يعد كتاب حسن المحاضرة في تاريخ مصروالقاهرة، الذي صنفه الجلال السيوطي من أنفس الكتب التي صدرت عن هؤلاء الأعلام،وأعذبها مورداً، وأصفاها منهلاً وأسدها منهجاً، وأوضحها فصولاً وأبواباً، وأوفاهااستيعاباً وشمولاً، سلك فيه طريقاً قصداً ليس بالطويل المستطرد المشوش، ولابالمقتضب الخالي من النفع والجدوى، بدأه بذكر تاريخ مصر في عهدها القديم، عهدالفراعنة وبناة الأهرام، على حسب ما وقع لديه من المعارف، وعلى حسب ما كان شائعاًفي عصره، ثم وصف الفتح الإسلامي وما صاحبه من وقائع وأحداث، وما تم من امتزاج المصريين بالعرب تحت راية الإسلام، ثم ذكر الوافدين على مصر ومن نبغ فيها من أصحاب المذاهب، ومن عاش بها من الحفاظ والمؤرخين والقراء والقصاص والشعراء والمتطببين وغيرهم، مع ذكر نبذ من حياتهم وتاريخ موالدهم ووفياتهم.
ولم يخل كتابه من تاريخ الولاة الذي تعاقبوا عليها والقضاة الذين حكموا فيها، والحكومات التي قامت بها، ومابني فيها من المساجد والمدارس والخانقاهات.
ومن أمتع ما ورد فيه تلك الفصول التي عقدها في ذكر عادات المصريين ومواسمهم وأعيادهم والأسباب الدائرة بينهم، وماكان فيها من أندية الأدب ومجالس الشعر والأقران والتلاميذ.
منقول
تعليق