ترجمة الشيخ أبي الحسن علي الرملي -حفظه الله-
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد ؛بسم الله الرحمن الرحيم
نزولاً عند رغبة بعض الإخوة الكرام ؛ عزمت على كتابة ترجمتي بيدي ، عسى أن ينفع الله بها ، فمن المقرر عند أهل العلم ؛ أن العلم لا يؤخذ إلا عمن يوثق بعلمه ودينه ، ولا يمكن للناس أن يثقوا بي أو بغيري من غير أن يعرفونا أو يزكينا من يثقون به
فلذلك سأكتب ترجمتي وأضع تزكية أهل العلم لي فيها
فبعون الله؛ نبدأ بالمقصود:
اسمي علي بن مختار بن حسان آل علي البري الرملي الأردني
ولدت في جبل الهاشمي الشمالي الكائن في عمان البلقاء عاصمة الأردن حفظها الله وسلمها من الفتن ومن كل سوء ومكروه ، من بلاد الشام حرسها الله
ومكثت فيها سنة واحدة ثم ارتحل بي والدي إلى ليبيا للعيش فيها
ووالدي ولد في قرية البريّة المعروفة بقرية العسل من أعمال مدينة الرملة في فلسطين ، التي خرج منها جمع كبير من علماء الحديث
عشت في ليبيا ودرست فيها المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية ، ولسوء الأحوال الماديّة تركت الدراسة في آخر سنة من الثانوية وآثرت العمل على إتمام الدراسة
ثم رجعت إلى الأردن وأخذت أبحث عمن يعلّمني أمر ديني ، فلم أجد من يهتم بالتدريس ، وإخراج طلبة علم في هذه البلاد ، ولم أتمكن من الالتقاء بالشيخ الألباني – رحمه الله – لأنه كان قد منع من التدريس ، فاعتكف في مكتبته – رحمه الله – لإتمام مشروعه العظيم ،فقد أبرأ ذمته أمام الله مما كان عليه من واجب الدعوة ، فاتجّه حين سد ّعليه هذا الباب إلى غيره من الأبواب جزاه الله خيراً ، ثم التقيت بأحد الإخوة الليبيين الذين كانوا عند الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله -، فصارحته بما في نفسي من حب لطلب العلم ، وعدم وجود من يدرسني في هذه البلاد ، فأخبرني بمدرسة الشيخ مقبل – رحمه الله – وما فيها من خير ونفع ، فذهبت إلى دماج عند الشيخ مقبل – رحمه الله – فاستقبلني الشيخ ورحّب بي ودعاني إلى الغداء – وكانت عادته مع كل زائر أو طالب يصل حديثاً – فتغديت معه – رحمه الله
وبدأت مسيرتي في طلب العلم ، وكنت أحضر دروس الشيخ الكثيرة ، ودرست علوم الآلة على كبار طلبة الشيخ – رحمه الله – وكان يومنا بين حضور الدروس ومراجعتها
أما عيشنا ؛ فقد كنا نشبع أحياناً ونجوع أخرى ، ولم يدّخر الشيخ – رحمه الله – جهداً في تحقيق الراحة لطلبة العلم فقد كان كريماً جواداً لا يأبه للدنيا ، وأخبرنا – رحمه الله – أن الشيخ ابن باز – رحمه الله – كان يدعم المركز أحياناً كثيرة ، وكذلك كان يأتي الدعم من محبي دعوة الشيخ – بارك الله في الجميع . كما أنه لم يدخر وقتاً من أوقات راحته يستطيع فيه أن يكون قريباً من أبنائه الطلبة ، فيحنو عليهم وينصحهم ويعينهم ؛ فرحمه الله ما أبرّه بطلبته وما ألين جانبه إذا لم تنتهك محارم الله
وبعد أن أمضيت عند الشيخ ثلاث سنوات في طلب العلم ليل نهار ، اشتد مرض الشيخ ، وقرر البقاء في مكة ؛ وحينها علمنا أن الشيخ لن يعود إلى دماج، حيث سلم أمر التدريس في المركز للشيخ يحيى الحجوري ، وكنت قبلها قد بدأت بتدريس مصطلح الحديث للطلبة الجدد ، فدرّست هناك "البيقونية "و " اختصار علوم الحديث " لابن كثير في فترة وجود الشيخ في دماج ثم رجعت إلى الأردن و عملت عند الشيخ مشهور في تحقيق أكثر " عون المعبود " ، حيث قابلته على النسخة الحجريّة وأنزلت عليه أحكام الشيخ الألباني – رحمه الله - ، وفهرست له كتاب ابن غنام في تعبير الرؤيا ، ورتبت ديوان علي بن أبي طالب ، وحققت له كتاب " التيسير شرح الجامع الصغير " للمناوي ، قابلته على أربع مخطوطات ونسّقته وأنزلت عليه أحكام الشيخ الألباني ، وعلقت على الأخطاء العقديّة التي فيه ، وعملت له أعمالاً أخرى ، دام هذا الحال خمس سنوات ، ثم انقطعت عن العمل معه
وفي هذه الفترة كنت بدأت بالدعوة إلى الله في منطقتي ، فدرّست الكتب التالية :
· شرح الأصول الثلاثة
· كتاب التوحيد
· لمعة الاعتقاد
· العقيدة الواسطية
· أصول السنة للإمام أحمد
· الدرر البهية
· بعض الروضة الندية
· الإقناع لابن المنذر
· الأصول من علم الأصول
· البيقونية
· اختصار علوم الحديث
· شرح العلل لابن رجب
· تفسير سور متفرّقة من القرآن
· بعض تفسير السعدي
· بعض سنن أبي داود
ثم منعت من التدريس والخطابة ، فقررت تحويل دعوتي إلى الإنترنت ، ففتحت هذا الموقع للاستمرار بالدعوة إلى الله
فأسأل الله – سبحانه وتعالى – أن يوفقني فيما هو آت ، وأن يهبنا الصبر والثبات ، وأن يبارك في علمي وفي عملي ويثبت على الخير قدمي
وأرجو من الإخوة الكرام أن يعينونا في كل مايرونه خيراً ، وأن يعذرونا إن بدر منا تقصير ( فجلّ من لا عيب فيه وعلا )
كتبه أبو الحسن علي آل علي الرملي
في ليلة 6/شوال/ 1429هـ
الموافق 5/10/2008م
عدلت يوم 28 /محرم/1430 هـ
تعليق