى : ضعيف . قال ابن حبان : هو من موالي عثمان بن عفان . وكان قليل الحديث ، كثير الوهم فيما يروي ، لا يحتج بخبره إذا لم يتابعه غيره عليه . وقال ابن عدي : يكتب حديثه " انتهى . " سير أعلام النبلاء " (7/25-26)
القول الثاني :
قال آخرون من أهل العلم : إن " جحا " صاحب النوادر هو " دجين بن ثابت ": وهو مروي عن يحيى بن معين ، وقرره الشيرازي في " الألقاب ". ولكن استنكر المحققون من العلماء هذا القول أيضا : يقول ابن حبان رحمه الله : " وهو الذي يتوهم أحداث أصحابنا أنه جحا ، وليس كذلك " انتهى. " المجروحين " (1/294) ويقول ابن عدي رحمه الله : " الحكاية التي حكيت عن يحيى – يعني ابن معين - : أن الدجين هذا هو جحا : أخطأ عليه من حكاه عنه ؛ لأن يحيى أعلم بالرجال من أن يقول هذا . والدجين بن ثابت - إذا روى عنه ابن المبارك ، ووكيع ، وعبد الصمد ، ومسلم بن إبراهيم ، وغيرهم - هؤلاء أعلم بالله من أن يرووا عن جحا " انتهى. " الكامل في الضفعاء " (3/106) ويقول ابن الصلاح رحمه الله : " الدجين بن ثابت ، بالجيم مصغرا ، أبو الغصن ، قيل : إنه جحا المعروف ، والأصح أنه غيره " انتهى. " المقدمة " (ص/195) وتابعه عليه أصحاب جميع الكتب المبنية على كتاب ابن الصلاح . ويقول الإمام الذهبي رحمه الله : " جحا ، أبو الغصن ، واسمه دجين بن ثابت اليربوعي البصري ، وما أظنه صاحب المجون ، فإن ذاك متأخر عن هذا ، ولحقه عثمان بن أبي شيبة " انتهى. " تاريخ الإسلام " (9/37 ومما جاء في ترجمة الدجين بن ثابت : يقول الإمام الذهبي رحمه الله : " جحا : أبو الغصن ، صاحب النوادر ، دجين بن ثابت ، اليربوعي ، البصري . وقيل : هذا آخر . رأى دجين أنسا ، وروى عن أسلم ، وهشام بن عروة شيئا يسيرا . وعنه : ابن المبارك ، ومسلم بن إبراهيم ، وأبو جابر محمد بن عبد الملك ، والأصعمي ، وبشر بن محمد السكري ، وأبو عمر الحوضي . قال النسائي : ليس بثقة . وقال ابن عدي : ما يرويه ليس بمحفوظ . وروي عن ابن معين قال : دجين بن ثابت هو جحا . وخطأ ابن عدي من حكى هذا عن يحيى وقال : لأنه أعلم بالرجال من أن يقول هذا ، والدجين إذا روى عنه ابن المبارك ، ووكيع ، وعبد الصمد ، فهؤلاء أعلم بالله من أن يرووا عن جحا. وأما أحمد الشيرازي ، فذكر في " الألقاب " أنه جحا ، ثم روى عن مكي بن إبراهيم قال : رأيت جحا ، الذي يقال فيه مكذوب عليه ، وكان فتى ظريفا ، وكان له جيران مخنثون يمازحونه ، ويزيدون عليه . قال عباد بن صهيب : حدثنا أبو الغصن جحا وما رأيت أعقل منه . قال كاتبه : لعله كان يمزح أيام الشبيبة ، فلما شاخ أقبل على شأنه ، وأخذ عنه المحدثون . وقد قيل : إن جحا المتماجن أصغر من دجين ؛ لأن عثمان بن أبي شيبة لحق جحا " انتهى. " سير أعلام النبلاء " (8/173)
القول الثالث :
أن اسم جحا هو " نوح ": وهذا القول ينسب إلى الجاحظ ، ويقال : إن الجاحظ أقدم من ذكر شخصية " جحا " في كتبه ، وذلك في رسالته : " القول في البغال " (ص/37) يقول العراقي رحمه الله : " ذكر الجاحظ أن اسم جحا نوح والله أعلم " انتهى. " التقييد والإيضاح " (361) ولم نقف على ترجمة " جحا " الذي هو : " نوح " في أي من كتب الرجال والتاريخ . القول الرابع :
أن اسم " جحا " هو : " إسحاق ": يقول ابن ناصر الدين الدمشقي رحمه الله : " وذكر بعضهم أن الأشبه في اسمه إسحاق " انتهى. " توضيح المشتبه " (3/80) ولم نقف على ترجمة لإسحاق هذا .
منقول للفائدة.