كتاب الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام ومعه السيرة النبوية لابن هشام .
شرح: الإمام المحدث عبد الرحمن السهيلي رحمه الله (508- 581هـ ).
تحقيق وتعليق وشرح: الشيخ عبد الرحمن الوكيل- طبعة دار الكتب الإسلامية
سنة الطبع: 1967م
سبع مجلدات .
نبذة عن كتاب الروض الأنف :
اعتني أبو القاسم عبد الرحمن السهيلي رحمه الله المتوفي سنة 581هـ بكتاب سيرة ابن هشام وتناوله على نحو جديد ونهج آخر، وهو بمنزلة الشرح والتعليق عليه، فوضع كتابه "الروض الأنف" في ظل مجهودي ابن إسحاق وابن هشام، يتعقبهما فيما أخبرا بالتحرير والضبط، ثم الشرح والزيادة، فجاء عمله هذا كتاباً آخر في السيرة بحجمه وكثرة ما حواه من آراء، تشهد لصاحبها بطول الباع، وكثرة الاطلاع.
ومما نقله صاحب "كشف الظنون" 1 في معرض حديثه عن كتاب "الروض الأنف" قولاً للإمام السهيلي يشرح فيه تأليفه لهذا الكتاب حيث يقول:"... فإني اتنحيت في هذا الإملاء بعد الاستخارة إلى إيضاح ما وقع في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي سبق إلى تأليفها أبو بكر محمد بن إسحاق المطلبي، ولخصها عبد الملك بن هشام المعافري النسابة ما بلغني علمه ويسر لي فهمه من لفظ غريب أو إعراب غامض أو كلام مستغلق أو نسب عويص.
وكان بدء إملائي هذا الكتاب في محرم سنة / 569/ هـ تسع وستين وخمسمائة، وكان الفراغ منه في جمادى الأولى من ذلك العام تحصل فيه من فوائد العلوم والآداب وأسماء الرجال والأنساب ومن الفقه الباطن اللباب وتعليل النحو وصنعة الإعراب ما هو مستخرج من نيف على مائة وعشرين ديواناً أو نحوها". اهـ.
هذا وقد حظي كتاب "الروض الأنف" اهتماما من قبل العلماء اللاحقين، فاختصره عز الدين بن أبي، المعروف بابن الجماعة المتوفى / 819/ تسع عشر وثمانمائة للهجرة وسماه "نور الروض"وعليه حاشية لقاضي القضاة يحيى المناوي المتوفى سنة/ 871/ هـ إحدى وسبعين وثمانمائة. ثم جرد سبطه زين العابدين بن عبد الرؤوف هذه الحاشية.
وقد انتفع بمادة هذا الكتاب كثير ممن جاؤوا بعده، ولا سيما ابن القيم في كتابه "بدائع الفوائد".
ومن الجدير بالذكر أن الإمام السهيلي تألق وعلا شأنه بين العلماء من خلال هذا الكتاب، لأنهم وجدوا من خلاله أن الإمام السهيلي بذل جهداً بارعاً صادعاً بأن الرجل كان إماماً في فنون عصره بنصيب وفير، وقد لاءم بين فنون معرفته حتى جعل منها وحدة يصدر عنها في كل ما يكتب.
ومما يزيدنا إعجاباً بهذا الإمام أنه فقد بصره، علماً أن الكتب كانت في زمانه مخطوطة، فمتى طالع كل هذا؟ وكيف طالعه؟ وتراثه يشهد له بأنه استوعب كل ما قرأن، وبدت سعة اطلاعه ونفاذ بصيرته وقوة تفكيره في أكثر ما كتب .
ومما يجعلنا أيضاً شديدي الاحترام لهذا الرجل ملاحظة تلك الحقيقة التي تطالعنا في كتابه هذان إنها الأمانة الصادقة في النقل، وفي نسبة كل شيء إلى قائله، فلم يأت بزيادة مفتراه، أو يقترف في نقله نقصاً قد يغير نم مفهوم القولن ولهذا نراه ينقل ما يتفق مع الحق، وما يقاربه في بعض أحيانه.
اسم الكتاب ومعناه :
يقال روضةٌ أُنُف وكأْسٌ أُنُف لم يُشرب بها قبل ذلك كأَنه اسْتُؤْنِفَ شربها مثل روْضةٍ أُنف
ويريد السهيلي بهذه التسمية أن يؤكد أن كتابه هذا لم يؤلف أحد مثله من قبل ( مستفاد من تعليق الشيخ عبد الرحمن الوكيل على الكتاب)
******************************
ترجمة الإمام السهيلي
اسمه ونسبه:
هو أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن أصبغ بن الحسين بن سعدون بن رضوان بن فتوح بن الخطيب أبي محمد بن الخطيب أبي عمرو بن أبي الحسن الخثعي السهيلي الأندلسي المالقي.
قال صاحب "الوفيات": والسهيلي سنة / 508هـ/ في الأندلس، وتوفي سنة / 581هـ/ في مراكش. يقول ابن العماد الحنبلي في كتابه "شذرات الذهب" إن أبا القاسم ممن توفوا سنة/ 581هـ/ في شعبان من تلك السنة، ويكون قد عاش اثنتين وسبعين سنة.
نشأته:
نشأ السهيلي في واد بالأندلس يسمى سهيل من كورة مالقة، وهي قرية بالقرب من مالقة سميت باسم الكوكب 1، لأنه لا يرى في جميع الأندلس إلا من جبل مطل عليها، ومالقة بفتح اللام والقاف، هي مدينة بالأندلس.
فأقام السهيلي بالأندلس عمراً طويلاً، فنهل من كنوز العلم ما نهل، وتزود من المعارف ما تزود، واشتهر بين الناس، فأخذوا يقصدونه ليأخذوا عنه العلم، فذاع سيطه في البلدان حتى وصل خبره إلى مراكش فطلبه واليها، وأكرمه وأحسن إليه، وأقبل بوجهه كل الإقبال عليه، وولاه بها قضاء الجماعة ،وبقي على ذلك الحال أعواماً ثلاثة إلى أن وافاه الأجل فمات بها - رحمه الله - .
أخلاقه وعلمه:
إذا نظرنا ملياً في مؤلفات الإمام السهيلي لظهر لنا جلياً اتجاهه الخلقي النبيل، فقد عاش لنصرة هذا الدين فوهب له حياته ما بين درس له، وتأليف فيه، ولهذا عرف بين الناس بالصلاح واشتهر بالورع والتقوى، أضف إلى ذلك أنه كان ببلده يتسوغ بالعفاف، ويتبلغ بالكفاف.
كان السهيلي - رحمه الله - مالكي المذهب، وكان ضريراً منذ السابعة عشرة من عمره، وأخذ القراءات عن سليمان بن يحيى وجماعة، وروى عن أبي بكر بن العربي وكبار رجال العلم في تلك البلاد، فأخذ اللغة والآداب عن ابن الطراوة،وناظره في "كتاب سيبويه".
وتصدر للإفتاء والتدريس والحديث، فجمع بين الرواية والدراية، فأخذ الناس عنه وانتفعوابه.
مؤلفات الإمام السهيلي:
وللإمام السهيلي - رحمه الله - مؤلفات كثيرة من العلوم نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
1- "الروض الأنف" وهو من أهم كتبه، وهو الكتاب الذي بين أيدينا.
2- "التعريف والإعلام فيما أبهم في القرآن من الأسماء الأعلام".
3- "نتائج الفكر".
4- "شرح آية الوصية في الفرائض".
5- "مسألة السر في عور الدجال".
6- "مسألة رؤية الله عز وجل".
7- "شرح الجمل" .
إلى غير ذلك من تآليفه المفيدة، وهناك مسائل كثيرة غير هذه اكتفى المترجمون بالإشارة إليه دون التصريح بأسمائها.
رحم الله الإمام السهيلي، وجزاه عنا وعن الإسلام والمسلمين كل خير، وجعلنا وإياه من أهل الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
منقول من مقدمة تحقيق الكتاب بتصرف يسير
*********************
يمكنك أخي الكريم تحميل الكتاب من المرفقات
شرح: الإمام المحدث عبد الرحمن السهيلي رحمه الله (508- 581هـ ).
تحقيق وتعليق وشرح: الشيخ عبد الرحمن الوكيل- طبعة دار الكتب الإسلامية
سنة الطبع: 1967م
سبع مجلدات .
نبذة عن كتاب الروض الأنف :
اعتني أبو القاسم عبد الرحمن السهيلي رحمه الله المتوفي سنة 581هـ بكتاب سيرة ابن هشام وتناوله على نحو جديد ونهج آخر، وهو بمنزلة الشرح والتعليق عليه، فوضع كتابه "الروض الأنف" في ظل مجهودي ابن إسحاق وابن هشام، يتعقبهما فيما أخبرا بالتحرير والضبط، ثم الشرح والزيادة، فجاء عمله هذا كتاباً آخر في السيرة بحجمه وكثرة ما حواه من آراء، تشهد لصاحبها بطول الباع، وكثرة الاطلاع.
ومما نقله صاحب "كشف الظنون" 1 في معرض حديثه عن كتاب "الروض الأنف" قولاً للإمام السهيلي يشرح فيه تأليفه لهذا الكتاب حيث يقول:"... فإني اتنحيت في هذا الإملاء بعد الاستخارة إلى إيضاح ما وقع في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي سبق إلى تأليفها أبو بكر محمد بن إسحاق المطلبي، ولخصها عبد الملك بن هشام المعافري النسابة ما بلغني علمه ويسر لي فهمه من لفظ غريب أو إعراب غامض أو كلام مستغلق أو نسب عويص.
وكان بدء إملائي هذا الكتاب في محرم سنة / 569/ هـ تسع وستين وخمسمائة، وكان الفراغ منه في جمادى الأولى من ذلك العام تحصل فيه من فوائد العلوم والآداب وأسماء الرجال والأنساب ومن الفقه الباطن اللباب وتعليل النحو وصنعة الإعراب ما هو مستخرج من نيف على مائة وعشرين ديواناً أو نحوها". اهـ.
هذا وقد حظي كتاب "الروض الأنف" اهتماما من قبل العلماء اللاحقين، فاختصره عز الدين بن أبي، المعروف بابن الجماعة المتوفى / 819/ تسع عشر وثمانمائة للهجرة وسماه "نور الروض"وعليه حاشية لقاضي القضاة يحيى المناوي المتوفى سنة/ 871/ هـ إحدى وسبعين وثمانمائة. ثم جرد سبطه زين العابدين بن عبد الرؤوف هذه الحاشية.
وقد انتفع بمادة هذا الكتاب كثير ممن جاؤوا بعده، ولا سيما ابن القيم في كتابه "بدائع الفوائد".
ومن الجدير بالذكر أن الإمام السهيلي تألق وعلا شأنه بين العلماء من خلال هذا الكتاب، لأنهم وجدوا من خلاله أن الإمام السهيلي بذل جهداً بارعاً صادعاً بأن الرجل كان إماماً في فنون عصره بنصيب وفير، وقد لاءم بين فنون معرفته حتى جعل منها وحدة يصدر عنها في كل ما يكتب.
ومما يزيدنا إعجاباً بهذا الإمام أنه فقد بصره، علماً أن الكتب كانت في زمانه مخطوطة، فمتى طالع كل هذا؟ وكيف طالعه؟ وتراثه يشهد له بأنه استوعب كل ما قرأن، وبدت سعة اطلاعه ونفاذ بصيرته وقوة تفكيره في أكثر ما كتب .
ومما يجعلنا أيضاً شديدي الاحترام لهذا الرجل ملاحظة تلك الحقيقة التي تطالعنا في كتابه هذان إنها الأمانة الصادقة في النقل، وفي نسبة كل شيء إلى قائله، فلم يأت بزيادة مفتراه، أو يقترف في نقله نقصاً قد يغير نم مفهوم القولن ولهذا نراه ينقل ما يتفق مع الحق، وما يقاربه في بعض أحيانه.
اسم الكتاب ومعناه :
يقال روضةٌ أُنُف وكأْسٌ أُنُف لم يُشرب بها قبل ذلك كأَنه اسْتُؤْنِفَ شربها مثل روْضةٍ أُنف
ويريد السهيلي بهذه التسمية أن يؤكد أن كتابه هذا لم يؤلف أحد مثله من قبل ( مستفاد من تعليق الشيخ عبد الرحمن الوكيل على الكتاب)
******************************
ترجمة الإمام السهيلي
اسمه ونسبه:
هو أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن أصبغ بن الحسين بن سعدون بن رضوان بن فتوح بن الخطيب أبي محمد بن الخطيب أبي عمرو بن أبي الحسن الخثعي السهيلي الأندلسي المالقي.
قال صاحب "الوفيات": والسهيلي سنة / 508هـ/ في الأندلس، وتوفي سنة / 581هـ/ في مراكش. يقول ابن العماد الحنبلي في كتابه "شذرات الذهب" إن أبا القاسم ممن توفوا سنة/ 581هـ/ في شعبان من تلك السنة، ويكون قد عاش اثنتين وسبعين سنة.
نشأته:
نشأ السهيلي في واد بالأندلس يسمى سهيل من كورة مالقة، وهي قرية بالقرب من مالقة سميت باسم الكوكب 1، لأنه لا يرى في جميع الأندلس إلا من جبل مطل عليها، ومالقة بفتح اللام والقاف، هي مدينة بالأندلس.
فأقام السهيلي بالأندلس عمراً طويلاً، فنهل من كنوز العلم ما نهل، وتزود من المعارف ما تزود، واشتهر بين الناس، فأخذوا يقصدونه ليأخذوا عنه العلم، فذاع سيطه في البلدان حتى وصل خبره إلى مراكش فطلبه واليها، وأكرمه وأحسن إليه، وأقبل بوجهه كل الإقبال عليه، وولاه بها قضاء الجماعة ،وبقي على ذلك الحال أعواماً ثلاثة إلى أن وافاه الأجل فمات بها - رحمه الله - .
أخلاقه وعلمه:
إذا نظرنا ملياً في مؤلفات الإمام السهيلي لظهر لنا جلياً اتجاهه الخلقي النبيل، فقد عاش لنصرة هذا الدين فوهب له حياته ما بين درس له، وتأليف فيه، ولهذا عرف بين الناس بالصلاح واشتهر بالورع والتقوى، أضف إلى ذلك أنه كان ببلده يتسوغ بالعفاف، ويتبلغ بالكفاف.
كان السهيلي - رحمه الله - مالكي المذهب، وكان ضريراً منذ السابعة عشرة من عمره، وأخذ القراءات عن سليمان بن يحيى وجماعة، وروى عن أبي بكر بن العربي وكبار رجال العلم في تلك البلاد، فأخذ اللغة والآداب عن ابن الطراوة،وناظره في "كتاب سيبويه".
وتصدر للإفتاء والتدريس والحديث، فجمع بين الرواية والدراية، فأخذ الناس عنه وانتفعوابه.
مؤلفات الإمام السهيلي:
وللإمام السهيلي - رحمه الله - مؤلفات كثيرة من العلوم نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
1- "الروض الأنف" وهو من أهم كتبه، وهو الكتاب الذي بين أيدينا.
2- "التعريف والإعلام فيما أبهم في القرآن من الأسماء الأعلام".
3- "نتائج الفكر".
4- "شرح آية الوصية في الفرائض".
5- "مسألة السر في عور الدجال".
6- "مسألة رؤية الله عز وجل".
7- "شرح الجمل" .
إلى غير ذلك من تآليفه المفيدة، وهناك مسائل كثيرة غير هذه اكتفى المترجمون بالإشارة إليه دون التصريح بأسمائها.
رحم الله الإمام السهيلي، وجزاه عنا وعن الإسلام والمسلمين كل خير، وجعلنا وإياه من أهل الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
منقول من مقدمة تحقيق الكتاب بتصرف يسير
*********************
يمكنك أخي الكريم تحميل الكتاب من المرفقات
تعليق