السلام عليكم و رحمة الله
فهذه مشاركة من أخينا الفاضل أبو زياد خالد باقيس وفقه الله في إحدى المجموعات عبر برنامج الواتس آب يروي فيها بعض من معاناة الشيخ مقبل بن هادي الوادعي مع المرض
و وفاته رحمه الله ارتأيت نقلها هنا لما لها من أهمية
هذه مشاركة كتبتها في احدى مجموعات الواتس اب بإسم فتاوى العلامة مقبل الوادعي بعد ان ذكروا بعض الاخوة اشياء عن وفاة الشيخ رحمه الله فأحببت ان اكتب مارأيت وشهدت أسأل الله أن ينفع بها :
أذكر ليلة سفر الشيخ إلى ألمانيا كنت معه في صالة كبار الشخصيات بمطار جدة ... وجلسنا دقائق ثم قال لي الشيخ رحمه الله : أين سيارتك؟ قلت له قريبة من بوابة الصالة ياشيخ . قال: دعنا نستريح فيها . وامسكت بيد الشيخ الى سيارتي وجلس متمددا في المقعد الخلفي ، وأخذ رحمه الله يذكر بعض الأبيات والقصائد اللطيفة وهو منشرح جدا ، إلى ان أتى موظف التشريفات يخبرنا بوقت اقلاع الرحلة.
وخرج الشيخ من السيارة وهو يردد بعض الابيات الشعرية ، وودعته رحمه الله عند مخرج الصالة ، وطبعا كما تعلمون إخوتي أن الشيخ ذهب أولا إلى أمريكا للعلاج ثم عاد إلى السعودية واليمن على أن يعود مرة أخرى الى امريكا لاكمال العلاج ، لكنهم رفضوا ان يعطوه تأشيرة للعودة ! فكان الخيار الثاني إلى المانيا .
وهنا طرفة سمعتها من الشيخ رحمه يقول : ( أتت باربارا سفيرة امريكا في اليمن تريد زيارة دماج ، وعندما وصلوا قلت : قولوا لها تذهب الى قسم النساء، والرجال يأتوا قسم الرجال ، فلم ترض وغضبت وحلفت أن لا يدخل سلفي أمريكا ، ثم ذهبت أنا إلى أمريكا، وقال رحمه الله -ضاحكا-:" فعليها أن تكفر عن قسمها"..
عند وصول الشيخ رحمه الله إلى المانيا وجدوا أن الشيخ في حالة لايستطيعون عمل أي شئ له ، لذلك أوصوا الشيخ بالعودة إلى بلده ، وشعر الشبخ رحمه الله بهذا الشيء وكتب وصيته بالمستشفى في المانيا .
وبعد عدة ايام اتصل بي صالح بن قايد يخبرني بوصول رحلة الشيخ فذهبت إلى المطار واستقبلتهم ولكن أخبروني ان الشيخ متعب جدا وذهب بسيارة إسعاف إلى المستشفى ...
وصلت إلى المستشفى ومعي أحد الإخوة وسألت عن الشيخ فأخبرت أنه بقسم الطوارئ ، و عندما دخلت عليه وجدته وحيداً في الغرفة فلما رآني وصاحبي أخذ يقول بصوت عالي ويؤشر بيده علينا : حي الله هذه الوجوه .. حي الله هذه الوجوه يكررها عدة مرات ويبكي ، فكأني شعرت أن الشيخ أدرك عندما رآنا انه قد وصل للسعودية ، فاخذت بيده أقبلها وجبهته والشيخ مسرور بنا، ثم دخل عليه أحد مرافقيه واخذ الشيخ يقول له اتعبتك في السفر وأبعدتك عن اهلك . ثم انصرف الإخوة وجلست عنده رحمه الله وانا ممسك يده اتحدث معه وفجأة دخل في غيبوبته .. وكنت آتيه رحمه الله وهو في غيبوبته يوميا بالمستشفى ، وفي احدى المرات كنت ممسكا بيده وأقرأ وإذا بشخص خلفي يسلم ، فنظرت فإذا به شبخنا ربيع بن هادي الذي أخذ يبكي عند رؤية الشيخ وأبكى من في الغرفة ودعى له ثم انصرف .
وفاة الشيخ رحمه الله ...
كنا مجموعة داخل الغرفة حول سرير الشيخ وهو في غيبوبته ... ثم فجأة شد الشيخ على أسنانه بشدة ثم شخصت عيناه إلى اﻷعلى وفارق الحياة رحمه الله .. وهنا انبه ان البعض اخذ ينشر أثناء دفن الشيخ ونحن بالمقبرة ان الشيخ رفع السبابة وتشهد وتبسم ضاحكا !! وهذا كله غير صحيح ، والشيخ رحمه الله لايحتاج الى هذه القصص وأعماله تشهد له بإذن الله بحسن الخاتمة ، وربما عد البعض (جز) الشيخ على اسنانه من شدة النزع ابتسامة!! وهذا غير صحيح وقد كنت واقفاً امام الشيخ مباشرة واشهد بما رأيت رحمه الله رحمة واسعة
كتبه أخوكم
ابو زياد خالد باقيس
المشرف على موقع ميراث الأنبياء
المصدر
تعليق