بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
عندما نتحدث مع بعضنا البعض ويريد أحدنا أن يصف مكانا بعيدا يعبر عنه بأنه يقع في أرض الواق الواق ، أو حتى يذكرها على وجه الاستبعاد وكأنه يستبعد أن تكون هذه الأرض لها وجود أصلا ، ولا يدري بأن هذه الارض قد ذكرها بعض المؤرخين وبعض من صنف في البلدان ، وذكروا أن في هذه الارض حكايات عجيبة وأ ساطير غريبة
قال ابن خرداذبه :
وفي مشارق الصين بلاد الواق واق وهي كثيرة الذهب حتى أن أهلها يتخذون سلاسل كلابهم وأطواق قرودهم من ذهب ويأتون بالقمص المنسوجة بالذهب للبيع وبالواقواق الأبنوس الجيد.
( من كتاب المسالك والممالك )لابن خرداذبه
قلت : وممن ذكر هذه البلاد :
القلقشندي في كتابه ( صبح الأعشى )
و ( ابن خلدون ) في المقدمة
وغيرهم
ووقفت على كلام جيد فيه تحديد لهذه الأرض والله أعلم
وهو ما ذكره محقق كتاب : ( الروض المعطار في خبر الأقطار )
لمؤلفه : محمد بن عبد المنعم الحميري
قال:
وقد تنبه الباحثون المحدثون إلى أن في المعلومات التي أوردها الجغرافيون العرب عن هذه الجزر اضطرابا وأن الاسم يطلق على منطقتين مختلفتين وذهب فراند إلى أن في بلاد الزنج واق واق (وهي مدغشقر) وأخرى تتبع الصين (وهي سومطرة) ورفض رأي دي خويه الذي تعرف إلى واق واق في اليابان
(المحقق : إحسان عباس – حاشية الكتاب - )
وهذا نص كلام صاحب كتاب الروض المعطار ) :
************************************************** **********
الواق واق (2) :
أرض الواق واق متصلة بأرض سفالة، وفيها مدينتان حقيرتان، وساكنها قليل لضيق عيشها وتكدر رزقها، وبينهما قرية كبيرة تسمى دغرغة، وهم سودان قباح الوجوه مشوهو الخلقة، وكلامهم نوع من الصفير، وهم عراة لا يستترون بشيء، والداخل إليهم قليل، وأكلهم الحوت والصدف ولحوم السلاحف، وتتصل بهم جزائر الواق واق، وكل واحدة من هذه البلاد على خور كبير، ولا يخرج عن هؤلاء تجارة، ولا مراكب لهم ولا دواب، وجزائر الواق واق لا تعرف ما بعدها، وربما وصل أهل الصين إليها في الندرة، وهي جزائر عدة لا عامر بها.
ورأيت (3) في موضع آخر أن في عرض البحر المحيط بلاد الواق واق ومنابت القنا، وأمة الواق واق جمل شجر عظام معلقة بشعورها ولها ثدي وفروج كفروج، النساء وأبدان حسان، ولا يزلن يصحن واق واق، وإذا قطعت من الأشجار التي تحملها أقامت يوما وبعض يوم ثم تهلك، وربما نكحهن الناس في أطيب رائحة وألذ مباضعة.
وبلاد الواق واق لا يسكنها بشر إنما يسقط إليها أهل المراكب الندرة، وهي أكثر الأرض طيبا، وبها تمر وفواكه لا تعرف في غيرها ولا يعلم ما هي، ألذ مأكول وأطيب مشموم، ويليهم أمة بحرية على شبه النساء الحسان، سبط الشعور نواهد الصدور، ويقال لها بنات الماء، لهم قهقهة وضحك وكلام لا يفهم، وقد أولد بعض البحريين واحدة منهن غلاما وهو مستوثق منها، ثم ظن بعد ولادتها أنها ستألف ابنها ولا تفارقه وأرسلها من وثاقها فتغفلته وتردت في البحر وذهبت سابحة، ثم ظهرت له بعد يوم وألقت إليه صدفا فيه در نفيس، ثم ولت ذاهبة، فكان ذلك الغلام يعرف بابن البحرية.
وفي جزائر (4) الواق واق الأبنوس الذي لا يفوقه شيء في الجودة.
____________________________________
الحواشي :
(2) نزهة المشتاق: 29، 33 (OG: 80).
(3) البكري (مخ): 36 وأصله عند المسعودي في أخبار الزمان: 16 - 17، ولم يورد في المروج 3: 6 شيئا من المعلومات الاسطورية التي تتردد في المصادر الأخرى، انظر الزهري: 11 - 12، ونخبة الدهر: 149 وبسط الأرض: 21، وحدود العالم: 84، وابن الوردي: 63، وآثار البلاد: 33، وقد تنبه الباحثون المحدثون إلى أن في المعلومات التي أوردها الجغرافيون العرب عن هذه الجزر اضطرابا وأن الاسم يطلق على منطقتين مختلفتين وذهب فراند إلى أن في بلاد الزنج واق واق (وهي مدغشقر) وأخرى تتبع الصين (وهي سومطرة) ورفض رأي دي خويه الذي تعرف إلى واق واق في اليابان (انظر تعليقات مينورسكي: 228 ومقالة فراند في دائرة المعارف الإسلامية)
(4) نزهة المشتاق: 33.
**********************************
وكتبه : محمد أبو عمر الفلسطيني
عندما نتحدث مع بعضنا البعض ويريد أحدنا أن يصف مكانا بعيدا يعبر عنه بأنه يقع في أرض الواق الواق ، أو حتى يذكرها على وجه الاستبعاد وكأنه يستبعد أن تكون هذه الأرض لها وجود أصلا ، ولا يدري بأن هذه الارض قد ذكرها بعض المؤرخين وبعض من صنف في البلدان ، وذكروا أن في هذه الارض حكايات عجيبة وأ ساطير غريبة
قال ابن خرداذبه :
وفي مشارق الصين بلاد الواق واق وهي كثيرة الذهب حتى أن أهلها يتخذون سلاسل كلابهم وأطواق قرودهم من ذهب ويأتون بالقمص المنسوجة بالذهب للبيع وبالواقواق الأبنوس الجيد.
( من كتاب المسالك والممالك )لابن خرداذبه
قلت : وممن ذكر هذه البلاد :
القلقشندي في كتابه ( صبح الأعشى )
و ( ابن خلدون ) في المقدمة
وغيرهم
ووقفت على كلام جيد فيه تحديد لهذه الأرض والله أعلم
وهو ما ذكره محقق كتاب : ( الروض المعطار في خبر الأقطار )
لمؤلفه : محمد بن عبد المنعم الحميري
قال:
وقد تنبه الباحثون المحدثون إلى أن في المعلومات التي أوردها الجغرافيون العرب عن هذه الجزر اضطرابا وأن الاسم يطلق على منطقتين مختلفتين وذهب فراند إلى أن في بلاد الزنج واق واق (وهي مدغشقر) وأخرى تتبع الصين (وهي سومطرة) ورفض رأي دي خويه الذي تعرف إلى واق واق في اليابان
(المحقق : إحسان عباس – حاشية الكتاب - )
وهذا نص كلام صاحب كتاب الروض المعطار ) :
************************************************** **********
الواق واق (2) :
أرض الواق واق متصلة بأرض سفالة، وفيها مدينتان حقيرتان، وساكنها قليل لضيق عيشها وتكدر رزقها، وبينهما قرية كبيرة تسمى دغرغة، وهم سودان قباح الوجوه مشوهو الخلقة، وكلامهم نوع من الصفير، وهم عراة لا يستترون بشيء، والداخل إليهم قليل، وأكلهم الحوت والصدف ولحوم السلاحف، وتتصل بهم جزائر الواق واق، وكل واحدة من هذه البلاد على خور كبير، ولا يخرج عن هؤلاء تجارة، ولا مراكب لهم ولا دواب، وجزائر الواق واق لا تعرف ما بعدها، وربما وصل أهل الصين إليها في الندرة، وهي جزائر عدة لا عامر بها.
ورأيت (3) في موضع آخر أن في عرض البحر المحيط بلاد الواق واق ومنابت القنا، وأمة الواق واق جمل شجر عظام معلقة بشعورها ولها ثدي وفروج كفروج، النساء وأبدان حسان، ولا يزلن يصحن واق واق، وإذا قطعت من الأشجار التي تحملها أقامت يوما وبعض يوم ثم تهلك، وربما نكحهن الناس في أطيب رائحة وألذ مباضعة.
وبلاد الواق واق لا يسكنها بشر إنما يسقط إليها أهل المراكب الندرة، وهي أكثر الأرض طيبا، وبها تمر وفواكه لا تعرف في غيرها ولا يعلم ما هي، ألذ مأكول وأطيب مشموم، ويليهم أمة بحرية على شبه النساء الحسان، سبط الشعور نواهد الصدور، ويقال لها بنات الماء، لهم قهقهة وضحك وكلام لا يفهم، وقد أولد بعض البحريين واحدة منهن غلاما وهو مستوثق منها، ثم ظن بعد ولادتها أنها ستألف ابنها ولا تفارقه وأرسلها من وثاقها فتغفلته وتردت في البحر وذهبت سابحة، ثم ظهرت له بعد يوم وألقت إليه صدفا فيه در نفيس، ثم ولت ذاهبة، فكان ذلك الغلام يعرف بابن البحرية.
وفي جزائر (4) الواق واق الأبنوس الذي لا يفوقه شيء في الجودة.
____________________________________
الحواشي :
(2) نزهة المشتاق: 29، 33 (OG: 80).
(3) البكري (مخ): 36 وأصله عند المسعودي في أخبار الزمان: 16 - 17، ولم يورد في المروج 3: 6 شيئا من المعلومات الاسطورية التي تتردد في المصادر الأخرى، انظر الزهري: 11 - 12، ونخبة الدهر: 149 وبسط الأرض: 21، وحدود العالم: 84، وابن الوردي: 63، وآثار البلاد: 33، وقد تنبه الباحثون المحدثون إلى أن في المعلومات التي أوردها الجغرافيون العرب عن هذه الجزر اضطرابا وأن الاسم يطلق على منطقتين مختلفتين وذهب فراند إلى أن في بلاد الزنج واق واق (وهي مدغشقر) وأخرى تتبع الصين (وهي سومطرة) ورفض رأي دي خويه الذي تعرف إلى واق واق في اليابان (انظر تعليقات مينورسكي: 228 ومقالة فراند في دائرة المعارف الإسلامية)
(4) نزهة المشتاق: 33.
**********************************
وكتبه : محمد أبو عمر الفلسطيني
تعليق