محدث الشام الحافظ الإمام بقية الأعلام
بقلم الشيخ/ مجدي عرفات
اسمه ونسبه: هو أبو عتبة إسماعيل بن عياش بن سليم الحمصي العنسي مولاهم.
مولده: ولد سنة ست ومائة.
شيوخه: سمع من شرحبيل بن مسلم الخولاني وبحير بن سعد والزَّبيدي وثور بن يزيد وحريز بن عثمان وعاصم بن رجاء بن حيوة وخلق من الشاميين، وروى عن زيد بن أسلم وسهيل بن أبي صالح وهشام بن عروة ويحيى بن سعيد وابن جريج وموسى بن عقبة وخلق من الحجازيين والعراقيين. قال محمد بن أحمد المقدسي: كان أزرق.
ثناء العلماء عليه: قال محمد بن مهاجر: قال لي أخي عمرو: ليس تحسن تسأل، لم لا تسألني مسألة هذا الأزرق؟ ما سألني أحد أحسن مسألة منه. قلت: كيف أكون مثله وهو فقيه- يعني إسماعيل؟
عن عبد الله بن أحمد قال أبي لداود بن عمرو وأنا أسمع: يا أبا سليمان كان إسماعيل بن عياش يحدثكم هذه الأحاديث حفظًا؟ قال: نعم، ما رأيت معه كتابًا قط، فقال: لقد كان حافظًا كم كان يحفظ؟ قال: شيئًا كثيرًا قال له: كان يحفظ عشرة آلاف وعشرة آلاف وعشرة آلاف، قال أبي: هذا كان مثل وكيع.
قال أحمد: ليس أحد أروى لحديث الشاميين من إسماعيل بن عياش والوليد بن مسلم.
قال يعقوب الفسوي: كنت أسمع أصحابنا يقولون: علم الشام عند إسماعيل والوليد، فسمعت أبا اليمان يقول: كان أصحابنا لهم رغبة في العلم وطلب شديد بالشام والمدينة ومكة وكانوا يقولون: نجهد في الطلب ونتعب أبداننا ونغيب فإذا جئنا وجدنا كل ما كتبنا عند إسماعيل، قال الفسوي: وتكلم قوم في إسماعيل، وإسماعيل ثقة عدل، أعلم الناس بحديث الشاميين ولا يدفعه دافع وأكثر ما تكلموا قالوا: يغرب عن ثقات المدنيين والمكيين.
قال يزيد بن هارون: ما رأيت شاميًا ولا عراقيّا أحفظ من إسماعيل.
قال ابن معين: إسماعيل بن عياش ثقة كان أحب إلى أهل الشام من بقية ( يعني بقية بن الوليد الحمصي ).
وقال أيضًا: شهدته يُمْلِي إملاءً فكتبت عنه.
وقال يحيى أيضًا: ليس به بأس في أهل الشام، والعراقيون يكرهون حديثه.
قال ابن حبان: كان إسماعيل من الحفاظ المتقنين في حديثهم فلما كبر تغير حفظه فما حفظ في صباه وحداثته أتى به على جهته وما حفظ على الكبر من حديث الغرباء خلط فيه.
قال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: يوثق فيما روى عن أصحابه أهل الشام فأما ما روى عن غيرهم ففيه ضعف.
وقال ابن المديني: ما أحد أعلم منه بحديث أهل الشام لو ثبت على حديث أهل الشام ولكنه خلّط في حديثه عن أهل العراق.
قلت: كذا قال الفلاس، ودحيم ويعقوب بن شيبة والبخاري.
قال أبو زرعة الدمشقي: لم يكن بالشام بعد الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز أحفظ من إسماعيل بن عياش.
قال الذهبي: وكان من بحور العلم صادق اللهجة متين الديانة صاحب سنة واتباع وجلالة ووقار. وقال: وهو فيهم ( يعني الحجازيين والعراقيين ) كثير الغلط بخلاف أهل بلده فإنه يحفظ حديثهم ويكاد أن يتقنه إن شاء الله.
وقال أيضًا: حديث إسماعيل عن الحجازيين والعراقيين لا يحتج به وحديثه عن الشاميين صالح من قبيل الحسن ويحتج به إن لم يعارضه أقوى منه.
قال ابن حجر: صدوق في روايته عن أهل بلده مخلط في غيرهم.
قال الصنعاني في "سبل السلام" (3-474): والذي يرجح عند الظن قبوله مطلقًا لثقته وضبطه.
قلت: وقد رمي إسماعيل بالتدليس أيضًا.
من أحواله وأقواله:
قال أبو اليمان: كان منزل إسماعيل إلى جانب منزلي فكان يُحيي الليل وكان ربما قرأ ثم يقطع ثم رجع فقرأ من الموضع الذي قطع منه، فلقيته يومًا فقلت: يا عم، قد رأيت منك في القراءة كيت وكيت، قال: يا بني، وما سؤالك؟ قلت: أريد أن أعلم، قال: يا بني إني أصلي فأقرأ فأذكر الحديث في الباب من الأبواب التي أخرجتها فأقطع الصلاة فأكتبه فيه ثم أرجع إلى صلاتي فابتدئ من الموضع الذي قطعت منه.
قلت: "يُحيي الليل" أي: بالصلاة والعلم كما في الرواية، أما قطعه للصلاة لعله يعني أنه يسلم من الركعتين حتى يكتب ولا يصلُ الركعات ببعضها كما كان ابن عمر يفعل يسلم من الركعتين حتى يأمر ببعض حاجته.
قال يحيى الوحاظي: ما رأيت رجلاً كان أكبر نفسًا من إسماعيل بن عياش، كنا إذا أتيناه إلى مزرعته لا يرضى لنا إلا بالخروف والخبيص، سمعته يقول: ورثت من أبي أربعة آلاف دينار فأنفقتها في طلب العلم.
قال عثمان بن صالح: كان أهل مصر ينتقصون عثمان حتى نشأ فيهم الليث بن سعد فحدثهم بفضائل عثمان فكفّوا عن ذلك، وكان أهل حمص ينتقصون عليّا حتى نشأ فيهم إسماعيل بن عياش فحدثهم بفضائل عليّ فكفّوا عن ذلك.
قال الذهبي: وقد صحح الترمذي لإسماعيل بن عياش غير ما حديث من روايته عن أهل بلده، منها حديث: "لا وصية لوارث"، وحديث: "بحسب ابن آدم أكلات يُقمن صلبه"، وما خرجا له في الصحيحين شيئًا. اه.
قلت: له في البخاري شيء معلق.
وفاته: توفي إسماعيل سنة إحدى وثمانين ومائة، وقيل اثنتين وثمانين.
المراجع:
سير أعلام النبلاء. تهذيب التهذيب.
تقريب التهذيب. سبل السلام.
************************بقلم الشيخ/ مجدي عرفات
اسمه ونسبه: هو أبو عتبة إسماعيل بن عياش بن سليم الحمصي العنسي مولاهم.
مولده: ولد سنة ست ومائة.
شيوخه: سمع من شرحبيل بن مسلم الخولاني وبحير بن سعد والزَّبيدي وثور بن يزيد وحريز بن عثمان وعاصم بن رجاء بن حيوة وخلق من الشاميين، وروى عن زيد بن أسلم وسهيل بن أبي صالح وهشام بن عروة ويحيى بن سعيد وابن جريج وموسى بن عقبة وخلق من الحجازيين والعراقيين. قال محمد بن أحمد المقدسي: كان أزرق.
ثناء العلماء عليه: قال محمد بن مهاجر: قال لي أخي عمرو: ليس تحسن تسأل، لم لا تسألني مسألة هذا الأزرق؟ ما سألني أحد أحسن مسألة منه. قلت: كيف أكون مثله وهو فقيه- يعني إسماعيل؟
عن عبد الله بن أحمد قال أبي لداود بن عمرو وأنا أسمع: يا أبا سليمان كان إسماعيل بن عياش يحدثكم هذه الأحاديث حفظًا؟ قال: نعم، ما رأيت معه كتابًا قط، فقال: لقد كان حافظًا كم كان يحفظ؟ قال: شيئًا كثيرًا قال له: كان يحفظ عشرة آلاف وعشرة آلاف وعشرة آلاف، قال أبي: هذا كان مثل وكيع.
قال أحمد: ليس أحد أروى لحديث الشاميين من إسماعيل بن عياش والوليد بن مسلم.
قال يعقوب الفسوي: كنت أسمع أصحابنا يقولون: علم الشام عند إسماعيل والوليد، فسمعت أبا اليمان يقول: كان أصحابنا لهم رغبة في العلم وطلب شديد بالشام والمدينة ومكة وكانوا يقولون: نجهد في الطلب ونتعب أبداننا ونغيب فإذا جئنا وجدنا كل ما كتبنا عند إسماعيل، قال الفسوي: وتكلم قوم في إسماعيل، وإسماعيل ثقة عدل، أعلم الناس بحديث الشاميين ولا يدفعه دافع وأكثر ما تكلموا قالوا: يغرب عن ثقات المدنيين والمكيين.
قال يزيد بن هارون: ما رأيت شاميًا ولا عراقيّا أحفظ من إسماعيل.
قال ابن معين: إسماعيل بن عياش ثقة كان أحب إلى أهل الشام من بقية ( يعني بقية بن الوليد الحمصي ).
وقال أيضًا: شهدته يُمْلِي إملاءً فكتبت عنه.
وقال يحيى أيضًا: ليس به بأس في أهل الشام، والعراقيون يكرهون حديثه.
قال ابن حبان: كان إسماعيل من الحفاظ المتقنين في حديثهم فلما كبر تغير حفظه فما حفظ في صباه وحداثته أتى به على جهته وما حفظ على الكبر من حديث الغرباء خلط فيه.
قال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: يوثق فيما روى عن أصحابه أهل الشام فأما ما روى عن غيرهم ففيه ضعف.
وقال ابن المديني: ما أحد أعلم منه بحديث أهل الشام لو ثبت على حديث أهل الشام ولكنه خلّط في حديثه عن أهل العراق.
قلت: كذا قال الفلاس، ودحيم ويعقوب بن شيبة والبخاري.
قال أبو زرعة الدمشقي: لم يكن بالشام بعد الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز أحفظ من إسماعيل بن عياش.
قال الذهبي: وكان من بحور العلم صادق اللهجة متين الديانة صاحب سنة واتباع وجلالة ووقار. وقال: وهو فيهم ( يعني الحجازيين والعراقيين ) كثير الغلط بخلاف أهل بلده فإنه يحفظ حديثهم ويكاد أن يتقنه إن شاء الله.
وقال أيضًا: حديث إسماعيل عن الحجازيين والعراقيين لا يحتج به وحديثه عن الشاميين صالح من قبيل الحسن ويحتج به إن لم يعارضه أقوى منه.
قال ابن حجر: صدوق في روايته عن أهل بلده مخلط في غيرهم.
قال الصنعاني في "سبل السلام" (3-474): والذي يرجح عند الظن قبوله مطلقًا لثقته وضبطه.
قلت: وقد رمي إسماعيل بالتدليس أيضًا.
من أحواله وأقواله:
قال أبو اليمان: كان منزل إسماعيل إلى جانب منزلي فكان يُحيي الليل وكان ربما قرأ ثم يقطع ثم رجع فقرأ من الموضع الذي قطع منه، فلقيته يومًا فقلت: يا عم، قد رأيت منك في القراءة كيت وكيت، قال: يا بني، وما سؤالك؟ قلت: أريد أن أعلم، قال: يا بني إني أصلي فأقرأ فأذكر الحديث في الباب من الأبواب التي أخرجتها فأقطع الصلاة فأكتبه فيه ثم أرجع إلى صلاتي فابتدئ من الموضع الذي قطعت منه.
قلت: "يُحيي الليل" أي: بالصلاة والعلم كما في الرواية، أما قطعه للصلاة لعله يعني أنه يسلم من الركعتين حتى يكتب ولا يصلُ الركعات ببعضها كما كان ابن عمر يفعل يسلم من الركعتين حتى يأمر ببعض حاجته.
قال يحيى الوحاظي: ما رأيت رجلاً كان أكبر نفسًا من إسماعيل بن عياش، كنا إذا أتيناه إلى مزرعته لا يرضى لنا إلا بالخروف والخبيص، سمعته يقول: ورثت من أبي أربعة آلاف دينار فأنفقتها في طلب العلم.
قال عثمان بن صالح: كان أهل مصر ينتقصون عثمان حتى نشأ فيهم الليث بن سعد فحدثهم بفضائل عثمان فكفّوا عن ذلك، وكان أهل حمص ينتقصون عليّا حتى نشأ فيهم إسماعيل بن عياش فحدثهم بفضائل عليّ فكفّوا عن ذلك.
قال الذهبي: وقد صحح الترمذي لإسماعيل بن عياش غير ما حديث من روايته عن أهل بلده، منها حديث: "لا وصية لوارث"، وحديث: "بحسب ابن آدم أكلات يُقمن صلبه"، وما خرجا له في الصحيحين شيئًا. اه.
قلت: له في البخاري شيء معلق.
وفاته: توفي إسماعيل سنة إحدى وثمانين ومائة، وقيل اثنتين وثمانين.
المراجع:
سير أعلام النبلاء. تهذيب التهذيب.
تقريب التهذيب. سبل السلام.