ترجمة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ-رحمه الله- [1]
- اسمه وولادته:
هو شيخ مشايخنا الإمام العلامة سماحة الشيخ: محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن شيخ الإسلام محـمد ابن عبد الوهاب ـ رحمهم الله ـ من بني تميم .
ولد رحمه الله تعالى يوم عاشوراء من عام 1311هـ ، وقيل أن أمه كانت صائمة عاشوراء يوم ولدته [2].
أبـوه هـو الشيـخ القـاضي إبراهيم ابن عبد اللطيف، وأمه هي (الجوهرة بنت عبد العزيز الهلالي) من (عرقة) من المزاريع من بني عمرو من تميم .
- نشأته وفقده لبصره :
نشأ نشأة دينية علمية ، في بيت علم و دين ، فأدخل الكتّاب في صغره فحفظ القرآن مبكراً ، ثم بدأ الطلب على العلماء مبكراً قبل أن يبلغ السادسة عشر ، ثم أصيب رحمه الله تعالى بمرض في عينية ، وهو في هذه السن ولازمه سنة تقريباً حتى فقد بصره في حدود عام 1328هـ وهو في سن السابعة عشر.
- زواجه وأولاده:
تزوج الشيخ رحمه الله تعالى أنه تزوج ست مرات ، وأول زواجٍ له كان في سنة 1335هـ تقريباً وهو في الرابعة والعشرين من عمره ، ومات وفي عصمته ثلاث زوجات.
- مشايخه وطلبه للعلم:
حفظ القرآن مبكراً ، ثم بدأ بطلب العلم على مشايخ عصره قبل فقده لبصره ، وهو في سن المراهقة قبل أن يفقد بصره رحمه الله تعالى، وبعد أن فقد بصره استمر في طلبه العلم حتى نبغ مبكراً ، وتصدر للإفتاء والتدريس .
ومن المشايخ الذين درس عليهم :
1- الشيخ عبد الرحمن بن مفيريج :وقرأ عليه القرآن وهو صغير ، وكان الشيخ محمد رحمه الله يثني كثيراً على حفظ هذا الشيخ وسمعته يقول عنه : (إنه آية في حفظه لكتاب الله ، وفي ضبطه للإعراب ،و كان أثناء القراءة عليه يكتب فإذا أخطأ أحد في الحفظ أو القراءة يرد عليه، وكان يرد الخطأ في الحفظ والخطأ في الإعراب، وكان يفتح على الأئمة إذا أخطئوا من أول الآية أو التي قبلها)اهـ.
2- عمه الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف : وبدأ في الدراسة عليه قبل أن يفقد بصره ، وكان الشيخ عبد الله رحمه الله يحب الشيخ محمداً ويقدره كثيراً رغم صغر سنه آنذاك، وقد سمعت الشيخ محمد رحمه الله تعالى يصفه ويقول : (كانت عيون الشيخ عبد الله رحمه الله حسنة ، وكنت إذا أتيت إليه يرحب بي ترحيباً كثيراً، ويقدمني في المجلس ، وكان هذا الفعل من الشيخ رحمه الله تعالى يخجلني)اهـ.
3- الشيخ سعد بن حمد بن عتيق : وكان الشيخ محمد يحبه ويقدره كثيراً ، وكان إذا ذكره قال : (شيخنا الشيخ الكبير والعالم الشهير).
4- الشيخ عبد الله بن راشد : سمعت الشيخ محمداً يقول: ( درست عليه علم الفرائض وكان آية فيها).
5- الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع: رأيته مراراً إذا جاء للشيخ محمد رحمه الله قام إليه واستقبله ورحب به وأجلسه مكانه ، فسألت عن السبب في تقدير الشيخ له ، فقيل لي إنه شيخ له ، ولأنه يكبره بالسن.
- أعماله:
من أعماله التي تولاها :
1- عين قاضياً في (الغطغط) واستمر في هذا العمل ستة أشهر ، وتزوج الشيخ من أهلها أثناء إقامته هناك.
2- كان إماماً لمسجد الشيخ عبد الرحمن ابن حسن –المسمى الآن مسجد الشيخ محمد بن إبراهيم- وقد حدثني الشيخ نفسه رحمه الله أن اسم المسجد هو (مسجد الشيخ عبد الرحمن بن حسن ) ، وكان خطيباً للجامع الكبير ، واستمر في الإمامة والخطابة إلى موته رحمه الله تعالى.
3- التعليم : وكان رحمه الله –قبل انشغاله بالأعمال الكثيرة في مصالح المسلمين- له حلقة تدريس في مسجده بعد الفجر ، وفي بيته في الضحى ، وفي مسجده أيضاً بعد العصر أحياناً.
4- وكذلك كان هو المفتي للبلاد ، وكان قبل فتح (إدارة الإفتاء) رسمياً هو الذي يفتي ، ثم افتتحت (إدارة الإفتاء ) رسمياً في شهر شعبان من عام 1374هـ تحت إشرافه.
5- ولما افتتحت رئاسة المعاهد والكليات أيضاً كان هو الرئيس ، وكان قد أناب عنه أخاه الشيخ عبد اللطيف.
6- ولما تأسست رئاسة القضاء عام 1376هـ عمد رسمياً برئاسة القضاء ، ووضعت لها ميزانية خاصة، وعين ابنه الشيخ عبد العزيز نائباً له فيها ، و الشيخ عبد الله بن خميس مديراً عاماً.
7- ولما افتتحت رئاسة البنات عام 1380هـ كان هو المشرف العام عليها ، فوضع الشيخ عبد العزيز ابن ناصر بن رشيد رئيساً عليها ، ثم عين بدلاً عنه الشيخ ناصر بن حمد الراشد.
8- ولما افتتحت رابطة العالم الإسلامي كان هو رئيس المجلس التأسيسي لها ، وكان الأمين للرابطة هو محمد سرور الصبان.
9- ولما افتتحت الجامعة الإسلامية عام 1380هـ كان هو المؤسس لها وعين نـائباً له الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
- تلاميذه : قال حمد بن حمين [3] :
ينقسم الذين درسوا على الشيخ إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: من درسوا عليه قديماً وهؤلاء كثيرون ومنهم :
1- الشيخ عبدالله بن حميد ـ رحمه الله ـ.
2- الشيخ عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله ـ .
3- الشيخ سليمان بن عبيد ـ رحمه الله ـ.
4- الشيخ صالح بن غصون ـ رحمه الله ـ .
5- الشيخ محمد بن مهيزع ـ رحمه الله ـ.
6- الشيخ عبد الرحمن بن سعد ـ رحمه الله ـ .
7- الشيخ عبد الرحمن بن هويمل ـ رحمه الله ـ.
8- الشيخ عبد الرحمن بن فارس ـ رحمه الله ـ.
القسم الثاني : طلبته الذين أدركتهم ، وكانوا ملازمين له دائماً ، وهؤلاء عشرة طلاب هم :
1- الأخ الشيخ فهد بن حمين : وقد التحق بالشيخ من عام 1370هـ ولازمه ملازمة تامة ، وكان صوته جميلاً في القراءة فكان الشيخ محمد رحمه الله يرتاح لقراءته فيجعله إذا قرأ يطيل أكثر من غيره .
2- الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن قاسم : وكان يمتاز بحفظه للمتون وضبطه واستحضاره لها.
3- الشيخ أحمد بن عبد الرحمن بن قاسم: وكان كثير القراءة على الشيخ، وهو الذي كان يأتي للشيخ لتحضير الدروس بعد العشاء، وهو الذي كان كثيراً ما يسافر مع الشيخ في رحلاته ويقرأ عليه فيها، وهو الذي قام بترتيب مكتبة الشيخ محمد.
4- الشيخ محمد بن جابر رحمه الله وكان كفيفاً وصار قاضياً في المحكمة المستعجلة.
5- الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن فريان.
6- الشيخ عبد الله بن سليمان بن معيوف رحمه الله تعالى ولم يكمل.
7- الشيخ محمد بن عبد الله السحيباني رحمه الله وقد صار قاضياً.
8- الشيخ عبد الله بن سعدان الجظعي وصار قاضياً.
9- الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين .
10- الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن مقرن رحمه الله.
القسم الثالث : من لم يلازمه دائماً ، بل كان يأتي لحلقة الدرس أحياناً ، وهؤلاء كثيرون منهم :
1-الأمير محمد بن عبد العزيز بن سعود بن فيصل بن تركي رحمه الله تعالى .
2- الشيخ ناصر البكر.
3- والشيخ عبد الله بن عقيل [4].
4- والشيخ أحمد الحميدان.
5- والشيخ عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ.
وممن ذكرهم البسام :
1. الشيخ حمد بن محمد بن جاسر ـ رحمه الله ـ .
2. الشيخ حمود بن عقلا الشعيبي ـ رحمه الله ـ
3. الشيخ عمر بن عبدالعزيز بن مترك ـ رحمه الله ـ .
4. الشيخ عبدالله بن سليمان بن منيع .
وغيرهم كثير .
- وفاته [5] :
في صباح أحد أيام شعبان من عام 1389هـ خرج الشيخ رحمه الله إلى عمله كالعادة ووقف يوصيني ببعض الأعمال ، ورأيت على وجهه أثر صفرة ظاهرة فسألته إن كان متعباً ، أو لم ينم ؟ فسأل عن سبب سؤالي ، فقلت له عن أثر الصفرة في وجهه ، فرجع إلى بيته فسأل أهل البيت فأخبروه فذهب إلى (المستشفى المركزي) ، فأجروا له بعض التحاليل، فاكتشفوا فيه أحد الأمراض المستعصية فلم يخرج من (المستشفى) إلا عند تحري رؤية هلال رمضان حيث خرج إلى البيت فلما ثبت الشهر عاد إلى المستشفى ، ثم صدر أمر ملكي بنقله إلى (لندن) لمواصلة العلاج ، فلما وصل (لندن) أجروا له الفحوصات والتحاليل اللازمة فرأوا أن المرض بلغ غاية لا ينفع معها عملية أو علاج ، ثم دخل في غيبوبة رحمه الله تعالى وهو هناك ، فأتي به إلى (الرياض) على طائرة خاصة محمولاً على (نقالة) وبقي في غيبوبة حتى وافته المنية رحمه الله تعالى في الساعة الرابعة صباحاً –بالتوقيت العربي- من يوم الأربعاء الرابع والعشرين من شهر رمضان من عام 1389، عن عمر يناهز 78 سنة وثمانية شهور وثمانية أيام [6] ، وصلي عليه بعد صلاة الظهر من نفس اليوم وأم الناس عليه سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز ـ رحمه الله ـ وامتلأ المسجد وجميع الطرقات المؤدية إليه حتى أن كثيراً من الناس لم يدركوا الصلاة عليه من الزحام ، وحمل على الأعناق إلى مقبرة (العود) .
قال الشيخ عبدالله البسام : (والله إنه لم يمر بي بيت حافظ إبراهيم في رثاء الشيخ محمد عبده وهو :
ووفقت بين الدين والعلم والحجى *** فأظهرت نوراً من ثلاث جهات
إلا تذكرت الشيخ محمد في حياته وبعد مماته . )
- عقبه :
1. معالي الشيخ عبدالعزيز مستشار بالديوان الملكي [7] .
2. معالي الشيخ إبراهيم وزير العدل متقاعد [8].
3. الشيخ أحمد من كبار رئاسة القضاء وبقي فيها فشكلت وزارة .
4. معالي الشيخ عبدالله وزير العدل .
وممن برز في العلم من أحفاد الشيخ معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية ، ومن أحفاد الشيخ ـ رحمه الله ـ الشيخ عبدالمحسن بن عبدالعزيز عضوا الدعوة والتوجيه ، والشيخ عبدالرحمن بن أحمد الوكيل المساعد لهيئات الأمر بالمعروف [9].
___________________
[1] ترجم للشيخ الكثيرون منهم : الدرر السنية ابن قاسم 16/ 474، علماء نجد عبدالله البسام 1/242 ، مشاهير علماء نجد 169 ، الأعلام الزركلي 5/306 ، روضة الناضرين 2/ 335 ، علماء الحنابلة بكر أبو زيد برقم : 4066 ، علماء ومفكرون عرفتهم محمد المجذوب 2/ 247، علماؤنا 13 ومما أفرد في حياة الشيخ : سيرة سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ناصر الفهد ، الشيخ محمد بن إبراهيم وأثر مدرسته محمد آل سماعيل
[2] قال الشيخ عبدالله البسام في علماء نجد : ( ولد اليوم السابع عشر من شهر محرم ) وكذا ذكره الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن قاسم في فتاوى الشيخ 1/ 9 ، وما أثبته من كلام حمد بن حمين الفهد حيث قال : (حدثني الشيخ عبد الله بن إبراهيم رحمه الله تعالى –أخو الشيخ الأكبر- قال: كانت أمه صائمة عاشوراء يوم ولدته ) اهـ واغلب النقل منها وقد كتبها ولده الشيخ ناصر الفهد .
[3] بلغ بهم البسام 67 طالبا ثم قال : ( هذا ما عثرنا عليه والذي فاتنا أكثر منهم فهو استاذ أجيال وشيخ المسلمين ـ رحمه الله ـ ) أما محمد آل السماعيل فبلغ بهم 83 طالبا .
[4] وكان الشيخ وقتها قاضيا ، ثم عينه الشيخ محمد في الإفتاء .
[5] ذكر البسام أنه توفي في عام 1386هـ ، وذكر ابن قاسم في الفتاوى أنه توفي في 14/9/1398هـ وهو تصحيف فليصحح هناك .( 1/23 )
[6] الشيخ محمد بن إبراهيم ـ محمد آل سماعيل ـ 25 .
[7] وكان سابقا الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
[8] كان استاذا في جامعة الإمام
[9] الشيخ محمد بن إبراهيم ـ محمد بن إسماعيل ـ 26 .