زوجات النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم
الكاتب: حسن بوقليل (ليسانس في علوم الشريعة-الجزائر-) مجلة الإصلاح الجزائرية
قد أوجب الله –عز وجل- لنبينا صلى الله عليه وسلم على خلقه حقوقا زائدة على مجرد التصديق بنبوته، وحرم أمورا زائدة على مجرد التكذيب بنبوته [1]، فمن ذلك تعظيم نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿وتعزِّروه وتوقِّروه ﴾[ الفتح:9][2].
وإن من تعظيمه صلى الله عليه وسلم تعظيم آل بيته، وزوجاته –رضي الله عنهن- وتوقيرهن، فهن سره صلى الله عليه وسلم، وعرضه وشرفه، ولا يطعن فيهنَّ إلا من زاغ قلبه –عياذاً بالله-، قال تعالى: ﴿إِنّ الّذِين يؤْذون اللّه ورسوله لعنهم اللّه فِي الدّنْيا والْآخِرةِ وأعدّ لهمْ عذابًا مهِينًا﴾[الأحزاب:57] .
وأوجب على الأمة لأجله احترام أزواجه، وجعلهن أمهات في التحريم والاحترام، فقال: ﴿وأزْواجه أمّهاتهمْ﴾[الأحزاب:57]، قال قتادة: "يعظم بذلك حقهن"[3]، وقال القرطبي –رحمه الله- " شرَّف الله تعالى أزواج نبيه صلى الله عليه وسلم بأن جعلهن أمهات المؤمنين، أي في وجوب التعظيم والمبرَّة والإجلال، وحرمة النكاح على الرجال، وحجبهن –رضي الله عنهنَّ- بخلاف الأمَّهات[4].وهذه الآية ممَّا خصَّ به الله –عز وجل+ نبيَّه محمدَّا صلى الله عليه وسلم[5]".
- وتتعلق بزوجات النبي صلى الله عليه وسلم مسائل، نذكر منها:
v أمومتهن[6] :
قال الإمام الشافعي-رحمه الله- " فقوله﴿وأزْواجه أمّهاتهمْ﴾يعني في معنى دون معنى، وذلك أنه لا يحل لهم نكاحن بحال، ولا يحرم عليهم نكاح بنات لو كنَّ لهن، كما يحرم عليهم نكاح بنات أمهاتهم اللاتي ولدنهم أو أرضعنهم"[7]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-" وقد أجمع المسلمون على تحريم هؤلاء بعد موته على غيره، وعلى وجوب احترامهنَّ، فهنَّ أمهات المؤمنين في الحرمة والتحريم، ولسن أمهات المؤمنين في المحرمية، فلا يجوز لغير أقاربهنَّ الخلوة بهنَّ ولا السفر بهنَّ، كما يخرج الرجل المسافر بذوات محارمه [8]"
v هل النبي صلى الله عليه وسلم أبو المؤمنين ؟
جاء في بعض القراءات: ﴿النّبِيّ أوْلىٰ بِالْمؤْمِنِين مِنْ أنْفسِهِمْ ۖوَهُوَ أَبٌ لَهُمْ﴾، وتنسب لأبي بن كعب وابن عباس رضي الله عنهما وغيرهما[9]، فالنبي صلى الله عليه وسلم أبٌ للمؤمنين، قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- : " والقراءة المشهورة تدل على ذلك، فإن نساءه كنَّ أمَّهات المؤمنين تبعاً له، فلولا أنه كالأب لم يكن نساؤه كالأمَّهات "[10].
وقال الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله- : " وهذا مقتضى القياس، إذا زوجاته أمهات فهو أبٌ، ولكن ليس أب النسب"[11].
وقال الإمام الشنقيطي –رحمه الله- : " وهذه الأبوَّة، أبوَّة دينية، وهو صلى الله عليه وسلم أرأف بأمته من الوالد الشفيق بأولاده "[12].
v هل إخوة زوجات النبي صلى الله عليه وسلم أخوال للمؤمنين؟
اختلف أهل العلم في هذه المسألة:
- فقيل: يقال لأحدهم خال المؤمنين، وعلى هذا لا يختص بمعاوية -رضي الله عنه- بل يدخل فيه كل اخوة زوجات النبي صلى الله عليه وسلم .
- وقيل: لا يقال لأحدهم خال المؤمنين، فإنه لو أطلق ذلك لقيل لأخواتهن خالات المؤمنين، ويحرم على المؤمنين أن يتزوج أحدهم خالته، كما يحرم على المرأة أن تتزوج خالها.
والأولون قصدوا بذلك الإطلاق أن لأحدهم مصاهرة مع النبي صلى الله عليه وسلم واشتهر ذلك عن معاوية –رضي الله عنه- فهو من فضائله لا من خصائصه[13].
v هل سراري النبي صلى الله عليه وسلم من أمهات المؤمنين؟
قال محمد بن محمد الحطاب المالكي –رحمه الله-: " وقع بين بعض طلبة العلم بحث في أم ولده إبراهيم صلى الله عليه وسلم هل هي من أمهات المؤمنين أم لا؟
والذي يظهر لي أنها ليست من أمَّهات المؤمنين لما في "صحيح البخاري" من كتاب الجهاد، وكتاب النكاح: " أنه صلى الله عليه وسلم لما بنى بصفية قال أصحابه: هل هي أحدى أمهات المؤمنين، أو مما ملكت يمينه؟ ثم قالوا: إن حجبها فهي إحدى أمهات المؤمنين، وإن لم يحجبها فمما ملكت يمينه"[14].
قال شيخ الإسلام-رحمه الله-: "دلَّ على أن الحجاب كان مختصا بالحرائر، وفي الحديث دليل على أن أمومة المؤمنين لأزواجه دون سراريه، والقرآن ما يدل إلاَّ على ذلك، لأنه قال: ﴿وأزْواجه أمّهاتهمْ﴾[الأحزاب 6]، وقال: ﴿ولا أنْ تنْكِحوا أزْواجه مِنْ بعْدِهِ أبدًا﴾[الأحزاب 53]وهذا أيضا دليل ثالث من الآية، لأن الضمير في قوله: ﴿وإِذا سألْتموهنّ﴾ عائد إلى أزواجه، فليس للمملوكات ذكر في الخطاب، لكن إباحة سراريه من بعده فيه نظر"[15].
v أيهما أفضل خديجة أم عائشة؟
قال ابن القيم –رحمه الله-: " واُختُلِف في تفضيلها على عائشة رضي الله عنها على ثلاثة أقوال، ثالثها الوقف، وسألت شيخنا ابن تيمية –رحمه الله- فقال: اختص كل واحدة منهما بخاصةٍ، فخديجة كان تأثيرها في أول الإسلام، وكانت تسلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتثبته وتسكنه، وتبذل دونه مالها، فأدركت عزة الإسلام، واحتملت الأذى في الله وفي رسوله، وكانت نصرتها للرسول صلى الله عليه وسلم في أعظم أوقات الحاجة، فلها من النصرة والبذل ما ليس لغيرها، وعائشة -رضي الله عنها- تأثيرها في آخر الإسلام، فلها من التفقه في الدين وتبليغه للأمة، وانتفاع نبيها بما أدت إليهم من العلم ما ليس لغيرها، هذا معنى كلامه"[16].
v سرد أسماء أمهات المؤمنين (رضي الله عنهن) :
وهذه أسماؤهن –رضي الله عنهن- بالترتيب :
وإن من تعظيمه صلى الله عليه وسلم تعظيم آل بيته، وزوجاته –رضي الله عنهن- وتوقيرهن، فهن سره صلى الله عليه وسلم، وعرضه وشرفه، ولا يطعن فيهنَّ إلا من زاغ قلبه –عياذاً بالله-، قال تعالى: ﴿إِنّ الّذِين يؤْذون اللّه ورسوله لعنهم اللّه فِي الدّنْيا والْآخِرةِ وأعدّ لهمْ عذابًا مهِينًا﴾[الأحزاب:57] .
وأوجب على الأمة لأجله احترام أزواجه، وجعلهن أمهات في التحريم والاحترام، فقال: ﴿وأزْواجه أمّهاتهمْ﴾[الأحزاب:57]، قال قتادة: "يعظم بذلك حقهن"[3]، وقال القرطبي –رحمه الله- " شرَّف الله تعالى أزواج نبيه صلى الله عليه وسلم بأن جعلهن أمهات المؤمنين، أي في وجوب التعظيم والمبرَّة والإجلال، وحرمة النكاح على الرجال، وحجبهن –رضي الله عنهنَّ- بخلاف الأمَّهات[4].وهذه الآية ممَّا خصَّ به الله –عز وجل+ نبيَّه محمدَّا صلى الله عليه وسلم[5]".
- وتتعلق بزوجات النبي صلى الله عليه وسلم مسائل، نذكر منها:
v أمومتهن[6] :
قال الإمام الشافعي-رحمه الله- " فقوله﴿وأزْواجه أمّهاتهمْ﴾يعني في معنى دون معنى، وذلك أنه لا يحل لهم نكاحن بحال، ولا يحرم عليهم نكاح بنات لو كنَّ لهن، كما يحرم عليهم نكاح بنات أمهاتهم اللاتي ولدنهم أو أرضعنهم"[7]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-" وقد أجمع المسلمون على تحريم هؤلاء بعد موته على غيره، وعلى وجوب احترامهنَّ، فهنَّ أمهات المؤمنين في الحرمة والتحريم، ولسن أمهات المؤمنين في المحرمية، فلا يجوز لغير أقاربهنَّ الخلوة بهنَّ ولا السفر بهنَّ، كما يخرج الرجل المسافر بذوات محارمه [8]"
v هل النبي صلى الله عليه وسلم أبو المؤمنين ؟
جاء في بعض القراءات: ﴿النّبِيّ أوْلىٰ بِالْمؤْمِنِين مِنْ أنْفسِهِمْ ۖوَهُوَ أَبٌ لَهُمْ﴾، وتنسب لأبي بن كعب وابن عباس رضي الله عنهما وغيرهما[9]، فالنبي صلى الله عليه وسلم أبٌ للمؤمنين، قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- : " والقراءة المشهورة تدل على ذلك، فإن نساءه كنَّ أمَّهات المؤمنين تبعاً له، فلولا أنه كالأب لم يكن نساؤه كالأمَّهات "[10].
وقال الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله- : " وهذا مقتضى القياس، إذا زوجاته أمهات فهو أبٌ، ولكن ليس أب النسب"[11].
وقال الإمام الشنقيطي –رحمه الله- : " وهذه الأبوَّة، أبوَّة دينية، وهو صلى الله عليه وسلم أرأف بأمته من الوالد الشفيق بأولاده "[12].
v هل إخوة زوجات النبي صلى الله عليه وسلم أخوال للمؤمنين؟
اختلف أهل العلم في هذه المسألة:
- فقيل: يقال لأحدهم خال المؤمنين، وعلى هذا لا يختص بمعاوية -رضي الله عنه- بل يدخل فيه كل اخوة زوجات النبي صلى الله عليه وسلم .
- وقيل: لا يقال لأحدهم خال المؤمنين، فإنه لو أطلق ذلك لقيل لأخواتهن خالات المؤمنين، ويحرم على المؤمنين أن يتزوج أحدهم خالته، كما يحرم على المرأة أن تتزوج خالها.
والأولون قصدوا بذلك الإطلاق أن لأحدهم مصاهرة مع النبي صلى الله عليه وسلم واشتهر ذلك عن معاوية –رضي الله عنه- فهو من فضائله لا من خصائصه[13].
v هل سراري النبي صلى الله عليه وسلم من أمهات المؤمنين؟
قال محمد بن محمد الحطاب المالكي –رحمه الله-: " وقع بين بعض طلبة العلم بحث في أم ولده إبراهيم صلى الله عليه وسلم هل هي من أمهات المؤمنين أم لا؟
والذي يظهر لي أنها ليست من أمَّهات المؤمنين لما في "صحيح البخاري" من كتاب الجهاد، وكتاب النكاح: " أنه صلى الله عليه وسلم لما بنى بصفية قال أصحابه: هل هي أحدى أمهات المؤمنين، أو مما ملكت يمينه؟ ثم قالوا: إن حجبها فهي إحدى أمهات المؤمنين، وإن لم يحجبها فمما ملكت يمينه"[14].
قال شيخ الإسلام-رحمه الله-: "دلَّ على أن الحجاب كان مختصا بالحرائر، وفي الحديث دليل على أن أمومة المؤمنين لأزواجه دون سراريه، والقرآن ما يدل إلاَّ على ذلك، لأنه قال: ﴿وأزْواجه أمّهاتهمْ﴾[الأحزاب 6]، وقال: ﴿ولا أنْ تنْكِحوا أزْواجه مِنْ بعْدِهِ أبدًا﴾[الأحزاب 53]وهذا أيضا دليل ثالث من الآية، لأن الضمير في قوله: ﴿وإِذا سألْتموهنّ﴾ عائد إلى أزواجه، فليس للمملوكات ذكر في الخطاب، لكن إباحة سراريه من بعده فيه نظر"[15].
v أيهما أفضل خديجة أم عائشة؟
قال ابن القيم –رحمه الله-: " واُختُلِف في تفضيلها على عائشة رضي الله عنها على ثلاثة أقوال، ثالثها الوقف، وسألت شيخنا ابن تيمية –رحمه الله- فقال: اختص كل واحدة منهما بخاصةٍ، فخديجة كان تأثيرها في أول الإسلام، وكانت تسلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتثبته وتسكنه، وتبذل دونه مالها، فأدركت عزة الإسلام، واحتملت الأذى في الله وفي رسوله، وكانت نصرتها للرسول صلى الله عليه وسلم في أعظم أوقات الحاجة، فلها من النصرة والبذل ما ليس لغيرها، وعائشة -رضي الله عنها- تأثيرها في آخر الإسلام، فلها من التفقه في الدين وتبليغه للأمة، وانتفاع نبيها بما أدت إليهم من العلم ما ليس لغيرها، هذا معنى كلامه"[16].
v سرد أسماء أمهات المؤمنين (رضي الله عنهن) :
وهذه أسماؤهن –رضي الله عنهن- بالترتيب :
1- خديجة بنت خويلد القرشية
(ت :3 قبل الهجرة)
(ت :3 قبل الهجرة)
كانت تدعى في الجاهلية " الطاهرة "[17]، قال الذهبي –رحمه الله- " أم المؤمنين وسيدة نساء العالمين في زمانها، أم القاسم ... وأول من آمن به وصدقه قبل كل أحدٍ، وثبَّتت جأشه، ومضت به إلى ابن عمها ورقة، ومناقبها جمة، وهي ممن كمل من النساء، كانت عاقلة، جليلة، ديِّنَةً، مصونة، كريمة، من أهل الجنة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يثني عليها، ويفضلها على سائر أمَّهات المؤمنين، ويبالغ في تعظيمها، بحيث إن عائشة كانت تقول: "ما غرت من امرأة ما غرت من خديجة، من كثرة ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لها"[18].
ومن كرامتها عليه صلى الله عليه وسلم أنها لم يتزوج امرأة قبلها، وجاء منها عدة أولاده، ولم يتزوج عليها قط، ولا تسرى إلا أن قضت نحبها، فوجد لفقدها، فنَّها كانت نعم القرين، وكانت تنفق عليه من مالها، ويتجر هو صلى الله عليه وسلم لها"[19].
وهي أول من تزوج النبي صلى الله عليه وسلم، في السنة التي بنت قريش الكعبة، وأصدقها رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين بكرة[20]، وكان عمره خمس وعشرون سنة[21]. وعمرها أربعون سنة[22]. وكان منها كل ولده إلا إبراهيم وهم: زينب، رقية، وأم كلثوم، وفاطمة، ثم بعدهنَّ القاسم والطيب والطاهر[23]. فمات الذكور جميعا وهم يرضعون، وماتت خديجة رضي الله عنها- قبل الهجرة بثلاث سنين[24].
ومن كرامتها عليه صلى الله عليه وسلم أنها لم يتزوج امرأة قبلها، وجاء منها عدة أولاده، ولم يتزوج عليها قط، ولا تسرى إلا أن قضت نحبها، فوجد لفقدها، فنَّها كانت نعم القرين، وكانت تنفق عليه من مالها، ويتجر هو صلى الله عليه وسلم لها"[19].
وهي أول من تزوج النبي صلى الله عليه وسلم، في السنة التي بنت قريش الكعبة، وأصدقها رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين بكرة[20]، وكان عمره خمس وعشرون سنة[21]. وعمرها أربعون سنة[22]. وكان منها كل ولده إلا إبراهيم وهم: زينب، رقية، وأم كلثوم، وفاطمة، ثم بعدهنَّ القاسم والطيب والطاهر[23]. فمات الذكور جميعا وهم يرضعون، وماتت خديجة رضي الله عنها- قبل الهجرة بثلاث سنين[24].
2- سودةبنت زمعة القرشية
(ت : 54 ه)
(ت : 54 ه)
تزوجهارسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موت خديجة بأيام[25]، وأصدقها أربعة مائة درهم ولماكبرت رضي الله عنها وهبت يومها لعائشة رضي الله عنها وفيها نزل:﴿وإِنِ امْرأةٌ خافتْ مِنْ بعْلِها نشوزًا ﴾[ النساء:128][26].
ومنفضائلها أنها وهبت يومها لحبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم إرضاء له، فعن عائشةرضي الله عنها قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد السفر أقرعبين نسائه، فَأيتُهُنَّ خرج سهمها خرج بها معه، وكان يقسم لكل امرأة منهن يومهاوليلتها، غير سودة بنت زمعة وهبة يومها وليلتها لعائشة زوج النبيصلى اللهعليه وسلم، تبتغي بذلك رضى رسول اللهصلى الله عليه وسلم"[27].
ومنفضائلها أنها كانت سببا في نزول الحجاب على أمهات المؤمنين، فعن عائشة رضي اللهعنها أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كن يخرجن بالليل إذا تبرزن إلىالمناصع - وهو صعيد أفيح- فكان عمر يقول لنبي صلى الله عليه وسلم : أحجبنسائك، فلم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل، فخرجت سودة بنت زمعة زوجالنبي صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي عشاءً، وكان ت امرأة طويلة،فناداها عمر: ألا قد عرفناك يا سودة! حرصاً على أن ينزل الحجاب، فأنزل الله آيةالحجاب[28].
توفيترضي الله عنها في آخر خلافة عمر ابن الخطاب رضي الله عنها، سنة أربع وخمسين[29].
ومنفضائلها أنها وهبت يومها لحبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم إرضاء له، فعن عائشةرضي الله عنها قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد السفر أقرعبين نسائه، فَأيتُهُنَّ خرج سهمها خرج بها معه، وكان يقسم لكل امرأة منهن يومهاوليلتها، غير سودة بنت زمعة وهبة يومها وليلتها لعائشة زوج النبيصلى اللهعليه وسلم، تبتغي بذلك رضى رسول اللهصلى الله عليه وسلم"[27].
ومنفضائلها أنها كانت سببا في نزول الحجاب على أمهات المؤمنين، فعن عائشة رضي اللهعنها أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كن يخرجن بالليل إذا تبرزن إلىالمناصع - وهو صعيد أفيح- فكان عمر يقول لنبي صلى الله عليه وسلم : أحجبنسائك، فلم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل، فخرجت سودة بنت زمعة زوجالنبي صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي عشاءً، وكان ت امرأة طويلة،فناداها عمر: ألا قد عرفناك يا سودة! حرصاً على أن ينزل الحجاب، فأنزل الله آيةالحجاب[28].
توفيترضي الله عنها في آخر خلافة عمر ابن الخطاب رضي الله عنها، سنة أربع وخمسين[29].
3- عائشةبنت أبي بكر الصديق القرشية
( ت : 57 ه)
( ت : 57 ه)
تزوجهارسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة بسنتين، وهي بنت ست سنين، وبنىبها بالمدينة، في شوال من السنة الأولى من الهجرة وهي بنت تسع، ولم يتزوج صلىالله عليه وسلم بكرا غيرها .[30]
وزواجه صلىالله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها كان بوحي من الله عز وجل، فعن عائشة رضي اللهعنها قالت: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أريتك في المنام ثلاثليالٍ: جاءني بك الماك في سرقة من حرير، فيقول: هذه امرأتك فأكشف عن وجهك فإذا أنتهي، فأقول: إن يك هذا من عند الله يمضه"[31].
وفضائلهارضي الله عنها لا تحصى كثرة، ويكفي أنها كانت من أحب النساء إلى رسولالله صلى الله عليه وسلم، وهو القائل عليه السلام: "فضل عائشة على النساءكفضل الثريد على سائر الطعام"[32]، وقدأنزل الله في تبرئتها مما رماها به أهل الإفك قرآنا يتلى إلى يوم القيامة[33].
توفيعنها صلى الله عليه وسلم وهي ابنة ثمان عشرة سنة، وتوفيت بالمدينة سنة سبع أوثمان وخمسين للهجرة، وصلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه، ودفنت بالبقيع[34].
وزواجه صلىالله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها كان بوحي من الله عز وجل، فعن عائشة رضي اللهعنها قالت: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أريتك في المنام ثلاثليالٍ: جاءني بك الماك في سرقة من حرير، فيقول: هذه امرأتك فأكشف عن وجهك فإذا أنتهي، فأقول: إن يك هذا من عند الله يمضه"[31].
وفضائلهارضي الله عنها لا تحصى كثرة، ويكفي أنها كانت من أحب النساء إلى رسولالله صلى الله عليه وسلم، وهو القائل عليه السلام: "فضل عائشة على النساءكفضل الثريد على سائر الطعام"[32]، وقدأنزل الله في تبرئتها مما رماها به أهل الإفك قرآنا يتلى إلى يوم القيامة[33].
توفيعنها صلى الله عليه وسلم وهي ابنة ثمان عشرة سنة، وتوفيت بالمدينة سنة سبع أوثمان وخمسين للهجرة، وصلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه، ودفنت بالبقيع[34].
4- حفصةبنت عمر ابن الخطاب القرشية
(ت : 41ه)
(ت : 41ه)
وهيالستر الرفيع، حفصة بنت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب القرشية، تزوجها رسولالله صلى الله عليه وسلم سنة ثلاث من الهجرة، وأصدقها رسول الله صلى اللهعليه وسلم أربعمائة درهم، وكان عمرها عشرين سنة[35].
كانتمن المهاجرات، وكانت قبله عند خنيس بن حذافة السهمي، فلما تأيمت ذكرها عمر لعثمانوأبي بكر رضي الله عنهما، فعن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، حين تأيمت حفصة بنت عمرمن خنيس بن حذافة السهمي، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شهدبدراً، توفي بالمدينة، قال عمر: فلقيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة، فقلت: إنشئت أنكحتك حفصة بنت عمر! قال: سأنظر في أمري، فلبثت ليالي، فقال: قد بدا لي أن لاأتزوج يومي هذا، قال عمر: فلقيت أبا بكر فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر! فصمت أبو بكر فلم يرجع إلي شيئا، فكنت عليه أوجد مني على عثمان، فلبثت لياليثم خطبها رسول رسول الله صلى الله عليه فأنكحتها إياه، فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك، قلت: نعم، قال: فإنه لم يمنعني أنأرجع إليك فيما عرضت إلا أنني قد علمت أن رسول الله رسول الله صلى الله عليهقد ذكرها، فلم لأكن أن أفشي سر رسول الله صلى الله عليه، ولو تركها لقبلتها[36] "
ثم طلقها النبي صلى الله عليه وسلم وراجعها، فعن ابن عمر قال: دخل عمر على حفصة وهي تبكي، فقال لها: وما يبكيك؟ لعلَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم طلقك؟، إن كان طلقك مرة، ثم راجعك من أجلي، والله لئن طلقك مرة أخرى لا أكلمك أبداً [37]"
وعن أنس رضي الله عنه : " أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة، فأتاه جبريل عليه السلام، فقال: يا محمد، طلقت حفصة وهي صوامة قوامة، وهي زوجتك في الجنَّة، فراجِعها[38]" .
ومن فضائلها رضي الله عنه أنها كانت أمينة، فكانت الصحف التي جمعها أبو بكر رضي الله عندها بعد وفاته، ثم في خلافة عمر رضي الله عنه، ثم أرسلتها إلى عثمان رضي الله عنه في خلافته"[39].
توفيت حفصة رضي الله عنه سنة إحدى وأربعين، عام الجماعة، وقيل: توفيت سنة خمس وأربعين بالمدينة، وصلى عليها والي المدينة مروان "[40].
كانتمن المهاجرات، وكانت قبله عند خنيس بن حذافة السهمي، فلما تأيمت ذكرها عمر لعثمانوأبي بكر رضي الله عنهما، فعن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، حين تأيمت حفصة بنت عمرمن خنيس بن حذافة السهمي، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شهدبدراً، توفي بالمدينة، قال عمر: فلقيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة، فقلت: إنشئت أنكحتك حفصة بنت عمر! قال: سأنظر في أمري، فلبثت ليالي، فقال: قد بدا لي أن لاأتزوج يومي هذا، قال عمر: فلقيت أبا بكر فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر! فصمت أبو بكر فلم يرجع إلي شيئا، فكنت عليه أوجد مني على عثمان، فلبثت لياليثم خطبها رسول رسول الله صلى الله عليه فأنكحتها إياه، فلقيني أبو بكر فقال: لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك، قلت: نعم، قال: فإنه لم يمنعني أنأرجع إليك فيما عرضت إلا أنني قد علمت أن رسول الله رسول الله صلى الله عليهقد ذكرها، فلم لأكن أن أفشي سر رسول الله صلى الله عليه، ولو تركها لقبلتها[36] "
ثم طلقها النبي صلى الله عليه وسلم وراجعها، فعن ابن عمر قال: دخل عمر على حفصة وهي تبكي، فقال لها: وما يبكيك؟ لعلَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم طلقك؟، إن كان طلقك مرة، ثم راجعك من أجلي، والله لئن طلقك مرة أخرى لا أكلمك أبداً [37]"
وعن أنس رضي الله عنه : " أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة، فأتاه جبريل عليه السلام، فقال: يا محمد، طلقت حفصة وهي صوامة قوامة، وهي زوجتك في الجنَّة، فراجِعها[38]" .
ومن فضائلها رضي الله عنه أنها كانت أمينة، فكانت الصحف التي جمعها أبو بكر رضي الله عندها بعد وفاته، ثم في خلافة عمر رضي الله عنه، ثم أرسلتها إلى عثمان رضي الله عنه في خلافته"[39].
توفيت حفصة رضي الله عنه سنة إحدى وأربعين، عام الجماعة، وقيل: توفيت سنة خمس وأربعين بالمدينة، وصلى عليها والي المدينة مروان "[40].
5- زينب بنت خزيمة الهلالية
(ت : 3 ه)
(ت : 3 ه)
كانت تدعى في الجاهلية، "أم المساكين" لكثرة معروفها، كانت عند عبد الله بن جحش فقتل يوم أحد، وهي أخت أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها لأمها.
وتزوجها رسول صلى الله عليه وسلم في رمضان سنة ثلاث، وأصدقها رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم.
وكان دخوله صلى الله عليه وسلم بها بعد دخوله على حفصة بنت عمر رضي الله عنها، ثم لم تلبث عنده إلا شهرين أو ثلاثة وماتت[41]، صلى عليها زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفنت بالبقيع.
وتزوجها رسول صلى الله عليه وسلم في رمضان سنة ثلاث، وأصدقها رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم.
وكان دخوله صلى الله عليه وسلم بها بعد دخوله على حفصة بنت عمر رضي الله عنها، ثم لم تلبث عنده إلا شهرين أو ثلاثة وماتت[41]، صلى عليها زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفنت بالبقيع.
6- أم سلمة هند بنت أبي أمية المخزومية
(ت : 62 ه)
(ت : 62 ه)
السيدة، المحجبة، الطاهرة، بنت عم خالد بن الوليد رضي الله عنه، وبنت عم أبي جهل، تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم سنة أربع من الهجرة في شوال.
عن أنس رضي الله عنه قال: لمَّا حضرت أبا سلمة الوفاة، قالت أم سلمة: إلى من تكلني؟ فقال: اللهم! إنك لأم سلمة خير من أبي سلمة، فلما توفي خطبها رسول صلى الله عليه وسلم، فقالت: إني كبيرة السَّنِّ، قال: " أنا أكبر منك سنًّا والعيال على الله ورسوله، وأما الغيرة، فأرجو الله أن يذهبها " فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأرسل إليها برحاءين وجرة ماء[42].
كانت تعد من فقهاء الصحابيات، ومن أجمل النساء وأشرفهن نسبا، وهي آخر من مات من أمهات المؤمنين، ومن فضائلها أن جبريل عليه السلام دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهي عنده، فعن أسامة رضي الله عنه: أن جبريل عليه سلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أم سلمة فقال: "من هذا؟" أو كما قال، قالت: دحية، قالت أم سلمة: ايم الله ما حسبته إلا إياه، حتى سمعت خطبة نبي الله صلى الله عليه وسلم يخبر خبر جبريل، أو كما قال[43].
عمرت نحوا من تسعين سنة، وماتت سنة اثنتين وستِّين.
عن أنس رضي الله عنه قال: لمَّا حضرت أبا سلمة الوفاة، قالت أم سلمة: إلى من تكلني؟ فقال: اللهم! إنك لأم سلمة خير من أبي سلمة، فلما توفي خطبها رسول صلى الله عليه وسلم، فقالت: إني كبيرة السَّنِّ، قال: " أنا أكبر منك سنًّا والعيال على الله ورسوله، وأما الغيرة، فأرجو الله أن يذهبها " فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأرسل إليها برحاءين وجرة ماء[42].
كانت تعد من فقهاء الصحابيات، ومن أجمل النساء وأشرفهن نسبا، وهي آخر من مات من أمهات المؤمنين، ومن فضائلها أن جبريل عليه السلام دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهي عنده، فعن أسامة رضي الله عنه: أن جبريل عليه سلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أم سلمة فقال: "من هذا؟" أو كما قال، قالت: دحية، قالت أم سلمة: ايم الله ما حسبته إلا إياه، حتى سمعت خطبة نبي الله صلى الله عليه وسلم يخبر خبر جبريل، أو كما قال[43].
عمرت نحوا من تسعين سنة، وماتت سنة اثنتين وستِّين.
7- زينب بن جحش القرشية
( ت: 20 ه)
( ت: 20 ه)
ابنة عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم أميمة بنت عبد المطلب، من المهاجرات الأول، وكانت من سادة النساء دينا، وورعا، وجودًا، ومعروفا -رضي الله عنها-.
كانت عند زيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم، وهي التي يقول الله فيها: ﴿وإِذْ تقول لِلّذِي أنْعم اللّه عليْهِ وأنْعمْت عليْهِ أمْسِكْ عليْك زوْجك واتّقِ اللّه وتخْفِي فِي نفْسِك ما اللّه مبْدِيهِ وتخْشى النّاس واللّه أحقّ أنْ تخْشاه ۖ فلمّا قضىٰ زيْدٌ مِنْها وطرًا زوّجْناكها لِكيْ لا يكون على الْمؤْمِنِين حرجٌ فِي أزْواجِ أدْعِيائِهِمْ إِذا قضوْا مِنْهنّ وطرًا ۚ وكان أمْر اللّهِ مفْعولًا﴾[الأحزاب:37]، فزوجها الله تعالى بلا ولي ولا شاهد، فكانت تفخر بذلك على أمهات المؤمنين، وتقول: "زوجكن أهاليكن، وزوجني الله تعالى من فوق سبع سموات"[44].
ومن فضائلها أن عائشة رضي الله عنها أثنت عليها بقولها: " وهي التي كانت تساميني منهن في المنزلة عند صلى الله عليه وسلم، ولم أر امرأة قط خيرا في الدين من زينب، وأتقى لله وأصدق حديثا، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي تصدق به، وتقرب إلى الله تعالى "[45].
ومن فضائلها أنها كثيرة الصدقة، فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أسرعكن لحاقا بي [46]أطولكن يدا "، قالت: " فكن يتطاولن أيتهن أطول يداً، قالت: فكانت أطولنا يداً زينب، لأنها كانت تعمل بيدها وتصَّدق"[47].
توفيت بالمدينة سنة عشرين ودقنت رضي الله عنها بالبقيع، وصلى عليها ابن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه[48].
كانت عند زيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم، وهي التي يقول الله فيها: ﴿وإِذْ تقول لِلّذِي أنْعم اللّه عليْهِ وأنْعمْت عليْهِ أمْسِكْ عليْك زوْجك واتّقِ اللّه وتخْفِي فِي نفْسِك ما اللّه مبْدِيهِ وتخْشى النّاس واللّه أحقّ أنْ تخْشاه ۖ فلمّا قضىٰ زيْدٌ مِنْها وطرًا زوّجْناكها لِكيْ لا يكون على الْمؤْمِنِين حرجٌ فِي أزْواجِ أدْعِيائِهِمْ إِذا قضوْا مِنْهنّ وطرًا ۚ وكان أمْر اللّهِ مفْعولًا﴾[الأحزاب:37]، فزوجها الله تعالى بلا ولي ولا شاهد، فكانت تفخر بذلك على أمهات المؤمنين، وتقول: "زوجكن أهاليكن، وزوجني الله تعالى من فوق سبع سموات"[44].
ومن فضائلها أن عائشة رضي الله عنها أثنت عليها بقولها: " وهي التي كانت تساميني منهن في المنزلة عند صلى الله عليه وسلم، ولم أر امرأة قط خيرا في الدين من زينب، وأتقى لله وأصدق حديثا، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي تصدق به، وتقرب إلى الله تعالى "[45].
ومن فضائلها أنها كثيرة الصدقة، فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أسرعكن لحاقا بي [46]أطولكن يدا "، قالت: " فكن يتطاولن أيتهن أطول يداً، قالت: فكانت أطولنا يداً زينب، لأنها كانت تعمل بيدها وتصَّدق"[47].
توفيت بالمدينة سنة عشرين ودقنت رضي الله عنها بالبقيع، وصلى عليها ابن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه[48].
8- جويرية بنت الحارث المصطلقية
( ت: 50 ه)
( ت: 50 ه)
سبيت يوم غزوة بني المصطلق (المريسيع)، في السنة الخامسة، وكان اسمها: برَّة، فغيره النبي صلى الله عليه وسلم[49]، وكانت من أجمل النساء، كانت عائشة رضي الله عنها: كانت امرأة حلوة ملاحة، لا يكاد يراها أحد إلا أخذت بنفسه، وكان أبوها سيدا مطاعاً فقدم للنبي صلى الله عليه وسلم وأسلم.
وقعت في سهم ثابت بن قيس ابن الشَّماس أو لابن عمه، فكاتبته على نفسها، ثم أتت النبي صلى الله عليه وسلم تطلب منه إعانة فكاك نفسها، فقال: " أو ما هو خير من ذلك ؟" فقالت: وما هو؟ قال: " أتزوجك وأقضي عنك كتابتك "، فقالت: نعم، قال: " قد فعلت" فلما بلغ المسلمين ذلك، قالوا أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم من سبايا بني المصطلق، فلقد عتق بتزويجه مائة أهل بيت من بني المصطلق، قالت عائشة رضي الله عنها: " فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها "[50].
تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وعمرها عشرون سنة، وتوفيت سنة خمسين، وقيل: ست وخمسين[51].
وقعت في سهم ثابت بن قيس ابن الشَّماس أو لابن عمه، فكاتبته على نفسها، ثم أتت النبي صلى الله عليه وسلم تطلب منه إعانة فكاك نفسها، فقال: " أو ما هو خير من ذلك ؟" فقالت: وما هو؟ قال: " أتزوجك وأقضي عنك كتابتك "، فقالت: نعم، قال: " قد فعلت" فلما بلغ المسلمين ذلك، قالوا أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم من سبايا بني المصطلق، فلقد عتق بتزويجه مائة أهل بيت من بني المصطلق، قالت عائشة رضي الله عنها: " فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها "[50].
تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وعمرها عشرون سنة، وتوفيت سنة خمسين، وقيل: ست وخمسين[51].
9- أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان القرشية
(ت: 44 ه)
(ت: 44 ه)
السيدة المحجبة، أخت معاوية رضي الله عنه، زوجها إياها خالد بن سعيد ابن العاص، وهما بأرض الحبشة سنة سبع، وأصدقها النجاشي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة دينار، وهو الذي كان خطبها على سول الله صلى الله عليه وسلم .
وهي من بنات عم الرسول صلى الله عليه وسلم ليس في أزواجه من هي أقرب نسبا إليه منها، ولا في نسائه من هي أكثر صداقا منها، ولا من تزوج بها وهي نائية الدار أبعد منها.
توفيت سنة أربع وأربعين[52].
وهي من بنات عم الرسول صلى الله عليه وسلم ليس في أزواجه من هي أقرب نسبا إليه منها، ولا في نسائه من هي أكثر صداقا منها، ولا من تزوج بها وهي نائية الدار أبعد منها.
توفيت سنة أربع وأربعين[52].
10- صفية بنت حييٍّ
(ت: 36ه)
(ت: 36ه)
من ولد هارون بن عمران عليه السلام، سباها من خيبر سنة سبع، فاصطفاها لنفسه، وأولم رسول الله صلى الله عليه وسلم وليمة كان فيها سويق وتمر، وجعل عتقها صداقها وكانت شريفة، عاقلة، ذات حسب، وجمال، ودين.
ومن خصائصها أنها من عائلة الأنبياء، فعن أنس رضي الله عنه قال: بلغ صفية أن حفصة قالت: بنت يهودي، فبكت، فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي فقال صلى الله عليه وسلم : " وما يبكيك؟" قالت: قالت لي حفصة: إنِّي بنت يهودي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " وإنَّكِ لابنة نبيِّ، وإن عمك لنبي، وإنك لتحت نبي، ففيم تفخر عليك؟ ! " ثم قال صلى الله عليه وسلم : " اتق الله يا حفصة "[53].
توفيت سنة ست وثلاثين، وقيل: خمسين[54].
ومن خصائصها أنها من عائلة الأنبياء، فعن أنس رضي الله عنه قال: بلغ صفية أن حفصة قالت: بنت يهودي، فبكت، فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي فقال صلى الله عليه وسلم : " وما يبكيك؟" قالت: قالت لي حفصة: إنِّي بنت يهودي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " وإنَّكِ لابنة نبيِّ، وإن عمك لنبي، وإنك لتحت نبي، ففيم تفخر عليك؟ ! " ثم قال صلى الله عليه وسلم : " اتق الله يا حفصة "[53].
توفيت سنة ست وثلاثين، وقيل: خمسين[54].
11- ميمونة بنت الحارث الهلالية
( ت : 51 ه )
تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة سبع من الهجرة، حين فرغ من عمرة القضاء، وأصدقها العباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم، وهي آخر من تزوَّج النبيُّ صلى الله عليه وسلم[55].
كانت من سادات العرب، ويقال: إنها التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم، وذلك أن خطبة النبي صلى الله عليه وسلم انتهت إليها وهي على بعيرها، فقالت: البعير وما عليه لله ولرسوله، فأنزل الله تبارك وتعالى: ﴿وامْرأةً مؤْمِنةً إِنْ وهبتْ نفْسها لِلنّبِيِّ ﴾[ الأحزاب:50].
توفيت سنة إحدى وخمسين، ويقال: صلى عليها ابن عبَّاس رضي الله عنهما[56]، وهي خالته.
v هؤلاء هنَّ أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، وهن زوجاته في الدنيا والآخرة، والواجب على المسلم احترامهن، ومحبتهن، وعدم الطعن فيهن .
v وكان للنبي صلى الله عليه وسلم سراري وإماء، قال ابن القيم رحمه الله : " قال أبو عبيدة: كان له أربع: مارية وهي أم ولده ابراهيم، وريحانة، وجارية أخرى جميلة أصابها في بعض السبي، وجارية وهبتها له زينب بنت جحش "[57].
v وذكر ابن كثير رحمه الله أنهما اثنتان فقط: مارية بنت شمعون، ومعها أختها سيرين، ثم أهدى سيرين لحسان ابن ثابت رضي الله عن[58].
كانت من سادات العرب، ويقال: إنها التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم، وذلك أن خطبة النبي صلى الله عليه وسلم انتهت إليها وهي على بعيرها، فقالت: البعير وما عليه لله ولرسوله، فأنزل الله تبارك وتعالى: ﴿وامْرأةً مؤْمِنةً إِنْ وهبتْ نفْسها لِلنّبِيِّ ﴾[ الأحزاب:50].
توفيت سنة إحدى وخمسين، ويقال: صلى عليها ابن عبَّاس رضي الله عنهما[56]، وهي خالته.
v هؤلاء هنَّ أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، وهن زوجاته في الدنيا والآخرة، والواجب على المسلم احترامهن، ومحبتهن، وعدم الطعن فيهن .
v وكان للنبي صلى الله عليه وسلم سراري وإماء، قال ابن القيم رحمه الله : " قال أبو عبيدة: كان له أربع: مارية وهي أم ولده ابراهيم، وريحانة، وجارية أخرى جميلة أصابها في بعض السبي، وجارية وهبتها له زينب بنت جحش "[57].
v وذكر ابن كثير رحمه الله أنهما اثنتان فقط: مارية بنت شمعون، ومعها أختها سيرين، ثم أهدى سيرين لحسان ابن ثابت رضي الله عن[58].
والحمد لله رب العالمين .
[1]- " الصارم المسلول " (3/801) .
[2]- على قول من أرجع الضمير إلى الرسول صلى الله عليه وسلم .
[3]- رواه ابن جرير في تفسيره (19/16).
[4]- الجامع لأحكام القرآن (14/123).
[5]- تفسير الشافعي (3/1185) و روضة الطالبين للنووي(7/11) والفصول لابن كثير (ص332).
[6]- فائدة : ذكر ابن الملقن –رحمه الله- في غاية السول (ص 250) أن الأمومة ثلاث وأحكامها مختلفة:
- أمومة الولادة: ويثبت فيها جميع أحكام الأمومة.
- وأمومة أزواجه صلى الله عليه وسلم ولا يثبت فيها إلا تحريم النكاح
- وأمومة الرضاع: متوسطة بينهما
[7]- "الأم" (6/364).
[8]- "منهاج السنة النبوية" (4/369).
[9]- "تفسير ابن كثير" (6/381).[وقد وجد ابن عمر مصحفاً في حجر غلام له فيه، النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم وأزواجه أمهاتهم، فقال: أحككها ياغلام ! فقال: والله لا أحكها، وهي في مصحف أبي بن كعب رضي الله عنه قال: شغلني القرآن، وشغلك الصفق في الأسواق، إذ تعرض رحاك على عنقك بباب ابن العجماء" قال ابن حجر –رحمه الله- "هذا اسناد صحيح على شرط البخاري" المطالب العالية (3683).
[10]- "منهاج السنة" (5/23.
[11]- الشرح الممتع" (11/46).
[12]- "أضواء البيان" (6/232).
[13]- "انظر منهاج السنة" (4/369.371). [وقد أخرج البيهقي في "دلائل النبوة" (3/459)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (59/103) من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس: (عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة) قال: كانت المودة التي جعل الله بينهم تزويج النبي صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان، فصارت أم المؤمنين، ولا يصح، فإن الكلبي هذا متروك "السير"(1/505).السيرة النبوية].
[14]- "مواهب الجليل" (3/39. والحديث المشار إليه رواه البخاري (4213).
[15]-" مجموع الفتاوى" (15/448.449) [ويراجع فتاوى اللجنة الدائمة (18/10)].
[16]-"جلاء الأفهام" (ص 263). [وانظر "مجموع الفتاوى" (4/393). و"منهاج السنة" (4/303)].
[17]- "الاستيعاب" (4/1817).
[18]- رواه البخاري (3816)، ومسلم (2435).
[19]- "سير أعلام النبلاء" (2/110).
[20]- البكر بالفتح: الفتى من الإبل، بمنزلة الغلام من الناس، والأنثى بكرة-وقد يستعار للناس."النهاية"
[21]- على المشهور واختاره الذهبي في "السير".
[22]- على المشهور واختاره ابن القيم في "الزاد" وذكر ابن اسحاق أنه تزوجها وسنها ثمان وعشرون سنة كما في "مستدرك الحاكم" (3/200).
[23]- من أهل العلم من يقول أنها ولدت له القاسم فقط، "المغازي" للزهري (ص41)، ورجح ابن القيم في "الزاد" (1/103) أن الطيب والطاهر لقبان لابنه عبد الله، والله أعلم.
[24]- "الزاد" (1/102).
[25]- واختار ابن القيم رحمه الله أنه تزوجها قبل عائشة رضي الله عنها، كما يدل عليه صنيعه في "الزاد" (1/102).
[26]- رواه أبو داود (2135)/ وهو في "الصحيحة" (1479).
[27]- رواه البخاري (2593).
[28]- رواه البخاري (146)، ومسلم (2170).
[29]- "السير" (2/267).
[30]- "الزاد" (1/103).
[31]- رواه البخاري (3895)، ومسلم (243.
[32]- رواه البخاري (5419)، ومسلم (2446) من حديث أنس رضي الله عنه.
[33]- وانظر مقالا حول فضائل عائشة في العدد (13) من مجلة الإصلاح الجزائرية.
[34]- "السيرة النبوية" لابن حبان (1/405).
[35]- ذكره الذهبي في "السير" (2/227) أنها ولدت قبل البعثة بخمس سنين.
[36]- رواه البخاري (4005).
[37]- رواه أبو يعلى (172)، وهو في "صحيحة" (2007).
[38]- رواه الحاكم (4/17)، وانظر : "الصحيحة" (2007).
[39]- رواه البخاري (7191).
[40]- "السير" (2/227).
[41]- "امتناع الأسماع" للمقريزي (6/52).
[42]- رواه أبو يعلى (4161)، وقال الألباني: سنده جيد "الصحيحة " (293).
[43]- رواه البخاري (3634)،، ومسلم (2451).
[44]- رواه البخاري (7420).
[45]- رواه مسلم (2442).
[46]- أي: أولهن وفاة بعد النبي صلى الله عليه وسلم .
[48]- "سير أعلام النبلاء" (2/212).
[49]- رواه مسلم (2140).
[50]- رواه أحمد (26365)، وابن حبان (4055)، وحسنه الألباني في "التعليقات الحسان" (6/184).
[51]- "سير أعلام النبلاء" (2/263).
[52]- "سير أعلام النبلاء" (2/219).
[53]- رواه أحمد (12392)، والترمذي (3894)، وصححه الألباني رحمه الله في "المشكاة" (6183).
54- "سير أعلام النبلاء" (2/253).
[55]- "زاد المعاد" (1/109).
[56]- "الإصابة" (8/322)، و"تاريخ الإسلام" (2/54.
[57]- "زاد المعاد" (1/111).
تعليق