الشيخ العالم المجاهد الفرضي عبدالصمد بن محمد الكاتب ـ رحمه الله تعالى ـتوفي 1431هـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن وآلاه
وبعدُ:
كان رحمه الله تعالى عالم من علماء أهل السنة وداعية من دعاة العقيدة السلفية ألا وهو الشيخ العالم الفرضي عبدالصمد ابن الشيخ العالم محمد الكاتب الهندي وقد أرسله والده ـ رحمه الله ـ إلى بلاد الحرمين ليتتلمذ على علمائها وينهل من علمهم وذلك في بدايته شبابه في السادسة عشرة من عمره.
فوفقه الله تعالى بأن درس في المعهد العلمي بالرياض على كبار العلماء وزامل الشيخ محمد صالح العثيمين وتخرجا سوياً ثم عُيّن مدرساً بجيزان في صامطة في المعهد العلمي فزامل الشيخ أحمد النجمي والتقى بالشيخ حافظ الحكمي, وكان الشيخ أحمد النجمي يعزه كثيراً فيسأل عنه وإذا جاء المدينة زاره في بيته إكراماً له كما في سفرته الآخيرة إلى المدينة.
ثم انتقل الشيخ إلى المدينة وكانت أمنيته فعُين مدرساً بالمعهد الثانوي لمادة الفرائض ثم ألفَّ كتاباً في الفرائض هو المقرر في المعهد الثانوي إلى يومنا هذا...
ودرَّس الشيخ بالجامعة الإسلامية إلى أن تقاعد ومع تدريسه في المعهد الثانوي فقد درس عليه خلق كثير في بيته أيضاً وكثير من مشايخ المدينة تتلمذوا عليه ودرسوا عليه الفرائض...
كأمثال الشيخ عبدالرحمن محي الدين والشيخ صالح بن سعد السحيمي والشيخ فلاح مندكار والشيخ فلاح ثاني وعمي الشيخ عاصم بن عبدالله القريوتي وهو رحيمه, والشيخ عبدالرزاق العباد البدر, والشيخ محمد ضياء الأعظمي, والشيخ مرزوق بن هياس الزهراني والشيخ محمد بن عبدالوهاب الوصابي وغيرهم من المشايخ....
وقد كان الشيخ ـ رحمه الله ـ حريصاً على الدعوة إلى الله تعالى وبخاصة في القرى كالحناكية والنخيل وهدى الله به خلقاً كثيراً وقد كان حريصاً على كبار السن ويقول: هؤلاء ما بقي من أعمارهم إلا القليل...
فيعلمهم الفاتحة ويصحح لهم قراءتهم وكذلك يعلمهم العقيدة الصحيحة ببساطة وهكذا....
والشيخ ـ رحمه الله ـ كما يعرفه أقرانه وطلابه فهو شديد على اهل البدع وعلى التمذهب والتعصب له.
وقد أخبرني الشيخ عبدالصمد ـ رحمه الله ـ أن العلاَّمة محمد تقي الدين الهلالي كان ينزل عنده في بيته ويستأنس به وهو ـ رحمه الله تعالى ـ يقضي كثيراً من وقته في مكتبته وقد اتخذ سريراً فيها بل كان يقول لي لما كان في جده في مرضه أريد الرجوع للمدينة فقلت له اشتقت لأيش فقال لمكتبتي والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون.
وقد كان الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ محباً للكتب والقراءة وفي إحدى أيام مرضه قالت له إحدى حفيداته أقرأ عليك فقال إقرائي فقرأت عليه من كتاب القول المفيد شرح كتاب التوحيد لابن عثيمين ـ رحمه الله ـ قالت فقرأت عليه ولا يزال يقول استمري في القراءة حتى قرأت عليه مئة وخمسين صفحة وأخرى تقرأ القرآن فقرأت وهو يقول زيدي حتى قرأت تسعة أجزاء وهو يسمع....
وقد كان شيخنا عبد المحسن العبَّاد البدر مداوماً على زيارته في بيته في مرضه وكذلك فضيلة شيخنا عبدالرزاق البدر...
وفي يوم الجمعة عرض عليه ابنه عبداللطيف أن يأتي معه للرياض فرافقه إليها ثم في يوم السبت قبيل المغرب طلب شاي لأنه يحبه فشربه وهو في أتم وعيه ثم قال لأبنه عبداللطيف أريد أن أرتاح فنام بين المغرب والعشاء ففارقت روحه جسده حينذاك صُلي عليه عصر يوم الأحد ودفن بمقبرة النسيم وهو في عقد الثمانين من عمره...
وللشيخ معالم كثيرة في دعوته لعل الله أن يُقيض أحد أبناءه النبلاء لكتابتها والاعتناء بها
رحمك الله يا أبا منير وأسكنك الفردوس الأعلى
توفي ليلة الأحد الموافق 14/ 7/ 1431هـ
كتبه صهره: عبدالرحمن بن محمد العميسان
يوم الأحد الموافق 15/ 7/ 1431هـ
للفائدة- علاقة الشيخ بمشايخ أهل السنة في هذا الزمان-
يروي أحد طلاب العلم قائلاً :
في زيارة الشيخ أحمد النجمي ـ رحمه الله قبل وفاته ـ ومعه الشيخ زيد المدخلي والشيخ هادي بن هادي المدخلي ـ حفظهما الله ـ للمدينة النبوية وإلقائهم المحاضرات بها
زاروا الشيخ عبد الصمد في بيته وعندما زاروه ووجدوه في سرير مرضه بداخل مكتبته ـرحمه الله ـ ولقد من الله علي أن كنت مرافقاً لهم في تلك الزيارة الميمونة المباركة ـ
ولقد رأيت منهم كلهم ( قبل الزيارة وأثناء وبعدها ) محبة الشيخ عبد الصمد والثناء عليه بالتمسك بالسنة والدعوة إلى التوحيد وأنه من القليلين ممن برزوا وظهر علمهم على عملهم
بل وجدت حرصاً من المشايخ على رؤية الشيخ وطلب السلام عليه وفعلاً تيسر ذلك لهم
فرحم الله الشيخ عبد الصمد رحمة العلماء الصالحين العاملين الابرار
ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن وآلاه
وبعدُ:
كان رحمه الله تعالى عالم من علماء أهل السنة وداعية من دعاة العقيدة السلفية ألا وهو الشيخ العالم الفرضي عبدالصمد ابن الشيخ العالم محمد الكاتب الهندي وقد أرسله والده ـ رحمه الله ـ إلى بلاد الحرمين ليتتلمذ على علمائها وينهل من علمهم وذلك في بدايته شبابه في السادسة عشرة من عمره.
فوفقه الله تعالى بأن درس في المعهد العلمي بالرياض على كبار العلماء وزامل الشيخ محمد صالح العثيمين وتخرجا سوياً ثم عُيّن مدرساً بجيزان في صامطة في المعهد العلمي فزامل الشيخ أحمد النجمي والتقى بالشيخ حافظ الحكمي, وكان الشيخ أحمد النجمي يعزه كثيراً فيسأل عنه وإذا جاء المدينة زاره في بيته إكراماً له كما في سفرته الآخيرة إلى المدينة.
ثم انتقل الشيخ إلى المدينة وكانت أمنيته فعُين مدرساً بالمعهد الثانوي لمادة الفرائض ثم ألفَّ كتاباً في الفرائض هو المقرر في المعهد الثانوي إلى يومنا هذا...
ودرَّس الشيخ بالجامعة الإسلامية إلى أن تقاعد ومع تدريسه في المعهد الثانوي فقد درس عليه خلق كثير في بيته أيضاً وكثير من مشايخ المدينة تتلمذوا عليه ودرسوا عليه الفرائض...
كأمثال الشيخ عبدالرحمن محي الدين والشيخ صالح بن سعد السحيمي والشيخ فلاح مندكار والشيخ فلاح ثاني وعمي الشيخ عاصم بن عبدالله القريوتي وهو رحيمه, والشيخ عبدالرزاق العباد البدر, والشيخ محمد ضياء الأعظمي, والشيخ مرزوق بن هياس الزهراني والشيخ محمد بن عبدالوهاب الوصابي وغيرهم من المشايخ....
وقد كان الشيخ ـ رحمه الله ـ حريصاً على الدعوة إلى الله تعالى وبخاصة في القرى كالحناكية والنخيل وهدى الله به خلقاً كثيراً وقد كان حريصاً على كبار السن ويقول: هؤلاء ما بقي من أعمارهم إلا القليل...
فيعلمهم الفاتحة ويصحح لهم قراءتهم وكذلك يعلمهم العقيدة الصحيحة ببساطة وهكذا....
والشيخ ـ رحمه الله ـ كما يعرفه أقرانه وطلابه فهو شديد على اهل البدع وعلى التمذهب والتعصب له.
وقد أخبرني الشيخ عبدالصمد ـ رحمه الله ـ أن العلاَّمة محمد تقي الدين الهلالي كان ينزل عنده في بيته ويستأنس به وهو ـ رحمه الله تعالى ـ يقضي كثيراً من وقته في مكتبته وقد اتخذ سريراً فيها بل كان يقول لي لما كان في جده في مرضه أريد الرجوع للمدينة فقلت له اشتقت لأيش فقال لمكتبتي والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون.
وقد كان الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ محباً للكتب والقراءة وفي إحدى أيام مرضه قالت له إحدى حفيداته أقرأ عليك فقال إقرائي فقرأت عليه من كتاب القول المفيد شرح كتاب التوحيد لابن عثيمين ـ رحمه الله ـ قالت فقرأت عليه ولا يزال يقول استمري في القراءة حتى قرأت عليه مئة وخمسين صفحة وأخرى تقرأ القرآن فقرأت وهو يقول زيدي حتى قرأت تسعة أجزاء وهو يسمع....
وقد كان شيخنا عبد المحسن العبَّاد البدر مداوماً على زيارته في بيته في مرضه وكذلك فضيلة شيخنا عبدالرزاق البدر...
وفي يوم الجمعة عرض عليه ابنه عبداللطيف أن يأتي معه للرياض فرافقه إليها ثم في يوم السبت قبيل المغرب طلب شاي لأنه يحبه فشربه وهو في أتم وعيه ثم قال لأبنه عبداللطيف أريد أن أرتاح فنام بين المغرب والعشاء ففارقت روحه جسده حينذاك صُلي عليه عصر يوم الأحد ودفن بمقبرة النسيم وهو في عقد الثمانين من عمره...
وللشيخ معالم كثيرة في دعوته لعل الله أن يُقيض أحد أبناءه النبلاء لكتابتها والاعتناء بها
رحمك الله يا أبا منير وأسكنك الفردوس الأعلى
توفي ليلة الأحد الموافق 14/ 7/ 1431هـ
كتبه صهره: عبدالرحمن بن محمد العميسان
يوم الأحد الموافق 15/ 7/ 1431هـ
للفائدة- علاقة الشيخ بمشايخ أهل السنة في هذا الزمان-
يروي أحد طلاب العلم قائلاً :
في زيارة الشيخ أحمد النجمي ـ رحمه الله قبل وفاته ـ ومعه الشيخ زيد المدخلي والشيخ هادي بن هادي المدخلي ـ حفظهما الله ـ للمدينة النبوية وإلقائهم المحاضرات بها
زاروا الشيخ عبد الصمد في بيته وعندما زاروه ووجدوه في سرير مرضه بداخل مكتبته ـرحمه الله ـ ولقد من الله علي أن كنت مرافقاً لهم في تلك الزيارة الميمونة المباركة ـ
ولقد رأيت منهم كلهم ( قبل الزيارة وأثناء وبعدها ) محبة الشيخ عبد الصمد والثناء عليه بالتمسك بالسنة والدعوة إلى التوحيد وأنه من القليلين ممن برزوا وظهر علمهم على عملهم
بل وجدت حرصاً من المشايخ على رؤية الشيخ وطلب السلام عليه وفعلاً تيسر ذلك لهم
فرحم الله الشيخ عبد الصمد رحمة العلماء الصالحين العاملين الابرار
ـ