ترجمة الشيخ سالم موريدا الأدراري - حفظه الله -
إن الحمد لله نحمده ونستيعنه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأصلى وأسلم على محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد :
لقد سعيت جاهد لأجمع ترجمة شيخي سالم موريدا حفظه الله من كل سوء لأوصلها للطلبة العلم خاصة وللإخوة السلفيين في كل العالم عامة لتيقن أن السلفي متعطش لمعرفة علمائه ومشايخه ذوي المنهج السوي والمعين الصافي لينهل من علمهم وأدبهم
إضافة الى ذلك الدافع أن شيخنا سالم موريدا غير معروف بين أوساط السلفيين فهو رجل متواضع لا يحب الشهرة ولا يحب الظهور ولا يعرفه إلا القليل بحكم رجوعه الى بلدنا الغالي (الجزائر الحبيبة) من رحلة طلبه للعلم بموريتانيا عام 2002 بعد غياب دام أكثر من ثمان سنوات وللشيخ قصة طويلة مليئة بالفوائد والعبر ترفع الهمم في طلب العلم وتحصيله إلا أنه أبى أن أنشرها إلى أن يشاء الله خشية الرياء (وقال لي بالحرف يعني الواحد لم يحصل من العلم إلا القليل ويطلع ينشر ترجمته وسيرته ورحلته فهذا ما يصلح معي ) ومع أني تعللت له بما تقدم من رفع الهمة للطلبة وشغف معرفتهم بموريتانيا وعلمائها لكنه رفض ، لعلي أطلت في هذه المقدمة لحب للشيخي فاعذروني ولا تلوموني
اسمه ونسبه :
سالم بن بوجمعة موريدا الأدراري
ولد بقرية صغيرة اسمها زاقلو بلدية زاوية كنتة ولاية أدرار
مرحلة الدراسة :
التحق الشيخ بالكتاتيب منذ نوعمة اظافره وهذه ميزة تمتاز بها المنطقة فعرض القرآن على الشيخ عبد القادر بن إبراهيم رحمه الله ثم التحق بالمدرسة الدينية لتلقي بعض المتون الفقهية كمتن ابن عاشر والرسالة لابن أبي زيد القيرواني ومقدمة بن آجروم في النحو -كعادة أهل البلد- وهدية الألباب في الأدب على الشيخ الحاج محمد العالمي
بالموزاة مع الدراسة الدينية فالشيخ كان متابع لدراسته النظامية فتحصل على شهادة التعليم المتوسط سنة 1985 ، وتحصل على شهادة الباكلوريا سنة1989 من ثانوية خالد بن الوليد بأدرار
ثم التحق الشيخ بجامعة السانيا بوهران لدراسة علم النفس وحصل على شهادة الليسانس في علم النفس المدرسي والتوجيهي سنة 1993
بعد التخرج عين الشيخ استاذ مستخلف بإكمالية سالي دائرة رقان ولاية أدرار
بعدها بسنة غادر الشيخ البلاد صيف 1994 وجهته طلب العلم بموريتانيا.
رحلته :
كانت رحلة شيقة عسى شيخنا يسمح لنا بنشرها ولو مختصرة
مشايخه :
-الشيخ العلامة محمد سالم بن محمد عال بن عبد الودود (ولد عدود) رحمه الله :
يعتبر الشيخ العلامة ولد عدود من أوعية العلم صاحب عقيدة سلفية ، قرأ الشيخ عليه نظمه في العقيدة الذي جعله مقدمة لنظمه المسمى ( التسهيل والتكميل لنظم متن بن خليل) ، ودرس على الشيخ نظم الألفية في النحو لابن مالك وفي أصول الفقه (كتاب الأصول في علم الأصول) لابن عاصم الأندلسي واعاد عليه قراءة( السلم المنورق) في علم المنطق لتظلع الشيخ في هذا الفن وحضر شيخنا لجميع مايدرس على الشيخ من المتون في شتى الفنون ، وكان آخر ما قرأ على الشيخ باب الميراث من نظمه لمتن خليل ، رحم الله الشيخ العلامة ولد عدود وجعل شيخنا خير خلف لخير سلف فقد كانت علاقة شيخنا بالعلامة ولد عدود خاصة وحميمية فهو بمكانة الوالد لشيخنا لا يلبث شيخنا إلا ويذكره ويثني عليه ويستشهد بأقواله في معظم مجالسه ،وحين أراد شيخنا الرجوع الى الجزائر رفض الشيخ توديعه فناشده شيخنا هذه الأبيات معتذرا له :
هب شيخنا انني اليوم لست بري مماتفاحش من اثمي ومن وزري
في حق من كان لي أبا تعهدني بالنصح ما أستضي به مدى عمري
وكنت شيخي نهلت من معينكم فيض المعارف صافيا بلا كدر
قد غرني منك وسع صدر مقترفا في جنبكم زلة لا تمحى بالعذر
فهل ألام بافراط الرجاء وقد عودتني العفو أو غضاضة البصر
فكان بعدها أن أجاز العلامة ولد عدود شيخنا سالم
- الشيخ محمد يحي بن عبد الودود( أخو العلامة ولد عدود) : قرأ عليه كتاب عمدة الأحكام مع شرحه إحكام الأحكام لابن دقيق العيد.
-الشيخ أحمدوا بن المرابط : درس شيخنا بمحظرة الشيخ بن المرابط ببير الخير نظمه في العقيدة المسمى بوسيلة الايمان ( ولشيخنا سالم شرح على هذا النظم غير مطبوع سماه تشييد البنيان بشرح وسيلة الإيمان ) ، وأعاد قراءة أبواب من سلم الوصول عليه وأتمم عليه نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر لابن حجر العسقلاني
-الشيخ امحمدوا بن محمدن فال من قبيلة ايدا بلحسن (الملقب بسيبوييه ) :هو شيخ العلامة ولد عدود من أوعية العلم يسرد المتون في شتى الفنون وكأنما يقرا من صحيفة بين يده :
قرأ عليه شيخنا سالم لامية اأافعال في الصرف مع محمرة الحسن بن الزين زيادة إلى دروسه في الفقه المالكي
- الشيخ أباه ولد محمد عالي ولد النعمة من قبيلة ايدا بلحسن(1) :
قرا عليه شيخنا أبوابا من كتاب ( كفاف المبتدي ومرام المجتدي ) في الفقه المالكي وأتمم عليه قراءة أسهل المسالك في فقه مالك في مذهب الإمام مالك.
-الشيخ الدكتور محمد أحمد لوح السينغالي( خريج جامعة الامام محمد بن سعود) له كتاب (جناية التأويل الفاسد على العقيدة الاسلامية )وكتاب ( تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي) : ارتحل الشيخ الى السينيغال فقرأ على الشيخ لوح العقيدة الواسطية وبعض من الدرر المضيئة في الفقه .
-شيخ القراءات الشيخ صداف : قرا عليه شيخنا جزءا كبير من الدرر اللوامع في مقرأ الامام نافع
- الشيخ محمد محمود ولد بورى ( امام جامع الكبير بنواكشط) : هو آخر شيخ أدونه وأول شيخ التقى به شيخنا سالم حين نزوله بالعاصمة الموريتانية لم يقرأ عليه شيخنا شيئا وإنما استفاد شيخنا منه بتوجيهاته حول طريقة التدريس والحفظ والسبيل الى التدرج في فنون العلم وهو من أحال شيخنا الى الشيخ صداف.
وهناك الكثيرمن المشايخ المغمورين الذين درس عندهم شيخنا كالشيخ بدي ولد القاضي المجلسي والشيخ محمد محفوظ( المعروف بشيخ السوق) وولد فتى الحسني وغيرهم...
ولم تسعف الظروف لشيخنا الرحلة إلى المشرق ولكنه كان دائم الاستماع للأشرطة السمعية لمختلف المتون المشروحة لعلمائنا السلفيين كشرح كتاب التوحيد والأصول الثلاثة للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ ، وباب ما تنطق به الألسنة وتعتقده الأفئدة من واجب أمور الديانات لشارحها الشيخ عبد المحسن العباد و شرح متن الجزرية لسعيد الافغاني وغيرها من مؤلفات مشايخنا التي تزخر بها مكتبة شيخنا من كتب نفيسة قيمة حملها معه الشيخ الى الجزائر عائدا من موريتانيا
نشاطه :
للشيخ بعض المتون نظمها وبعض الشروحات لم يطبع شيئا منها ، لكنه قليل التأليف لانشغاله بالدعوة والتدريس فهو الآن على ثغر من ثغور الإسلام في منطقة هي معقل الشرك والبدع عاصمة التوصف والضلال بالجزائر (أدرار) أسال الله أن يثبت شيخنا على السير قدما في دعوته الى التوحيد ونشره للعقيدة السلفية النقية ( وتذكرني دعوة الشيخ بأدرار بدعوة الشيخ مقبل باليمن ).
فالشيخ ابتدأ التدريس منذ عام 2006 في بعض بيوت الطلبة ثم أصبحت الدعوة تتسع شيئا فشيئا وأقبل الطلبة من شتى البلاد في الالتحاق بحلق الدروس العلمية في العقيدة والنحو والحديث وغيرها ، ثم التزم الشيخ برنامجا دراسيا (دروس خاصة في بيت الشيخ حفظه الله تكون بعد صلاة الفجر مباشرة ) يلتزم الطالب به مدته ثلاث سنوات يدرس على الشيخ مقدمة الأجرومية ثم الطرة للشنقيطي إلى لامية الأفعال وبعدها الألفية في النحو لابن مالك بالموازاة مع شرح سلم الوصول لعلم الاصول ومتن الرحبية في الفرائض (ولهاته الدروس شروط خاصة حتى يقبل الطالب عند الشيخ ويكون عنده تفرغ تام لمداومة الدروس)،إضافة إلى الدروس العامة التي يلقيها الشيخ في بعض بيوت الطلبة يشرح فيها :
-العقيدة الواسطية
-كتاب التوحيد
-شرح الاربعين النووية
شيخنا سالم متواضع زاهد في الدنيا إذا دخلت حلقة الدرس لا تمييزه بين طلابه فهو ينصح لهم ويسأل عنهم ويوجههم ويتدارس معهم إذا رأيته أحببته عليه نظرة السنة أسال الله أن يحفظه.
والحمد لله بفضل الله ثم شيخنا ابتدأت بوادر الدعوة السلفية الفتية تظهر فما تلبث في المدينة إلا وترى الشباب السلفي يزداد يوما بعد يوما ودعوة التوحيد وكتب ورسائل التوحيد تنشر فلله الفضل والمنة.
انتهيت من هذه الترجمة ليلة الثلاثاء بعد منتصف الليل 02 ربيع الاول 1431
منقول من :
http://www.albaidha.net/vb/showthread.php?t=22381
_____________________________________
(1) نبه أحد المشتركين في منتدى شذرات شنقيطية على أن الشيخ أباه ولد محمد
عالي مجلسي وليس حسنيا والله أعلم بالصواب .
تعليق