و قال عند ترجمة الخليفة العباسي المنصور:
أبو العيناء : حدثنا الأصمعي : أن المنصور صعد المنبر ، فشرع ، فقام رجل ، فقال : يا أمير المؤمنين! اذكر من أنت في ذكره . فقال : مرحبا ، لقد ذكرت جليلا ، وخوفت عظيما ، وأعوذ بالله أن أكون ممن إذا قيل له : اتق الله ، أخذته العزة بالإثم ، والموعظة منا بدت ، ومن عندنا خرجت ، وأنت يا قائلها فأحلف بالله : ما الله أردت ، إنما أردت أن يقال : قام ، فقال ، فعوقب ، فصبر ، فأهون بها من قائلها ، واهتبلها من الله ، ويلك إني قد غفرتها ! . وعاد إلى خطبته كأنما يقرأ من كتاب .
قال مبارك الطبري : حدثنا أبو عبيد الله الوزير ، سمع المنصور يقول : الخليفة لا يصلحه إلا التقوى ، والسلطان لا يصلحه إلا الطاعة ، والرعية لا يصلحها إلا العدل ، وأولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة ، وأنقص الناس عقلا من ظلم من هو دونه .
وعن المدائني : أن المنصور لما احتضر قال : اللهم إني قد ارتكبت عظائم ، جرأة مني عليك ، وقد أطعتك في أحب الأشياء إليك ، شهادة أن لا إله إلا الله ، منا منك لا منا عليك ، ثم مات . وقيل : رأى ما يدل على قرب موته ، فسار للحج . وقيل : مات مبطونا ، وعاش أربعا وستين سنة .
و قال عند ترجمة النسائي:
قال قاضي مصر أبو القاسم عبد الله بن محمد بن أبي العوام السعدي : حدثنا أحمد بن شعيب النسائي ، أخبرنا إسحاق بن راهويه ، حدثنا محمد بن أعين قال : قلت لابن المبارك : إن فلانا يقول : من زعم أن قوله تعالى : إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني مخلوق ، فهو كافر . فقال ابن المبارك : صدق ، قال النسائي : بهذا أقول .
وقال الوزير ابن حنزابة سمعت محمد بن موسى المأموني -صاحب النسائي - قال : سمعت قوما ينكرون على أبي عبد الرحمن النسائي كتاب : " الخصائص " لعلي -رضي الله عنه - ، وتركه تصنيف فضائل الشيخين ، فذكرت له ذلك ، فقال : دخلت دمشق والمنحرف بها عن علي كثير ، فصنفت كتاب : " الخصائص " ، رجوت أن يهديهم الله تعالى .
ثم إنه صنف بعد ذلك فضائل الصحابة ، فقيل له -وأنا أسمع- : ألا تخرج فضائل معاوية -رضي الله عنه ؟ فقال : أي شيء أخرج ؟ حديث : اللهم لا تشبع بطنه فسكت السائل .
قلت : لعل أن يقال : هذه منقبة لمعاوية لقوله -صلى الله عليه وسلم- : اللهم من لعنته أو سببته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة . .
قيل : إنه أتى الحارث بن مسكين في زي أنكره ، عليه قلنسوة وقباء ، وكان الحارث خائفا من أمور تتعلق بالسلطان ، فخاف أن يكون عينا عليه ، فمنعه ، فكان يجيء فيقعد خلف الباب ويسمع ، ولذلك ما قال : حدثنا الحارث ، وإنما يقول : قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع .
الحافظ بن طاهر : سألت سعد بن علي الزنجاني عن رجل ، فوثقه ، فقلت : قد ضعفه النسائي ، فقال : يا بني ، إن لأبي عبد الرحمن شرطا في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم .
قلت : صدق ; فإنه لين جماعة من رجال صحيحي البخاري ومسلم .
قال الدارقطني : كان أبو بكر بن الحداد الشافعي كثير الحديث ، ولم يحدث عن غير النسائي ، وقال : رضيت به حجة بيني وبين الله تعالى .
قال أبو سعيد بن يونس في " تاريخه " : كان أبو عبد الرحمن النسائي إماما حافظا ثبتا ، خرج من مصر في شهر ذي القعدة من سنة اثنتين وثلاثمائة ، وتوفي بفلسطين في يوم الاثنين لثلاث عشرة خلت من صفر ، سنة ثلاث .
قلت : هذا أصح ; فإن ابن يونس حافظ يقظ ، وقد أخذ عن النسائي ، وهو به عارف . ولم يكن أحد في رأس الثلاث مائة أحفظ من النسائي ، هو أحذق بالحديث وعلله ورجاله من مسلم ، ومن أبي داود ، ومن أبي عيسى ، وهو جار في مضمار البخاري ، وأبي زرعة ، إلا أن فيه قليل تشيع وانحراف عن خصوم الإمام علي ، كمعاوية وعمرو ، والله يسامحه .
و قال عند ترجمة إم الدرداء:
وعن عون بن عبد الله ، قال : كنا نأتي أم الدرداء فنذكر الله عندها .
وقال يونس بن ميسرة : كن النساء يتعبدن مع أم الدرداء ، فإذا ضعفن عن القيام ، تعلقن بالحبال .
وقال عثمان بن حيان : سمعت أم الدرداء تقول : إن أحدهم يقول : اللهم ارزقني ، وقد علم أن الله لا يمطر عليه ذهبا ولا دراهم ; وإنما يرزق بعضهم من بعض ، فمن أعطي شيئا فليقبل ، فإن كان غنيا فليضعه في ذي الحاجة ، وإن كان فقيرا فليستعن به .
و قال عند ترجمة أم سلمة أم المؤمنين:
إسحاق السلولي : حدثنا عيسى بن عبد الرحمن السلمي ، عن أبي إسحاق ، عن صلة ، عن حذيفة : أنه قال لامرأته : إن سرك أن تكوني زوجتي في الجنة ، فلا تزوجي بعدي ، فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا ؛ فلذلك حرم على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن ينكحن بعده ؛ لأنهن أزواجه في الجنة .قال مبارك الطبري : حدثنا أبو عبيد الله الوزير ، سمع المنصور يقول : الخليفة لا يصلحه إلا التقوى ، والسلطان لا يصلحه إلا الطاعة ، والرعية لا يصلحها إلا العدل ، وأولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة ، وأنقص الناس عقلا من ظلم من هو دونه .
وعن المدائني : أن المنصور لما احتضر قال : اللهم إني قد ارتكبت عظائم ، جرأة مني عليك ، وقد أطعتك في أحب الأشياء إليك ، شهادة أن لا إله إلا الله ، منا منك لا منا عليك ، ثم مات . وقيل : رأى ما يدل على قرب موته ، فسار للحج . وقيل : مات مبطونا ، وعاش أربعا وستين سنة .
و قال عند ترجمة النسائي:
قال قاضي مصر أبو القاسم عبد الله بن محمد بن أبي العوام السعدي : حدثنا أحمد بن شعيب النسائي ، أخبرنا إسحاق بن راهويه ، حدثنا محمد بن أعين قال : قلت لابن المبارك : إن فلانا يقول : من زعم أن قوله تعالى : إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني مخلوق ، فهو كافر . فقال ابن المبارك : صدق ، قال النسائي : بهذا أقول .
وقال الوزير ابن حنزابة سمعت محمد بن موسى المأموني -صاحب النسائي - قال : سمعت قوما ينكرون على أبي عبد الرحمن النسائي كتاب : " الخصائص " لعلي -رضي الله عنه - ، وتركه تصنيف فضائل الشيخين ، فذكرت له ذلك ، فقال : دخلت دمشق والمنحرف بها عن علي كثير ، فصنفت كتاب : " الخصائص " ، رجوت أن يهديهم الله تعالى .
ثم إنه صنف بعد ذلك فضائل الصحابة ، فقيل له -وأنا أسمع- : ألا تخرج فضائل معاوية -رضي الله عنه ؟ فقال : أي شيء أخرج ؟ حديث : اللهم لا تشبع بطنه فسكت السائل .
قلت : لعل أن يقال : هذه منقبة لمعاوية لقوله -صلى الله عليه وسلم- : اللهم من لعنته أو سببته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة . .
قيل : إنه أتى الحارث بن مسكين في زي أنكره ، عليه قلنسوة وقباء ، وكان الحارث خائفا من أمور تتعلق بالسلطان ، فخاف أن يكون عينا عليه ، فمنعه ، فكان يجيء فيقعد خلف الباب ويسمع ، ولذلك ما قال : حدثنا الحارث ، وإنما يقول : قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع .
الحافظ بن طاهر : سألت سعد بن علي الزنجاني عن رجل ، فوثقه ، فقلت : قد ضعفه النسائي ، فقال : يا بني ، إن لأبي عبد الرحمن شرطا في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم .
قلت : صدق ; فإنه لين جماعة من رجال صحيحي البخاري ومسلم .
قال الدارقطني : كان أبو بكر بن الحداد الشافعي كثير الحديث ، ولم يحدث عن غير النسائي ، وقال : رضيت به حجة بيني وبين الله تعالى .
قال أبو سعيد بن يونس في " تاريخه " : كان أبو عبد الرحمن النسائي إماما حافظا ثبتا ، خرج من مصر في شهر ذي القعدة من سنة اثنتين وثلاثمائة ، وتوفي بفلسطين في يوم الاثنين لثلاث عشرة خلت من صفر ، سنة ثلاث .
قلت : هذا أصح ; فإن ابن يونس حافظ يقظ ، وقد أخذ عن النسائي ، وهو به عارف . ولم يكن أحد في رأس الثلاث مائة أحفظ من النسائي ، هو أحذق بالحديث وعلله ورجاله من مسلم ، ومن أبي داود ، ومن أبي عيسى ، وهو جار في مضمار البخاري ، وأبي زرعة ، إلا أن فيه قليل تشيع وانحراف عن خصوم الإمام علي ، كمعاوية وعمرو ، والله يسامحه .
و قال عند ترجمة إم الدرداء:
وعن عون بن عبد الله ، قال : كنا نأتي أم الدرداء فنذكر الله عندها .
وقال يونس بن ميسرة : كن النساء يتعبدن مع أم الدرداء ، فإذا ضعفن عن القيام ، تعلقن بالحبال .
وقال عثمان بن حيان : سمعت أم الدرداء تقول : إن أحدهم يقول : اللهم ارزقني ، وقد علم أن الله لا يمطر عليه ذهبا ولا دراهم ; وإنما يرزق بعضهم من بعض ، فمن أعطي شيئا فليقبل ، فإن كان غنيا فليضعه في ذي الحاجة ، وإن كان فقيرا فليستعن به .
و قال عند ترجمة أم سلمة أم المؤمنين:
.......... يتبع إن شاء الله
تعليق