و قال عند ترجمة شعبة الأزدي:
قال البغوي : حدثني جدي أحمد بن منيع : سمعت أبا قطن يقول : ما رأيت شعبة ركع قط إلا ظننت أنه نسي ، ولا قعد بين السجدتين إلا ظننت أنه نسي .
وحدثني عبد الله بن أحمد بن شبويه ، سمعت أبا الوليد ، سمعت شعبة يقول : إذا كان عندي دقيق وقصب ما أبالي ما فاتني من الدنيا .
قلت : قد كان هذا السيد رأسا في العلم والعمل .حدثني عباس بن محمد ، حدثني قراد أبو نوح قال : رأى علي شعبة قميصا ، فقال : بكم اشتريت هذا ؟ فقلت : بثمانية دراهم . فقال لي : ويحك أما تتقي الله ؟ ! ألا اشتريت قميصا بأربعة دراهم ، وتصدقت بأربعة كان خيرا لك ؟ قلت : يا أبا بسطام ، إنا مع قوم نتجمل لهم . قال : أيش نتجمل لهم ! ؟
حدثنا عبد الله بن عمر القواريري : سمعت يحيى بن سعيد يقول : قال لي شعبة : كل من كتبت عنه حديثا ، فأنا له عبد .
حدثنا علي بن سهل ، حدثنا عفان : سمعت شعبة يقول : لولا حوائج لنا إليكم ، ما جلست لكم . قال عفان : كان حوائجه : يسأل لجيرانه الفقراء .
و قال عند ترجمة شقيق بن سلمة:
وبه إلى أبي نعيم ، حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، حدثنا أبو يحيى الرازي ، حدثنا هناد ، حدثنا عبدة ، عن الزبرقان ، قال : كنت عند أبي وائل ، فجعلت أسب الحجاج وأذكر مساوئه ، فقال : لا تسبه ; وما يدريك لعله قال : اللهم اغفر لي ، فغفر له .
عن عاصم قال : كان أبو وائل إذا صلى في بيته ينشج نشيجا ، ولو جعلت له الدنيا على أن يفعله وأحد يراه ، ما فعله .
قال عاصم بن بهدلة : كان أبو وائل يقول لجاريته ، إذا جاء يحيى -يعني ابنه- بشيء , فلا تقبليه ، وإذا جاء أصحابي بشيء ، فخذيه . وكان ابنه قاضيا على الكناسة . قال : وكان لأبي وائل -رحمه الله- خص من قصب ، يكون فيه هو وفرسه ، فإذا غزا ، نقضه وتصدق به ، فإذا رجع ، أنشأ بناءه .
و قال عند ترجمة شهاب بن خراش:
بهلول بن إسحاق : حدثنا سعيد بن منصور ، حدثنا شهاب بن خراش قال : أدركت من أدركت من صدرة هذه الأمة ، وهم يقولون : اذكروا مجلس أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما تأتلف عليه القلوب ، ولا تذكروا الذي شجر بينهم ، فتحرشوا عليهم الناس .
محمد بن سعيد الخريمي ، عن هشام بن عمار : سمعت شهاب بن خراش يقول : إن القدرية أرادوا أن يصفوا الله بعدله ، فأخرجوه من فضله .
قال هشام : لقيت شهابا وأنا شاب في سنة أربع وسبعين ومائة فقال لي : إن لم تكن قدريا ولا مرجئا ، حدثتك ، وإلا لم أحدثك ، فقلت : ما في من هذين شيء .
-------------------------- يتبع إن شاء الله تعالى
تعليق