بسم الله الرحمن الرحيم
قطف أزهار الرّبيع مِنْ بساتين الشيخ ربيع
الحمد لله ربِّ العالمين , و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .
نواصل فيما يتعلق بسيرة شيخنا و أستاذنا الدكتور ربيع بن هادي المدخلي ...( حفظه الله) .
*شجاعته:
يمتاز شيخنا بالشجاعة العلمية و الأدبية في قول الحق , فهو لا يحابي أحداً, لا إبناً , ولا صديقاً, ولا صاحباً , ولا شيخاً , فقول الحق رائده , والحق أحبُّ إليه مِن الجميع , مع احترامه لحقوق الآخرين , فهو لا يخشى في الله أحداً مهما عظُم.
* دعوته:
هي الدعوة الوسطية , دعوة الأنبياء والرسل , لا إفراط ولا تفريط , ولا غلوُّ ولا تمييع , وكلُّ مَنْ خالف الوسطية لا يضرُّه , ولا يؤثِّر على دعوته , فعاب عليه الغُلاة لوسطيتِّه , كما عاب عليه أهل التمييع لاعتداله , وهو بريءٌ مما أُلصق به مِن التشدُّد في غير محله الشرعي , فهو غيور على السنة , محباً لها , مدافعاً عنها , داعياً إليها .
*صبره على المخالف :
فشيخنا أكرمه الله بالصبر , فهو صبور على المخالف , كثير النصيحة سراً أو كتابة , أو اتصالاً هاتفياً , وقد يصبر السنة و السنتين , وربما أكثر , فإذا وجد القَبُول من المخالف , حمد الله -عز وجل- , وأثنى عليه , وإذا وجد العناد والإصرار على الباطل , قام بواجبه , وهو الرد على المخالف بالنصيحة والحجة والبرهان , والاستدلال بأقوال السلف الصالح , وقد أفدتُ مِن وصيته لي بالصبر في كثير مِن المواطن والمواقف .
* كرمه وجوده :
من الصفات الحميدة التي كان يتصف بها شيخنا ,الكرم والجود , فبابه مفتوح للوافدين من الزوار وطلبة العلم مِن كثير مِن البلدان , فلا يأكل طعامه إلا برفقتهم , ويجود بنفسه وماله ووقته لقضاء حوائجهم , ولا يبخل على أحد منهم , كما يقصده الكثير مِن أصحاب الحاجات لشفاعته عند الآخرين , فيشفع لهم سواء بالكتابة أو بالاتصال الهاتفي,وهذا ما حصل أمامي في مجلسه أكثر مِن مرة.
*أخلاقه :
مَنْ لم يعرف شيخنا عن قرب , تحامل عليه مِن الغمز واللمز , وهذا ما كنا نعاني منه , فإذا ذهبنا بهم لشيخنا ,وجلسوا معه , واستمعوا له, لمسوا العكس تماماً , فتغيرت نظرتهم, فبعد الجرح والذم , كان المدح والثناء و الذكر الجميل , والدفاع عنه , فالتواضع وحسن الاستقبال , والتلطُّف بالمزاح الحسن , والسؤال عن أحوال ومشاكل المسلمين , والتألم بآلامهم , وكثرة الدعاء لهم , ومشاركتهم في أحزانهم , والفرح بفرحهم لنصرة السنة وأهلها , ونشر الدعوة السلفية , وغيرها مِن الأخلاق الحميدة , فهو يعامل طلابه معاملة الأب لأبنائه , والأخ لإخوانه, فكان يجلس معنا على الأرض تحت شجرة في بيته , ونحن وقتها لا نتجاوز عشرة طلاب , يعطينا مِن علمه , ولا يبخل علينا بفائدة أو نصيحة , وفي كلِّ زيارة له , كان يبتسم ويلاطفني ويقول لي :"أنت شبيه بخالي , أقول لك يا خال " مع فارق السن والعلم , بيني وبينه , ومَنْ لازم شيخنا وجد مِن أدبه الجمّ وكرمه وتواضعه , وحبه لإخوانه وطلابه , وغَيْرته عليهم , وحب الخير لهم مِن المودة والائتلاف , وتحذيرهم من الفرقة والاختلاف , ورسائله المكتوبة وأشرطته المسموعة, تشهد له بذلك.
*أقوال العلماء فيه:
مِن فضل الله – عزّ وجلّ - على شيخنا أنّه وُضع له القَبول في الأرض , فأحبه العلماء الأثبات, و أثنوا عليه , بدون غلوّ أو مجاملة , إنما بالحق الذي أظهره الله على لسانه , وبنصرته للسنة و أهلها , وبمواقفه الصلبة أمام المخالفين لدين الله.
فمِن هؤلاء العلماء الذين أثنوا على الشيخ على سبيل المثال لا الحصر :
الشيخ العلامة عبيد الله الرحماني المباركفوري أحد علماء الهند المشهورين وسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز , والشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني , والشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين ,والشيخ العلامة صالح الفوزان , والشيخ العلامة محمد أمان الجامي , والشيخ عبد الله السبيل إمام الحرم المكي , والشيخ مقبل بن هادي الوادعي والشيخ محمد عبد الوهاب البنا ,والشيخ أحمد بن يحيى النجمي , والشيخ زيد بن محمد بن هادي المدخلي , والشيخ عبيد بن عبد الله الجابري , والشيخ صالح السحيمي , والشيخ عبد العزيز الراجحي , وغيرهم الكثير من العلماء , ومَن أراد المزيد والتفصيل فليرجع إلى رسالة أخينا الدكتور خالد الظفيري(الثناء البديع مِن العلماء على الشيخ ربيع ).
*مؤلفاته وآثاره العلمية:
أثرى شيخنا المكتبة العلمية بمؤلفاته و أشرطته الكثيرة, التي أفاد منها العلماء وطلاب العلم سواء في دراستهم النظامية , أو في نشاطهم العلمي والدعوي .
منها على سبيل المثال لا الحصر :
1- بين الإمامين مسلم والدار قطني رسالة ماجستير.
2- النكت على كتاب ابن الصلاح رسالة دكتوراه أهداها إليَّ الشيخ.
3- تحقيق كتاب المدخل إلى الصحيح للحاكم.
4- تحقيق كتاب التوسل والوسيلة لشيخ الإسلام ابن تيميَّة.
5- تقسيم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف بين واقع المحدثين ومغالطات المتعصبين .
6- منهج الإمام مسلم في ترتيب صحيحه.
7- رفض افتراءات أهل الزيغ و الارتياب عن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب .
8- كشف موقف الغزالي من السنة وأهلها .
9- مكانة أهل الحديث .
10- المجموع الواضح في رد منهج وأصول فالح .
11- أهل الحديث هم الطائفة المنصورة الناجية .
12- المحجة البيضاء في حماية السنة الغراء .
13- مذكرة في الحديث النبوي .
14- صد عدوان الملحدين وحكم الاستعانة بغير المسلمين .
15- مطاعن سيد قطب في الصحابة أهداه إليَّ الشيخ .
16- العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم أهداه إليَّ الشيخ .
17- الحد الفاصل بين الحق و الباطل .
18- الحث على المودة والائتلاف والتحذير من الفرقة والاختلاف.
19- جماعة واحدة لا جماعات وصراط واحد لا عشرات أهداه إليَّ الشيخ.
20- النصر العزيز على الرد الوجيز أهداه إليََّ الشيخ .
21- منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة و العقل.
22- أئمة الجرح والتعديل هم حماة الدين .
23- التمسك بالمنهج السلفي .
24- نظرات في كتاب التصور الفني في القرآن أهداه إليَّ الشيخ .
25- إزهاق أباطيل عبد اللطيف باشميل .
26- منهج أهل السنة و الجماعة في نقد الرجال و الكتب و الطوائف .
27- شرح أصول السنة للإمام أحمد .
28- التعصب الذميم وآثاره .
29- التنكيل بما في توضيح المليباري من الأباطيل .
30- النصيحة هي المسؤولية المشتركة في العمل الدعوي .
31- المجموع الحسن في الرد على أبي الحسن أهداه إليََّ الشيخ .
32- التنكيل بما في لجاج أبي الحسن من الأباطيل .
33- انقضاض الشهب السلفية على أوكار عدنان الخلفية أهداه إليَّ الشيخ .
هذا ما تيسر لي جمعه من مؤلفات شيخنا , وله الكثير , بالإضافة إلى أشرطته و شروحه و تعليقاته , ومراجعته وتقديمه لبعض الكتب والمؤلفات .
و أخيراً, أدعو الله –عزّ وجلّ - لشيخنا وأستاذنا بالتوفيق و السداد و الشفاء العاجل , و أن ينفع إخواني وطلابي بالعلم النافع , إنّه وليُّ ذلك و القادر عليه .
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
كتبه
سمير المبحوح
14 / شعبان / 1431 هـ