إن شخصية ( أ شعب ) هي شخصية حقيقية ، بل كان من رواة الحديث !
و اسمه هو ( أشعب بن جبير المدني ) يعرف بـ ( ابن أم حميدة) و يُعرف بالطمع . توفي سنة 154 هـ و قيل أنه خال الأصمعي الشاعر المعروف .
وله ترجمة في تاريخ بغداد وتاريخ دمشق وفي ميزان الاعتدال للإمام الذهبي ، ولسان الميزان للحافظ ابن حجر ، وذكره كذلك ابن كثير في البداية والنهاية ، رحمهم الله جميعا .
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد :
أشعب الطامع يقال إن اسمه شعيب وكنيته أبو العلاء وقيل أبو إسحاق مولى عثمان بن عفان وقيل مولى سعيد بن العاص وقيل مولى عبد الله بن الزبير وقيل مولى فاطمة بنت الحسين وهو أشعب بن أم حميدة وقيل أم حميدة بضم الحاء وبفتحها وقيل إن أمه جعدة مولاة أسماء بنت أبي بكر الصديق عمر دهرا طويلا وأدرك زمن عثمان بن عفان وروى عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب والقاسم بن محمد بن أبي بكر وسالم بن عبد الله بن عمر وأبان بن عثمان بن عفان وعكرمة مولى بن عباس روى عنه عثمان بن فائد وغياث بن إبراهيم ومعدي بن سليمان وله نوادر مأثورة وأخبار مستظرفة وكان من أهل مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو خال محمد بن عمر الواقدي وزعم أبو عثمان الجاحظ انه قدم بغداد في أيام المهدي
قال الاصمعي : حدثني جعفر بن سليمان قال : قدم أشعب أيام أبي جعفر بغداد فأطاف به فتيان بني هاشم فغناهم فإذا ألحانه طربة وحلقه على حاله وقال أخذت الغناء عن معبد وكنت آخذ عنه اللحن فإذا سئل عنه قال عليكم بأشعب فإنه أحسن تأدية له مني
وقيل إن اسم أبيه جبير ، ويقال أشعب بن جبير آخر وليس هو أشعب الطامع ، والذي عندي أنهما واحد والله أعلم
عن عثمان بن فائد عن أشعب الطامع عن عكرمة عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لبى حتى رمى جمرة العقبة
قال محمد بن عمر القاضي أشعب الطمع اسمه شعيب ويكنى أبا العلاء وكانت بنت عثمان ربته وكفلته وكفلت بن أبي الزناد معه
قال الحافظ ابن حجر في اللسان :
أورد القاضي عياض في ترجمة الواقدي في المدارك وتعقبها فقال : لا أدري من أشعب هذا فإن الطامع متقدم من زمن الواقدي يسمع من سالم بن عبد الله بن عمرقال : وقال أهلم العلم بهذا الشأن لا يعرف بهذا الاسم غيرهذا ، هذا كلامه أما شكه فيه لا أثر له فإن الطامع لا شك فيه فقد أدرك الواقدي من حياته خمسا وعشرين سنة وسيأتي قريبا أن أبا عاصم سمع منه وقد تأخرت وفاته عن الواقدي مدة وأمادعواه أن اسمه فرد فهو كذلك فما ذكروا غيره والله أعلم
وقال الذهبي في ميزان الاعتدال : أشعب بن جبير الطامع .. قال الازدي : لا يكتب حديثه . قلت : هو مدنى ، يعرف بابن أم حميدة ، له نوادر . وقل ما روى
قال الخطيب البغدادي : قيل إن أشعب توفي سنة أربع وخمسين ومائة
وقال الذهبي في الميزان :
قيل : توفى أشعب في سنة أربع وخمسين ومائة . فإن صح أنه ولد في خلافة عثمان - ولا أرى ذلك يصح - فقد عمر مائة وعشرين سنة
وقد أورد الحافظ ابن حجر في لسان الميزان في ترجمة ابنه :
عبيدة بن أشعب بن حنين المعروف أبوه بالطامع ، قال :
تقدمت ترجمته ذكر عنه ابراهيم بن المهدى اخبارا فيها ما هو ظاهر البطلان ، فذكر ابو الفرج الاصبهاني عن رضوان بن احمد الصيدلاني اجازة عن يوسف ابن الداية عن ابراهيم بن المهدى أ ن عبيدة بن أ شعب أخبره : وقد سأله عن اصلهم فاخبرهم ان اباه وجده كانوا موالى عثمان وان امه كانت مولاة ابي سفيان وان ام المؤمنين اخذتها معها لما تزوجها رسول الله صلى الله عليه و سلم فكانت تدخل على امهات المؤمنين فستظهر منها ثم صارت تنقل احاديث بعضهن الى بعض فدعا عليها النبي صلى الله عليه و سلم فماتت
وكان أشعب مع عثمان في الدار فلما خصر جرد مماليكه السيوف فقال لهم عثمان من اغمد سيفه فاعتقت وهذا الخبر باطل ، لانه يقتضى ان لأ شعب صحبة وليس كذلك ثم ذكر بهذا الاسنادان مولد أ شعب سنة تسع من الهجرة وزاد أنه هلك في خلافة المهدى وفيه : أنه كانت فيه خلال أحدها جودة الغنا والثانية حسن العشرة والثالثة كثرة النوادر والرابعة أنه كان أقوم أهل زمانه بحجج المعتزلة ثم ذكر بهذا السند له قصة مع ابن عمر انه كان يلثغ فجعل الراء نونا وكذلك اللام وقد ذكر عمر بن شبة عن اسحاق الموصلي عن الفضل بن الربيع قال كان أشعب عن أبى سنة أربع وخمسين ومائة ثم خرج الى المدينة فلم يلبث ان جاءنا نعيه وكان ابوه مولى لآل الزبير فخرج مع المختار فقتله مصعب صبرا وروى الثورى عن الاصمعى قال قال اشعب نشأت أنا وأبو الزناد في حجر عائشة بنت عثمان فلم يزل يعلو واسفل وهذا اولى مما روى عن عبيدة
وقال أبو الفرج أيضا : أخبرني الجوهرى حدثني النوفلى سمعت ابي يقول رأيت أشعب وقد أرسل اليه المهدى فقدم به عليه وكان أدرك عثمان فرأيته قد دخل بعضه في بعض حتى كأنه موخ وعليه جبة من وشي فقال له رجل هبها لي ، فقال : يا بارد لم تردها ولكن أردت أن يقال أطمع من أشعب . ) انتهى – لسان الميزان
وهذه بعض نوادره وطرائفه ساقها الخطيب البغدادي في ترجمته في تاريخ بغداد وغيره – والسياق للخطيب - ، وقد ساقها بالأسانيد ، وحذفتها للإختصار
كان- أشعب - يقول : حدثني سالم بن عبد الله وكان يبغضني في الله فيقال دع هذا عنك فيقول ليس للحق مترك
عن معدي بن سليمان قال : حدثني أشعب يعني الطامع قال دخلت على القاسم بن محمد في حائط له قال وكان يبغضني في الله وأحبه فيه فقال : ما أدخلك علي أخرج عني ، قلت : أسألك بوجه الله لما جددت لي عذقا قال : يا غلام جدله عذقا فإنه سأل بمسألة
عن غياث بن إبراهيم حدثني أشعب بن أم حميدة الذي يقال له الطامع قال غياث : وإنما حملنا هذا الحديث عن أشعب أنه كان عليه قال : أتيت سالم بن عبد الله أسأله فاشرف على من خوخة له فقال لي : ويلك يا أشعب لاتسل فان أبي حدثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ليجيئن أقوام يوم القيامة ليس في وجوههم مزعة لحم
عن أبو العباس نسيم الكاتب قديم قال : قيل لأ شعب طلبت العلم وجالست الناس ثم تركت وأفضيت إلى المسألة فلو جلست لنا وجلسنا إليك فسمعنا منك فقال لهم : نعم فوعدهم فجلس لهم فقالوا حدثنا فقال : سمعت عكرمة يقول سمعت بن عباس يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خلتان لا يجتمعان في مؤمن ثم سكت فقالوا ما الخلتان فقال نسي عكرمة واحدة ونسيت أنا الاخرى
عن محمد بن عبد الرحمن بن راشد الرحبي قال قيل لاشعب قد أدركت الناس فما معك من العلم قال حدثني عكرمة عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله على عبده نعمتان ثم سكت أشعب فقيل له وما النعمتان قال نسي عكرمة واحدة ونسيت أنا الاخرى
عن أبو الحسن البغدادي قال سمعت عبد الله بن هلال البزاز يحكي عن سلمة قال حدثني بعض الثقات قال : أكل أشعب مع سالم بن أبي الجعد تمرا فجعل يأكل زوجا زوجا فقال سالم إن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن القران في التمر فقال أسكت والله لو رأى النبي صلى الله عليه وسلم رداءة هذا التمر لرخص فيه حفنة حفنة
عن الزبير بن بكار قيل لاشعب في امرأة يتزوجها فقال :
أبغوني امرأة أتجشأ في وجهها فتشبع وتأكل فخذ جرادة فتتخم
عن أحمد بن إبراهيم قال دعا انسان أشعب فقال أشعب لا والله ما أجيئك أنا أعرف الناس بك وكثرة جموعك قال له على أن لا أدعو أحدا سواك فأجابه قال فبينا هم كذلك إذ طلع عليهم صبي وهو في غرفة فصاح أشعب أي أبا فلان تعال هاهنا من هذا الصبي شرطت عليك أن لا يدخل علينا أحد قال جعلت فداك يا أبا العلاء هذا ابني وفيه عشر خصال ماهن في صبي قال وما هن فديتك قال لم يأكل مع ضيف قط قال حسبي التسع لك
أخبرنا بن زريق أخبرنا المظفر بن يحيى قال حدثنا المرثدي عن الطلحي قال أخبرني أحمد قال وجد أشعب دينارا فكره أن يأكله حراما وكره ان يعرفه فيأتي له طالب فاشترى به قطيفة وانبعث يعرفها
عن الواقدي قال كنت مع أشعب في يوم عيد نريد المصلى فوجد دينارا فقال : يا بن واقد قلت ما تشاء يا أبا العلاء قال وجدت دينارا فما ترى أن اصنع به قلت : عرفه قال : أم العلاء إذن طالق قال : قلت فما تصنع به قال اشتري به قطيفة ثم أعرفها وكان أشعب خال الواقدي
عن الزبير بن بكار قال قال الواقدي لقيت أشعب يوما فقال لي يا بن واقد وجدت دينارا فكيف اصنع به قال تعرفه قال سبحان الله ما أنت في علمك إلا في غرور قلت فما الرأي يا أبا العلاء قال أشتري به قميصا وأعرفه بقباء قلت إذا لا يعرفه أحد قال فذاك أريد
قال الهيثم بن عدي كان أشعب مولى فاطمة بنت الحسين واسلمته في البزازين فقيل له أين بلغت من معرفة البز فقال أحسن النشر ولا أحسن أطوى وأرجو أن أتعلم الطى وهو الذي قال لرجل من الناس حين سخن دجاجة ثم بردت فسخنت ثم بردت فسخنت دجاج هذا الرجل كآل فرعون يعرضون على النار غدوا وعشيا فضربته فاطمة بنت الحسين مائة سوط لهذا الكلام ووهبت له مائة دينار
عن الاصمعي قال حدثني جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس عن أشعب انه قال يوما لابنه إني قد كبرت فاطلب لنفسك المعاش قال يا أبت إني مثل الموزة لا تحمل حتى تموت أمها
عن الاصمعي عن أشعب الطا مع قال : دخلت على سالم بن عبد الله فقال لي يا أشعب حمل إلينا جفنة من هريسة وأنا صائم فاقعد فكل قال فحملت على نفسي فقال لا تحمل على نفسك ما تبقى تحمله معك قال : فلما رجعت إلى منزلي قالت لي امرأتي يا مشئوم بعث عبد الله بن عمرو بن عثمان يطلبك ولو ذهبت إليه لحباك قال فما قلت له قال قلت له إنك مريض قال أحسنت فأخذت قارورة دهن وشيئا من صفرة فدخلت الحمام ثم تمرخت به ثم خرجت فعصبت رأسي بعصابة وأخذت قصبة واتكأت عليها فأتيته وهو في بيت مظلم فقال لي أشعب فقلت نعم جعلني الله فداك ما رفعت جنبي من الارض منذ شهرين قال وسالم في البيت وأنا لا أعلم فقال لي سالم ويحك يا أشعب قال فقلت لسالم نعم جعلني الله فداك منذ شهرين ما رفعت ظهري من الارض قال فقال سالم ويحك يا أشعب قال فقلت نعم جعلت فداك مريض منذ شهرين ما خرجت قال فغضب سالم وخرج قال فقال لي عبد الله بن عمرو ويلك يا أشعب ما غضب خالي الا من شئ قال فقلت نعم جعلت فداك غضب من أني أكلت اليوم عنده جفنة من هريسة قال فضحك عبد الله وجلساؤه وأعطاني ووهب لي قال فخرجت فإذا سالم بالباب فلما رآني قال ويحك يا أشعب ألم تأكل عندي قال قلت بلى جعلت فداك قال فقال سالم والله لقد شككتني
عن الاصمعي قال مر أشعب فجعل الصبيان يلعبون به حتى آذوه قال فقال لهم ويحكم سالم بن عبد الله يقسم تمرا فصدقه الصبيان قال فمر الصبيان يعدون إلي دار سالم قال فعدا أشعب معهم وقال ما يدريني والله لعله حق
عن عمرو بن الضحاك عن أبيه قال مر أشعب بقوم يعملون قفة فقال لهم أوسعوها قالوا ولم يا أشعب قال لعل يهدي إلي انسان فيها شيئا
عن الهيثم بن عدي قال مر أشعب الطماع برجل وهو يتخذ طبقا فقال اجعله واسعا لعلهم يهدون لنا فيه
قال أبو عاصم النبيل قيل لاشعب ما بلغ من طمعك قال لم تزف عروس بالمدينة إلى زوجها الا قلت يجيئون بها إلي قبلا
عن أبو عاصم قال أخذ بيدي بن جريح وأوقفني على أشعب الطامع فقال له حدثه ما بلغ من طمعك قال بلغ من طمعي أنه ما زفت امرأة بالمدينة الا كنست بيتي رجاء أن تهدي إلي
عن عمرو بن الضحاك بن مخلد عن أبيه قال كنت يوما أريد منزلي فالتفت فإذا أشعب ورائي فقلت له مالك يا أشعب فقال يا أبا عاصم رأيت قلنسوتك قد مالت فتبعتك قلت لعلها تسقط فاخذها إلي قال فأخذتها عن رأسي فدفعتها إليه وقلت له انصرف
وقال محمد بن أبي يعقوب حدثني محمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ عن أبيه قال قال أشعب الطماع ما خرجت في جنازة قط فرأيت اثنين يتساران الا ظننت أن الميت قد أوصى لي بشئ
عن محمد بن أحمد الحسني من ولد الحسن بن علي عن بعض من سمعه منه قال قال أشعب جاءتني جاريتي بدينار فأودعتنيه فجعلته تحت المصلى بين يدي ثم جاءتني بعد أيام فقالت هات الدينار فقلت ارفعي المصلى فان كان ولد فخذي ولده ودعيه وقد كنت جعلت معه درهما فرفعت المصلى وأخذت الدرهم فقلت لها إن تركتيه ولد لك كل جمعة درهما فتركته وعادت الجمعة الثانية وقد كنت أخذته فلم تره فبكت وصاحت فقلت : ما يبكيك فقالت الدينار سرقته فقلت لها مات دينارك في النفاس فبكت فقلت لها تصدقين بالولادة ولا تصدقين بالموت في النفاس !
وكتبه : محمد أبو عمر الفلسطيني
و اسمه هو ( أشعب بن جبير المدني ) يعرف بـ ( ابن أم حميدة) و يُعرف بالطمع . توفي سنة 154 هـ و قيل أنه خال الأصمعي الشاعر المعروف .
وله ترجمة في تاريخ بغداد وتاريخ دمشق وفي ميزان الاعتدال للإمام الذهبي ، ولسان الميزان للحافظ ابن حجر ، وذكره كذلك ابن كثير في البداية والنهاية ، رحمهم الله جميعا .
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد :
أشعب الطامع يقال إن اسمه شعيب وكنيته أبو العلاء وقيل أبو إسحاق مولى عثمان بن عفان وقيل مولى سعيد بن العاص وقيل مولى عبد الله بن الزبير وقيل مولى فاطمة بنت الحسين وهو أشعب بن أم حميدة وقيل أم حميدة بضم الحاء وبفتحها وقيل إن أمه جعدة مولاة أسماء بنت أبي بكر الصديق عمر دهرا طويلا وأدرك زمن عثمان بن عفان وروى عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب والقاسم بن محمد بن أبي بكر وسالم بن عبد الله بن عمر وأبان بن عثمان بن عفان وعكرمة مولى بن عباس روى عنه عثمان بن فائد وغياث بن إبراهيم ومعدي بن سليمان وله نوادر مأثورة وأخبار مستظرفة وكان من أهل مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو خال محمد بن عمر الواقدي وزعم أبو عثمان الجاحظ انه قدم بغداد في أيام المهدي
قال الاصمعي : حدثني جعفر بن سليمان قال : قدم أشعب أيام أبي جعفر بغداد فأطاف به فتيان بني هاشم فغناهم فإذا ألحانه طربة وحلقه على حاله وقال أخذت الغناء عن معبد وكنت آخذ عنه اللحن فإذا سئل عنه قال عليكم بأشعب فإنه أحسن تأدية له مني
وقيل إن اسم أبيه جبير ، ويقال أشعب بن جبير آخر وليس هو أشعب الطامع ، والذي عندي أنهما واحد والله أعلم
عن عثمان بن فائد عن أشعب الطامع عن عكرمة عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لبى حتى رمى جمرة العقبة
قال محمد بن عمر القاضي أشعب الطمع اسمه شعيب ويكنى أبا العلاء وكانت بنت عثمان ربته وكفلته وكفلت بن أبي الزناد معه
قال الحافظ ابن حجر في اللسان :
أورد القاضي عياض في ترجمة الواقدي في المدارك وتعقبها فقال : لا أدري من أشعب هذا فإن الطامع متقدم من زمن الواقدي يسمع من سالم بن عبد الله بن عمرقال : وقال أهلم العلم بهذا الشأن لا يعرف بهذا الاسم غيرهذا ، هذا كلامه أما شكه فيه لا أثر له فإن الطامع لا شك فيه فقد أدرك الواقدي من حياته خمسا وعشرين سنة وسيأتي قريبا أن أبا عاصم سمع منه وقد تأخرت وفاته عن الواقدي مدة وأمادعواه أن اسمه فرد فهو كذلك فما ذكروا غيره والله أعلم
وقال الذهبي في ميزان الاعتدال : أشعب بن جبير الطامع .. قال الازدي : لا يكتب حديثه . قلت : هو مدنى ، يعرف بابن أم حميدة ، له نوادر . وقل ما روى
قال الخطيب البغدادي : قيل إن أشعب توفي سنة أربع وخمسين ومائة
وقال الذهبي في الميزان :
قيل : توفى أشعب في سنة أربع وخمسين ومائة . فإن صح أنه ولد في خلافة عثمان - ولا أرى ذلك يصح - فقد عمر مائة وعشرين سنة
وقد أورد الحافظ ابن حجر في لسان الميزان في ترجمة ابنه :
عبيدة بن أشعب بن حنين المعروف أبوه بالطامع ، قال :
تقدمت ترجمته ذكر عنه ابراهيم بن المهدى اخبارا فيها ما هو ظاهر البطلان ، فذكر ابو الفرج الاصبهاني عن رضوان بن احمد الصيدلاني اجازة عن يوسف ابن الداية عن ابراهيم بن المهدى أ ن عبيدة بن أ شعب أخبره : وقد سأله عن اصلهم فاخبرهم ان اباه وجده كانوا موالى عثمان وان امه كانت مولاة ابي سفيان وان ام المؤمنين اخذتها معها لما تزوجها رسول الله صلى الله عليه و سلم فكانت تدخل على امهات المؤمنين فستظهر منها ثم صارت تنقل احاديث بعضهن الى بعض فدعا عليها النبي صلى الله عليه و سلم فماتت
وكان أشعب مع عثمان في الدار فلما خصر جرد مماليكه السيوف فقال لهم عثمان من اغمد سيفه فاعتقت وهذا الخبر باطل ، لانه يقتضى ان لأ شعب صحبة وليس كذلك ثم ذكر بهذا الاسنادان مولد أ شعب سنة تسع من الهجرة وزاد أنه هلك في خلافة المهدى وفيه : أنه كانت فيه خلال أحدها جودة الغنا والثانية حسن العشرة والثالثة كثرة النوادر والرابعة أنه كان أقوم أهل زمانه بحجج المعتزلة ثم ذكر بهذا السند له قصة مع ابن عمر انه كان يلثغ فجعل الراء نونا وكذلك اللام وقد ذكر عمر بن شبة عن اسحاق الموصلي عن الفضل بن الربيع قال كان أشعب عن أبى سنة أربع وخمسين ومائة ثم خرج الى المدينة فلم يلبث ان جاءنا نعيه وكان ابوه مولى لآل الزبير فخرج مع المختار فقتله مصعب صبرا وروى الثورى عن الاصمعى قال قال اشعب نشأت أنا وأبو الزناد في حجر عائشة بنت عثمان فلم يزل يعلو واسفل وهذا اولى مما روى عن عبيدة
وقال أبو الفرج أيضا : أخبرني الجوهرى حدثني النوفلى سمعت ابي يقول رأيت أشعب وقد أرسل اليه المهدى فقدم به عليه وكان أدرك عثمان فرأيته قد دخل بعضه في بعض حتى كأنه موخ وعليه جبة من وشي فقال له رجل هبها لي ، فقال : يا بارد لم تردها ولكن أردت أن يقال أطمع من أشعب . ) انتهى – لسان الميزان
وهذه بعض نوادره وطرائفه ساقها الخطيب البغدادي في ترجمته في تاريخ بغداد وغيره – والسياق للخطيب - ، وقد ساقها بالأسانيد ، وحذفتها للإختصار
كان- أشعب - يقول : حدثني سالم بن عبد الله وكان يبغضني في الله فيقال دع هذا عنك فيقول ليس للحق مترك
عن معدي بن سليمان قال : حدثني أشعب يعني الطامع قال دخلت على القاسم بن محمد في حائط له قال وكان يبغضني في الله وأحبه فيه فقال : ما أدخلك علي أخرج عني ، قلت : أسألك بوجه الله لما جددت لي عذقا قال : يا غلام جدله عذقا فإنه سأل بمسألة
عن غياث بن إبراهيم حدثني أشعب بن أم حميدة الذي يقال له الطامع قال غياث : وإنما حملنا هذا الحديث عن أشعب أنه كان عليه قال : أتيت سالم بن عبد الله أسأله فاشرف على من خوخة له فقال لي : ويلك يا أشعب لاتسل فان أبي حدثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ليجيئن أقوام يوم القيامة ليس في وجوههم مزعة لحم
عن أبو العباس نسيم الكاتب قديم قال : قيل لأ شعب طلبت العلم وجالست الناس ثم تركت وأفضيت إلى المسألة فلو جلست لنا وجلسنا إليك فسمعنا منك فقال لهم : نعم فوعدهم فجلس لهم فقالوا حدثنا فقال : سمعت عكرمة يقول سمعت بن عباس يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خلتان لا يجتمعان في مؤمن ثم سكت فقالوا ما الخلتان فقال نسي عكرمة واحدة ونسيت أنا الاخرى
عن محمد بن عبد الرحمن بن راشد الرحبي قال قيل لاشعب قد أدركت الناس فما معك من العلم قال حدثني عكرمة عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله على عبده نعمتان ثم سكت أشعب فقيل له وما النعمتان قال نسي عكرمة واحدة ونسيت أنا الاخرى
عن أبو الحسن البغدادي قال سمعت عبد الله بن هلال البزاز يحكي عن سلمة قال حدثني بعض الثقات قال : أكل أشعب مع سالم بن أبي الجعد تمرا فجعل يأكل زوجا زوجا فقال سالم إن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن القران في التمر فقال أسكت والله لو رأى النبي صلى الله عليه وسلم رداءة هذا التمر لرخص فيه حفنة حفنة
عن الزبير بن بكار قيل لاشعب في امرأة يتزوجها فقال :
أبغوني امرأة أتجشأ في وجهها فتشبع وتأكل فخذ جرادة فتتخم
عن أحمد بن إبراهيم قال دعا انسان أشعب فقال أشعب لا والله ما أجيئك أنا أعرف الناس بك وكثرة جموعك قال له على أن لا أدعو أحدا سواك فأجابه قال فبينا هم كذلك إذ طلع عليهم صبي وهو في غرفة فصاح أشعب أي أبا فلان تعال هاهنا من هذا الصبي شرطت عليك أن لا يدخل علينا أحد قال جعلت فداك يا أبا العلاء هذا ابني وفيه عشر خصال ماهن في صبي قال وما هن فديتك قال لم يأكل مع ضيف قط قال حسبي التسع لك
أخبرنا بن زريق أخبرنا المظفر بن يحيى قال حدثنا المرثدي عن الطلحي قال أخبرني أحمد قال وجد أشعب دينارا فكره أن يأكله حراما وكره ان يعرفه فيأتي له طالب فاشترى به قطيفة وانبعث يعرفها
عن الواقدي قال كنت مع أشعب في يوم عيد نريد المصلى فوجد دينارا فقال : يا بن واقد قلت ما تشاء يا أبا العلاء قال وجدت دينارا فما ترى أن اصنع به قلت : عرفه قال : أم العلاء إذن طالق قال : قلت فما تصنع به قال اشتري به قطيفة ثم أعرفها وكان أشعب خال الواقدي
عن الزبير بن بكار قال قال الواقدي لقيت أشعب يوما فقال لي يا بن واقد وجدت دينارا فكيف اصنع به قال تعرفه قال سبحان الله ما أنت في علمك إلا في غرور قلت فما الرأي يا أبا العلاء قال أشتري به قميصا وأعرفه بقباء قلت إذا لا يعرفه أحد قال فذاك أريد
قال الهيثم بن عدي كان أشعب مولى فاطمة بنت الحسين واسلمته في البزازين فقيل له أين بلغت من معرفة البز فقال أحسن النشر ولا أحسن أطوى وأرجو أن أتعلم الطى وهو الذي قال لرجل من الناس حين سخن دجاجة ثم بردت فسخنت ثم بردت فسخنت دجاج هذا الرجل كآل فرعون يعرضون على النار غدوا وعشيا فضربته فاطمة بنت الحسين مائة سوط لهذا الكلام ووهبت له مائة دينار
عن الاصمعي قال حدثني جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس عن أشعب انه قال يوما لابنه إني قد كبرت فاطلب لنفسك المعاش قال يا أبت إني مثل الموزة لا تحمل حتى تموت أمها
عن الاصمعي عن أشعب الطا مع قال : دخلت على سالم بن عبد الله فقال لي يا أشعب حمل إلينا جفنة من هريسة وأنا صائم فاقعد فكل قال فحملت على نفسي فقال لا تحمل على نفسك ما تبقى تحمله معك قال : فلما رجعت إلى منزلي قالت لي امرأتي يا مشئوم بعث عبد الله بن عمرو بن عثمان يطلبك ولو ذهبت إليه لحباك قال فما قلت له قال قلت له إنك مريض قال أحسنت فأخذت قارورة دهن وشيئا من صفرة فدخلت الحمام ثم تمرخت به ثم خرجت فعصبت رأسي بعصابة وأخذت قصبة واتكأت عليها فأتيته وهو في بيت مظلم فقال لي أشعب فقلت نعم جعلني الله فداك ما رفعت جنبي من الارض منذ شهرين قال وسالم في البيت وأنا لا أعلم فقال لي سالم ويحك يا أشعب قال فقلت لسالم نعم جعلني الله فداك منذ شهرين ما رفعت ظهري من الارض قال فقال سالم ويحك يا أشعب قال فقلت نعم جعلت فداك مريض منذ شهرين ما خرجت قال فغضب سالم وخرج قال فقال لي عبد الله بن عمرو ويلك يا أشعب ما غضب خالي الا من شئ قال فقلت نعم جعلت فداك غضب من أني أكلت اليوم عنده جفنة من هريسة قال فضحك عبد الله وجلساؤه وأعطاني ووهب لي قال فخرجت فإذا سالم بالباب فلما رآني قال ويحك يا أشعب ألم تأكل عندي قال قلت بلى جعلت فداك قال فقال سالم والله لقد شككتني
عن الاصمعي قال مر أشعب فجعل الصبيان يلعبون به حتى آذوه قال فقال لهم ويحكم سالم بن عبد الله يقسم تمرا فصدقه الصبيان قال فمر الصبيان يعدون إلي دار سالم قال فعدا أشعب معهم وقال ما يدريني والله لعله حق
عن عمرو بن الضحاك عن أبيه قال مر أشعب بقوم يعملون قفة فقال لهم أوسعوها قالوا ولم يا أشعب قال لعل يهدي إلي انسان فيها شيئا
عن الهيثم بن عدي قال مر أشعب الطماع برجل وهو يتخذ طبقا فقال اجعله واسعا لعلهم يهدون لنا فيه
قال أبو عاصم النبيل قيل لاشعب ما بلغ من طمعك قال لم تزف عروس بالمدينة إلى زوجها الا قلت يجيئون بها إلي قبلا
عن أبو عاصم قال أخذ بيدي بن جريح وأوقفني على أشعب الطامع فقال له حدثه ما بلغ من طمعك قال بلغ من طمعي أنه ما زفت امرأة بالمدينة الا كنست بيتي رجاء أن تهدي إلي
عن عمرو بن الضحاك بن مخلد عن أبيه قال كنت يوما أريد منزلي فالتفت فإذا أشعب ورائي فقلت له مالك يا أشعب فقال يا أبا عاصم رأيت قلنسوتك قد مالت فتبعتك قلت لعلها تسقط فاخذها إلي قال فأخذتها عن رأسي فدفعتها إليه وقلت له انصرف
وقال محمد بن أبي يعقوب حدثني محمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ عن أبيه قال قال أشعب الطماع ما خرجت في جنازة قط فرأيت اثنين يتساران الا ظننت أن الميت قد أوصى لي بشئ
عن محمد بن أحمد الحسني من ولد الحسن بن علي عن بعض من سمعه منه قال قال أشعب جاءتني جاريتي بدينار فأودعتنيه فجعلته تحت المصلى بين يدي ثم جاءتني بعد أيام فقالت هات الدينار فقلت ارفعي المصلى فان كان ولد فخذي ولده ودعيه وقد كنت جعلت معه درهما فرفعت المصلى وأخذت الدرهم فقلت لها إن تركتيه ولد لك كل جمعة درهما فتركته وعادت الجمعة الثانية وقد كنت أخذته فلم تره فبكت وصاحت فقلت : ما يبكيك فقالت الدينار سرقته فقلت لها مات دينارك في النفاس فبكت فقلت لها تصدقين بالولادة ولا تصدقين بالموت في النفاس !
وكتبه : محمد أبو عمر الفلسطيني
تعليق