هو حَبْرُ القرآنِ الإمامُ نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي مولاهم, وهو مولى جَعْوَنَة بن شَعُوب الليثي حليف حمزة بن عبد المطلب المدني.
كنبته: أبو رُوَيْم – وهي أشهر كناه -, وقيل: أبو نعيم, وقيل: أبو الحسن, وقيل: أبو عبد الله, وقيل: أبو عبد الرحمن.
أصله أصبهاني, ولد سنة بضع وسبعين من الهجرة.
وكان أسوَدَ اللون حالكًا, صبيحَ الوجه, حَسَنَ الخُلُق, صاحبَ دُعابة.
أخذ القراءة عرضًا عن جماعة من التابعين, منهم: أبو جعفر يزيد ابن القعقاع المخزومي المدني, وشَيْبَة بن نِصَـاح بن سَرجَس بن يعقوب المدني, وأبو داود عبد الرحمن بن هرمز الأعرج المدني, وأبو روح يزيد بن رومان المدني, وأبو عبد الله مسلم بن جندب المدني, وصالح بن خَوَّات, والأصبغ بن عبد العزيز النحوي, وعبد الرحمن بن القاسم ابن محمد بن أبي بكر الصديق, والزهري.
قال أبو قرة موسى بن طارق: سمعته يقول: $قرأت على سبعين من التابعين#.
قال ابن الجزري: $وقد تواتر عندنا عنه أنه قرأ على الخمسة الأُوَل#.
روى القراءة عنه عرضًا وسماعًا خلقٌ كثير, منهم: عيسى بن مينا (قالون), وعثمان بن سعيد (ورش), والإمام مالك بن أنس ـ وهو من أقرانه ـ.
وكان عالمًا بوجوه القراءات, متبعًا لآثار الأئمة الماضين ببلده, وقد أقرأ الناس دهرًا طويلًا نَيِّفًا عن سبعين سنة, وانتهت إليه رياسة القراءة بالمدينة.
وقال ابن مجاهد: $وكان الإمام الذي قام بالقراءة بعد التابعين بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم نافع#.
قال على بن الحسن المعدل: ثنا محمد بن علي ثنا محمد بن سعيد ثنا أحمد بن هلال قال: قال لي الشيباني: قال رجل ممن قرأ على نافع: أن نافعاً كان إذا تكلم يُشمّ مِن فيه رائحةُ المسك, فقلت له: يا أبا عبد الله - أو يا أبا رويم -, تتطيب كلما قعدت تقرئ الناس؟ قال: ما أمس طيباً ولا أقرب طيباً, ولكني رأيت - فيما يرى النائم - النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يقرأ في فيّ؛ فمن ذلك الوقت أشمّ مِن فيّ هذه الرائحة.
وقال المسيبي: قيل لنافع: ما أصبح وجهَك وأحسن خلقَك! قال: فكيف لا أكون كذلك وقد صافحني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه قرأت القرآن - يعني في النوم -؟
وقال قالون: كان نافع من أطهر الناس خلقاً, ومن أحسن الناس قراءة, وكان زاهداً جواداً, صلى في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - ستين سنة.
وقال الليث بن سعد: حججت سنة ثلاث عشرة ومائة وإمامُ الناس في القراءة بالمدينة نافعٌ.
وقال الأعشى: كان نافع يسهل القرآن لمن قرأ عليه إلا أن يقول له إنسان: أريد قراءتك.
وقال الأصمعي: قال لي نافع: تركت من قراءة أبي جعفر سبعين حرفاً, وجلست إلى نافع مولى ابن عمر ومالك صبي.
وقال مالك لمن سأله عن البسملة: سلوا عن كل علم أهله, ونافع إمام الناس في القراءة.
قال ابن الجزري: أخبرني عمر المراغي بقراءتي عليه عن أبي الحسن المقدسي عن زيد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن البغدادي أنبأنا ابن هزار مرد أخبرنا أبو حفص الكتاني ثنا ابن مجاهد ثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي بكر بن حماد المقرئ ثنا أبي ثنا محمد بن إسحاق قال: لما حضرت نافعاً الوفاة قال له أبناؤه: أوصنا. قال: اتقوا الله, وأصلحوا ذات بينكم, وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين.
وقد أمَّ الناسَ بمسجد رسول الله ج ستين سنة.
توفي سنة 169 هـ.
رحمه الله رحمة واسعة, وجزاه عن هذه الأمة خيرًا, وأسكنه فسيح جناته.
كنبته: أبو رُوَيْم – وهي أشهر كناه -, وقيل: أبو نعيم, وقيل: أبو الحسن, وقيل: أبو عبد الله, وقيل: أبو عبد الرحمن.
أصله أصبهاني, ولد سنة بضع وسبعين من الهجرة.
وكان أسوَدَ اللون حالكًا, صبيحَ الوجه, حَسَنَ الخُلُق, صاحبَ دُعابة.
أخذ القراءة عرضًا عن جماعة من التابعين, منهم: أبو جعفر يزيد ابن القعقاع المخزومي المدني, وشَيْبَة بن نِصَـاح بن سَرجَس بن يعقوب المدني, وأبو داود عبد الرحمن بن هرمز الأعرج المدني, وأبو روح يزيد بن رومان المدني, وأبو عبد الله مسلم بن جندب المدني, وصالح بن خَوَّات, والأصبغ بن عبد العزيز النحوي, وعبد الرحمن بن القاسم ابن محمد بن أبي بكر الصديق, والزهري.
قال أبو قرة موسى بن طارق: سمعته يقول: $قرأت على سبعين من التابعين#.
قال ابن الجزري: $وقد تواتر عندنا عنه أنه قرأ على الخمسة الأُوَل#.
روى القراءة عنه عرضًا وسماعًا خلقٌ كثير, منهم: عيسى بن مينا (قالون), وعثمان بن سعيد (ورش), والإمام مالك بن أنس ـ وهو من أقرانه ـ.
وكان عالمًا بوجوه القراءات, متبعًا لآثار الأئمة الماضين ببلده, وقد أقرأ الناس دهرًا طويلًا نَيِّفًا عن سبعين سنة, وانتهت إليه رياسة القراءة بالمدينة.
وقال ابن مجاهد: $وكان الإمام الذي قام بالقراءة بعد التابعين بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم نافع#.
قال على بن الحسن المعدل: ثنا محمد بن علي ثنا محمد بن سعيد ثنا أحمد بن هلال قال: قال لي الشيباني: قال رجل ممن قرأ على نافع: أن نافعاً كان إذا تكلم يُشمّ مِن فيه رائحةُ المسك, فقلت له: يا أبا عبد الله - أو يا أبا رويم -, تتطيب كلما قعدت تقرئ الناس؟ قال: ما أمس طيباً ولا أقرب طيباً, ولكني رأيت - فيما يرى النائم - النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يقرأ في فيّ؛ فمن ذلك الوقت أشمّ مِن فيّ هذه الرائحة.
وقال المسيبي: قيل لنافع: ما أصبح وجهَك وأحسن خلقَك! قال: فكيف لا أكون كذلك وقد صافحني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه قرأت القرآن - يعني في النوم -؟
وقال قالون: كان نافع من أطهر الناس خلقاً, ومن أحسن الناس قراءة, وكان زاهداً جواداً, صلى في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - ستين سنة.
وقال الليث بن سعد: حججت سنة ثلاث عشرة ومائة وإمامُ الناس في القراءة بالمدينة نافعٌ.
وقال الأعشى: كان نافع يسهل القرآن لمن قرأ عليه إلا أن يقول له إنسان: أريد قراءتك.
وقال الأصمعي: قال لي نافع: تركت من قراءة أبي جعفر سبعين حرفاً, وجلست إلى نافع مولى ابن عمر ومالك صبي.
وقال مالك لمن سأله عن البسملة: سلوا عن كل علم أهله, ونافع إمام الناس في القراءة.
قال ابن الجزري: أخبرني عمر المراغي بقراءتي عليه عن أبي الحسن المقدسي عن زيد بن الحسن أنبأنا أبو الحسن البغدادي أنبأنا ابن هزار مرد أخبرنا أبو حفص الكتاني ثنا ابن مجاهد ثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي بكر بن حماد المقرئ ثنا أبي ثنا محمد بن إسحاق قال: لما حضرت نافعاً الوفاة قال له أبناؤه: أوصنا. قال: اتقوا الله, وأصلحوا ذات بينكم, وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين.
وقد أمَّ الناسَ بمسجد رسول الله ج ستين سنة.
توفي سنة 169 هـ.
رحمه الله رحمة واسعة, وجزاه عن هذه الأمة خيرًا, وأسكنه فسيح جناته.