الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فإن مما اشتهر بين العامة بسبب القصاص ، أن الفضيل بن عياض كان قاطع طريق ، وأن لتوبته قصةً عجيبة يتناقلونها إليك نصها مع سندها
قال ابن عساكر في تاريخ دمشق (48/ 384) : أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأنا محمد بن جعفر البغدادي أبو بكر الحافظ حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري حدثنا أبو القاسم بن أخي أبي زرعة حدثنا أبو محمد بن إسحاق بن راهوية حدثنا أبو عمار عن الفضل بن موسى قال كان الفضيل بن عياض شاطرا يقطع الطريق بين أبي ورد وسرخس وكان سبب توبته أنه عشق جارية فبينا هو يرتقي الجدران إليها إذ سمع تاليا يتلو " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله " فلم سمعها قال بلى يا رب قد آن فرجع فأواه الليل إلى خربة وإذا فيها سابلة فقال بعضهم نرتحل وقال بعضهم حتى نصبح فإن فضيلا على الطريق يقطع علينا قال ففكرت وقلت أنا أسعى بالليل في المعاصي وقوم من المسلمين ههنا يخافوني وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع اللهم إني قد تبت إليك وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام .
أقول : أبو عبد الرحمن السلمي اسمه محمد بن الحسين السلمي صاحب طبقات الصوفية
قال الخطيب في تاريخه:
قال لي محمد بن يوسف النيسابوري القطان: كان السُلمي غير ثقة ، وكان يضع للصوفية.
وقدر أبي عبد الرحمن عند أهل بلدته جليل وكان مع ذلك مجودا صاحب حديث وله دويرة للصوفية.
وقال الذهبي في الميزان:
تكلموا فيه وليس بعمدة . روى عن الأصم وطبقته وعنى بالحديث ورجاله وسأل الدارقطني .
..وفي القلب مما يتفرد به .انتهى
وهناك قصةٌ أخرى لتوبة الفضيل تختلف سياقتها عن هذه
قال الخطيب في تاريخ بغداد :"
3137- إبراهيم بن الليث النخشبي قدم بغداد، وحدث بها عن علي بن خشرم المروزي، روى عنه: أبو عبيد بن حربويه، وذكر أنه سمع منه في مجلس الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني.
أخبرني الحسن بن علي بن محمد الواعظ من أصل كتابه، قال: حدثنا محمد بن العباس الخزاز، قال: حدثنا أبو عبيد القاضي علي بن الحسين بن حرب، قال: حدثنا إبراهيم بن الليث النخشبي في مجلس الزعفراني، قال: حدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرني رجل من جيران الفضيل، يعني ابن عياض، من بيورد، قال: كان الفضيل يقطع الطريق وحده، قال: فخرج ذات ليلة ليقطع الطريق، فإذا هو بقافلة قد انتهت إليه ليلا، فقال: بعضهم لبعض: اعدلوا بنا إلى هذه القرية فإن أمامنا رجلا يقطع الطريق، يقال له: الفضيل، قال: فسمع الفضيل فأرعد، فقال: يا قوم أنا الفضيل جوزوا، والله لأجتهدن أن لا أعصي الله أبدا، فرجع فترك ما كان عليه"
إبراهيم بن الليث النخشبي مجهول إذ ليس له إلا هذا الخبر ، وجار الفضيل مبهم ، والقصتان مختلفتان وفي كل منهما زيادات على الأخرى
وهناك رواية ثالثة لتوبته تختلف عن القصتين السابقتين
قال ابن عساكر في تاريخ دمشق (48/ 384) :
أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي في كتابه أنبأنا الحسين بن يحيى ابن إبراهيم المكي أنبأنا الحسين بن علي بن محمد الشيرازي أنبأنا علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم حدثنا أبو القاسم عبد السلام بن محمد بن أبي موسى حدثنا عبد الله بن أحمد بن عبد السلام قال سمعت علي بن سلمة بن قتيبة يقول قال إبراهيم بن الأشعث كان مبتدأ توبة فضيل بن عياض أنه خرج عشية يريد مقطعه وكان يقطع الطريق فإذا بقوم حمارة معهم ملح فسمع بعضهم يقول مروا مروا لا يفجأنا فضيل فيأخذ ما معنا فسمع ذلك فضيل فاغتم وتفكر وقال يخافني هذا الخلق الخوف العظيم فتقدم إليهم وسلم عليهم وقال لهم وهم لا يعرفونه تكونون الليلة عندي وأنتم آمنون من الفضيل قال فاستبشروا وفرحوا وذهبوا معه فأنزلهم وخرج يرتاد لهم علفا فرجع إليهم فسمع قارئا يقرأ " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق " فصاح الفضيل ومزق ثيابه على نفسه وقال بلى والله قد آن وكان هذا مبتدأ توبته
أقول : وهذه أقبح السياقات بذكر تمزيق الثياب ، وهذا السند مظلم ابن جهضم
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (13/59) :"
3793- ابن جهضم :
الشَّيْخُ الإِمَامُ الكَبِيْر، شَيْخُ الصُّوْفِيَّة بِالحرمِ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ بن جهضم الهمذاني المجاور، مصنف "بهجة الأَسرَار". يَرْوِي فِيْهِ عَنْ أَبِي الحَسَنِ بنِ سَلَمَةَ القَطَّانِ، وَأَحْمَد بن عُثْمَانَ الأَدَمِيِّ، وَعَلِيِّ بن أَبِي العَقبِ، وَخَلْق.
لَيْسَ بثِقَةٍ بَلْ مُتَّهَمٌ يَأْتِي بِمصَائِب.
قَالَ ابْنُ خَيْرُوْنَ: قِيْلَ: إِنَّهُ يكذب.
قُلْتُ: سُقتُ أَخْبَاره فِي "التَّارِيْخ" "والميزان"
أقول :وإبراهيم بن الأشعث خادم الفضيل تكلم فيه أبو حاتم بكلام شديد ولكن السند إليه لا يصفو
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد :
فإن مما اشتهر بين العامة بسبب القصاص ، أن الفضيل بن عياض كان قاطع طريق ، وأن لتوبته قصةً عجيبة يتناقلونها إليك نصها مع سندها
قال ابن عساكر في تاريخ دمشق (48/ 384) : أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأنا محمد بن جعفر البغدادي أبو بكر الحافظ حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري حدثنا أبو القاسم بن أخي أبي زرعة حدثنا أبو محمد بن إسحاق بن راهوية حدثنا أبو عمار عن الفضل بن موسى قال كان الفضيل بن عياض شاطرا يقطع الطريق بين أبي ورد وسرخس وكان سبب توبته أنه عشق جارية فبينا هو يرتقي الجدران إليها إذ سمع تاليا يتلو " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله " فلم سمعها قال بلى يا رب قد آن فرجع فأواه الليل إلى خربة وإذا فيها سابلة فقال بعضهم نرتحل وقال بعضهم حتى نصبح فإن فضيلا على الطريق يقطع علينا قال ففكرت وقلت أنا أسعى بالليل في المعاصي وقوم من المسلمين ههنا يخافوني وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع اللهم إني قد تبت إليك وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام .
أقول : أبو عبد الرحمن السلمي اسمه محمد بن الحسين السلمي صاحب طبقات الصوفية
قال الخطيب في تاريخه:
قال لي محمد بن يوسف النيسابوري القطان: كان السُلمي غير ثقة ، وكان يضع للصوفية.
وقدر أبي عبد الرحمن عند أهل بلدته جليل وكان مع ذلك مجودا صاحب حديث وله دويرة للصوفية.
وقال الذهبي في الميزان:
تكلموا فيه وليس بعمدة . روى عن الأصم وطبقته وعنى بالحديث ورجاله وسأل الدارقطني .
..وفي القلب مما يتفرد به .انتهى
وهناك قصةٌ أخرى لتوبة الفضيل تختلف سياقتها عن هذه
قال الخطيب في تاريخ بغداد :"
3137- إبراهيم بن الليث النخشبي قدم بغداد، وحدث بها عن علي بن خشرم المروزي، روى عنه: أبو عبيد بن حربويه، وذكر أنه سمع منه في مجلس الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني.
أخبرني الحسن بن علي بن محمد الواعظ من أصل كتابه، قال: حدثنا محمد بن العباس الخزاز، قال: حدثنا أبو عبيد القاضي علي بن الحسين بن حرب، قال: حدثنا إبراهيم بن الليث النخشبي في مجلس الزعفراني، قال: حدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرني رجل من جيران الفضيل، يعني ابن عياض، من بيورد، قال: كان الفضيل يقطع الطريق وحده، قال: فخرج ذات ليلة ليقطع الطريق، فإذا هو بقافلة قد انتهت إليه ليلا، فقال: بعضهم لبعض: اعدلوا بنا إلى هذه القرية فإن أمامنا رجلا يقطع الطريق، يقال له: الفضيل، قال: فسمع الفضيل فأرعد، فقال: يا قوم أنا الفضيل جوزوا، والله لأجتهدن أن لا أعصي الله أبدا، فرجع فترك ما كان عليه"
إبراهيم بن الليث النخشبي مجهول إذ ليس له إلا هذا الخبر ، وجار الفضيل مبهم ، والقصتان مختلفتان وفي كل منهما زيادات على الأخرى
وهناك رواية ثالثة لتوبته تختلف عن القصتين السابقتين
قال ابن عساكر في تاريخ دمشق (48/ 384) :
أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي في كتابه أنبأنا الحسين بن يحيى ابن إبراهيم المكي أنبأنا الحسين بن علي بن محمد الشيرازي أنبأنا علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم حدثنا أبو القاسم عبد السلام بن محمد بن أبي موسى حدثنا عبد الله بن أحمد بن عبد السلام قال سمعت علي بن سلمة بن قتيبة يقول قال إبراهيم بن الأشعث كان مبتدأ توبة فضيل بن عياض أنه خرج عشية يريد مقطعه وكان يقطع الطريق فإذا بقوم حمارة معهم ملح فسمع بعضهم يقول مروا مروا لا يفجأنا فضيل فيأخذ ما معنا فسمع ذلك فضيل فاغتم وتفكر وقال يخافني هذا الخلق الخوف العظيم فتقدم إليهم وسلم عليهم وقال لهم وهم لا يعرفونه تكونون الليلة عندي وأنتم آمنون من الفضيل قال فاستبشروا وفرحوا وذهبوا معه فأنزلهم وخرج يرتاد لهم علفا فرجع إليهم فسمع قارئا يقرأ " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق " فصاح الفضيل ومزق ثيابه على نفسه وقال بلى والله قد آن وكان هذا مبتدأ توبته
أقول : وهذه أقبح السياقات بذكر تمزيق الثياب ، وهذا السند مظلم ابن جهضم
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (13/59) :"
3793- ابن جهضم :
الشَّيْخُ الإِمَامُ الكَبِيْر، شَيْخُ الصُّوْفِيَّة بِالحرمِ، أَبُو الحَسَنِ، عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ بن جهضم الهمذاني المجاور، مصنف "بهجة الأَسرَار". يَرْوِي فِيْهِ عَنْ أَبِي الحَسَنِ بنِ سَلَمَةَ القَطَّانِ، وَأَحْمَد بن عُثْمَانَ الأَدَمِيِّ، وَعَلِيِّ بن أَبِي العَقبِ، وَخَلْق.
لَيْسَ بثِقَةٍ بَلْ مُتَّهَمٌ يَأْتِي بِمصَائِب.
قَالَ ابْنُ خَيْرُوْنَ: قِيْلَ: إِنَّهُ يكذب.
قُلْتُ: سُقتُ أَخْبَاره فِي "التَّارِيْخ" "والميزان"
أقول :وإبراهيم بن الأشعث خادم الفضيل تكلم فيه أبو حاتم بكلام شديد ولكن السند إليه لا يصفو
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم