نبذة عن كتاب ( صبح الأعشى ) للقلقشندي ، وهو كتاب نافع ماتع ، وفيه تفسير للمصطلحات الواردة في الكتب التي كتبت في العصر المملوكي خاصة
القرن السابع الهجري إلى القرن التاسع الهجري تقريبا ( 1250- 1517 م )
**************************
مؤلف كتاب «صبح الأعشى في صناعة الإنشا» هو أحمد بن علي الفزاري القلقشندي ويكنى بأبي العباس، ولد سنة 756هـ في «قلقشنده» وهي قرية من قرى القليوبية قرب القاهرة، وتوفي في القاهرة سنة 821 هجرية. وقد نشأ المؤلف في بيت علم وثقافة، وقد توجه في المرحلة الاولى من حياته الى الاسكندرية طالبا العلوم الشرعية، كما استقبل بفنون العربية والادب حتى اجتمع له مقدار وافر منها، واطلع على كثير من الكتب في مختلف العلوم والفنون ودواوين الشعر، ثم تصدى للتدريس، والتحق بعد ذلك بديوان الانشاء، وهو من الدواوين المهمة في العصر المملوكي. ويعتبر كتاب «صبح الاعشى» مرجعا للكاتب، يعود اليه في كل ما يلزم، حتى ولو كان اعشى حيث شكل موسوعة علمية احتوت كل ما يحتاجه الكاتب من معلومات في الشكل والمضمون، والقيمة الاهم هي المصطلحات الرسمية التي ينبغي للكاتب استعمالها في المراسلات الحكومية، وهي الدستور الضروري والواجب معرفته من كل كاتب في ذلك الزمان. هذه المصطلحات التي جمعها «أبو العباس» ورتبها وبين انواعها واختلاف احوالها بين جيل وجيل، وبين مملكة وأخرى. ولعلنا نتعرف من خلال قراءة هذا الكتاب، على تطور النثر واختلاف الاساليب كما ان المضامين الفكرية في هذه النصوص، تعطي صورة عن الحياة السياسية والاجتماعية وعن العلاقات بين الجهات الرسمية الداخلية منها والخارجية وبذلك يصبح الكتاب حصيلة ثقافية جمع المؤلف شتاتها من كل العصور التي سبقته. لقد رتب مؤلف كتاب «صبح الاعشى» كتابه على مقدمة وعشر مقالات وخاتمة فتحدث في المقدمة، عن المباديء التي يجب تقديمها قبل الخوض في كتابة الانشاء اما المقالة الاولى، فجاءت في بيان ما يحتاج اليه الكاتب من الامور العلمية من علوم اللغة والخط. وفي المقالة الثانية يذكر المؤلف المسالك والممالك بحيث تكون ارضية للمعرفة العامة ومعرفة للواقع الذي يشتغل به الكاتب. ثم يذكر في المقالة الثالثة والرابعة والخامسة، انواع المكاتبات والولايات اما السادسة فقد جعلها في الوصايا الدينية والمسامحات وتحويل السنين والتذاكر ثم تجيء المقالة السابعة والثامنة والتاسعة، في الايمان والمقاطعات وعقود الصلح والفسوخ. اما المقالة العاشرة فكانت في فنون الكتابة ثم يختم المؤلف كتابه في امور تتعلق بديوان الانشاء كالبريد والحمام والابراج. مؤلف الكتاب، يبدو في كتابه بأنه ذو ثقافة عالية جدا فقد احس بما يلزم للكاتب من ثقافة عامة، فحاول ان يقدمها بكل يسر وسهولة. وهو ليس ممن يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، وانما أخذ نفسه بهذه المعارف اولا، اضافة الى انه مغرم بمهنته معتز بها، في حديثه عن فضل الكتابة، يوازن بين الشعر والنثر، وبين السيف والقلم فيفضل النثر على ما سواه، فهو في رأيه ارفع درجة، وأعلى رتبة. بينما يخضع الشعر في رأيه لضرورات توجب على معانيه، ان تكون تابعة لألفاظه، بينما لا يحتاج الكلام المنثور الى شيء من ذلك فتكون الفاظه تابعة لمعانيه. ثم يدرس المؤلف ديوان الانشاء ويعرف به، ومن وضع هذا الديوان في الاسلام، فيذكر كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يكاتب امراءه وأصحاب سراياه من الصحابة رضوان الله عليهم، ويكاتبونه. ويورد ما كان لهذا الديوان من مكانة في العصر الاموي، حتى اذا جاء العصر العباسي كان لهذا الديوان مكانته الكبيرة، حيث اشتهر وزراؤه بالبلاغة حتى صار يضرب بهم المثل كيحيى بن خالد، وزير الرشيد، والحسن بن سهل كاتب المأمون، وابن المقفع مترجم كتاب «كليلة ودمنة». ثم يعرج المؤلف على بلاد الاندلس، وكيف تطور عندهم ديوان الانشاء بتطور دولتهم، ليذكر بعد ذلك اهم الكتاب، مثل ابن زيدون وابن الخطيب. في باب الخطب يذكر الكاتب كيف كانت الخطابة من ابرز الفنون الادبية عند العرب في العصر الجاهلي وصدر الاسلام مستغربا قلة ما وصلنا من خطب في العصر الجاهلي ثم بلغت الخطابة اوجها في القرن الهجري الاول، حيث نشطت الحياة الفكرية والسياسية والعسكرية والاجتماعية، وحيث احتدم الصراع بين الاحزاب التي امسى لكل منها خطباؤها الذين يدافعون عنها.
إعداد ـ محمد سطام الفهد
************************************
وهذا مقال مفيد في نفس الموضوع
******************* ***************
أضخم موسوعة وصلتنا في أدب الإنشاء ومراسلات الملوك. تقع مطبوعتها في زهاء سبعة آلاف صفحة، في (14) مجلداً. بوشر بطباعته لأول مرة سنة 1910م، وتوالى إصدار مجلداته حتى عام 1920م وقد أودع فيه القلقشندي أهم وثائق ديوان الإنشاء بمصر، والذي تولى رئاسته حقبة من مطلع القرن (9هـ). إضافة إلى الكثير من رسائله الأدبية، كرسالة المفاخرة بين العلوم في (ج14). وقسمه إلى عشرة مقالات، سوى المقدمة والخاتمة، وجعل المقالة الأولى في الكتابة وتاريخ ديوان الإنشاء، والثانية في الجغرافيا بمختلف فروعها. والثالثة في ذكر الكنى والألقاب ومقادير قطع الورق وما يناسبها من الأقلام، والبياض الذي يراعيه الكاتب. والرابعة: وهي أهم مقالات الكتاب وأضخمها، إذ تضم مصطلحات المكاتبات الدائرة بين ملوك الشرق والغرب، منذ بداية الإسلام، مع فهرس معجمي لألقاب الملوك وأرباب المناصب. وأودع فيها نوادر الرسائل، وتفرد بذكر بعضها، كرسالة الجواد الأيوبي إلى (فرانك): ملك بيت المقدس، ورسالتي أبي الحسن المريني والناصر ابن قلاوون، ورسالة صلاح الدين إلى بردويل =بلدوين= الخامس: (ملك بيت المقدس). وفي الخامسة عرض للبيعات والعهود والكثير من النصوص والفرمانات الرسمية. وفي السادسة اعتنى بالوصايا الدينية، وتصاريح الخدمة السلطانية (الطرخانيات): وهي أن يسمح للشخص بالإقامة حيث يشاء. والإطلاقات والأوقاف، وتحويل السنين والتذاكر، وأهمها تذكرة صلاح الدين. وفي السابعة عن الإقطاعات وأحكامها ونماذج منها. وفي الثامنة عن الأيمان وأنواعها، ويمين كل ملة وطائفة. وفي التاسعة عن عهود الأمان، وكيف تعقد لأهل مختلف الملل، والهدن وأنواعها وصيغها. وفي العاشرة في فنون الكتابة التي لا علاقة لها بالإنشاء، كالمقامات والرسائل والهزليات. وتكلم في الخاتمة عن أمور لها علاقة بالإنشاء كالبريد وتاريخه، والحمام الزاجل ومطاراته، والثلج وطرق نقله..إلخ. وقد اشتملت هذه المقالات على زهاء (2500) مصطلح يندر العثور عليها في غيره من الكتب. وقام بجمعها والتعريف بها محمد قنديل في كتابه (التعريف بمصطلحات صبح الأعشى) وفي كتاب (أبو العباس القلقشندي وكتابه صبح الأعشى) خلاصة أعمال الندوة المنعقدة لتكريم القلقشندي عام 1973م. وأفاد علي بك بهجت في كلمة ألقاها سنة 1899م أن القلقشندي ألفه لبدر الدين ابن فضل الله العمري، ثم اختصره له وسماه: (ضوء الصبح المسفر وجنى الدوح المثمر) قلت انظر في صبح الأعشى ما يؤيد ذلك عند قوله: وصدر الرؤساء، وعين العظماء، ابن المقر المحيوي بن فضل الله ...إلخ
د/ أحمد الليثي
القرن السابع الهجري إلى القرن التاسع الهجري تقريبا ( 1250- 1517 م )
**************************
مؤلف كتاب «صبح الأعشى في صناعة الإنشا» هو أحمد بن علي الفزاري القلقشندي ويكنى بأبي العباس، ولد سنة 756هـ في «قلقشنده» وهي قرية من قرى القليوبية قرب القاهرة، وتوفي في القاهرة سنة 821 هجرية. وقد نشأ المؤلف في بيت علم وثقافة، وقد توجه في المرحلة الاولى من حياته الى الاسكندرية طالبا العلوم الشرعية، كما استقبل بفنون العربية والادب حتى اجتمع له مقدار وافر منها، واطلع على كثير من الكتب في مختلف العلوم والفنون ودواوين الشعر، ثم تصدى للتدريس، والتحق بعد ذلك بديوان الانشاء، وهو من الدواوين المهمة في العصر المملوكي. ويعتبر كتاب «صبح الاعشى» مرجعا للكاتب، يعود اليه في كل ما يلزم، حتى ولو كان اعشى حيث شكل موسوعة علمية احتوت كل ما يحتاجه الكاتب من معلومات في الشكل والمضمون، والقيمة الاهم هي المصطلحات الرسمية التي ينبغي للكاتب استعمالها في المراسلات الحكومية، وهي الدستور الضروري والواجب معرفته من كل كاتب في ذلك الزمان. هذه المصطلحات التي جمعها «أبو العباس» ورتبها وبين انواعها واختلاف احوالها بين جيل وجيل، وبين مملكة وأخرى. ولعلنا نتعرف من خلال قراءة هذا الكتاب، على تطور النثر واختلاف الاساليب كما ان المضامين الفكرية في هذه النصوص، تعطي صورة عن الحياة السياسية والاجتماعية وعن العلاقات بين الجهات الرسمية الداخلية منها والخارجية وبذلك يصبح الكتاب حصيلة ثقافية جمع المؤلف شتاتها من كل العصور التي سبقته. لقد رتب مؤلف كتاب «صبح الاعشى» كتابه على مقدمة وعشر مقالات وخاتمة فتحدث في المقدمة، عن المباديء التي يجب تقديمها قبل الخوض في كتابة الانشاء اما المقالة الاولى، فجاءت في بيان ما يحتاج اليه الكاتب من الامور العلمية من علوم اللغة والخط. وفي المقالة الثانية يذكر المؤلف المسالك والممالك بحيث تكون ارضية للمعرفة العامة ومعرفة للواقع الذي يشتغل به الكاتب. ثم يذكر في المقالة الثالثة والرابعة والخامسة، انواع المكاتبات والولايات اما السادسة فقد جعلها في الوصايا الدينية والمسامحات وتحويل السنين والتذاكر ثم تجيء المقالة السابعة والثامنة والتاسعة، في الايمان والمقاطعات وعقود الصلح والفسوخ. اما المقالة العاشرة فكانت في فنون الكتابة ثم يختم المؤلف كتابه في امور تتعلق بديوان الانشاء كالبريد والحمام والابراج. مؤلف الكتاب، يبدو في كتابه بأنه ذو ثقافة عالية جدا فقد احس بما يلزم للكاتب من ثقافة عامة، فحاول ان يقدمها بكل يسر وسهولة. وهو ليس ممن يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، وانما أخذ نفسه بهذه المعارف اولا، اضافة الى انه مغرم بمهنته معتز بها، في حديثه عن فضل الكتابة، يوازن بين الشعر والنثر، وبين السيف والقلم فيفضل النثر على ما سواه، فهو في رأيه ارفع درجة، وأعلى رتبة. بينما يخضع الشعر في رأيه لضرورات توجب على معانيه، ان تكون تابعة لألفاظه، بينما لا يحتاج الكلام المنثور الى شيء من ذلك فتكون الفاظه تابعة لمعانيه. ثم يدرس المؤلف ديوان الانشاء ويعرف به، ومن وضع هذا الديوان في الاسلام، فيذكر كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يكاتب امراءه وأصحاب سراياه من الصحابة رضوان الله عليهم، ويكاتبونه. ويورد ما كان لهذا الديوان من مكانة في العصر الاموي، حتى اذا جاء العصر العباسي كان لهذا الديوان مكانته الكبيرة، حيث اشتهر وزراؤه بالبلاغة حتى صار يضرب بهم المثل كيحيى بن خالد، وزير الرشيد، والحسن بن سهل كاتب المأمون، وابن المقفع مترجم كتاب «كليلة ودمنة». ثم يعرج المؤلف على بلاد الاندلس، وكيف تطور عندهم ديوان الانشاء بتطور دولتهم، ليذكر بعد ذلك اهم الكتاب، مثل ابن زيدون وابن الخطيب. في باب الخطب يذكر الكاتب كيف كانت الخطابة من ابرز الفنون الادبية عند العرب في العصر الجاهلي وصدر الاسلام مستغربا قلة ما وصلنا من خطب في العصر الجاهلي ثم بلغت الخطابة اوجها في القرن الهجري الاول، حيث نشطت الحياة الفكرية والسياسية والعسكرية والاجتماعية، وحيث احتدم الصراع بين الاحزاب التي امسى لكل منها خطباؤها الذين يدافعون عنها.
إعداد ـ محمد سطام الفهد
************************************
وهذا مقال مفيد في نفس الموضوع
******************* ***************
أضخم موسوعة وصلتنا في أدب الإنشاء ومراسلات الملوك. تقع مطبوعتها في زهاء سبعة آلاف صفحة، في (14) مجلداً. بوشر بطباعته لأول مرة سنة 1910م، وتوالى إصدار مجلداته حتى عام 1920م وقد أودع فيه القلقشندي أهم وثائق ديوان الإنشاء بمصر، والذي تولى رئاسته حقبة من مطلع القرن (9هـ). إضافة إلى الكثير من رسائله الأدبية، كرسالة المفاخرة بين العلوم في (ج14). وقسمه إلى عشرة مقالات، سوى المقدمة والخاتمة، وجعل المقالة الأولى في الكتابة وتاريخ ديوان الإنشاء، والثانية في الجغرافيا بمختلف فروعها. والثالثة في ذكر الكنى والألقاب ومقادير قطع الورق وما يناسبها من الأقلام، والبياض الذي يراعيه الكاتب. والرابعة: وهي أهم مقالات الكتاب وأضخمها، إذ تضم مصطلحات المكاتبات الدائرة بين ملوك الشرق والغرب، منذ بداية الإسلام، مع فهرس معجمي لألقاب الملوك وأرباب المناصب. وأودع فيها نوادر الرسائل، وتفرد بذكر بعضها، كرسالة الجواد الأيوبي إلى (فرانك): ملك بيت المقدس، ورسالتي أبي الحسن المريني والناصر ابن قلاوون، ورسالة صلاح الدين إلى بردويل =بلدوين= الخامس: (ملك بيت المقدس). وفي الخامسة عرض للبيعات والعهود والكثير من النصوص والفرمانات الرسمية. وفي السادسة اعتنى بالوصايا الدينية، وتصاريح الخدمة السلطانية (الطرخانيات): وهي أن يسمح للشخص بالإقامة حيث يشاء. والإطلاقات والأوقاف، وتحويل السنين والتذاكر، وأهمها تذكرة صلاح الدين. وفي السابعة عن الإقطاعات وأحكامها ونماذج منها. وفي الثامنة عن الأيمان وأنواعها، ويمين كل ملة وطائفة. وفي التاسعة عن عهود الأمان، وكيف تعقد لأهل مختلف الملل، والهدن وأنواعها وصيغها. وفي العاشرة في فنون الكتابة التي لا علاقة لها بالإنشاء، كالمقامات والرسائل والهزليات. وتكلم في الخاتمة عن أمور لها علاقة بالإنشاء كالبريد وتاريخه، والحمام الزاجل ومطاراته، والثلج وطرق نقله..إلخ. وقد اشتملت هذه المقالات على زهاء (2500) مصطلح يندر العثور عليها في غيره من الكتب. وقام بجمعها والتعريف بها محمد قنديل في كتابه (التعريف بمصطلحات صبح الأعشى) وفي كتاب (أبو العباس القلقشندي وكتابه صبح الأعشى) خلاصة أعمال الندوة المنعقدة لتكريم القلقشندي عام 1973م. وأفاد علي بك بهجت في كلمة ألقاها سنة 1899م أن القلقشندي ألفه لبدر الدين ابن فضل الله العمري، ثم اختصره له وسماه: (ضوء الصبح المسفر وجنى الدوح المثمر) قلت انظر في صبح الأعشى ما يؤيد ذلك عند قوله: وصدر الرؤساء، وعين العظماء، ابن المقر المحيوي بن فضل الله ...إلخ
د/ أحمد الليثي
تعليق