بسم الله الرحمن الرحيم
ترجمة المحدث :إبراهيم بن أبي عبلة رحمه الله تعالى
إبراهيم بن أبي عبلة، واسمه شمر بن يقظان بن المرتحل (1) العقيلي (2)، أبو إسماعيل، ويقال: أبو سعيد، ويقال: أبو إسحاق.ويقال: أبو العباس المقدسي، ويقال: الرملي (3)، ويقال: الدمشقي (4) ( تهذيب الكمال للمزي ترجمة رقم -210 - ج (2 / ص 140).
قال الإمام الذهبي :ولد بعد الستين- 60 هـ -( سير أعلام النبلاء - (6 / 323)
من أخرج له من الائمة :
روى له الجماعة سوى الترمذي (تهذيب الكمال - ج (2 / ص 145).
شيوخه :
قال أبو نعيم الأصفهاني رحمه الله :أدرك عدة من الصحابة، ورأى منهم أنس بن مالك، أبا عبد الله بن أم حرام الأنصاري، وواثلة بن الأسقع، وعبد الله بن بسر، وأبا أمامة.
وروى عن عبادة بن الصامت، وعتبة بن غزوان السلمي، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وأرسل عنهم. (حلية الأولياء - (2 / 376)
وقال المزي في تهذيب الكمال :
روى عن:
أبان بن صالح وهو من أقرانه، وأنس بن مالك، وبلال بن أبي الدرداء، وأبي الزاهرية حدير بن كريب، وخالد بن معدان، ورجاء بن حيوة، وروح بن زنباع، وشريك بن حباشة النميري، وأبيه أبي عبلة شمر بن يقظان، وأبي أمامة صدي بن عجلان الباهلي، وطلحة بن عبيد الله بن كريز الخزاعي، وعبد الله ابن الديلمي ، من طريق ضعيف ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن محيريز الجمحي، وعبد الواحد بن قيس، وعدي بن عدي الكندي، وعطاء بن أبي رباح، وأبي الجلاس عقبة ابن سيار، وعقبة بن وساج (5) ، وعكرمة مولى ابن عباس، وعمر ابن عبد العزيز ، وعنبسة بن أبي سفيان، والعلاء بن زياد بن مطر العدوي، والغريف بن عياش الديلمي ، ومحمد بن عجلان ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري (6)، والوليد بن عبد الرحمان الجرشي ، ويحيى بن أبي عمرو السيباني، وأبي أبي الانصاري ابن أم حرام امرأة عبادة بن الصامت ، وأبي الابيض العنسي، وأبي حفصة الشامي ، وأبي سلمة بن عبد الرحمان بن عوف، وأبي يزيد الاردني، أم الدرداء الصغرى ((تهذيب الكمال - ج (2 / ص 141-142).
تلاميذه :
روى عنه:
إسماعيل بن عبدالله السكوني، وأيوب بن سويد الرملي، وبطريق بن يزيد بن مسلم بن عبدالله الكلبي، وبقية بن الوليد، وبكر بن مضر المصري، وخالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المري ، ورباح بن الوليد الذماري، ورديح بن عطية المقدسي ، وسعيد بن عبد العزيز، وسليمان بن وهب، وشداد بن عبد الرحمان الانصاري من ولد شداد بن أوس، وضمرة بن ربيعة ، وطلحة بن زيد الرقي، وعبد الله بن سالم الحمصي ، وعبد الله ابن شوذب، وعبد الله بن المبارك ، وعبد الرحمان بن عمرو الاوزاعي، وعبد السلام بن عبد القدوس بن حبيب، وعثمان بن عبد الرحمان، وعراك بن خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المري ، وعقبة بن علقمة البيروتي، وعمرو بن بكر السكسكي ، وعمرو ابن الحارث المصري، وغياث بن إبراهيم النخعي، وقتادة بن الفضيل الرهاوي، وكثير بن مروان، وكثير بن الوليد، والليث بن سعد ، ومالك بن أنس، ومالك بن مهران الدمشقي ، ومحمد ابن إسحاق بن يسار، ومحمد بن حمير السليحي ، وأبو مسعود محمد بن زياد المقدسي، ومحمد بن عبدالله بن علاثة،ومروان بن شجاع الجزري، ومسلمة بن علي (7) الخشني، ومعقل بن عبيد الله الجزري ، وابن أخيه هاني بن عبد الرحمان بن أبي عبلة، ويحيى بن أيوب المصري، ويحيى بن حمزة الحضرمي، ويونس بن يزيد الايلي ((تهذيب الكمال - ج (2 / ص 142-143) .
أقوال العلماء فيه :
قال عباس الدوري ( والمفضل بن غسان الغلابي، وإبراهيم ابن عبدالله بن الجنيد عن يحيى بن معين: ثقة.
وكذلك قال عثمان بن سعيد الدارمي عن دحيم، وأبو يوسف يعقوب بن سفيان، والنسائي.
وقال علي ابن المديني: كان أحد الثقات.
وقال أبو حاتم: صدوق (9).
وقال محمد بن يحيى الذهلي: يالك من رجل.
وقال الدارقطني: الطرقات إليه ليست بصفو، وهو بنفسه ثقة، لا يخالف الثقات، إذا روى عنه ثقة ( تهذيب الكمال ج (2 / ص 143 ).
وقال أبو نعيم الأصفهاني :كان أميناً قارئاً، كان في عمله وقراءته هنياً مرياً، وفي مواعظه ونصائحه بليغاً قوياً، رحمه الله تعالى عليه (حلية الأولياء - (2 / 375)
وقال الإمام الذهبي : إبراهيم بن أبي عبلة : الامام القدوة، شيخ فلسطين، أبو إسحاق العقيلي الشامي المقدسي، من بقايا التابعين (سير أعلام النبلاء - (6 / 323)
مكانته :
كان لابن أبي عبلة مكانة رفيعة عند الخلفاء.
فقد كان الوليد بن عبد الملك يوجهه إلى بيت المقدس يقسم فيهم العطاء، قال ابن أبي عبلة: رحم الله الوليد، وأين مثل الوليد، هدم كنيسة دمشق وبنى مسجد دمشق رحم الله الوليد، وأين مثل الوليد، افتتح الهند والأندلس رحمه الله كان يعطيني قصاع الفضة أقسمها على قراء مسجد بيت المقدس. (حلية الأولياء - (2 / 376).
وقد طلب منه الخليفة هشام بن عبد الملك أن يتولى خراج مصر ولكنه رفض ذلك المنصب .
قال رحمه الله:
بعث إلى هشام بن عبد الملك فقال لي: يا إبراهيم إنا قد عرفناك صغيراً، واختبرناك كبيراً، فرضيا سيرتك وحالك، وقد رأيت أن أخلصك بنفسي وخاصتي، وأشركك في عملي، وقد وليتك خراج مصر، قال: فقلت: أما الذي عليه رأيك يا أمير المؤمنين فالله يجزيك ويثيبك، وكفى به جازياً زمثيباً، وأما الذي أنا عليه فمالي بالخراج بصر، ومالي عليه قوة، قال: فغضب حتى اختلج وجهه، وكان في عينيه قبل فنظر إلى نظراً منكراً ثم قال: لتلين طائعاً أو لتلين كارهاً؟ قال: فأمسكت، عن الكلام حتى رأيت غضبه قد انكسر، وسورته قد طفئت، فقلت: يا أمير المؤمنين أتكلم؟ قال: نعم، قلت: إن الله سبحانه قال في كتابه: " إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها " الأحزاب 72 .
فوالله يا أمير المؤمنين ما غضب عليهن إذ أبين، ولا أكرههن إذ كرهن، وما أنا بحقيق أن تغضب على إذ أبيت، ولا تكرهني إذ كرهت، قال: فضحك حتى بدت نواجذه. ثم قال: يا إبراهيم قد أبيت إلا فقهاً، لقد رضينا عنك وأعفيناك (حلية الأولياء - (2 / 376).
و كان يعظ الخلفاء وتؤثر موعظته فيهم .
قال ضمرة بن ربيعة عن إبراهيم بن أبي عبلة: قدم الوليد بن عبدالملك فأمرني فتكلمت، قال: فلقيني عمر بن عبد العزيز فقال: يا إبراهيم، لقد وعظت موعظة وقعت من القلوب.
وكان من المحدثين الأجلاء الذين يرحل إليهم .
قال ضمرة بن ربيعة: ما رأيت لذة العيش إلا في خصلتين: أكل الموز بالعسل في ظل صخرة بيت المقدس ، وحديث ابن أبي عبلة.
فلم أر أفصح منه.
قال الإمام الذهبي رحمه الله :
ذكر بعضهم أن ابن أبي عبلة روى نحو المئة حديث.
وقد جمع الطبراني كتاب حديث شيوخ الشاميين، فجاء مسند ابن أبي عبلة في سبع ورقات (سير أعلام النبلاء - (6 / 325)
من أقواله :
قال النسائي: أخبرني صفوان بن عمرو، قال: حدثنا محمد ابن زياد أبو مسعود من أهل بيت المقدس، قال: سمعت إبراهيم بن أبي عبلة وهو يقول لمن جاء من الغزو: قد جئتم من الجهاد الاصغر، فما فعلتم في الجهاد الاكبر ؟ قالوا: يا أبا إسماعيل: وما الجهاد الاكبر ؟ قال: جهاد القلب.
وروى ضمرة، عن إبراهيم بن أبى عبلة قال: قلت للعلاء بن زياد: إني أجد وسوسة في قلبي، فقال: ما أحب لو أنك مت عام أول، أنت العام خير منك عام أول.
و قال: من حمل شاذ العلم حمل شراً كثيراً.
وفاته :
قال أبو سليمان بن زبر: مات سنة إحدى وخمسين ومئة.
وقال محمد بن أبي أسامة عن ضمرة بن ربيعة: مات سنة إحدى أو اثنتين وخمسين ومئة.
وكذلك قال أبو مسلم عبد الرحمان بن يونس المستملي.
وقال نعيم بن حماد وسعيد بن أسد بن موسى والوليد بن أبي طلحة الرملي عن ضمرة بن ربيعة: مات سنة اثنتين وخمسين ومئة.
وكذلك قال أبو سعيد بن يونس.
وقال حيوة بن شريح، ومحمد بن المصفى، ومحمد بن عمرو بن حنان الكلبي عن ضمرة: مات سنة اثنتين أو ثلاث وخمسين ومئة .
___________________________
(1) في مشاهير علماء الأمصار لابن حبان: " شمر بن يقظان بن عامر العقيلي " وفي الثقات له: " شمر بن يقظان بن عامر بن عبدالله بن المرتحل "، وفي الجمع لابن القيسراني: " شمر بن يقظان بن عبدالله بن المرتحل "، وفي تهذيب ابن حجر: " شمر بن يقظان بن عبدالله المرتحل "، وقال ابن حچر في " التهذيب " أيضا: " وأغرب يحيى بن يحيى الليثي فقال في الموطأ: عن إبراهيم بن عبدالله بن أبي عبدالله، وعبد الله زيادة لا حاجة إليها.
(2) بها جزم ابن حبان في " الثقات " و " المشاهير ".
(3) بها جزم ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " نقلا عن أبيه.
(4) وأطلق البخاري وابن حبان لفظ " الشامي " وهو أحسن.
(5) بفتح الواو وتشديد السين المهملة وآخره جيم .
(6) ذكر عبد الرحمان بن أبي حاتم نقلا عن أبيه، أنه روى عن واثلة بن الاسقع، ولم يذكر المزي ذلك.
(الجرح: 1 / 1 / 105).
(7) علي - بالتصغير - قيده الذهبي في المشتبه (469)
( انظر روايته لتاريخ يحيى بن معين: 2 / 11.
(9) الذي في كتاب ولده عبد الرحمان: " صدوق ثقة " وهو الأصوب مما هنا (الجرح: 1 / 1 / 105).
**************
إعداد : أبو عمر الفلسطيني
26-جماد ثاني 1431هـ
8 يونيو 2010م