أحفظ من الشعبي!!!
من هو الشعبي؟؟
وما هي مواهبه؟؟
وماهي ملامح شخصيته؟؟
وما هي همته في طلب العلم؟؟
هو شخصية من أسلافنا الصالحين-رضوان الله عليهم جميعا-
اسمه وكنيته ونسبه.
قال ابن خلكان: هو أبو عمرو عامر بن شراحيل من عبد ذي كبار – وذي كبار قيل من اقيال اليمن- الشعبي وهومن حمير وعداده ف همدان. وشراحيل بفتح الشين المعجمة والراء والحاء المهملة المكسورة،والشعبي بفتح الشين المعجمة وسكون العين إلى شعب ،بطن من همدان وقيل:إلى جبل باليمن.
ولد سنة 20هجرية قال الشعبي ولدت عام جلولاء واختلف ف سنة وفاته وذكرت فيها أقوال كثيرة قيل أنها سنة 103 وقيل 104 وقيل 120 وقيل غير ذلك وقد شعر العلماءبالخسارة بوفاته.روى محمد بن فضل بن عاصم:قال حدثت الحسن بموت الشعبي فقال:رحمه الله إن كان من الإسلام بمكان. وعن سوار عن أبيه: لما هلك الشعبي قال: أنا لله وأنا إليه راجعون إن كان لقديم السن، كثير العلم:وانه لمن الإسلام بمكان، ثم رأيت محمد بن سيرين فقلت ياابا بكر هلك الشعبي فقال مثل ما قال الحسن.
إن الذي أهل الشعبي لان يحتل مكانا بارزا بين الشخصيات الإسلامية ويحتل مكانا ف التاريخ الإسلامي:هو ما منحه الله من المواهب والمؤهلات،فقد رزق حافظة قوية جعلته يحفظ الحديث لأول ما يسمع ولا يلجيء المحدث إن يعيد الحديث ولقوة حافظته استغنى عن الكتابة وكان يقول:ما كتبت سوداء ف بيضاء ولا حدثني رجل بحديث فأحببت إن يعيده لهذا ضرب به المثل في الحفظ فقيل: احفظ من الشعبي.
ومن همته في طلب العلم ونشاطه انه كان يسعى إلى العلم أينما وجد لا يضن بمجهود مهما عظم وكان يقول:لو إن رجلا سافر من أقصى الشام إلى أقصى اليمن فحفظ كلمة تنفعه فيما يستقبل من عمر رأيت إن سفره لم يضع.
وكانت الأمانة العلمية جزءا من منهجه ويقول ف ذلك:إذا سئلت عما لا تعلم فقل: الله اعلم.وقيل له مرة:إن فلانا عالم قال:ما رأيت عليه بهاء العلم قيل:وما بهاؤه قال: السكينة إذا علم لايعنف ،وإذا علم لايانف.
وكان يرى إن أهم وسائل التحصيل العلمي العقل والنسك فان كان عاقلا ولم يكن ناسكا قيل:إن هذا أمر لايناله إلا النساك فلم تطلبه؟؟ وان كان ناسكا ولم يكن عاقلا قيل:هذا أمر لا يطلبه إلا العقلاء فلم تطلبه؟؟. وكان حريصا ومحافظا على سمعته العلمية فقال: لو أصبت تسعا وتسعين واخطات واحدة لا خذوا الواحدة وتركوا التسع والتسعين.وكان يخشى إلا يؤدي حق العلم ويقول:ليتني لم أتعلم قط وودت إن اخرج منه كفافا لا علي ولا لي.
وكان يكره الجدال في المسائل التي تثير الفرقة بين المسلمين وتبلبل أفكارهم فقيل له يوما ما تقول فيما قال فيه الناس من هذين الرجلين –يعني عثمان وعلي رضي الله عنهما- فقال انه والله لغني إن أجيء يوم القيامة خصيما لعي وعثمان- رضي الله عنهما-وغفر لنا ولهما.
بهذه المواهب مع الرغبة الكبيرة في تحصيل العلم مضافا اليهما ماقتبسه الشعبي من تراث من عاشر من الصحابة –رضوان الله عليهم أجمعين-واقتفاءه لأثارهم وتأدبه بالأدب النبوي الذي تأدبوا به زكت نفسه وطهرت أخلاقه وعفت جوارحه.
فروي عنه انه قال:ما حللت حبوتي إلى شيء مما ينظر الناس إليه ولا ضربت مملوكا لي قط وما مات ذو قرابة لي وعليه دين إلا قضيته عنه، وكان ذا تجمل في هيئته وزيه،ومما قاله في ذلك:البس من الثياب مالا يزدريك فيه السفهاء ولا يعيبه عليك العلماء.
وكان ذا دعابة ولطف يمزح بما لا يناف وقار العلماء ولا يخدش حياء الصالحين, قال له الحجاج كم عطاءك,فقال:إلفين فقال: ويحك!! كم عطاؤك, فقال: إلفان, فقال الحجاج كيف لحنت أولا؟؟ قال:لحن الأمير فلحنت فلما أعرب أعربت وما أمكن إن يلحن الأمير وأعرب أنا فاستحسن ذلك منه وأجازه. وسأله رجل:ما اسم امرأة إبليس !! فقال ذاك نكاح لم نشهده. وجاءه رجل كث اللحية فقال له كيف أخلل لحيتي؟؟ قال:خذ كفا من ماء وضعه تحت ذقنك ثم خلل بأصابعك لحيتك,فقال الرجل هذا لايكفيها!! فقال:الشعبي إذا نقعها من أول الليل.
ومن ذكاءه ودهائه ما روى الأصمعي عنه فقال:وجه عبد الملك بن مروان عامر الشعبي إلى ملك الروم في بعض الأمر فستكبر الشعبي-أي ملك الروم- فقال له من أهل بيت الملك أنت ؟؟ قال لا. قال:فلما أراد الرجوع إلى عبد الملك حمله رقعة لطيفة وقال:إذا رجعت إلى صاحبك فأبلغته جميع ما يحتاج إلى معرفته من ناحيتنا فادفع إليه هذه الرقعة فلما صار الشعبي إلى عبد الملك ذكر له ما احتاج إلى ذكره ونهض من عنده فلما خرج ذكر الرقعة فرجع فقال:ياامير المؤمنين انه حملني أليك رقعة أنسيتها حتى خرجت وكانت في أخر ما حملني فدفعها إليه ونهض فقراها عبد الملك فأمر برده فقال:أعلمت ما في هذه الرقعة؟؟ قال:لا قال:فيها :عجبت من العرب كيف ملكت غير هذا!!!افتدري لم كتب إلي بهذا؟؟فقال: لا. فقال حسدني بك فأراد إن يغريني بقتلك فقال الشعبي: لو كان رآك ياامير المؤمنين ما استكبرني. فبلغ ذلك ملك الروم فذكر عبد الملك وقال:لله أبوه والله ما أردت إلا ذاك!!!.
وكتب عبد الملك إلى الحجاج إن ابعث إلي رجلا يصلح للدين وللدنيا اتخذه سميرا فبعث إليه الشعبي.
أخوك في الله: أبو عبد الله الحديدي
تعليق