110- الشيخ محمد ناصر الدين بن نوح نجاتي الألباني ت (1420)
هو الإمام المحدث أحد أئمة الحديث والتوحيد والسنة في هذا العصر.
طلبه للعلم:
عندما استقربه المقام في دمشق، ألحقه والده بمدرسة الإسعاف الخيرية الابتدائية، بدمشق، ثم انتقل في أثناء هذه المرحلة من تلك المدرسة إلى مدرسة أخرى بسوق (ساروجة) وفيها أنهى الفتى دراسته الأولية.
ثم أخرجه والده من المدرسة؛ إذ كان يرى أن هذه الدراسة النظامية لا فائدة منها إلا بقدر ما يتعلم الطفل فيها القراءة والكتابة.
ثم وضع له منهجاً علمياً مركزاً درس من خلاله الفتى، وتعلم القرآن الكريم والتجويد، والصرف، وركز له على دراسة الفقه الحنفي ؛ إذ كان يريده والده فقيهاً حنفياً !.
كما درس على بعض المشايخ والعلماء من أصدقاء والده.
وكان ولع الشيخ بالقراءة لا يوصف، حتى وهو في هذه السن المبكرة، فكان يبحث ويقرأ في أوقات فراغه، وكان في بداية أمره يقرأ في كل شيء، حتى إني سمعته يقول:
" في أول عمري قرأت ما يقرأ، وما لا يقرأ ".
طلبه لعلم الحديث:
يقول الشيخ - رحمه الله - وهو إذ ذاك في العشرين من عمره تقريباً:
" ذات يوم لاحظت بين الكتب المعروضة لدى أحد الباعة جزءاً من مجلة المنار فاطلعت عليه، ووقعت فيه على بحث بقلم السيد رشيد رضا يصف فيه كتاب ( الإحياء ) للغزالي، ويشير إلى محاسنه، ومآخذه، ولأول مرة أواجه مثل هذا النقد العلمي، فاجتذبني ذلك إلى مطالعة الجزء كله، ثم أمضي لأتابع موضوع تخريج الحافظ العراقي على ( الإحياء ).
ورأيتني أسعى لاستئجاره ؛ لأني لا أملك ثمنه، فاستهواني ذلك التخريج الدقيق حتى صممت على نسخه".
وقام الشيخ بنسخ هذا الكتاب، وهو ( المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار ) بخطه الحسن الدقيق، ورتبه ونسقه أحسن تنسيق، وهو أول عمل حديثي يقوم به الشيخ - رحمه الله - وما زال في مكتبته إلى الآن.
ومن هنا ارتبط الشيخ بمجلة المنار، وبما كانت تنشر من بحوث في السنة، وأعجب بها أيما إعجاب، وعلى إثر ذلك جذبه علم الحديث، وأحب كتبه، فأقبل على دراسة كتب الحديث وتحصيلها بهمة عالية، ووفقه الله عز وجل في ذلك بما حباه به من ذهن وقاد، ونبوغ ظاهر، وعقلية علمية نادرة.
فكان إذا اكتسب من عمله ما يكفي حاجته، ترك العمل، وأقبل على العلم، وتحول دكانه إلى ملتقى لطلبة العلم.
وسبحان الله ! كيف ملك علم الحديث لب وفؤاد هذا الفتى، وهو الذي نشأ في بيئته - وإن كانت بيئة علم وتدين – مذهبية! ومع ما كان يسمع من والده عندما رأى إقباله على هذا العلم:
" يا محمد ! علم الحديث صنعة المفاليس " !!
وعندما رأى مؤرخ حلب ومحدثها الشيخ محمد راغب الطباخ نبوغ الفتى، وإقباله على العلم أجازه بمروياته، وهي مذكورة في ثبته " الأنوار الجليلة في مختصر الأثبات الحلبية ".
وليس من الأسرار أن الشيخ - رحمه الله – كان يقول عن هذه الإجازة: " هي لا تعني لي شيئاً، وإنما نرد بها فقط على الحاقدين ".
قلت: وهذا عين الحق والصواب، إذ من المعروف أن مثل هذه الإجازات لا تكسب أصحابها علماً(1) وكلنا يعرف كم من الجهال لديهم عشرات الإجازات ومع هذا ما زالوا جهالاً.
ولكن المؤكد أن من سيطر الحقد على قلبه، لا يقنع بإجازة، بل ولا بعشرات الإجازات، ويغلب على هؤلاء الحاقدين الجمع بين الحقد والجهل، وربما الجبن والتخفي أيضاً، كما في مقال بتاريخ (20/7/1420) هـ الموافق (29/10/1999)مـ.
جلده في البحث:
وهذا أمر بارز جداً في حياة الشيخ – رحمه الله – وأكتفي هنا بمثالين اثنين:
الأول: قصة الورقة الضائعة.
قال الشيخ – رحمه الله – في مقدمة " فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية المنتخب من مخطوطات الحديث ":
" لم يكن ليخطر في بالي وضع مثل هذا الفهرس ؛ لأنه ليس من اختصاصي، وليس عندي متسع من الوقت ليساعدني عليه، ولكن الله - تبارك وتعالى- إذا أراد شيئاً هيأ أسبابه، فقد ابتليت بمرض خفيف أصاب بصري، منذ أكثر من اثني عشر عاماً، فنصحني الطبيب المختص بالراحة، وترك القراءة، والكتابة، والعمل في المهنة ( تصليح الساعات ) مقدار ستة أشهر.
فعملت بنصيحته أول الأمر، فتركت ذلك كله نحو أسبوعين، ثم أخذت نفسي تراودني، وتزين لي أن أعمل شيئاً في هذه العطلة المملة، عملاً لا ينافي – بزعمي – نصيحته، فتذكرت رسالة مخطوطة في المكتبة، اسمها " ذم الملاهي ": للحافظ ابن أبي الدنيا، لم تطبع فيما أعلم يومئذ.
فقلت: ما المانع من أن أكلف من ينسخها لي؟ وحتى يتم نسخها، ويأتي وقت مقابلتها بالأصل، يكون قد مضى زمن لا بأس به من الراحة، فبإمكاني يومئذ مقابلتها وهي لا تستدعي جهداً ينافي الوضع الصحي الذي أنا فيه، ثم أحققها بعد ذلك على مهل، وأخرج أحاديثها، ثم نطبعها، وكل ذلك على فترات؛ لكي لا أشق على نفسي!.
فلما وصل الناسخ إلى منتصف الرسالة، أبلغني أن فيها نقصاً، فأمرته بأن يتابع نسخها حتى ينتهي منها، ثم قابلتها معه على الأصل، فتأكدت من النقص الذي أشار إليه، وأُقدّره بأربع صفحات في ورقة واحدة في منتصف الكراس، فأخذ ت أفكر فيها، وكيف يمكنني العثور عليها ؟
والرسالة محفوظة في مجلد من المجلدات الموضوعة في المكتبة، تحت عنوان " مجاميع " وفي كل مجلدٍ منها على الغالب عديد من الرسائل، والكتب، مختلفة الخطوط والمواضيع والورق لوناً وقياساً، فقلت في نفسي: لعل الورقة الضائعة قد خاطها المجلِّدُ سهوا في مجلد آخر من هذه المجلدات ! فرأيتني مندفعاً بكل رغبة ونشاط باحثاً عنها فيها على التسلسل.
ونسيت أو تناسيت نفسي، والوضع الصحي الذي أنا فيه! فإذا ما تذكرته لم أعدم ما أتعلل به ؛من مثل القول: بأن هذا البحث لا ينافيه ؛ لأنه لا يصحبه كتابة ولا قراءة مضنية !
وما كدت أتجاوز بعض المجلدات، حتى أخذ يسترعي انتباهي عناوين بعض الرسائل والمؤلفات، لمحدثين مشهورين، وحفاظ معروفين، فأقف عندها باحثاً لها، دارساً إياها، فأتمنى لو أنها تنسخ، وتحقق، ثم تطبع، ولكني كنت أجدها في غالب الأحيان ناقصة الأطراف، والأجزاء، فأجد الثاني دون الأول مثلاً، فلم أندفع لتسجيلها عندي، وتابعت البحث عن الورقة الضائعة، ولكن عبثاً حتى انتهت مجلدات (المجاميع ) البالغ عددها ( 152 ) مجلداً، بيد أني وجدتني في أثناء المتابعة أخذت أسجل في مسودتي عناوين بعض الكتب التي راقتني، وشجعني على ذلك أنني عثرت في أثناء البحث فيها على بعض النواقص التي كانت قبل من الصوارف عن التسجيل.
ولما لم أعثر على الورقة في المجلدات المذكورة، قلت في نفسي: لعلها خِيطت خطأ في مجلد من مجلدات كتب الحديث، والمسجلة في المكتبة تحت عنوان (حديث )! فأخذت أقلبها مجلداً مجلداً، حتى انتهيت منها دون أن أقف عليها ! ولكني سجلت أيضاً عندي ما شاء الله تعالى من المؤلفات والرسائل.
وهكذا لم أزل أعلل النفس، وأمنيها بالحصول على الورقة، فأنتقل في البحث عنها بين مجلدات المكتبة، ورسائلها من علم إلى آخر، حتى أتيت على جميع المخطوطات المحفوظة في المكتبة، والبالغ عددها نحو عشرة آلاف مخطوط دون أن أحظى بها !
ولكني لم أيأس بعد، فهناك ما يعرف بـ( الدشت )، وهو عبارة عن مكدسات من الأوراق، والكراريس المتنوعة التي لا يعرف أصلها، فأخذت في البحث فيها بدقة وعناية، ولكن دون جدوى.
وحينئذ يئست من الورقة! ولكني نظرت فوجدت أن الله -تبارك وتعالى- قد فتح لي من ورائها باباً عظيماً من العلم، طالما كنت غافلاً عنه كغيري، وهو أن في المكتبة الظاهرية كنوزاً من الكتب، والرسائل في مختلف العلوم النافعة التي خلفها لنا أجدادنا -رحمهم الله تعالى-، وفيها من نوادر المخطوطات التي قد لا توجد في غيرها من المكتبات العالمية،مما لم يطبع بعد.
فلما تبين لي ذلك، واستحكم في قلبي استأنفت دراسة مخطوطات المكتبة كلها من أولها إلى آخرها، للمرة الثانية، على ضوء تجربتي السابقة التي سجلت فيها ما انتقيت فقط من الكتب، فأخذت أسجل الآن كل ما يتعلق بعلم الحديث منها مما يفيدني في تخصصي؛ لا أترك شاردة ولا واردة إلا سجلتها، حتى ولو كانت ورقة واحدة، من كتاب أو جزء مجهول الهوية!
وكأن الله -تبارك وتعالى- كان يعدني بذلك كله للمرحلة الثالثة والأخيرة.
وهي دراسة هذه الكتب دراسة دقيقة، واستخراج ما فيها من الحديث النبوي مع أسانيده وطرقه، وغير ذلك من الفوائد.
فإني كنت في أثناء المرحلة الثانية، التقط نتفاً من هذه الفوائد التي أعثر عليها عفوياً فما كدت أنتهي منها حتى تشبعت بضرورة دراستها كتاباً كتاباً، وجزءاً جزءاً. ولذلك فقد شمرت عن ساعد الجد، واستأنفت الدراسة للمرة الثالثة، لا أدع صحيفة إلا تصفحتها، ولا ورقة شاردة إلا قرأتها، واستخرجت منها ما أعثر عليه من فائدة علمية، وحديث نبوي شريف، فتجمع عندي بها نحو أربعين مجلداً، في كل مجلد نحو أربعمائة ورقة، في كل ورقة حديث واحد، معزواً إلى جميع المصادر التي وجدته فيها مع أسانيده وطرقه.
ورتبت الأحاديث فيها على حروف المعجم، ومن هذه المجلدات أغذي كل مؤلفاتي ومشاريعي العلمية، الأمر الذي يساعدني على التحقيق العلمي، الذي لا يتيسر لأكثر أهل العلم، لا سيما في هذا الزمان الذي قنعوا فيه بالرجوع إلى بعض المختصرات في علم الحديث، وغيره من المطبوعات !
فهذه الثروة الحديثية الضخمة التي توفرت عندي؛ ما كنت لأحصل عليها لو لم ييسر الله لي هذه الدراسة بحثا ًعن الورقة الضائعة! فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وإن من ثمراتها المباركة: أنني اكتشفت في أثنائها بعض المؤلفات، والأجزاء والكراريس القيمة التي لم يكن من المعلوم سابقاً وجودها في المكتبة أصلاً، أو كاملة لذهاب الورقة الأولى وغيرها منها التي بها يمكن عادة الكشف عن هوية المؤلِّف والمؤلَّف أو لإهمال الناسخ كتب ذلك على نسخته من الكتاب، أو غير ذلك من الأسباب التي يعرفها أهل الاختصاص في دراسة المخطوطات، ولذلك خفيت على (بروكلمن) وغيره من المفهرسين، فلم يرد لها ذكر في فهارسهم إطلاقاً، ولا بأس من أن أذكر هنا بعض المهمات منها مما يحضرني الآن:
1- المستخرج على ( الصحيحين ) للحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني الملنجي.
2- ( مجمع البحرين في زوائد المعجمين ) للحافظ نور الدين الهيثمي.
3- ( الحفاظ ) لأبي الفرج ابن الجوزي.
4- ( الكلم الطيب ) لشيخ الإسلام ابن تيمية.
5- ( إثبات صفة العلو لله تعالى ) لابن قدامة المقدسي.
6- ( تحفة المحتاج إلى أدلة المنهج ) لابن الملقن.
7- ( السنن الكبرى ) للنسائي.
8- ( فضائل مكة ) للجندي.
وأما الأجزاء والكراريس التي اكتشفتها وبعضها مما أتممت به بعض الكتب التي كانت ناقصة، أو مجهولة الهوية، فشيء كثير والحمد لله، وإليك بعضها على سبيل المثال:
1 – ( أحكام النساء ) لابن الجوزي
2- ( الضعفاء) للذهبي.
3- ( مسند الشهاب) للقضاعي.
4- ( الصلاة) لعبد الغني المقدسي.
5- ( تاريخ أصبهان) لابن منده.
6- ( الكلام على ختان النبي -صلى الله عليه وسلم-) لابن العديم.
7- ( جزء نعل النبي -صلى الله عليه وسلم- ) لأبي اليمن ابن عساكر
8- ( المغازي) لابن إسحاق.
9- صحيح ابن حبان([1]).
اتباعه للسنة:
لقد كان الشيخ ناصر - رحمه الله - أحد كبار العلماء العاملين بعلمهم، لم نر مثله في اتباعه للسنة([2])، فهو أحد المجددين بحق إذ كان الشيخ -رحمه الله- من فحول علماء السنة الناصرين لها، المتبعين لها، المميزين لصحيحها من سقيمها، الرافعين للوائها، فكان- نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا - كما قال الله -عز وجل-: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ}.
إذ كان شديد الإتباع للنبي- صلى الله عليه وسلم-، بل كان شديد الفرح بكل متبع للنبي-صلى الله عليه وسلم، كان لا يقدم قول أحد كائنا من كان على كتاب الله- عز وجل-، وعلى سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، مع عودة بالكتاب والسنة إلى فهم السلف الصالح، وكان هذا القيد أحد ركائز دعوته المباركة.
وكتبه- رحمه الله - تدل على شدة اتباعه للسنة ونصرته لها، بما لا يدع مجالا للشك في ذلك.
وأكتفي هنا بنقل واحد عنه في بيان تعظيمه للسنة، ونصرته لها، يقول: " إني حين وضعت هذا المنهج لنفسي - وهو التمسك بالسنة الصحيحة - وجريت عليه في كتبي، كنت على علم أنه سوف لا يرضي ذلك كل الطوائف والمذاهب، بل سوف يوجه بعضهم، أو كثير منهم ألسنة الطعن، وأقلام اللوم إلي، ولا بأس من ذلك علي، فإني أعلم أيضا أن إرضاء الناس غاية لا تدرك، وأن (من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس) كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
ولله در من قال:
فحسبي أنني معتقد أن ذلك هو الطريق الأقوم الذي أمر الله تعالى به المؤمنين، وبينه نبينا محمد سيد المرسلين، وهو الذي سلكه السلف الصالح من الصحابة والتابعين، ومن بعدهم، وفيهم الأئمة الأربعة - الذين ينتمي إلى مذاهبهم جمهور المسلمين - وكلهم متفق على وجوب التمسك بالسنة، والرجوع إليها، وترك كل قول يخالفها، مهما كان القائل عظيما، فإن شأنه-صلى الله عليه وسلم- أعظم، وسبيله أقوم".
ولا يخفى على أحد ما بذله الشيخ- رحمه الله - من جهود لنشر سنن كانت مهجورة، من ذلك: صلاة العيدين في المصلى، وصلاة التراويح ( قيام رمضان) بعدد ركعاتها وصفاتها، وخطبة الحاجة، وكثير من صفة الصلاة، كتسوية الصفوف، واتخاذ السترة، والتأمين، والخرور للسجود، وتحريك الإصبع في التشهد... وغير ذلك.
ومن ذلك أيضا كثرة تطوعه، وتنفله قبل صعود الخطيب يوم الجمعة، والإقبال على الخطيب وقت الخطبة.
وغير ذلك من السنن التي أميتت في كثير من بلاد المسلمين، والتي لو قام أحد بجمعها وذكر أدلتها لجاءت في كتاب لطيف.
مؤلفات الشيخ:
لقد أثرى الشيخ - رحمه الله - المكتبة الإسلامية بالعديد من الكتب النافعة الماتعة التي لا تخلو منها - أو من بعضها - مكتبة عامة، أو خاصة، حتى خصومه كانوا من أحرص الناس على اقتناء كتبه؛ لاعترافهم بعلمه.
وأما أهل الإنصاف والعدل فكانوا - فضلا عن حرصهم على كتبه - يوصون الطلاب بها، ويحثونهم على دراستها ؛ وذلك لما تتميز به من الفوائد العديدة والتي لا توجد في كتب غيره.
وهذه الكتب نذكر منها ما يلي:
1- أحكام الجنائز ( تأليف ).
2- أحكام الركاز ( تأليف ).
3- آداب الزفاف ( تأليف ).
4- إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل ( تأليف ).
5- إزالة الدهش.
6- إزالة الشكوك عن حديث البروك ( تأليف )
7- إصلاح المساجد من البدع والعوائد ( تحقيق ).
8- اقتضاء العلم العمل ( تحقيق ).
9- الأجوبة النافعة عن أسئلة لجنة مسجد الجامعة ( تأليف ).
10- الأحاديث المختارة ( تحقيق ).
11- الاحتجاج بالقدر ( تحقيق ).
12- الأحكام لعبد الحق ( تحقيق ).
13- الأمثال النبوية ( تأليف ).
14- الآيات البينات في عدم سماع الأموات على مذهب الحنفية السادات ( تحقيق ).
15- الإيمان لا بن أبي شيبة ( تحقيق ).
16- الإيمان لابن تيمية ( تحقيق ).
17- الإيمان لأبي عبيد ( تحقيق ).
18- الباعث الحثيث ( تعليق ).
19- التعليق على الموسوعة الفلسطينية.
20- التعليقات الجياد على زاد المعاد ( تأليف ).
21- التعليقات الحسان على الإحسان.
22- التعليقات على الروضة الندية ( تأليف ).
23- التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل ( تحقيق ).
24- التوسل أنواعه، وأحكامه ( تأليف ).
25- الثمر المستطاب في فقه السنة والكتاب ( تأليف ).
26- الحديث حجة بنفسه ( تأليف ).
27- الذب الأحمد عن مسند أحمد ( تأليف ).
28- الرد المفحم على من خالف العلماء، وتشدد، وتعصب، وألزم المرأة أن تستر وجهها وكفيها وأوجب، ولم يقنع بقولهم إنه سنة ومستحب ( تأليف).
29- الرد على التعقب الحثيث ( تأليف ).
30- الروض النضير في ترتيب، وتخريج معجم الطبراني الصغير.
31- الشهاب الثاقب في ذم الخليل والصاحب ( تحقيق ).
32- الصراط المستقيم رسالة فيما قرره الثقات الأثبات في ليلة النصف من شعبان ( تخريج ).
33- العقيدة الطحاوية شرح، وتعليق ( تأليف ).
34- العلم لابن أبي خيثمة ( تحقيق ).
35- الكلم الطيب ( تحقيق ).
36- المرأة المسلمة ( تخريج ).
37- المسح على الجوربين والنعلين ( تحقيق وتذييل ).
38- المصطلحات الأربعة في القرآن ( تخريج ).
39- بداية السول في تفضيل الرسول ( تحقيق ).
40- تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد ( تأليف ).
41- تحريم آلات الطرب ( تأليف ).
42- تحقيق سنن أبي داود.
43- تخريج أحاديث مشكلة الفقر ( تأليف ).
44- تصحيح حديث إفطار الصائم ( تأليف ).
45- تلخيص أحكام الجنائز ( تأليف ).
46- تلخيص صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- ( تأليف ).
47- تمام المنة في التعليق على فقه السنة ( تأليف ).
48- تيسير انتفاع الخلان بترتيب ثقات ابن حبان ( تأليف ).
49- جلباب المرأة المسلمة ( تأليف ).
50- حجاب المرأة ولباسها في الصلاة ( تحقيق ).
51- حجة النبي-صلى الله عليه وسلم- كما رواها عنه جابر- رضي الله عنه - (تأليف).
52- حديث الآحاد، وحجيته في العقائد والأحكام ( تأليف ).
53- حقوق النساء في الإسلام ( تحقيق ).
54- حقيقة الصيام ( تحقيق ).
55- خطبة الحاجة ( تأليف ).
56- دفاع عن الحديث النبوي ( تأليف ).
57- رسالة في حكم اللحية ( تأليف ).
58- رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار ( تحقيق ).
59- رياض الصالحين ( تحقيق ).
60- زوائد منتقى ابن الجارود ( تأليف ).
61- سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها( 1- 6 مطبوع) والمجلد السابع تحت الطبع وبه ينتهي الكتاب، ( تأليف ).
62- سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيء في الأمة ( 1-5 ) مطبوع ( السادس والسابع تحت الطبع) والكتاب ( 14) مجلدا (تأليف).
63- شرح العقيدة الطحاوية ( تحقيق ).
64- صحيح ابن خزيمة ( مراجعة ).
65- صحيح أدب المفرد ( تأليف ).
66- صحيح الترغيب والترهيب ( اختيار وتحقيق ).
67- صحيح الجامع الصغير وزيادته ( تأليف ).
68- صحيح السيرة النبوية ( تأليف ).
69- صحيح الكلم الطيب ( تأليف ).
70- صحيح سنن ابن ماجه ( تأليف ).
71- صحيح سنن أبي داود ( تأليف ).
72- صحيح سنن الترمذي ( تأليف ).
73- صحيح سنن النسائي ( تأليف ).
74- صحيح موارد الظمآن ( تأليف ).
75- صفة الفتوى والمفتي والمستفتي ( تحقيق ).
76- صفة صلاة النبي- صلى الله عليه وسلم- ( تأليف ).
77- صلاة التراويح ( تأليف ).
78- صلاة العيدين في المصلى خارج البلد هي السنة ( تأليف ).
79- صوت العرب تسأل ومحمد ناصر الدين يجيب.
80- صيد الخاطر ( تخريج ).
81- ضعيف الأدب المفرد ( تأليف ).
82- ضعيف الترغيب والترهيب (اختيار وتحقيق ).
83- ضعيف الجامع الصغير وزيادته ( تأليف ).
84- ضعيف سنن ابن ماجه ( تأليف).
85- ضعيف سنن أبي داود ( تأليف ).
86- ضعيف سنن الترمذي ( تأليف ).
87- ضعيف سنن النسائي ( تأليف ).
88- ضعيف موارد الظمآن ( تأليف ).
89- ظلال الجنة في تخريج السنة ( تأليف ).
90- غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام ( تأليف ).
91- فضائل الشام ودمشق( تخريج ).
92- فضل الصلاة على النبي- صلى الله عليه وسلم- ( تحقيق ).
93- فقه السيرة للغزالي ( تخريج ).
94- فهرس المخطوطات الحديثية في مكتبة الأوقاف الحلبية ( تأليف ).
95- فهرس مخطوطات الحديث ( تأليف ).
96- قاموس البدع ( تأليف ).
97- قصة نزول عيسى- عليه السلام- وقتله الدجال ( تأليف ).
98- قيام رمضان ( تأليف ).
99- كتاب الصلاة الكبير ( تأليف ).
100- كشف النقاب ( تأليف ).
101- كلمة الإخلاص وتحقيق معناها ( تخريج ).
102-لفتة الكبد إلى نصيحة الولد ( تحقيق ).
103-ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة ( تخريج ).
104-مجموع الفتاوى.
105- مختصر الشمائل المحمدية ( اختصار وتحقيق ).
106-مختصر العلو للعلي الغفار ( اختصار وتحقيق ).
107-مختصر صحيح البخاري ( 1-4) ( اختصار وتعليق ).
108-مختصر صحيح مسلم ( اختصار وتحقيق ).
109- مسائل غلام الخلال التي خالف فيها الخرقي ( تعليق ).
110-مساجلة علمية ( تخريج ).
111-مشكاة المصابيح ( تحقيق ).
112- مناسك الحج والعمرة ( تأليف ).
113- منـزلة السنة في الإسلام ( تأليف ).
114-موسوعة أحاديث البيوع ( تأليف ).
115-نصب المجانيف لنسف قصة الغرانيق ( تأليف ).
116-نقد نصوص حديثية في الثقافة الإسلامية ( تأليف ).
117- وجوب الأخذ بحديث الآحاد في العقيدة ( تأليف ).
استقيت هذه المعلومات من كتاب ( محدث العصر محمد ناصر الدين الألباني بقلم سمير بن أمين الزهيري ).
ولي معرفة بكثير من أحواله وجهوده، ومؤلفاته.
وأقول
إني عرفت هذا الرجل العظيم بعلمه الغزير، واطلاعه الواسع عن كثب إذ قد درسني وزملائي في الجامعة الإسلامية ثلاث سنوات فكان من أبرز علمائها المرموقين بل هو واحد من ثلاثة في الدرجة الأولى في العلم والفضل والأخلاق ألا وهم العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني.
وكان طلاب الجامعة الإسلامية يتهافتون على الشيخ الألباني ومجالسه العلمية الجذابة تهافت الذباب على العسل لقوة عارضته ونصاعة حجته، و يجتمع حوله طلاب المرحلة الجامعية وطلاب المرحلة الثانوية حيث كانت المدرستان في ذلك الوقت متجاورتين.
وكان في تدريسه متأنيا ينـثر خلال تدريسه قواعد علم الحديث وعلم أصول الفقه نثر الدرر فيحفظها النبلاء الذين يعرفون قيمتها ويفقهونها.
ولقد عرف طلاب العلم هذه القواعد من فيه واستفادوا منها قبل أن يدرسوها في بطون الكتب.
والمقام لا يحتمل الإطالة وقد ألفت في مزاياه وعلمه وعقيدته مؤلفات فمن أراد التوسع فعليه بها.
ولا يلتفت إلى طعن الجاهلين الحاسدين الحاقدين على عظماء الإسلام المجاهدين.
(1) كلا إن الإجازات لمهمة جداً وإن كان فيمن يأخذها أناس من أهل الجهل فهناك من يأخذها لمقاصد عظيمة منها أن فيها حفاظا على سلسلة الأسانيد إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وحفاظا على الكتب التي تضمنت هذه السنة النبوية وكما يقال : الأسانيد أنساب الكتب .
1- انظر مقدمة فهرس مخطوطات الظاهرية للعلامة الألباني نفسه.
2- إلا مثل العلامة المحدث ابن باز – رحمه الله – فما كان أحرصه على اتباع السنة.
www.ajurry.com/vb/attachment.php?attachmentid=7586&d...
1
2
هو الإمام المحدث أحد أئمة الحديث والتوحيد والسنة في هذا العصر.
طلبه للعلم:
عندما استقربه المقام في دمشق، ألحقه والده بمدرسة الإسعاف الخيرية الابتدائية، بدمشق، ثم انتقل في أثناء هذه المرحلة من تلك المدرسة إلى مدرسة أخرى بسوق (ساروجة) وفيها أنهى الفتى دراسته الأولية.
ثم أخرجه والده من المدرسة؛ إذ كان يرى أن هذه الدراسة النظامية لا فائدة منها إلا بقدر ما يتعلم الطفل فيها القراءة والكتابة.
ثم وضع له منهجاً علمياً مركزاً درس من خلاله الفتى، وتعلم القرآن الكريم والتجويد، والصرف، وركز له على دراسة الفقه الحنفي ؛ إذ كان يريده والده فقيهاً حنفياً !.
كما درس على بعض المشايخ والعلماء من أصدقاء والده.
وكان ولع الشيخ بالقراءة لا يوصف، حتى وهو في هذه السن المبكرة، فكان يبحث ويقرأ في أوقات فراغه، وكان في بداية أمره يقرأ في كل شيء، حتى إني سمعته يقول:
" في أول عمري قرأت ما يقرأ، وما لا يقرأ ".
طلبه لعلم الحديث:
يقول الشيخ - رحمه الله - وهو إذ ذاك في العشرين من عمره تقريباً:
" ذات يوم لاحظت بين الكتب المعروضة لدى أحد الباعة جزءاً من مجلة المنار فاطلعت عليه، ووقعت فيه على بحث بقلم السيد رشيد رضا يصف فيه كتاب ( الإحياء ) للغزالي، ويشير إلى محاسنه، ومآخذه، ولأول مرة أواجه مثل هذا النقد العلمي، فاجتذبني ذلك إلى مطالعة الجزء كله، ثم أمضي لأتابع موضوع تخريج الحافظ العراقي على ( الإحياء ).
ورأيتني أسعى لاستئجاره ؛ لأني لا أملك ثمنه، فاستهواني ذلك التخريج الدقيق حتى صممت على نسخه".
وقام الشيخ بنسخ هذا الكتاب، وهو ( المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار ) بخطه الحسن الدقيق، ورتبه ونسقه أحسن تنسيق، وهو أول عمل حديثي يقوم به الشيخ - رحمه الله - وما زال في مكتبته إلى الآن.
ومن هنا ارتبط الشيخ بمجلة المنار، وبما كانت تنشر من بحوث في السنة، وأعجب بها أيما إعجاب، وعلى إثر ذلك جذبه علم الحديث، وأحب كتبه، فأقبل على دراسة كتب الحديث وتحصيلها بهمة عالية، ووفقه الله عز وجل في ذلك بما حباه به من ذهن وقاد، ونبوغ ظاهر، وعقلية علمية نادرة.
فكان إذا اكتسب من عمله ما يكفي حاجته، ترك العمل، وأقبل على العلم، وتحول دكانه إلى ملتقى لطلبة العلم.
وسبحان الله ! كيف ملك علم الحديث لب وفؤاد هذا الفتى، وهو الذي نشأ في بيئته - وإن كانت بيئة علم وتدين – مذهبية! ومع ما كان يسمع من والده عندما رأى إقباله على هذا العلم:
" يا محمد ! علم الحديث صنعة المفاليس " !!
وعندما رأى مؤرخ حلب ومحدثها الشيخ محمد راغب الطباخ نبوغ الفتى، وإقباله على العلم أجازه بمروياته، وهي مذكورة في ثبته " الأنوار الجليلة في مختصر الأثبات الحلبية ".
وليس من الأسرار أن الشيخ - رحمه الله – كان يقول عن هذه الإجازة: " هي لا تعني لي شيئاً، وإنما نرد بها فقط على الحاقدين ".
قلت: وهذا عين الحق والصواب، إذ من المعروف أن مثل هذه الإجازات لا تكسب أصحابها علماً(1) وكلنا يعرف كم من الجهال لديهم عشرات الإجازات ومع هذا ما زالوا جهالاً.
ولكن المؤكد أن من سيطر الحقد على قلبه، لا يقنع بإجازة، بل ولا بعشرات الإجازات، ويغلب على هؤلاء الحاقدين الجمع بين الحقد والجهل، وربما الجبن والتخفي أيضاً، كما في مقال بتاريخ (20/7/1420) هـ الموافق (29/10/1999)مـ.
جلده في البحث:
وهذا أمر بارز جداً في حياة الشيخ – رحمه الله – وأكتفي هنا بمثالين اثنين:
الأول: قصة الورقة الضائعة.
قال الشيخ – رحمه الله – في مقدمة " فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية المنتخب من مخطوطات الحديث ":
" لم يكن ليخطر في بالي وضع مثل هذا الفهرس ؛ لأنه ليس من اختصاصي، وليس عندي متسع من الوقت ليساعدني عليه، ولكن الله - تبارك وتعالى- إذا أراد شيئاً هيأ أسبابه، فقد ابتليت بمرض خفيف أصاب بصري، منذ أكثر من اثني عشر عاماً، فنصحني الطبيب المختص بالراحة، وترك القراءة، والكتابة، والعمل في المهنة ( تصليح الساعات ) مقدار ستة أشهر.
فعملت بنصيحته أول الأمر، فتركت ذلك كله نحو أسبوعين، ثم أخذت نفسي تراودني، وتزين لي أن أعمل شيئاً في هذه العطلة المملة، عملاً لا ينافي – بزعمي – نصيحته، فتذكرت رسالة مخطوطة في المكتبة، اسمها " ذم الملاهي ": للحافظ ابن أبي الدنيا، لم تطبع فيما أعلم يومئذ.
فقلت: ما المانع من أن أكلف من ينسخها لي؟ وحتى يتم نسخها، ويأتي وقت مقابلتها بالأصل، يكون قد مضى زمن لا بأس به من الراحة، فبإمكاني يومئذ مقابلتها وهي لا تستدعي جهداً ينافي الوضع الصحي الذي أنا فيه، ثم أحققها بعد ذلك على مهل، وأخرج أحاديثها، ثم نطبعها، وكل ذلك على فترات؛ لكي لا أشق على نفسي!.
فلما وصل الناسخ إلى منتصف الرسالة، أبلغني أن فيها نقصاً، فأمرته بأن يتابع نسخها حتى ينتهي منها، ثم قابلتها معه على الأصل، فتأكدت من النقص الذي أشار إليه، وأُقدّره بأربع صفحات في ورقة واحدة في منتصف الكراس، فأخذ ت أفكر فيها، وكيف يمكنني العثور عليها ؟
والرسالة محفوظة في مجلد من المجلدات الموضوعة في المكتبة، تحت عنوان " مجاميع " وفي كل مجلدٍ منها على الغالب عديد من الرسائل، والكتب، مختلفة الخطوط والمواضيع والورق لوناً وقياساً، فقلت في نفسي: لعل الورقة الضائعة قد خاطها المجلِّدُ سهوا في مجلد آخر من هذه المجلدات ! فرأيتني مندفعاً بكل رغبة ونشاط باحثاً عنها فيها على التسلسل.
ونسيت أو تناسيت نفسي، والوضع الصحي الذي أنا فيه! فإذا ما تذكرته لم أعدم ما أتعلل به ؛من مثل القول: بأن هذا البحث لا ينافيه ؛ لأنه لا يصحبه كتابة ولا قراءة مضنية !
وما كدت أتجاوز بعض المجلدات، حتى أخذ يسترعي انتباهي عناوين بعض الرسائل والمؤلفات، لمحدثين مشهورين، وحفاظ معروفين، فأقف عندها باحثاً لها، دارساً إياها، فأتمنى لو أنها تنسخ، وتحقق، ثم تطبع، ولكني كنت أجدها في غالب الأحيان ناقصة الأطراف، والأجزاء، فأجد الثاني دون الأول مثلاً، فلم أندفع لتسجيلها عندي، وتابعت البحث عن الورقة الضائعة، ولكن عبثاً حتى انتهت مجلدات (المجاميع ) البالغ عددها ( 152 ) مجلداً، بيد أني وجدتني في أثناء المتابعة أخذت أسجل في مسودتي عناوين بعض الكتب التي راقتني، وشجعني على ذلك أنني عثرت في أثناء البحث فيها على بعض النواقص التي كانت قبل من الصوارف عن التسجيل.
ولما لم أعثر على الورقة في المجلدات المذكورة، قلت في نفسي: لعلها خِيطت خطأ في مجلد من مجلدات كتب الحديث، والمسجلة في المكتبة تحت عنوان (حديث )! فأخذت أقلبها مجلداً مجلداً، حتى انتهيت منها دون أن أقف عليها ! ولكني سجلت أيضاً عندي ما شاء الله تعالى من المؤلفات والرسائل.
وهكذا لم أزل أعلل النفس، وأمنيها بالحصول على الورقة، فأنتقل في البحث عنها بين مجلدات المكتبة، ورسائلها من علم إلى آخر، حتى أتيت على جميع المخطوطات المحفوظة في المكتبة، والبالغ عددها نحو عشرة آلاف مخطوط دون أن أحظى بها !
ولكني لم أيأس بعد، فهناك ما يعرف بـ( الدشت )، وهو عبارة عن مكدسات من الأوراق، والكراريس المتنوعة التي لا يعرف أصلها، فأخذت في البحث فيها بدقة وعناية، ولكن دون جدوى.
وحينئذ يئست من الورقة! ولكني نظرت فوجدت أن الله -تبارك وتعالى- قد فتح لي من ورائها باباً عظيماً من العلم، طالما كنت غافلاً عنه كغيري، وهو أن في المكتبة الظاهرية كنوزاً من الكتب، والرسائل في مختلف العلوم النافعة التي خلفها لنا أجدادنا -رحمهم الله تعالى-، وفيها من نوادر المخطوطات التي قد لا توجد في غيرها من المكتبات العالمية،مما لم يطبع بعد.
فلما تبين لي ذلك، واستحكم في قلبي استأنفت دراسة مخطوطات المكتبة كلها من أولها إلى آخرها، للمرة الثانية، على ضوء تجربتي السابقة التي سجلت فيها ما انتقيت فقط من الكتب، فأخذت أسجل الآن كل ما يتعلق بعلم الحديث منها مما يفيدني في تخصصي؛ لا أترك شاردة ولا واردة إلا سجلتها، حتى ولو كانت ورقة واحدة، من كتاب أو جزء مجهول الهوية!
وكأن الله -تبارك وتعالى- كان يعدني بذلك كله للمرحلة الثالثة والأخيرة.
وهي دراسة هذه الكتب دراسة دقيقة، واستخراج ما فيها من الحديث النبوي مع أسانيده وطرقه، وغير ذلك من الفوائد.
فإني كنت في أثناء المرحلة الثانية، التقط نتفاً من هذه الفوائد التي أعثر عليها عفوياً فما كدت أنتهي منها حتى تشبعت بضرورة دراستها كتاباً كتاباً، وجزءاً جزءاً. ولذلك فقد شمرت عن ساعد الجد، واستأنفت الدراسة للمرة الثالثة، لا أدع صحيفة إلا تصفحتها، ولا ورقة شاردة إلا قرأتها، واستخرجت منها ما أعثر عليه من فائدة علمية، وحديث نبوي شريف، فتجمع عندي بها نحو أربعين مجلداً، في كل مجلد نحو أربعمائة ورقة، في كل ورقة حديث واحد، معزواً إلى جميع المصادر التي وجدته فيها مع أسانيده وطرقه.
ورتبت الأحاديث فيها على حروف المعجم، ومن هذه المجلدات أغذي كل مؤلفاتي ومشاريعي العلمية، الأمر الذي يساعدني على التحقيق العلمي، الذي لا يتيسر لأكثر أهل العلم، لا سيما في هذا الزمان الذي قنعوا فيه بالرجوع إلى بعض المختصرات في علم الحديث، وغيره من المطبوعات !
فهذه الثروة الحديثية الضخمة التي توفرت عندي؛ ما كنت لأحصل عليها لو لم ييسر الله لي هذه الدراسة بحثا ًعن الورقة الضائعة! فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وإن من ثمراتها المباركة: أنني اكتشفت في أثنائها بعض المؤلفات، والأجزاء والكراريس القيمة التي لم يكن من المعلوم سابقاً وجودها في المكتبة أصلاً، أو كاملة لذهاب الورقة الأولى وغيرها منها التي بها يمكن عادة الكشف عن هوية المؤلِّف والمؤلَّف أو لإهمال الناسخ كتب ذلك على نسخته من الكتاب، أو غير ذلك من الأسباب التي يعرفها أهل الاختصاص في دراسة المخطوطات، ولذلك خفيت على (بروكلمن) وغيره من المفهرسين، فلم يرد لها ذكر في فهارسهم إطلاقاً، ولا بأس من أن أذكر هنا بعض المهمات منها مما يحضرني الآن:
1- المستخرج على ( الصحيحين ) للحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني الملنجي.
2- ( مجمع البحرين في زوائد المعجمين ) للحافظ نور الدين الهيثمي.
3- ( الحفاظ ) لأبي الفرج ابن الجوزي.
4- ( الكلم الطيب ) لشيخ الإسلام ابن تيمية.
5- ( إثبات صفة العلو لله تعالى ) لابن قدامة المقدسي.
6- ( تحفة المحتاج إلى أدلة المنهج ) لابن الملقن.
7- ( السنن الكبرى ) للنسائي.
8- ( فضائل مكة ) للجندي.
وأما الأجزاء والكراريس التي اكتشفتها وبعضها مما أتممت به بعض الكتب التي كانت ناقصة، أو مجهولة الهوية، فشيء كثير والحمد لله، وإليك بعضها على سبيل المثال:
1 – ( أحكام النساء ) لابن الجوزي
2- ( الضعفاء) للذهبي.
3- ( مسند الشهاب) للقضاعي.
4- ( الصلاة) لعبد الغني المقدسي.
5- ( تاريخ أصبهان) لابن منده.
6- ( الكلام على ختان النبي -صلى الله عليه وسلم-) لابن العديم.
7- ( جزء نعل النبي -صلى الله عليه وسلم- ) لأبي اليمن ابن عساكر
8- ( المغازي) لابن إسحاق.
9- صحيح ابن حبان([1]).
اتباعه للسنة:
لقد كان الشيخ ناصر - رحمه الله - أحد كبار العلماء العاملين بعلمهم، لم نر مثله في اتباعه للسنة([2])، فهو أحد المجددين بحق إذ كان الشيخ -رحمه الله- من فحول علماء السنة الناصرين لها، المتبعين لها، المميزين لصحيحها من سقيمها، الرافعين للوائها، فكان- نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا - كما قال الله -عز وجل-: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ}.
إذ كان شديد الإتباع للنبي- صلى الله عليه وسلم-، بل كان شديد الفرح بكل متبع للنبي-صلى الله عليه وسلم، كان لا يقدم قول أحد كائنا من كان على كتاب الله- عز وجل-، وعلى سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، مع عودة بالكتاب والسنة إلى فهم السلف الصالح، وكان هذا القيد أحد ركائز دعوته المباركة.
وكتبه- رحمه الله - تدل على شدة اتباعه للسنة ونصرته لها، بما لا يدع مجالا للشك في ذلك.
وأكتفي هنا بنقل واحد عنه في بيان تعظيمه للسنة، ونصرته لها، يقول: " إني حين وضعت هذا المنهج لنفسي - وهو التمسك بالسنة الصحيحة - وجريت عليه في كتبي، كنت على علم أنه سوف لا يرضي ذلك كل الطوائف والمذاهب، بل سوف يوجه بعضهم، أو كثير منهم ألسنة الطعن، وأقلام اللوم إلي، ولا بأس من ذلك علي، فإني أعلم أيضا أن إرضاء الناس غاية لا تدرك، وأن (من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس) كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
ولله در من قال:
ولست بناج مـن مقـالة طـاعن ولو كنت في غار على جبل وعر
ومن ذا الذي ينجو من النـاس سالماً ولو غاب عنهم بين خافيتي نسر
ولا يخفى على أحد ما بذله الشيخ- رحمه الله - من جهود لنشر سنن كانت مهجورة، من ذلك: صلاة العيدين في المصلى، وصلاة التراويح ( قيام رمضان) بعدد ركعاتها وصفاتها، وخطبة الحاجة، وكثير من صفة الصلاة، كتسوية الصفوف، واتخاذ السترة، والتأمين، والخرور للسجود، وتحريك الإصبع في التشهد... وغير ذلك.
ومن ذلك أيضا كثرة تطوعه، وتنفله قبل صعود الخطيب يوم الجمعة، والإقبال على الخطيب وقت الخطبة.
وغير ذلك من السنن التي أميتت في كثير من بلاد المسلمين، والتي لو قام أحد بجمعها وذكر أدلتها لجاءت في كتاب لطيف.
مؤلفات الشيخ:
لقد أثرى الشيخ - رحمه الله - المكتبة الإسلامية بالعديد من الكتب النافعة الماتعة التي لا تخلو منها - أو من بعضها - مكتبة عامة، أو خاصة، حتى خصومه كانوا من أحرص الناس على اقتناء كتبه؛ لاعترافهم بعلمه.
وأما أهل الإنصاف والعدل فكانوا - فضلا عن حرصهم على كتبه - يوصون الطلاب بها، ويحثونهم على دراستها ؛ وذلك لما تتميز به من الفوائد العديدة والتي لا توجد في كتب غيره.
وهذه الكتب نذكر منها ما يلي:
1- أحكام الجنائز ( تأليف ).
2- أحكام الركاز ( تأليف ).
3- آداب الزفاف ( تأليف ).
4- إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل ( تأليف ).
5- إزالة الدهش.
6- إزالة الشكوك عن حديث البروك ( تأليف )
7- إصلاح المساجد من البدع والعوائد ( تحقيق ).
8- اقتضاء العلم العمل ( تحقيق ).
9- الأجوبة النافعة عن أسئلة لجنة مسجد الجامعة ( تأليف ).
10- الأحاديث المختارة ( تحقيق ).
11- الاحتجاج بالقدر ( تحقيق ).
12- الأحكام لعبد الحق ( تحقيق ).
13- الأمثال النبوية ( تأليف ).
14- الآيات البينات في عدم سماع الأموات على مذهب الحنفية السادات ( تحقيق ).
15- الإيمان لا بن أبي شيبة ( تحقيق ).
16- الإيمان لابن تيمية ( تحقيق ).
17- الإيمان لأبي عبيد ( تحقيق ).
18- الباعث الحثيث ( تعليق ).
19- التعليق على الموسوعة الفلسطينية.
20- التعليقات الجياد على زاد المعاد ( تأليف ).
21- التعليقات الحسان على الإحسان.
22- التعليقات على الروضة الندية ( تأليف ).
23- التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل ( تحقيق ).
24- التوسل أنواعه، وأحكامه ( تأليف ).
25- الثمر المستطاب في فقه السنة والكتاب ( تأليف ).
26- الحديث حجة بنفسه ( تأليف ).
27- الذب الأحمد عن مسند أحمد ( تأليف ).
28- الرد المفحم على من خالف العلماء، وتشدد، وتعصب، وألزم المرأة أن تستر وجهها وكفيها وأوجب، ولم يقنع بقولهم إنه سنة ومستحب ( تأليف).
29- الرد على التعقب الحثيث ( تأليف ).
30- الروض النضير في ترتيب، وتخريج معجم الطبراني الصغير.
31- الشهاب الثاقب في ذم الخليل والصاحب ( تحقيق ).
32- الصراط المستقيم رسالة فيما قرره الثقات الأثبات في ليلة النصف من شعبان ( تخريج ).
33- العقيدة الطحاوية شرح، وتعليق ( تأليف ).
34- العلم لابن أبي خيثمة ( تحقيق ).
35- الكلم الطيب ( تحقيق ).
36- المرأة المسلمة ( تخريج ).
37- المسح على الجوربين والنعلين ( تحقيق وتذييل ).
38- المصطلحات الأربعة في القرآن ( تخريج ).
39- بداية السول في تفضيل الرسول ( تحقيق ).
40- تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد ( تأليف ).
41- تحريم آلات الطرب ( تأليف ).
42- تحقيق سنن أبي داود.
43- تخريج أحاديث مشكلة الفقر ( تأليف ).
44- تصحيح حديث إفطار الصائم ( تأليف ).
45- تلخيص أحكام الجنائز ( تأليف ).
46- تلخيص صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- ( تأليف ).
47- تمام المنة في التعليق على فقه السنة ( تأليف ).
48- تيسير انتفاع الخلان بترتيب ثقات ابن حبان ( تأليف ).
49- جلباب المرأة المسلمة ( تأليف ).
50- حجاب المرأة ولباسها في الصلاة ( تحقيق ).
51- حجة النبي-صلى الله عليه وسلم- كما رواها عنه جابر- رضي الله عنه - (تأليف).
52- حديث الآحاد، وحجيته في العقائد والأحكام ( تأليف ).
53- حقوق النساء في الإسلام ( تحقيق ).
54- حقيقة الصيام ( تحقيق ).
55- خطبة الحاجة ( تأليف ).
56- دفاع عن الحديث النبوي ( تأليف ).
57- رسالة في حكم اللحية ( تأليف ).
58- رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار ( تحقيق ).
59- رياض الصالحين ( تحقيق ).
60- زوائد منتقى ابن الجارود ( تأليف ).
61- سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها( 1- 6 مطبوع) والمجلد السابع تحت الطبع وبه ينتهي الكتاب، ( تأليف ).
62- سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيء في الأمة ( 1-5 ) مطبوع ( السادس والسابع تحت الطبع) والكتاب ( 14) مجلدا (تأليف).
63- شرح العقيدة الطحاوية ( تحقيق ).
64- صحيح ابن خزيمة ( مراجعة ).
65- صحيح أدب المفرد ( تأليف ).
66- صحيح الترغيب والترهيب ( اختيار وتحقيق ).
67- صحيح الجامع الصغير وزيادته ( تأليف ).
68- صحيح السيرة النبوية ( تأليف ).
69- صحيح الكلم الطيب ( تأليف ).
70- صحيح سنن ابن ماجه ( تأليف ).
71- صحيح سنن أبي داود ( تأليف ).
72- صحيح سنن الترمذي ( تأليف ).
73- صحيح سنن النسائي ( تأليف ).
74- صحيح موارد الظمآن ( تأليف ).
75- صفة الفتوى والمفتي والمستفتي ( تحقيق ).
76- صفة صلاة النبي- صلى الله عليه وسلم- ( تأليف ).
77- صلاة التراويح ( تأليف ).
78- صلاة العيدين في المصلى خارج البلد هي السنة ( تأليف ).
79- صوت العرب تسأل ومحمد ناصر الدين يجيب.
80- صيد الخاطر ( تخريج ).
81- ضعيف الأدب المفرد ( تأليف ).
82- ضعيف الترغيب والترهيب (اختيار وتحقيق ).
83- ضعيف الجامع الصغير وزيادته ( تأليف ).
84- ضعيف سنن ابن ماجه ( تأليف).
85- ضعيف سنن أبي داود ( تأليف ).
86- ضعيف سنن الترمذي ( تأليف ).
87- ضعيف سنن النسائي ( تأليف ).
88- ضعيف موارد الظمآن ( تأليف ).
89- ظلال الجنة في تخريج السنة ( تأليف ).
90- غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام ( تأليف ).
91- فضائل الشام ودمشق( تخريج ).
92- فضل الصلاة على النبي- صلى الله عليه وسلم- ( تحقيق ).
93- فقه السيرة للغزالي ( تخريج ).
94- فهرس المخطوطات الحديثية في مكتبة الأوقاف الحلبية ( تأليف ).
95- فهرس مخطوطات الحديث ( تأليف ).
96- قاموس البدع ( تأليف ).
97- قصة نزول عيسى- عليه السلام- وقتله الدجال ( تأليف ).
98- قيام رمضان ( تأليف ).
99- كتاب الصلاة الكبير ( تأليف ).
100- كشف النقاب ( تأليف ).
101- كلمة الإخلاص وتحقيق معناها ( تخريج ).
102-لفتة الكبد إلى نصيحة الولد ( تحقيق ).
103-ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة ( تخريج ).
104-مجموع الفتاوى.
105- مختصر الشمائل المحمدية ( اختصار وتحقيق ).
106-مختصر العلو للعلي الغفار ( اختصار وتحقيق ).
107-مختصر صحيح البخاري ( 1-4) ( اختصار وتعليق ).
108-مختصر صحيح مسلم ( اختصار وتحقيق ).
109- مسائل غلام الخلال التي خالف فيها الخرقي ( تعليق ).
110-مساجلة علمية ( تخريج ).
111-مشكاة المصابيح ( تحقيق ).
112- مناسك الحج والعمرة ( تأليف ).
113- منـزلة السنة في الإسلام ( تأليف ).
114-موسوعة أحاديث البيوع ( تأليف ).
115-نصب المجانيف لنسف قصة الغرانيق ( تأليف ).
116-نقد نصوص حديثية في الثقافة الإسلامية ( تأليف ).
117- وجوب الأخذ بحديث الآحاد في العقيدة ( تأليف ).
استقيت هذه المعلومات من كتاب ( محدث العصر محمد ناصر الدين الألباني بقلم سمير بن أمين الزهيري ).
ولي معرفة بكثير من أحواله وجهوده، ومؤلفاته.
وأقول
إني عرفت هذا الرجل العظيم بعلمه الغزير، واطلاعه الواسع عن كثب إذ قد درسني وزملائي في الجامعة الإسلامية ثلاث سنوات فكان من أبرز علمائها المرموقين بل هو واحد من ثلاثة في الدرجة الأولى في العلم والفضل والأخلاق ألا وهم العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني.
وكان طلاب الجامعة الإسلامية يتهافتون على الشيخ الألباني ومجالسه العلمية الجذابة تهافت الذباب على العسل لقوة عارضته ونصاعة حجته، و يجتمع حوله طلاب المرحلة الجامعية وطلاب المرحلة الثانوية حيث كانت المدرستان في ذلك الوقت متجاورتين.
وكان في تدريسه متأنيا ينـثر خلال تدريسه قواعد علم الحديث وعلم أصول الفقه نثر الدرر فيحفظها النبلاء الذين يعرفون قيمتها ويفقهونها.
ولقد عرف طلاب العلم هذه القواعد من فيه واستفادوا منها قبل أن يدرسوها في بطون الكتب.
والمقام لا يحتمل الإطالة وقد ألفت في مزاياه وعلمه وعقيدته مؤلفات فمن أراد التوسع فعليه بها.
ولا يلتفت إلى طعن الجاهلين الحاسدين الحاقدين على عظماء الإسلام المجاهدين.
(1) كلا إن الإجازات لمهمة جداً وإن كان فيمن يأخذها أناس من أهل الجهل فهناك من يأخذها لمقاصد عظيمة منها أن فيها حفاظا على سلسلة الأسانيد إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وحفاظا على الكتب التي تضمنت هذه السنة النبوية وكما يقال : الأسانيد أنساب الكتب .
1- انظر مقدمة فهرس مخطوطات الظاهرية للعلامة الألباني نفسه.
2- إلا مثل العلامة المحدث ابن باز – رحمه الله – فما كان أحرصه على اتباع السنة.
www.ajurry.com/vb/attachment.php?attachmentid=7586&d...
1
2