السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
نسبه :
هو العالم العلامة البحر الحبر الفهامة النبيل المحقق المدقق الفقيه الحافظ الشيخ: أبو محمد عبدالله بن محمد بن عبد العزيز بن عبدالرحمن بن حسين بن حميد ينتهي نسبه إلى بني خالد القبيلة المعروفة.
ولادته :
ولد في مدينة الرياض في 29/12/1329هـ توفي والده وهو في السنة الثانية من عمره ، وتوفيت والدته وهو في السنة السادسة من عمره ، وكف بصره وهو صغير بسبب مرض الجدري.
طلبه للعلم :
ولم يكن فقد بصره عائقا له عن طلب العلم ، حيث قرأ القرآن وحفظه على المقرئ علي بن محمد بن مديميغ وكان متقناً ضابطاً ، ثم بعد ذلك استظهره وقرأه مجودا على إمام المسجد الحرام الشيخ عبد الظاهر ابوالسمح رحمه الله وبعد ذلك أخذ في طلب العلم بهمة ونشاط ومثابرة ، ومع اهتمامه بالعلم واجتهاده فيه كان من تقدير الله وجود صفوة من العلماء ، اختص كل واحد منهم في باب من أبواب العلم وفن من فنونه .
مشائخه : -
الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ قاضي الرياض (ت 1372هـ) قرأ عليه كتاب التوحيد وكشف الشبهات والعقيدة الواسطية والأربعين النووي وزاد المستقنع وشرحه الروض المربع .
- الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ (ت 1367هـ) قرأ عليه في كتب التوحيد ، وآداب المشي إلى الصلاة ، ولازمهما سنين .
- الشيخ حمد بن فارس (ت 1345هـ) قرأ عليه في النحو متن الاجرومية .
- الشيخ : سعد بن حمد بن عتيق (ت 1349هـ) قرأ عليه في التوحيد والحديث ومصطلحه والتفسير.
- سماحة الشيخ : محمد بن إبراهيم آل الشيخ (ت1389هـ)علامة الجزيرة ومفتيها فهو شيخه الأكبر ، فقد اخذ عنه جل علومه ومعارفه في كل الفنون ، قال الشيخ عبدالله البسام رحمه الله (ت 1423هـ)( 00 لازم الشيخ محمد بن إبراهيم ملازمة تامة حتى صارت له منه الفائدة الكبرى وتخرج على يديه) وقال القاضي: ( ولازمه زمنا طويلا ) فقرأ عليه في التوحيد والعقائد : التدمرية والحموية وكتاب التوحيد ورد الإمام احمد على الزنادقة والجهمية ، وفي الحديث قرأ عمدة الأحكام والمصطلح وبلوغ المرام وجل هذه الكتب يحفظها الشيخ رحمه الله استظهارا وسمع عليه صحيحي البخاري ومسلم وسنن أبي داود والنسائي ، وفي الفقة : زاد المستقنع مختصر المقنع وشرحه الروض المربع ونظم المفردات وشرحها مستظهرا مختصر المقنع ونظم المفردات كما قرأ عليه قطعه كبيرة من المنتهى وحفظ منه إلى باب الصداق ، وفي الفرائض : متن الرحيبية والبرهانية ومراجعات كثيرة في شرح الترتيب : إذ له به عناية خاصة ، وفي النحو : قرأ الاجرومية وقطر الندى وشرحه وملحة الإعراب وشرحها وألفية ابن مالك وشرحها لابن عقيل وحاشية السجاعي والخضري عليها وهو يحفظ المتون كلها. وقد وهبه رغبة في العلم وحب التحصيل والاستزادة من العلوم والمعارف بشتى أنواعها وفنونها ، من الشرعية والعربية والأدبية أصولا وفروعا فتأهل وبرز بين الأقران ، قال القاضي : ( ونبغ في فنون كثيرة واتسعت مداركه فقد وهبه الله فهما ثاقبا وذكاء متوقدا وقوة في الاستحضار لا نظير له وكان مشائخه يتفرسون فيه الذكاء ويقولون سيكون لهذا الفتى شأن ) مماجعل سماحة الشيخ محمد يعينه مدرسا ومساعدا له فمتى غاب انتهى التدريس إليه.
- أعماله:
كان الملك عبد العزيز رحمه الله شديد الإعجاب به وبغزارة علمه وسداد رأيه وصفاء ذهنة وقوة شخصيته حتى قال عنه : ( لوكنت جاعلا القضاء والإمارة جميعا في يد رجل واحد لكان ذلك هو الشيخ عبدالله بن حميد) لذلك :
- عينه الملك عبد العزيز رحمه الله قاضيا في العاصمة الرياض وذلك في محرم 1357هـ وله من العمر ثمانية وعشرون سنة ، بعد إلحاح وإصرار من الملك رحمه الله ، فظل بها ثلاث سنوات نزيها متجردا عدلا في أحكامه مثارا للإعجاب في فراسته يفصل في المنازعات بين الناس وينظر في قضاياهم بعين الإنصاف والتحري.
- ثم انتقل إلى قضاء منطقة سدير بطلب من الملك عبد العزيز رحمه الله خلفا للشيخ عبدالله بن عبد العزيز العنقري رحمه الله (ت1373هـ) وذلك في شهر ذي القعدة من عام 1360هـ فسكن المجمعة ليحل محل الشيخ عبدالله العنقري في القضاء والتدريس ، وكان قضاؤه شاملا لمنطقة سديركلها .
- بعد وفاة علامة القصيم الشيخ عمر بن محمد بن سليم عام 1363هـ رغب الملك عبد العزيز رحمه الله من الشيخ التوجه إلى مدينة بريدة قاضيا ومدرسا في منطقة القصيم ، فامتنع الشيخ رحمه الله فلما رأى الملك إصرار الشيخ ، جعل الشيخ محمد بن حسين (ت1381هـ) على القضاء وان يقتصر الشيخ عبدالله على التدريس فوافق ورحل إلى القصيم فوصل بريدة في شهر بيع الثاني من عام 1363هـ وعقد حلقات العلم بالإضافة إلى قيامه بالإمامة والخطابة في الجامع الكبير ببريدة ، جامع خادم الحرمين الشريفين ، وفي شهر شعبان من نفس العام صدر الأمر السامي بتعيينه قاضيا في بريدة ، وصار هو المرجع في القضاء والإفتاء والتدريس والإمامة والخطابة وصار له القبول التام في المنطقة.،قال الشيخ إبراهيم بن عبيد (ت1425هـ) ( ثم أتى به لقضاء القصيم لاحتياج صاحب الجلالة الملك عبد العزيز له ذلك لأنه رآه رزينا وقويا وذا أنفة وأمانة ولا يسد تتمة الشيخ عمر بن سليم بعد وفاته سواه ).
- وفي عام 1372هـ انتدبه الملك عبد العزيز رحمه الله إلى الحجاز للنظر في قضايا مختلفة ، فمكث سنة كاملة متنقلا بين محاكم مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة والطائف للبت في قضايا عويصة طال فيها النزاع وتشابك فيها الخصوم ، فأتى عليها جمعيا ، وأمضى فيها حكمه بتوفيق من الله وعونه ، فحمدت له السيرة ووصل الحق إلى أهله ، وكان له الثناء الجميل من قبل ولاة الأمر والمسئولين والعامة ، ثم عاد إلى القصيم قائما بعمله في القضاء والتدريس والنظر في أمور الناس وحل مشكلاتهم والسعي في قضاء حوائجهم .
- وفي 29 من شعبان من عام 1377هـ طلب الإعفاء من قضاء القصيم فرفع الرغبة إلى الملك سعود رحمه الله فأجيب طلبه بعد مراجعات وإلحاح شديد ثم تفرغ للتدريس .
- وفي عام 1384هـ اختاره الملك فيصل رحمه الله تعالى ليكون رئيسا للرئاسة العامة للإشراف الديني على المسجد الحرام عند أول تأسيسها ، فانتقل إلى مكة المكرمة واستقر فيها وباشر عمله فرتب إدارتها واهتم بتنظيم شؤون المسجد الحرام ، واتسعت دائرة اتصالاته بالعلماء في الحرمين وغيرهم من الوافدين من أهل العلم والصلاح في مواسم الحج والعمرة وشرع رحمه الله في التدريس بالمسجد الحرام والوعظ والإرشاد والإفتاء ، كما رغب في إنشاء معهد الحرم المكي داخل أورقة المسجد الحرام فتم تأسيسة عام 1384هـ ليكون معادلا للمرحلة الثانوية والمتوسطة واختار له المعلمين العلماء الأكفاء فكان نبتة صالحة تخرج منه الأفواج تلو الأفواج.
- وفي عام 1395هـ عينه الملك خالد رحمه الله رئيسا لمجلس القضاء الأعلى ، وهو منصب جديد استحدثه الملك خالد رحمه الله ليكون المرجع النهائي في القضاء ، واستمر في رئاستة حتى وافاه الأجل ، فكان رحمه الله محمود السيرة حريصا على توجيه القضاة وتذكيرهم بمهمات أعمالهم ، حافظا لحقوقهم حاميا لجنابهم كما كان قوي الموقف فيمن يخالف ، كما طلب منه التدريس في المعهد العالي للقضاء حينما أنشئ عام 1386هـ فوافق واستمر في التدريس كل عام ، كما أن أول رسالة علمية نوقشت في الدكتوراه في الفقة الإسلامي في المملكة نوقشت على يدية وهي رسالة د.شرف الشريف وعضوية المناقشة الشيخ صالح الفوزان .
- بالإضافة إلى مشاركته وعضويتة ورئاستة لعدد من المجالس والهيئات والمؤتمرات منها :
1- عضو مجلس هيئة كبار العلماء بالمملكة .
2- رئيس المجمع الفقهي في رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة.
3- رئيس لجنة جائزة الدولة التقديرية.
4- عضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي.
5- عضو المجلس الأعلى العالمي للمساجد في الرابطة.
6- عضو المؤتمر العالمي لتوجية الدعوة وإعداد الدعاة
قال عنه الشيخ البسام: ( والمترجم أينما حل في بلد ،فهو المرجع للمكان الذي يحل فيه في الدرس والإفتاء والاستشارات والتوسط في أمور الخير وغير ذلك ،فهو مهتم بأمور المسلمين وناصب نفسه وعلمه وجاهه لخدمة الإسلام والمسلمين ، وهو صاحب الإشارة والكلمة النافذة وكان ولاة الأمر يقرونه ويجلونه ويعرفون قدره ويحترمونه غاية الاحترام لسعة علمه وبعد نظره ونصحه لعامة المسلمين وولاتهم) .
والشيخ من كبار علماء الإسلام وعقلائهم ووجهائهم ، قال بعضهم : الشيخ بن حميد قد رزقه الله عقلا راجحا وسياسة ليس لها نظير ، وحكمة جعلته محل احترام ، ومحل ثقة لدى الكبير والصغير يمتاز بالأناة والروية كثير الصمت إلا فيما ينفع حاد الذكاء لايمكن أن يخدع ، يحتاط في كل ما يقوله أو يفعله لا ينخدع بالمظاهر مهما كانت ولا تغره الدعاوى .
رزقه الله بصيرة نافذة يعرف الدعاة الحقيقيين الناصحين المخلصين بحيث يميزهم من أهل التمويه والخداع لايمكن أن يستغفل فهو كيس فطن يزروه الكثير من أهل العلم وممن ينتسبون إلى جمعيات وأحزاب من الشرق والغرب فيتعرف المصيب من غيره).
قال الشيخ إسماعيل بن عتيق : ( أما وصف شيخنا فلا يلم تبيانه البيان وهو العالم الأجل العبقري لم تشهد الجزيرة إلا النادر من أمثاله في ذكائه ونبوغه وفطنته وفهمه ).
مؤلفاته :
قال الشيخ البسام: ( مؤلفاته رسائل ليست على قدر علمه ومقامه ، فهو من العلماء اللذين يرون الاكتفاء بما سطره العلماء السابقون في أسفارهم ولكنه كتب رسائل يرى أن الحاجة داعية إلى تحريرها ) مع انصرافه التام للتعليم والتدريس وقضاء حوائج الناس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومن مؤلفاته :
- الدعوة إلى الجهاد في الكتب والسنة .
- كمال الشريعة وشمولها لكل ما يحتاجه البشر.
- دفاع عن الإسلام واشتراكية حرام.
- حكم اللحوم المستوردة وذبائح أهل الكتاب.
- هداية الناسك إلى أهم المناسك.
- الإبداع في شرح خطبة حجة الوداع .
- تبيان الأدلة في إثبات الأهلة .
- تنبيهات على أن جدة ليست ميقاتا.
- إيضاح ما توهمه صاحب اليسر في يسره من تجويز ذبح دم التمتع قبل وقت نحره.
- غاية المقصود في التنبيه على أوهام ن محمود.
- نقد نظام العمل والعمال.
- رسالة في حكم التلفزيون.
- الرسائل الحسان في نصائح الإخوان.(مجموع مقالات)
- توجيهات إسلامية.
- رسائل موجهة إلى المعلمين.
- رسائل موجهة إلى العلماء.
- رسالة في التوحيد.
- فتاوى برنامج نور على الدرب (مجلد) جمع عمر بن محمد بن قاسم.
قال القاضي : ( وله ندوات في وسائل الإعلام المقروء والمسموع ونشاط في الإفتاء منقطع النظير ).
من طرائف أقضيتة :
عندما كان قاضيا في بريدة ، فقدت إحدى الأسر طفلها الصغير وبحثت عنه دون جدوى ، وبعد سنوات كان والده يتجول في سوق الغنم حسب عادته اليومية فأبصر غلاما مميزا فوقر في نفسه انه ابنه فتقدم اليه وضمه ويقول ولدي فزجره صاحب الغنم وهو من البادية ودفعه وهو يقول له هذا ابني وليس ابنك فتنازعا وطال بينهما الكلام ورفع أمرهم للشيخ عبدالله بن حميد فقال للرجلين أعطوني الولد واذهبا وفي الغد احضرا في مجلس القضاء وأخذ الولد وبعثه إلى بيته وأولاده وعندما جلس معا على العشاء قال الشيخ للولد : ماذا يسمونك أهلك يا غلام فقال له على البديهة يسمونني (الحضري)فضحك الشيخ وسكت ، وفي الصباح استقر البدوي فأقر بالحقيقة ، قال أخذناه من البلدة قبل عدة سنوات فاستلم الوالد ولده ونال الأعرابي عقابه .(من أفواه الرواة ، بتصرف).
ويقول د. أحمد بن حميد : لما تولى والدي القضاء في شقراء جاءه احد رجال البلدة وقال له : إني رأيت البارحة على ضوء القمر جاري يتسور بيتي ، فقال له الشيخ تعال به غدا وسأنهرك وأغلظ عليك فاصبر ولا تتضايق فأجابه سمعا وطاعة ، وفي الصباح جاء إلى مجلس القضاء ومعه جاره فادعى بدعواه في الأمس فزجره الشيخ وقال له ألا تستحي على نفسك أن تتهم جارك بهذا السوء فجارك نيته طيبة ، ضاق صدره في منزله فتسور بيتك لكي يتعلل معك ويستأنس بالحديث فقال : هذا ما حدث يا شيخ ما جئت إلا لهذا الغرض ، فأقر دون أن يفطن للحيلة التي بيتها له الشيخ فكان أن نال عقابه الذي يستحقة .(من أفواه الرواة – بتصرف يسير ).
من ذكاءه ودهاءه وقوته ودقته وفطنته : انه حينما تولى رئاسة مجلس القضاء الأعلى مرت به اقضيه كانت قد حكم بها في القصيم قبل ثلاثين عاما ، فلما كان القارئ يقرأ عليه الصك الذي دونت فيه القضية إذ هو يمر بعبارة فيها تحريف فما كان من الشيخ إلا أن سبح الله واسترجع وقال : سبحان الله لقد قلت لهم في حينه أن يصلوحها بصيغة كذا فسامحهم الله ألم يصلحوها ، فانظر كيف كان الشيخ مستحضرا للقضية برمتها وبعباراتها وألفاظها.(من أعلامنا ).
قال د.عبد العزيز الخويطر: ( لعل المستمعين يذكرون برنامجا في الإذاعة ، يفتي فيه الشيخ عبدالله بن حميد رحمه الله ويرد على بعض المفتين فكان المذيع يذكر اسم السائل كاملا واسم بلدته ثم يتلوا السؤال وعند الرد يوجه الشيخ الرد على الشخص ذاكرا اسمه واسم والده وجده و بلدته وسؤاله كاملا قبل أن يبدأ بالفتوى وكنا نندهش نحن المستمعين من مقدرته عليه رحمه الله ..إلى أن قال : ونكتفي بمحاولة استيعاب المعنى وإذا تعددت أقسام السؤال فقد ننسى بعضا منها وهو رحمه الله لاينسى ).
فمن تلاميذه وطلابه على سبيل المثال لا الحصر: الشيخ عبد العزيز بن صالح (إمام المسجد النبوي)،الشيخ محمد بن عودة السعوي (رئيس تعليم البنات سابقا)،الشيخ محمد بن سبيل (إمام المسجد الحرام) ، الشيخ صالح اللحيدان (رئيس مجلس القضاء الأعلى)، الشيخ عبدالله التركي (وزير الشئون الإسلامية سابقا وأمين رابطة العالم الإسلامي) ،الشيخ صالح الفوزان (عضو الإفتاء)، الشيخ صالح الخريصي(رئيس محاكم القصيم)،الشيخ محمد العبودي (أمين رابطة العالم الإسلامي المساعد)،الشيخ حمود التويجري (صاحب المؤلفات المشهورة)،الشيخ صالح الاطرم(عضو هيئة كبار العلماء سابقا)،الشيخ صالح بن غصون(عضو الإفتاء)،الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ (مفتي المملكة حاليا)،الشيخ صالح البليهي (صاحب كتاب السلسيبل) و الشيخ عبدالله الدويش (المحدث المشهور) والشيخ صالح السدلان ، وغيرهم كثير.
وفاته :
أصيب بمرض عضال في منتصف عام 1401هـ سافر من اجله إلى أمريكا وأجريت له عمليات ولكن المرض الخبيث يزداد معه فأدخل مستشفى القوات المسلحة في الطائف وبقي فيه حتى وافاه أجله فيه وذلك يوم الأربعاء 20/12/1402هـ وصلي عليه بالمسجد الحرام ودفن بمقبرة العدل بمكة المكرمة وحضر الصلاة وتشييعه أمم عظيمة يتقدمهم العلماء والأمراء والأعيان وصار مشهدا عظيما وشعر االناس بفراغ كبير بعده، فانعكس ذلك على حزن عميق ، ومصاب كبير .فرحمه الله تعالى.
عقبه : ترك عددا من الأولاد والبنات ومن اشهر أبناءه : د.صالح (رئيس مجلس الشورى) ود.احمد (عميد كلية الشريعة بجامعة ام القرى) والشيخ إبراهيم (مدرس في دار الحديث بمكة ).وقد رثي بمراث كثيره كقصيدة للشيخ محمد بن سبيل والشيخ احمد الغنام وغيرهم.
رحم الله مشايخنا رحمة واسعة
وبالله التوفيق
منقول
******************************************* نسبه :
هو العالم العلامة البحر الحبر الفهامة النبيل المحقق المدقق الفقيه الحافظ الشيخ: أبو محمد عبدالله بن محمد بن عبد العزيز بن عبدالرحمن بن حسين بن حميد ينتهي نسبه إلى بني خالد القبيلة المعروفة.
ولادته :
ولد في مدينة الرياض في 29/12/1329هـ توفي والده وهو في السنة الثانية من عمره ، وتوفيت والدته وهو في السنة السادسة من عمره ، وكف بصره وهو صغير بسبب مرض الجدري.
طلبه للعلم :
ولم يكن فقد بصره عائقا له عن طلب العلم ، حيث قرأ القرآن وحفظه على المقرئ علي بن محمد بن مديميغ وكان متقناً ضابطاً ، ثم بعد ذلك استظهره وقرأه مجودا على إمام المسجد الحرام الشيخ عبد الظاهر ابوالسمح رحمه الله وبعد ذلك أخذ في طلب العلم بهمة ونشاط ومثابرة ، ومع اهتمامه بالعلم واجتهاده فيه كان من تقدير الله وجود صفوة من العلماء ، اختص كل واحد منهم في باب من أبواب العلم وفن من فنونه .
مشائخه : -
الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ قاضي الرياض (ت 1372هـ) قرأ عليه كتاب التوحيد وكشف الشبهات والعقيدة الواسطية والأربعين النووي وزاد المستقنع وشرحه الروض المربع .
- الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ (ت 1367هـ) قرأ عليه في كتب التوحيد ، وآداب المشي إلى الصلاة ، ولازمهما سنين .
- الشيخ حمد بن فارس (ت 1345هـ) قرأ عليه في النحو متن الاجرومية .
- الشيخ : سعد بن حمد بن عتيق (ت 1349هـ) قرأ عليه في التوحيد والحديث ومصطلحه والتفسير.
- سماحة الشيخ : محمد بن إبراهيم آل الشيخ (ت1389هـ)علامة الجزيرة ومفتيها فهو شيخه الأكبر ، فقد اخذ عنه جل علومه ومعارفه في كل الفنون ، قال الشيخ عبدالله البسام رحمه الله (ت 1423هـ)( 00 لازم الشيخ محمد بن إبراهيم ملازمة تامة حتى صارت له منه الفائدة الكبرى وتخرج على يديه) وقال القاضي: ( ولازمه زمنا طويلا ) فقرأ عليه في التوحيد والعقائد : التدمرية والحموية وكتاب التوحيد ورد الإمام احمد على الزنادقة والجهمية ، وفي الحديث قرأ عمدة الأحكام والمصطلح وبلوغ المرام وجل هذه الكتب يحفظها الشيخ رحمه الله استظهارا وسمع عليه صحيحي البخاري ومسلم وسنن أبي داود والنسائي ، وفي الفقة : زاد المستقنع مختصر المقنع وشرحه الروض المربع ونظم المفردات وشرحها مستظهرا مختصر المقنع ونظم المفردات كما قرأ عليه قطعه كبيرة من المنتهى وحفظ منه إلى باب الصداق ، وفي الفرائض : متن الرحيبية والبرهانية ومراجعات كثيرة في شرح الترتيب : إذ له به عناية خاصة ، وفي النحو : قرأ الاجرومية وقطر الندى وشرحه وملحة الإعراب وشرحها وألفية ابن مالك وشرحها لابن عقيل وحاشية السجاعي والخضري عليها وهو يحفظ المتون كلها. وقد وهبه رغبة في العلم وحب التحصيل والاستزادة من العلوم والمعارف بشتى أنواعها وفنونها ، من الشرعية والعربية والأدبية أصولا وفروعا فتأهل وبرز بين الأقران ، قال القاضي : ( ونبغ في فنون كثيرة واتسعت مداركه فقد وهبه الله فهما ثاقبا وذكاء متوقدا وقوة في الاستحضار لا نظير له وكان مشائخه يتفرسون فيه الذكاء ويقولون سيكون لهذا الفتى شأن ) مماجعل سماحة الشيخ محمد يعينه مدرسا ومساعدا له فمتى غاب انتهى التدريس إليه.
- أعماله:
كان الملك عبد العزيز رحمه الله شديد الإعجاب به وبغزارة علمه وسداد رأيه وصفاء ذهنة وقوة شخصيته حتى قال عنه : ( لوكنت جاعلا القضاء والإمارة جميعا في يد رجل واحد لكان ذلك هو الشيخ عبدالله بن حميد) لذلك :
- عينه الملك عبد العزيز رحمه الله قاضيا في العاصمة الرياض وذلك في محرم 1357هـ وله من العمر ثمانية وعشرون سنة ، بعد إلحاح وإصرار من الملك رحمه الله ، فظل بها ثلاث سنوات نزيها متجردا عدلا في أحكامه مثارا للإعجاب في فراسته يفصل في المنازعات بين الناس وينظر في قضاياهم بعين الإنصاف والتحري.
- ثم انتقل إلى قضاء منطقة سدير بطلب من الملك عبد العزيز رحمه الله خلفا للشيخ عبدالله بن عبد العزيز العنقري رحمه الله (ت1373هـ) وذلك في شهر ذي القعدة من عام 1360هـ فسكن المجمعة ليحل محل الشيخ عبدالله العنقري في القضاء والتدريس ، وكان قضاؤه شاملا لمنطقة سديركلها .
- بعد وفاة علامة القصيم الشيخ عمر بن محمد بن سليم عام 1363هـ رغب الملك عبد العزيز رحمه الله من الشيخ التوجه إلى مدينة بريدة قاضيا ومدرسا في منطقة القصيم ، فامتنع الشيخ رحمه الله فلما رأى الملك إصرار الشيخ ، جعل الشيخ محمد بن حسين (ت1381هـ) على القضاء وان يقتصر الشيخ عبدالله على التدريس فوافق ورحل إلى القصيم فوصل بريدة في شهر بيع الثاني من عام 1363هـ وعقد حلقات العلم بالإضافة إلى قيامه بالإمامة والخطابة في الجامع الكبير ببريدة ، جامع خادم الحرمين الشريفين ، وفي شهر شعبان من نفس العام صدر الأمر السامي بتعيينه قاضيا في بريدة ، وصار هو المرجع في القضاء والإفتاء والتدريس والإمامة والخطابة وصار له القبول التام في المنطقة.،قال الشيخ إبراهيم بن عبيد (ت1425هـ) ( ثم أتى به لقضاء القصيم لاحتياج صاحب الجلالة الملك عبد العزيز له ذلك لأنه رآه رزينا وقويا وذا أنفة وأمانة ولا يسد تتمة الشيخ عمر بن سليم بعد وفاته سواه ).
- وفي عام 1372هـ انتدبه الملك عبد العزيز رحمه الله إلى الحجاز للنظر في قضايا مختلفة ، فمكث سنة كاملة متنقلا بين محاكم مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة والطائف للبت في قضايا عويصة طال فيها النزاع وتشابك فيها الخصوم ، فأتى عليها جمعيا ، وأمضى فيها حكمه بتوفيق من الله وعونه ، فحمدت له السيرة ووصل الحق إلى أهله ، وكان له الثناء الجميل من قبل ولاة الأمر والمسئولين والعامة ، ثم عاد إلى القصيم قائما بعمله في القضاء والتدريس والنظر في أمور الناس وحل مشكلاتهم والسعي في قضاء حوائجهم .
- وفي 29 من شعبان من عام 1377هـ طلب الإعفاء من قضاء القصيم فرفع الرغبة إلى الملك سعود رحمه الله فأجيب طلبه بعد مراجعات وإلحاح شديد ثم تفرغ للتدريس .
- وفي عام 1384هـ اختاره الملك فيصل رحمه الله تعالى ليكون رئيسا للرئاسة العامة للإشراف الديني على المسجد الحرام عند أول تأسيسها ، فانتقل إلى مكة المكرمة واستقر فيها وباشر عمله فرتب إدارتها واهتم بتنظيم شؤون المسجد الحرام ، واتسعت دائرة اتصالاته بالعلماء في الحرمين وغيرهم من الوافدين من أهل العلم والصلاح في مواسم الحج والعمرة وشرع رحمه الله في التدريس بالمسجد الحرام والوعظ والإرشاد والإفتاء ، كما رغب في إنشاء معهد الحرم المكي داخل أورقة المسجد الحرام فتم تأسيسة عام 1384هـ ليكون معادلا للمرحلة الثانوية والمتوسطة واختار له المعلمين العلماء الأكفاء فكان نبتة صالحة تخرج منه الأفواج تلو الأفواج.
- وفي عام 1395هـ عينه الملك خالد رحمه الله رئيسا لمجلس القضاء الأعلى ، وهو منصب جديد استحدثه الملك خالد رحمه الله ليكون المرجع النهائي في القضاء ، واستمر في رئاستة حتى وافاه الأجل ، فكان رحمه الله محمود السيرة حريصا على توجيه القضاة وتذكيرهم بمهمات أعمالهم ، حافظا لحقوقهم حاميا لجنابهم كما كان قوي الموقف فيمن يخالف ، كما طلب منه التدريس في المعهد العالي للقضاء حينما أنشئ عام 1386هـ فوافق واستمر في التدريس كل عام ، كما أن أول رسالة علمية نوقشت في الدكتوراه في الفقة الإسلامي في المملكة نوقشت على يدية وهي رسالة د.شرف الشريف وعضوية المناقشة الشيخ صالح الفوزان .
- بالإضافة إلى مشاركته وعضويتة ورئاستة لعدد من المجالس والهيئات والمؤتمرات منها :
1- عضو مجلس هيئة كبار العلماء بالمملكة .
2- رئيس المجمع الفقهي في رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة.
3- رئيس لجنة جائزة الدولة التقديرية.
4- عضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي.
5- عضو المجلس الأعلى العالمي للمساجد في الرابطة.
6- عضو المؤتمر العالمي لتوجية الدعوة وإعداد الدعاة
قال عنه الشيخ البسام: ( والمترجم أينما حل في بلد ،فهو المرجع للمكان الذي يحل فيه في الدرس والإفتاء والاستشارات والتوسط في أمور الخير وغير ذلك ،فهو مهتم بأمور المسلمين وناصب نفسه وعلمه وجاهه لخدمة الإسلام والمسلمين ، وهو صاحب الإشارة والكلمة النافذة وكان ولاة الأمر يقرونه ويجلونه ويعرفون قدره ويحترمونه غاية الاحترام لسعة علمه وبعد نظره ونصحه لعامة المسلمين وولاتهم) .
والشيخ من كبار علماء الإسلام وعقلائهم ووجهائهم ، قال بعضهم : الشيخ بن حميد قد رزقه الله عقلا راجحا وسياسة ليس لها نظير ، وحكمة جعلته محل احترام ، ومحل ثقة لدى الكبير والصغير يمتاز بالأناة والروية كثير الصمت إلا فيما ينفع حاد الذكاء لايمكن أن يخدع ، يحتاط في كل ما يقوله أو يفعله لا ينخدع بالمظاهر مهما كانت ولا تغره الدعاوى .
رزقه الله بصيرة نافذة يعرف الدعاة الحقيقيين الناصحين المخلصين بحيث يميزهم من أهل التمويه والخداع لايمكن أن يستغفل فهو كيس فطن يزروه الكثير من أهل العلم وممن ينتسبون إلى جمعيات وأحزاب من الشرق والغرب فيتعرف المصيب من غيره).
قال الشيخ إسماعيل بن عتيق : ( أما وصف شيخنا فلا يلم تبيانه البيان وهو العالم الأجل العبقري لم تشهد الجزيرة إلا النادر من أمثاله في ذكائه ونبوغه وفطنته وفهمه ).
مؤلفاته :
قال الشيخ البسام: ( مؤلفاته رسائل ليست على قدر علمه ومقامه ، فهو من العلماء اللذين يرون الاكتفاء بما سطره العلماء السابقون في أسفارهم ولكنه كتب رسائل يرى أن الحاجة داعية إلى تحريرها ) مع انصرافه التام للتعليم والتدريس وقضاء حوائج الناس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومن مؤلفاته :
- الدعوة إلى الجهاد في الكتب والسنة .
- كمال الشريعة وشمولها لكل ما يحتاجه البشر.
- دفاع عن الإسلام واشتراكية حرام.
- حكم اللحوم المستوردة وذبائح أهل الكتاب.
- هداية الناسك إلى أهم المناسك.
- الإبداع في شرح خطبة حجة الوداع .
- تبيان الأدلة في إثبات الأهلة .
- تنبيهات على أن جدة ليست ميقاتا.
- إيضاح ما توهمه صاحب اليسر في يسره من تجويز ذبح دم التمتع قبل وقت نحره.
- غاية المقصود في التنبيه على أوهام ن محمود.
- نقد نظام العمل والعمال.
- رسالة في حكم التلفزيون.
- الرسائل الحسان في نصائح الإخوان.(مجموع مقالات)
- توجيهات إسلامية.
- رسائل موجهة إلى المعلمين.
- رسائل موجهة إلى العلماء.
- رسالة في التوحيد.
- فتاوى برنامج نور على الدرب (مجلد) جمع عمر بن محمد بن قاسم.
قال القاضي : ( وله ندوات في وسائل الإعلام المقروء والمسموع ونشاط في الإفتاء منقطع النظير ).
من طرائف أقضيتة :
عندما كان قاضيا في بريدة ، فقدت إحدى الأسر طفلها الصغير وبحثت عنه دون جدوى ، وبعد سنوات كان والده يتجول في سوق الغنم حسب عادته اليومية فأبصر غلاما مميزا فوقر في نفسه انه ابنه فتقدم اليه وضمه ويقول ولدي فزجره صاحب الغنم وهو من البادية ودفعه وهو يقول له هذا ابني وليس ابنك فتنازعا وطال بينهما الكلام ورفع أمرهم للشيخ عبدالله بن حميد فقال للرجلين أعطوني الولد واذهبا وفي الغد احضرا في مجلس القضاء وأخذ الولد وبعثه إلى بيته وأولاده وعندما جلس معا على العشاء قال الشيخ للولد : ماذا يسمونك أهلك يا غلام فقال له على البديهة يسمونني (الحضري)فضحك الشيخ وسكت ، وفي الصباح استقر البدوي فأقر بالحقيقة ، قال أخذناه من البلدة قبل عدة سنوات فاستلم الوالد ولده ونال الأعرابي عقابه .(من أفواه الرواة ، بتصرف).
ويقول د. أحمد بن حميد : لما تولى والدي القضاء في شقراء جاءه احد رجال البلدة وقال له : إني رأيت البارحة على ضوء القمر جاري يتسور بيتي ، فقال له الشيخ تعال به غدا وسأنهرك وأغلظ عليك فاصبر ولا تتضايق فأجابه سمعا وطاعة ، وفي الصباح جاء إلى مجلس القضاء ومعه جاره فادعى بدعواه في الأمس فزجره الشيخ وقال له ألا تستحي على نفسك أن تتهم جارك بهذا السوء فجارك نيته طيبة ، ضاق صدره في منزله فتسور بيتك لكي يتعلل معك ويستأنس بالحديث فقال : هذا ما حدث يا شيخ ما جئت إلا لهذا الغرض ، فأقر دون أن يفطن للحيلة التي بيتها له الشيخ فكان أن نال عقابه الذي يستحقة .(من أفواه الرواة – بتصرف يسير ).
من ذكاءه ودهاءه وقوته ودقته وفطنته : انه حينما تولى رئاسة مجلس القضاء الأعلى مرت به اقضيه كانت قد حكم بها في القصيم قبل ثلاثين عاما ، فلما كان القارئ يقرأ عليه الصك الذي دونت فيه القضية إذ هو يمر بعبارة فيها تحريف فما كان من الشيخ إلا أن سبح الله واسترجع وقال : سبحان الله لقد قلت لهم في حينه أن يصلوحها بصيغة كذا فسامحهم الله ألم يصلحوها ، فانظر كيف كان الشيخ مستحضرا للقضية برمتها وبعباراتها وألفاظها.(من أعلامنا ).
قال د.عبد العزيز الخويطر: ( لعل المستمعين يذكرون برنامجا في الإذاعة ، يفتي فيه الشيخ عبدالله بن حميد رحمه الله ويرد على بعض المفتين فكان المذيع يذكر اسم السائل كاملا واسم بلدته ثم يتلوا السؤال وعند الرد يوجه الشيخ الرد على الشخص ذاكرا اسمه واسم والده وجده و بلدته وسؤاله كاملا قبل أن يبدأ بالفتوى وكنا نندهش نحن المستمعين من مقدرته عليه رحمه الله ..إلى أن قال : ونكتفي بمحاولة استيعاب المعنى وإذا تعددت أقسام السؤال فقد ننسى بعضا منها وهو رحمه الله لاينسى ).
فمن تلاميذه وطلابه على سبيل المثال لا الحصر: الشيخ عبد العزيز بن صالح (إمام المسجد النبوي)،الشيخ محمد بن عودة السعوي (رئيس تعليم البنات سابقا)،الشيخ محمد بن سبيل (إمام المسجد الحرام) ، الشيخ صالح اللحيدان (رئيس مجلس القضاء الأعلى)، الشيخ عبدالله التركي (وزير الشئون الإسلامية سابقا وأمين رابطة العالم الإسلامي) ،الشيخ صالح الفوزان (عضو الإفتاء)، الشيخ صالح الخريصي(رئيس محاكم القصيم)،الشيخ محمد العبودي (أمين رابطة العالم الإسلامي المساعد)،الشيخ حمود التويجري (صاحب المؤلفات المشهورة)،الشيخ صالح الاطرم(عضو هيئة كبار العلماء سابقا)،الشيخ صالح بن غصون(عضو الإفتاء)،الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ (مفتي المملكة حاليا)،الشيخ صالح البليهي (صاحب كتاب السلسيبل) و الشيخ عبدالله الدويش (المحدث المشهور) والشيخ صالح السدلان ، وغيرهم كثير.
وفاته :
أصيب بمرض عضال في منتصف عام 1401هـ سافر من اجله إلى أمريكا وأجريت له عمليات ولكن المرض الخبيث يزداد معه فأدخل مستشفى القوات المسلحة في الطائف وبقي فيه حتى وافاه أجله فيه وذلك يوم الأربعاء 20/12/1402هـ وصلي عليه بالمسجد الحرام ودفن بمقبرة العدل بمكة المكرمة وحضر الصلاة وتشييعه أمم عظيمة يتقدمهم العلماء والأمراء والأعيان وصار مشهدا عظيما وشعر االناس بفراغ كبير بعده، فانعكس ذلك على حزن عميق ، ومصاب كبير .فرحمه الله تعالى.
عقبه : ترك عددا من الأولاد والبنات ومن اشهر أبناءه : د.صالح (رئيس مجلس الشورى) ود.احمد (عميد كلية الشريعة بجامعة ام القرى) والشيخ إبراهيم (مدرس في دار الحديث بمكة ).وقد رثي بمراث كثيره كقصيدة للشيخ محمد بن سبيل والشيخ احمد الغنام وغيرهم.
رحم الله مشايخنا رحمة واسعة
وبالله التوفيق
منقول
للحصول على شروح للشيخ رحمه الله-اضغط هنا-