السلام عليكم و رحمة الله و بركاته هذه القصيدة نقلتها من كتاب البداية و النهاية
قال ابن اسحاق ولما خشي أبو طالب دهم العرب أن يركبوه مع قومه قال قصيدته التي تعوذ فيها بحرم مكة وبمكانها منها وتودد فيها اشراف قومه وهو على ذلك يخبرهم وغيرهم في شعره أنه غير مسلم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تاركه لشيء أبدا حتى يهلك دونه فقال
ولما رأيت القوم لاود فيهم * وقد قطعوا كل العري والوسائل
وقد صارحونا بالعداوة والأذى * وقد طاوعوا أمر العدو المزايل
وقد حالفوا قوما علينا أظنة * يعضون غيظا خلفنا بالأنامل
صبرت لهم نفسي بسمراء سمحة * وأبيض غضب من تراث المقاول
وأحضرت عند البيت رهطي وأخوتي * وأمسكت من أثوابه بالوصائل
قياما معا مستقبلين رتاجه * لدى حيث يقضي حلفه كل ناقل
وحيث ينيخ الأشعرون ركابهم * بمفضى السيول من إساف ونائل
موسمة الاعضاد أو بأعناقها قصراتها * مخيمة بين السديس وبازل
ترى الودع فيها والرخام وزينة * بأعناقها معقودة كالعثاكل
أعوذ برب الناس من كل طاعن * علينا بسوء أو ملح بباطل
ومن كاشح يسعى لنا بمعيبة * ومن ملحق في الدين مالم نحاول
وثور ومن أرسي ثبيرا مكانه * وراق ليرقى في حراء ونازل
وبالبيت حق البيت من بطن مكة * وبالله إن الله ليس بغافل
وبالحجر المسود إذ يمسحونه * إذا اكتنفوه بالضحى والأصائل
وموطئ ابراهيم في الصخر رطبة * على قدميه حافيا غير ناعل
وأشواط بين المروتين إلى الصفا * وما فيهما من صورة وتماثل
ومن حج بيت الله من كل راكب * ومن كل ذي نذر ومن كل راجل
وبالمشعر الاقصى إذا عمدوا له * إلال إلى مفضي الشراج القوابل
وتوقافهم فوق الجبال عشية * يقيمون بالايدي صدور الرواحل
وليلة جمع والمنازل من منى * وهل فوقها من حرمة ومنازل
وجمع إذا ما المقربات أجزنه * سراعا كما يخرجن من وقع وابل
وبالجمرة الكبرى إذا صمدوا لها * يؤمون قذفا رأسها بالجنادل
وكندة إذ هم بالحصاب عشية * تجيز بهم حجاج بكر بن وائل
حليفان شدا عقد ما احتلفا له * وردا عليه عاطفات الوسائل
وحطمهم سمر الرماح وسرحه * وشبرقه وخد النعام الجوافل
فهل بعد هذا من معاذ لعائذ * وهل من معيذ يتقي الله عادل
يطاع بنا أمر العدا ود أننا * يسد بنا أبواب ترك وكابل
كذبتم وبيت الله نترك مكة * ونظعن الا أمركم في بلابل
كذبتم وبيت الله نبذي محمدا * ولما نطاعن دونه ونناضل
ونسلمه حتى نصرع حوله * ونذهل عن أبنائنا والحلائل
وينهض قوم بالحديد اليكم * نهوض الروايا تحت ذات الصلاصل
وحتى نرى ذا الظعن يركب ردعه * من الطعن فعل الأنكب المتحامل
وإنا لعمر الله إن جد ما أرى * لتلتبسا أسيافنا بالاماثل
بكفي فتى مثل الشهاب سميدع * أخي ثقة حامي الحقيقة باسل
شهورا وأياما وحولا محرما * علينا وتأتي حجة بعد قابل
وما ترك قوم لا أبالك سيدا * يحوط الذمار غير ذرب مواكل
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل
يلوذ به الهلاك من آل هاشم * فهم عنده في رحمة وفواضل
لعمري لقد أجرى أسيد وبكره * إلى بغضنا وجزآنا لآكل
وعثمان لم يربع علينا وقنفذ * ولكن أطاعا أمر تلك القبائل
أطاعا أبيا وابن عبد يغوثهم * ولم يرقبا فينا مقالة قائل
كما قد لقينا من سبيع ونوفل * وكل تولى معرضا لم يجامل
فان يلفيا أو يمكن الله منهما * نكل لهما صاعا بصاع المكايل
وذاك أبو عمرو أبي غير بغضنا * ليظعننا في أهل شاء وجامل
يناجي بنا في كل ممسى ومصبح * فناج أبا عمرو بنا ثم خاتل
ويؤلي لنا بالله ما أن يغشنا * بلى قد تراه جهرة غير خائل
أضاق عليه بغضنا كل تلعة * من الأرض بين أخشب فمجادل
وسائل أبا الوليد ماذا حبوتنا * بسعيك فينا معرضا كالمخاتل
وكنت امرءا ممن يعاش برأيه * ورحمته فينا ولست بجاهل
فعتبة لا تسمع بنا قول كاشح * حسود كذوب مبغض ذي دغاول
ومر أبو سفيان عني معرضا * كما مر قيل من عظام المقاول
يفر إلى نجد وبرد مياهه * ويزعم أني لست عنكم بغافل
ويخبرنا فعل المناصح أنه * شفيق ويخفي عارمات الدواخل
أمطعم لم أخذلك في يوم نجدة * ولا معظم عند الأمور الجلائل
ولا يوم خصم إذ أتوك ألدة * أولى جدل من الخصوم المساجل
أمطعم إن القوم ساموك خطة * وإني متى أوكل فلست بوائل
جزى الله عنا عبد شمس ونوفلا * عقوبة شر عاجلا غير آجل
بميزان قسط لا يخيس شعيرة * له شاهد من نفسه غير عائل
لقد سفهت أحلام قوم تبدلوا * بني خلف قيضا بنا والغياطل
ونحن الصميم من ذؤابة هاشم * وآل قصي في الخطوب الاوائل
وسهم ومخزوم تمالوا وألبوا * علينا العدى من كل طمل وخامل
فعبد مناف أنتم خير قومكم * فلا تشركوا في أمركم كل واغل
لعمري لقد وهنتم وعجزتم * وجئتم بأمر مخطئ للمفاصل
وكنتم حديثا حطب قدر وأنتم * الآن أحطاب أقدر ومراجل
ليهن بني عبد مناف عقوقنا * وخذلاننا وتركنا في المعاقل
فان نك قوما نتئر ما صنعتم * وتحتلبوها لقحة غير باهل
وسائط كانت في لؤي بن غالب * نفاهم إلينا كل صقر حلاحل
ورهط نفيل شر من وطئ الحصى * والأم حاف من معد وناعل
فأبلغ قصيا أن سينشر أمرنا * وبشر قصيا بعدنا بالتخاذل
ولو طرقت ليلا قصيا عظيمة * إذا ما لجأنا دونهم في المداخل
ولو صدقوا ضربا خلال بيوتهم * لكنا أسى عند النساء المطافل
فكل صديق وابن أخت نعده * لعمري وجدنا غبه غير طائل
سوى أن رهطا من كلاب بن مرة * براء الينا من معقة خاذل
وهنالهم حتى تبدد جمعهم * ويحسر عنا كل باغ وجاهل
وكان لنا حوض السقاية فيهم * ونحن الكدى من غالب والكواهل
شباب من المطيبين وهاشم * كبيض السيوف بين أيدي الصياقل
فما أدركوا ذحلا ولا سفكوا دما * ولا حالفوا إلا شرار القبائل
بضرب ترى الفتيان فيه كأنهم * ضواري أسود فوق لحم خرادل
بني أمة محبوبة هند كية * بني جمح عبيد قيس بن عاقل
ولكننا نسل كرام لسادة * بهم نعي الاقوام عند البواطل
ونعم ابن أخت القوم غير مكذب * زهير حساما مفردا من حمائل
اشم من الشم البهاليل ينتمي * إلى حسب في حومة المجد فاضل
لعمري لقد كلفت وجدا باحمد * وإخوته دأب المحب المواصل
فمن مثله في الناس أي مؤمل * إذا قاسه الحكام عند التفاضل
حليم رشيد عادل غير طائش * يوالي إلها ليس عنه بغافل
كريم المساعي ماجد وابن ماجد * له إرث مجد ثابت غير ناصل
وأيده رب العباد بنصره * وأظهر دينا حقه غير زائل
فوالله لولا أن أجيء بسبة * تجر على أشياخنا في المحافل
لكنا تبعناه على كل حالة * من الدهر جدا غير قول التهازل
لقد علموا أن ابننا لا مكذب * لدينا ولا يعني بقول الأباطل
فاصبح فينا أحمد في أرومة * يقصر عنها سورة المتطاول
حدبت بنفسي دونه وحميته * ودافعت عنه بالذرى والكلاكل
قال ابن هشام هذا ما صح لي من هذه القصيدة وبعض أهل العلم بالشعر ينكر أكثرها
قلت هذه قصيدة عظيمة بليغة جدا لا يستطيع يقولها إلا من نسبت إليه وهي أفحل من المعلقات السبع وابلغ في تأدية المعنى فيها جميعها وقد أوردها الاموي في مغازيه مطولة بزيادات أخر والله أعلم
قال ابن اسحاق ولما خشي أبو طالب دهم العرب أن يركبوه مع قومه قال قصيدته التي تعوذ فيها بحرم مكة وبمكانها منها وتودد فيها اشراف قومه وهو على ذلك يخبرهم وغيرهم في شعره أنه غير مسلم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تاركه لشيء أبدا حتى يهلك دونه فقال
ولما رأيت القوم لاود فيهم * وقد قطعوا كل العري والوسائل
وقد صارحونا بالعداوة والأذى * وقد طاوعوا أمر العدو المزايل
وقد حالفوا قوما علينا أظنة * يعضون غيظا خلفنا بالأنامل
صبرت لهم نفسي بسمراء سمحة * وأبيض غضب من تراث المقاول
وأحضرت عند البيت رهطي وأخوتي * وأمسكت من أثوابه بالوصائل
قياما معا مستقبلين رتاجه * لدى حيث يقضي حلفه كل ناقل
وحيث ينيخ الأشعرون ركابهم * بمفضى السيول من إساف ونائل
موسمة الاعضاد أو بأعناقها قصراتها * مخيمة بين السديس وبازل
ترى الودع فيها والرخام وزينة * بأعناقها معقودة كالعثاكل
أعوذ برب الناس من كل طاعن * علينا بسوء أو ملح بباطل
ومن كاشح يسعى لنا بمعيبة * ومن ملحق في الدين مالم نحاول
وثور ومن أرسي ثبيرا مكانه * وراق ليرقى في حراء ونازل
وبالبيت حق البيت من بطن مكة * وبالله إن الله ليس بغافل
وبالحجر المسود إذ يمسحونه * إذا اكتنفوه بالضحى والأصائل
وموطئ ابراهيم في الصخر رطبة * على قدميه حافيا غير ناعل
وأشواط بين المروتين إلى الصفا * وما فيهما من صورة وتماثل
ومن حج بيت الله من كل راكب * ومن كل ذي نذر ومن كل راجل
وبالمشعر الاقصى إذا عمدوا له * إلال إلى مفضي الشراج القوابل
وتوقافهم فوق الجبال عشية * يقيمون بالايدي صدور الرواحل
وليلة جمع والمنازل من منى * وهل فوقها من حرمة ومنازل
وجمع إذا ما المقربات أجزنه * سراعا كما يخرجن من وقع وابل
وبالجمرة الكبرى إذا صمدوا لها * يؤمون قذفا رأسها بالجنادل
وكندة إذ هم بالحصاب عشية * تجيز بهم حجاج بكر بن وائل
حليفان شدا عقد ما احتلفا له * وردا عليه عاطفات الوسائل
وحطمهم سمر الرماح وسرحه * وشبرقه وخد النعام الجوافل
فهل بعد هذا من معاذ لعائذ * وهل من معيذ يتقي الله عادل
يطاع بنا أمر العدا ود أننا * يسد بنا أبواب ترك وكابل
كذبتم وبيت الله نترك مكة * ونظعن الا أمركم في بلابل
كذبتم وبيت الله نبذي محمدا * ولما نطاعن دونه ونناضل
ونسلمه حتى نصرع حوله * ونذهل عن أبنائنا والحلائل
وينهض قوم بالحديد اليكم * نهوض الروايا تحت ذات الصلاصل
وحتى نرى ذا الظعن يركب ردعه * من الطعن فعل الأنكب المتحامل
وإنا لعمر الله إن جد ما أرى * لتلتبسا أسيافنا بالاماثل
بكفي فتى مثل الشهاب سميدع * أخي ثقة حامي الحقيقة باسل
شهورا وأياما وحولا محرما * علينا وتأتي حجة بعد قابل
وما ترك قوم لا أبالك سيدا * يحوط الذمار غير ذرب مواكل
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل
يلوذ به الهلاك من آل هاشم * فهم عنده في رحمة وفواضل
لعمري لقد أجرى أسيد وبكره * إلى بغضنا وجزآنا لآكل
وعثمان لم يربع علينا وقنفذ * ولكن أطاعا أمر تلك القبائل
أطاعا أبيا وابن عبد يغوثهم * ولم يرقبا فينا مقالة قائل
كما قد لقينا من سبيع ونوفل * وكل تولى معرضا لم يجامل
فان يلفيا أو يمكن الله منهما * نكل لهما صاعا بصاع المكايل
وذاك أبو عمرو أبي غير بغضنا * ليظعننا في أهل شاء وجامل
يناجي بنا في كل ممسى ومصبح * فناج أبا عمرو بنا ثم خاتل
ويؤلي لنا بالله ما أن يغشنا * بلى قد تراه جهرة غير خائل
أضاق عليه بغضنا كل تلعة * من الأرض بين أخشب فمجادل
وسائل أبا الوليد ماذا حبوتنا * بسعيك فينا معرضا كالمخاتل
وكنت امرءا ممن يعاش برأيه * ورحمته فينا ولست بجاهل
فعتبة لا تسمع بنا قول كاشح * حسود كذوب مبغض ذي دغاول
ومر أبو سفيان عني معرضا * كما مر قيل من عظام المقاول
يفر إلى نجد وبرد مياهه * ويزعم أني لست عنكم بغافل
ويخبرنا فعل المناصح أنه * شفيق ويخفي عارمات الدواخل
أمطعم لم أخذلك في يوم نجدة * ولا معظم عند الأمور الجلائل
ولا يوم خصم إذ أتوك ألدة * أولى جدل من الخصوم المساجل
أمطعم إن القوم ساموك خطة * وإني متى أوكل فلست بوائل
جزى الله عنا عبد شمس ونوفلا * عقوبة شر عاجلا غير آجل
بميزان قسط لا يخيس شعيرة * له شاهد من نفسه غير عائل
لقد سفهت أحلام قوم تبدلوا * بني خلف قيضا بنا والغياطل
ونحن الصميم من ذؤابة هاشم * وآل قصي في الخطوب الاوائل
وسهم ومخزوم تمالوا وألبوا * علينا العدى من كل طمل وخامل
فعبد مناف أنتم خير قومكم * فلا تشركوا في أمركم كل واغل
لعمري لقد وهنتم وعجزتم * وجئتم بأمر مخطئ للمفاصل
وكنتم حديثا حطب قدر وأنتم * الآن أحطاب أقدر ومراجل
ليهن بني عبد مناف عقوقنا * وخذلاننا وتركنا في المعاقل
فان نك قوما نتئر ما صنعتم * وتحتلبوها لقحة غير باهل
وسائط كانت في لؤي بن غالب * نفاهم إلينا كل صقر حلاحل
ورهط نفيل شر من وطئ الحصى * والأم حاف من معد وناعل
فأبلغ قصيا أن سينشر أمرنا * وبشر قصيا بعدنا بالتخاذل
ولو طرقت ليلا قصيا عظيمة * إذا ما لجأنا دونهم في المداخل
ولو صدقوا ضربا خلال بيوتهم * لكنا أسى عند النساء المطافل
فكل صديق وابن أخت نعده * لعمري وجدنا غبه غير طائل
سوى أن رهطا من كلاب بن مرة * براء الينا من معقة خاذل
وهنالهم حتى تبدد جمعهم * ويحسر عنا كل باغ وجاهل
وكان لنا حوض السقاية فيهم * ونحن الكدى من غالب والكواهل
شباب من المطيبين وهاشم * كبيض السيوف بين أيدي الصياقل
فما أدركوا ذحلا ولا سفكوا دما * ولا حالفوا إلا شرار القبائل
بضرب ترى الفتيان فيه كأنهم * ضواري أسود فوق لحم خرادل
بني أمة محبوبة هند كية * بني جمح عبيد قيس بن عاقل
ولكننا نسل كرام لسادة * بهم نعي الاقوام عند البواطل
ونعم ابن أخت القوم غير مكذب * زهير حساما مفردا من حمائل
اشم من الشم البهاليل ينتمي * إلى حسب في حومة المجد فاضل
لعمري لقد كلفت وجدا باحمد * وإخوته دأب المحب المواصل
فمن مثله في الناس أي مؤمل * إذا قاسه الحكام عند التفاضل
حليم رشيد عادل غير طائش * يوالي إلها ليس عنه بغافل
كريم المساعي ماجد وابن ماجد * له إرث مجد ثابت غير ناصل
وأيده رب العباد بنصره * وأظهر دينا حقه غير زائل
فوالله لولا أن أجيء بسبة * تجر على أشياخنا في المحافل
لكنا تبعناه على كل حالة * من الدهر جدا غير قول التهازل
لقد علموا أن ابننا لا مكذب * لدينا ولا يعني بقول الأباطل
فاصبح فينا أحمد في أرومة * يقصر عنها سورة المتطاول
حدبت بنفسي دونه وحميته * ودافعت عنه بالذرى والكلاكل
قال ابن هشام هذا ما صح لي من هذه القصيدة وبعض أهل العلم بالشعر ينكر أكثرها
قلت هذه قصيدة عظيمة بليغة جدا لا يستطيع يقولها إلا من نسبت إليه وهي أفحل من المعلقات السبع وابلغ في تأدية المعنى فيها جميعها وقد أوردها الاموي في مغازيه مطولة بزيادات أخر والله أعلم
اخواني هل تثبت هذه القصيدة ام لا و هل هي المسماة بلامية ابي طالب
تعليق