منقول للفائدة
قال فضيلة الشيخ عبد الخالق ماضي الجزائري - حفظه الله - : ( الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين , و بعد :
- فإن الشيخ الإمام الفقيه الهمام محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - أحد فقهاء الإسلام الذين وفقهم الله تعالى للدعوة إلى الكتاب و السنة على منهج سلف الأمة , قد عرفته عن طريق حضوري المستمر دروسه في الحرم في المواسم و أيضا كنت أسافر إليه في بلدته عنيزة القصيم لحضور الدورة العلمية التي كان يقيمها في الصيف , و قد كان آية من آيات الله تعالى في الجد و المثابرة , و ما عرفت أحدا أحرص من الشيخ على دروسه لطلابه .
- فكان لا يثنيه عن درسه شيء حتى إنه قد يفد عليه إلى عنيزة في وقت درسه بعض المسؤولين الكبار فيستقبلهم على عجل ثم يرجع إلى المسجد ليلقي درسه .
- و أشهد أن الشيخ إمام من أئمة السنة و كان على طريقة السلف في تقرير العقائد و الأحكام , و كان متبعا للدليل, و أذكر أنني سألته مرة عن مسألة في زكاة الفطر و هل يخرج من الحنطة نصف صاع ؟
فقال رحمه الله : بل الواجب صاع لحديث أبي سعيد و تأول رحمه الله حديث معاوية رضي الله عنه بما لا يجعله دليلا , وذكرت له حديث عروة عن أسماء " أنها كانت تخرج على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أهلها - الحر منهم و المملوك - مدين من حنطة أو صاعا من تمر بالمد أو بالصاع الذي يقتاتون به "
و ذكرت له من خرجه , فقال : إذا صح هذا الحديث فأنا أقول به .
- و كان - رحمه الله - متورعا عن الفتيا في بعض المسائل , وقد سألته مرة عن قضية استفحلت
في بعض بلاد الإسلام و هي كثرة أولاد الزنا وهل يعطون اسم أبيهم إذا عرف ؟ فقال : هذه من المسائل الكبيرة التي لا أستطيع أن أفتي فيها.
- هذا وقد كان الشيخ - رحمه الله - دائم التذكير بوجوب الإجتماع والإئتلاف و عدم التفرق و الإختلاف و كان ينكر التحزب أشد النكير و يأمر بالإلتفاف حول العلماء المتبعين للسنة.
- كان الشيخ مع علمه الواسع متواضعا سهلا يقرب طالب العلم المجد و يعتني به , و كان كثير
السؤال عن أحوال المسلمين .
- هذه جملة مقتضبة جدا عن هذا العلم الشامخ و لن نوفيه حقه و لا حق غيره من علماء السنة
الأبرار, لكننا نشهد الله على حبه و نقول كما قال الله :{ ربنا اغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان و لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم} )
------------------------------------------
( من مجلة منابر الهدى عدد 2 ص : 14 )