إعـــــــلان

تقليص
1 من 3 < >

تحميل التطبيق الرسمي لموسوعة الآجري

2 من 3 < >

الإبلاغ عن مشكلة في المنتدى

تساعدنا البلاغات الواردة من الأعضاء على منتدى الآجري في تحديد المشكلات وإصلاحها في حالة توقف شيء ما عن العمل بشكل صحيح.
ونحن نقدّر الوقت الذي تستغرقه لتزويدنا بالمعلومات عبر مراسلتنا على بريد الموقع ajurryadmin@gmail.com
3 من 3 < >

فهرسة جميع الشروح المتوفرة على شبكة الإمام الآجري [مبوبة على حسب الفنون] أدخل يا طالب العلم وانهل من مكتبتك العلمية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه - وعلى آله ومن ولاه وبعد :

فرغبة منا في تيسير العلم واشاعته بين طلابه سعينا لتوفير جميع المتون وشروحها المهمة لتكوين طلبة العلم ، وقد قطعنا شوطا لابأس به في ذلك ولله الحمد والمنة وحده ، إلا أنه إلى الآن يعاني بعض الأعضاء والزوار من بعض الصعوبات في الوصول للشروح والمتون المرادة لتداخل الشروح أو لقلة الخبرة التقنية .

من أجل هذا وذاك جاء هذا الموضوع ليكون موضوعا مرجعا جامعا مرتبا بإذن الله لكل المواد العلمية الموضوعة حاليا في شبكتنا ومرتبا على حسب أبواب الفنون العلمية (العقيدة، الفقه، الحديث،...)وسنحاول أيضا ترتيبها على مستويات الطلب (المبتدئ ، المتوسط ، المنتهي) سيتم تحديثه تبعا بعد إضافة أي شرح جديد .

من هـــــــــــنا
شاهد أكثر
شاهد أقل

حقيقة الغزو الفرنسي للجزائر و بعض آثاره. للشيخ عمر الحاج مسعود الجزائري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حقيقة الغزو الفرنسي للجزائر و بعض آثاره. للشيخ عمر الحاج مسعود الجزائري

    " حقيقة الغزو الفرنسي للجزائر و بعض آثاره "




    بقلم الشيخ الفاضل :


    عمر الحاج مسعود الجزائري


    - حفظه الله و رعاه -





    دامت الحروب الصليبية قرنين إلا ثماني سنوات ، يوقد نارها و يشعل فتيلها و يدعو إليها الباباوات و يحرضون ملوك أوربا و شعوبها على قتال المسلمين ، و تخليص الأرض المقدسة من أيديهم و يباركون المجازر التي يقوم بها الإفرنج ، و يحتفلون – بكل قوة و نشاط – بسقوط أرض الإسلام في أيديهم .

    جاء في تاريخ الباباوات موقف البابا كاليستيوس الثالث الذي ارتقى كرسي البابوية و هو في سن الثمانين ، و مع ذلك لم يكن له هم إلا إثارة النصارى على المسلمين ، و في سنة 1456م بنى أسطولا بحريا خمسا و عشرين سفينة حربية و دعا ملوك النصارى للالتحاق به و شن الغارات على بلاد الإسلام (1) .

    لا يهدأ لهؤلاء بال ، و لا يحلو لهم حال إلا إذا حاربوا الإسلام و فتكوا بأهله كلما أطفئت لهم نار أوقدوا أختها ، و كلما فشلت لهم خطة هيئوا مثليها .

    و من نافلة القول : إن العدوان على الجزائر كان حلقة من حلقات تلك الحروب ، فهدف فرنسا كان – أولا و قبل كل شيء – محاربة الإسلام و أهله و إدخالهم في النصرانية لتضمن أمنها و استقرارها ، و تثبت بقاءها و سيطرتها ، لأن المسلمين ظلوا يطاردونها ، و يحاصرونها و يضايقون تجارها .

    لقد جاء الاستعمار بحده و حديده و أقبل بخيله و رجله ، حاملا العقائد النصرانية و التقاليد الأوربية ، محاولا زعزعة عقيدة الجزائريين و أخلاقهم ، جاهدا في طمس عروبتهم و أصالتهم ، ساعيا في تقويض شخصيتهم و وحدتهم و لم يزل هذا دأبه و سعيه منذ وطئت قدمه هذا البلد الطيب و صدق الله إذ يقول : { و لن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم }[ البقرة : 120 ] ، { و لا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا }[ البقرة : 217 ] .

    يقول محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله : " جاء الاستعمار الدنس الجزائر يحمل السيف و الصليب ، ذاك للتمكن و هذا للتمكين " (2) ، و قال : " احتلال فرنسا للجزائر كان حلقة من الصليبية الأولى و لا غرابة في ذلك ... " (3) .

    و الدليل على ما ذكرنا :

    1– بناء الكنائس ، و تخريب المساجد و هدمها و تحويل بعضها كنائس ، لقد شيدت فرنسا كنيسة كبيرة تطل على البحر المعروفة باسم " السيدة الإفريقية " و حولت مسجد " كتشاوة " كنيسة و بارك البابا هذا العمل ، قال الإبراهيمي : " حولت بعض المساجد الكبرى كنائس و عمرتها برجال الكنيسة المسيحيين ... و ناهيك بمسجد كتشاوة العظيم الذي صيرته كاتدرائية عظمى في العاصمة " (4) .

    2 – تشجيع نابليون الثالث النشاط النصراني و تعيينه الكردينال لافيجري رئيسا للنصارى في الجزائر ، فنشط وسط الفقراء و الأطفال و النساء ، و بلغت جهوده أصقاع الصحراء .

    و في برنامجه التنصيري : " علينا أن نجعل من الأرض الجزائرية مهدا لدولة عظيمة مسيحية أعني بذلك فرنسا أخرى يسودها الإنجيل دينا و عقيدة " (5) .

    3 – تكوين لافيجري فرقة الآباء و الاخوات البيض ( péres blancs ) لتنصير الجزائريين ، و كان نشاطها يرتكز على التعليم و التطبيب و الخدمات الاجتماعية .

    4 – تخريب المدارس العربية الإسلامية .

    5 – استقدام عدد كبير من الرهبان و المعلمين و الأطباء ، فالراهب ينشر النصرانية و يشكك المسلمين في عقيدتهم ، و المعلم يفسد العقول و يبعد الأمة عن لغتها و يشوه التاريخ و يزهد في الدين ، و الطبيب يداوي علة بعلل ، و يقتل جرثومة بجراثيم (6) .

    6 – محاربة اللغة العربية ، لأنها لغة القرآن و لسان الأمة ، يقول مصطفى صادق الرافعي : " و لغة الأمة هي الهدف الأول للمستعمرين ، فلن يتحول الشعب أول ما يتحول إلا من لغته ... " (7) .

    و قال الحاكم الفرنسي للجزائر في الاحتفال بمرور مائة سنة على الاحتلال : " إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرؤون القرآن ، و يتكلمون بالعربية ، فيجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم ، و نقتلع اللسان العربي من ألسنتهم " ( .

    يقولون هذا ، لأن اللغة كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : " من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون " (9) .

    7 – محاربة الوحدة الإسلامية التي تجمع بين العرب و البربر ، فزرع الاستعمار الخلاف و الشقاق بينهم و شحن أدمغة البربر بأنهم هم الأصليون في هذه الأرض ، و أن العرب ظلموهم و غصبوهم أرضهم (10) .

    هذه بعض الأدلة التي تجعلنا موقنين بأن احتلال الجزائر – كما يقول الإبراهيمي - : " إنما هو قرن من الصليبية نجم ، لا جيش من الفرنسيين هجم " (11) .

    و لا أدل على هذا من تصريح قادته و اعترافهم – و الاعتراف سيد الأدلة - ، قال خطيب في الاحتفال بمرور مائة سنة من احتلال الجزائر : " ليس الداعي الأكبر لهذه المهرجانات هو الاحتفال بمرور مائة سنة على احتلالنا للجزائر ... و لكن الباعث الأعظم على هذا هو أننا دعوناكم لتمشوا معنا في جنازة الإسلام بالجزائر " (12) .

    ثم إن الله جل و علا سخر رجالا من أبناء هذه الأمة ردوا عدوانه ، و كشفوا ضلاله ، و زيفوا بهرجه ، و على رأسهم " جمعية العلماء المسلمين الجزائريين " ، فكانوا يواجهون مخططاته كل حين ، و يجاهدونه صادقين ، فخرج من الجزائر ذليلا حقيرا ، و طرد منها خاسئا حسيرا ، لكنه خلف وراءه ركاما من العقائد الباطلة و الأخلاق القبيحة و العادات الفاسدة المخالفة للدين و الخرافات المضحكة التي لا يؤمن بها إلا الأغبياء و المجانين ، قال الإبراهيمي في أول صلاة جمعة بعد الاستقلال بمسجد " كتشاوة" التي أقيمت في اليوم الخامس من شهر جمادى الثانية سنة 1382 ه الموافق ل 2 / 11 / 1962م ، و هي خطبة مشهودة حضرها أركان الدولة و غيرهم : " يا معشر الجزائريين ! إن الاستعمار كالشيطان الذي قال فيه نبينا صلى الله عليه و سلم : ( إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه ، و لكنه رضي أن يطاع فيما دون ذلك ) ، فهو قد خرج من أرضكم هذه ، و لكنه لم يخرج من مصالح أرضكم ، و لم يخرج من ألسنتكم ، و لم يخرج من قلوب بعضكم ، فلا تعاملوه إلا فيما اضطررتم إليه ، و ما أبيح للضرورة يقدر بقدرها "(13)

    و في هذه المقالة بيان و توضيح لبعض ما خلفه الغزو الصليبي ، أذكره نصحا للمسلمين و تنبيها للغافلين و حجة على المعاندين ، و بيانا للأصل العظيم من أصول هذا الدين ، و هو ترك التشبه بالكفار و المشركين ، قال الله عز و جل : { ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها و لا تتبع أهواء الذين لا يعلمون }[ الجاثية : 4 ] ، و أهواؤهم ما هم عليه من الهوى و الابتداع و الباطل ، و قال النبي صلى الله عليه و سلم : " من تشبه بقوم فهو منهم " (14) ، و اتفق أهل العلم – في الجملة – على أنه لا يجوز للمسلم أن يتشبه بالكافرين في لباسهم و هيئتهم و عبادتهم و أخلاقهم ، مع وقوع الخلاف في بعض المسائل (15) .

    جاء في الشروط التي وضعها عمر رضي الله عنه لأهل الذمة و اتفق عليها الصحابة و الأئمة بعدهم – في الجملة - : " و أن نوقر المسلمين ... ، و لا نتشبه بهم في شيء من لباسهم ... ، و لا نتكلم بكلامهم ... ، و لا ننقش خواتيمنا بالعربية ... " (16) .

    و هذا التمييز يقتضي ترك التشبه بأعداء الله من اليهود و النصارى و المشركين .

    * أمثلة لما خلفه الغزو الصليبي :

    1 – اللغة :

    حارب الاستعمار اللغة العربية و حاصر تعليمها و شجع اللهجة العامية و نشر اللغة الأجنبية ، فغابت لغة القرآن ، إلا قليلا.

    عمل الغزو الصليبي عمله ، و فرض شعاره ، و جرت على الألسنة لغته و تعلق الناس بها و بأهلها ، و صارت بعض الأشياء لا تعرف إلا بها ، مثل : " سربيتة " منشفة ، " لاري " محطة ، " فرملي " ممرض ، " شورت " تبان ، " طابلة " طاولة ، " ليكول " مدرسة .

    فصارت اللغة الفرنسية – و لا تزال – هي الغالبة في المستشفيات و المصانع و المحلات ، و اللوحات و الشعارات و الإعلانات ، و إنك لتمر بشارع – و هذا بعد مرور أكثر من أربعة عقود على الاستقلال – فترى أغلب – و ربما كل – لوحات محلاته مرقومة بالفرنسية ، و ربما كتبت تحتها العربية .

    و هكذا تعظم الأشياء – عند الكثير من المنهزمين – إذا سميت باللغة الأجنبية .

    2 – التأريخ :

    لكل أمة تاريخ ترتبط و تعتز به ، و يعتبر شعارا لها ، و جزء من مقوماتها و قد اتفق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب مع الصحابة رضي الله عنهم على أن يكون التاريخ الإسلامي من عام الهجرة النبوية دون أن يحدثوا احتفالا أو عيدا ، فقال لهم بعد المشاورة : " الهجرة فرقت بين الحق و الباطل فأرّخوا بها " ، و ذلك سنة سبع عشرة (17) .

    و هذا توفيق من الله العزيز الوهاب للمحدث الملهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فالشهر الهجري مرتبط بالهلال الذي تعرف به كثير من الأحكام الشرعية مثل الصيام و الحج و العيد و عدة الطلاق و غير ذلك ، قال الله تعالى : { يسالونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس و الحج }[ البقرة : 189 ] .

    إن معرفة هذا التاريخ و الاعتماد عليه اقتداء بعمل السلف الصالح ، و اعتزاز بثوابت الأمة ، و قد حارب الاحتلال الصليبي هذا و فرض تأريخه الميلادي الدال على عقائد و معان ، فصار أكثر الجزائريين إلى اليوم لا يحسبون بالتاريخ الهجري ، و لا يعتمدونه ، و هذا انهزام و هوان ، قال الشيخ أبو يعلى الزواوي رحمه الله " ... و من الجهل و الغفلة ، بل من العار و الشنار أن يؤرخ عربي مسلم بتاريخ جوان و جويليت و حزيران و أغسطس و بشنس و هلم جرا ، و بالميلاد المنسوخ بالهجرة ، فيترك الناسخ و يجعل الهجرة مهجورة و العياذ بالله ... " (1 .

    3 – الاحتفال بعيد ميلاد المسيح عليه السلام :

    هذا العيد ابتدعه النصارى و أحدثوا فيه أنواعا من الشرك و البدع ، و شربوا فيه الخمر و أكلوا الخنزير ، و جعلوه جزءا من عقيدتهم و شعيرة من شعائرهم ، و هذا من أهوائهم و ضلالاتهم التي نهينا عن اتباعها ، قال عز و جل : { ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها و لا تتبع أهواء الذين لا يعلمون }[ الجاثية : 18 ] .

    لكن ، وبكل أسف تشبه المسلمون بهؤلاء النصارى فاحتفلوا بعيدهم و فرحوا به و جعلوه مناسبة للراحة و باعوا و اشتروا و أهدوا فيه الدجاج و الديك الرومي و الزهور و الحلويات و كعكة الميلاد ، و كتبوا على الرسائل و البطاقات : "عيد سعيد".

    كما صاروا يحتفلون بأيام ميلادهم و ميلاد أبنائهم ، و منهم من لم يكتف بذلك ، بل أضافوا إليه الاختلاط و الفجور ، و شرب الخمور ، تقليدا لأعداء الله ، و الله المستعان .

    4 – اللباس و الزينة :

    إن العدو المتسلط على بلاد المسلمين يستعمل جميع الوسائل و يسلك كل الطرق لتغيير الأسماء و تبديل الأزياء ، و لهذا لما استولى النصارى على الأندلس أجبروا المسلمين على تغيير أسمائهم و لباسهم ، و منعوهم حتى من دخول الحمامات ، و كذلك فعل مصطفى كمال أتاتورك بمسلمي تركيا و أجبرهم على لبس البرنيطة .

    من الأمور التي خلفها الغزو الصليبي في هذا الباب :

    - حلق اللحية :

    اللحية خصلة رجولة ، و علامة فحولة ، و قد جاءت النصوص النبوية آمرة بإعفائها و توفيرها حفاظا على الفطرة ، و اتباعا لهدي سيد المرسلين و مخالفة لعمل المشركين ، قال صلى الله عليه و سلم : " خالفوا المشركين ، وفروا اللحى ، و أحفوا الشوارب " (19) ، و قال : " أعفوا اللحى ، و خذوا الشوارب ، و غيروا شيبكم و لا تشبهوا باليهود و النصارى " (20) .

    إن الكفار يحرصون على حلقها ابتغاء الحسن و البهاء ، و يعتنون باستئصالها طلبا للجمال و النقاء ، و قلدهم في هذا الكثير من المسلمين جهلا و اغترارا حتى وصل الأمر ببعضهم إلى الاستهزاء بها ، و محاربة أهلها و معاداتهم ، تقليدا للكفار و إرضاءا للفجار .

    - لبس البنطلون :

    كان المسلمون يلبسون السراويلات (21) العريضة الفضفاضة ، أما البنطلون – و هو اسم للسراويل الإفرنجية – فقد اشتهر به الكفار من النصارى و غيرهم ، و عنهم أخذه المسلمون حتى صار مألوفا مع ما فيه – و بخاصة إذا كان ضيقا – من المنافاة للحياء و الحشمة حيث يحدد العورة و يشخص السوأة .

    قال الألباني رحمه الله : " البنطلون فيه مصيبتان :

    المصيبة الأولى : هي أن لابسه يتشبه بالكفار ، و المسلمون يلبسون السراويل الواسعة الفضفاضة ... ، فما عرف المسلمون البنطلون إلا حين استعمروا ...

    المصيبة الثانية : هي أن البنطلون يحجم العورة " (22) .

    - لبس البرنيطة :

    غطاء الرأس عند المسلمين هو العمامة أو الطاقية أو القلنسوة و نحو ذلك ، أما البرنيطة " البريطة " فهي غطاء الرأس عند الإفرنج ، جمعها برانيط (23) .

    و هي من لباس الكفار و زيهم الخاص ، و قد ألزم أتاتورك المسلمين الأتراك بلبسها حتى صارت مألوفة (24) .
    و قلد بعض المسلمين – و لا يزالون – الكفار في هذا اللباس و افتخروا به ، و هجروا ما شرع لهم من الطاقية و نحوها .

    قال أحمد شاكر رحمه الله منكرا هذا اللباس : " و أظهر مظهر يريدون أن يضربوه على المسلمين هو غطاء الرأس الذي يسمونه " القبعة " " البرنيطة " و تعللوا لها بالأعاليل و الأباطيل ... " (25).

    - لبس الدبلة ( L'alliance ) :

    وهي خاتم من ذهب أو فضة من غير فص يلبس علامة على الخطوبة و الزواج ، و هي بدعة محدثة للرجال و النساء ، لأنها من عادات النصارى و شعاراتهم في الزواج .

    و يرجع ذلك إلى عادة قديمة لهم عندما كان يضع العروس الخاتم على رأس إبهام العروس اليسرى ، و يقول : باسم الأب ، فعلى رأس السبابة و يقول : باسم الابن ، فعلى رأس الوسطى يقول : باسم روح القدس ، و أخيرا يضعه في البنصر حيث يستقر، و يقول : آمين (26) .

    و قد يعتقد أن لبسها سبب لدوام المحبة و المودة بين الزوجين ، و هذا من التولة و هي نوع من الشرك ، قال النبي صلى الله عليه و سلم : " إن الرقى و التمائم و التولة شرك " (27) .

    و التولة ما يحبب المرأة إلى زوجها من السحر و غيره (2 .

    فيكون في الدبلة محظوران :

    الأول : تشبه بأعداء الله النصارى .

    الثاني : اعتقاد سبب للمحبة و المودة لم يجعله الله سببا لا قدرا و لا شرعا (29) .

    و قد تسربت هذه العادة السيئة إلى بيوت المسلمين و لم ينج منها إلا من رحم الله رب العالمين .

    و آثار الغزو الصليبي لبلاد المسلمين – و منها الجزائر - كثيرة جدا ، و قد اكتفيت في هذا البحث بالتمثيل ، و الله الهادي إلى سواء السبيل .

    و صلى الله و سلم على عبده و رسوله محمد و على آله و صحبه أجمعين .








    ********************

    (1) انظر : " التعصب الأوربي " لشكيب أرسلان (3/217).
    (2) " الآثار " (3/80) .
    (3) " الآثار " (3/163) .
    (4) " الآثار " (3/163) .
    (5) انظر : كتاب " فرنسا و الأطروحة البربرية في الجزائر " أحمد بن نعمان (ص92) .
    (6) انظر : " آثار الإبراهيمي " (3/96 – 99) .
    (7) " وحي القلم " (3/33) .
    ( انظر : " قوى الشر المتحالفة " لمحمد الدهان (ص23) .
    (9) " اقتضاء الصراط المستقيم " (203) .
    (10) انظر : " الجزائر و قبائل البربر " لشكيب أرسلان ، مع كتاب " حاضر العالم الإسلامي " (2/180) .
    (11) " الآثار " (3/164) .
    (12) " آثار الإبراهيمي " (5/146) .
    (13) " الآثار " (5/30 .
    (14) أخرجه أحمد (5115) ، و صححه الألباني في " الإرواء " (1269) .
    (15) " اقتضاء الصراط المستقيم " لابن تيمية (ص121 – 133 – 141) ، " التعليق على المسند " لأحمد شاكر (10/19) .
    (16) أخرجه البيهقي (9/202) ، و انظر : " اقتضاء الصراط المستقيم " لابن تيمية (ص121) ، و " أحكام أهل الذمة " لابن القيم (2/657) .
    (17) انظر : " فتح الباري " لابن حجر (7/26 .
    (1 " الثمرة الأولى لجمعية الطلبة الجزائريين الزيتونيين " (41 – 42) ، و انظر : " فتاوى مهمة " للشيخ الفوزان ، " المنتقى " (1/257) .
    (19) أخرجه البخاري (5892) و مسلم (259) .
    (20) أخرجه أحمد (8657) و إسناده حسن ، انظر : " جلباب المرأة المسلمة " للألباني (ص189) .
    (21) السراويلات : جمع مفرده سراويل يذكر و يؤنث . " الصحاح " للجوهري (5/1729) .
    (22) انظر : " القول المبين " لمشهور حسن سلمان (ص20).
    (23) " المعجم الوسيط " (1/53) .
    (24) " فتاوى محمد بن إبراهيم " (4/76) ، و انظر : " لباس الرجل " لناصر الغامدي (1/282) .
    (25) " التعليق على المسند " (10/19) .
    (26) " آداب الزفاف " للألباني (ص213) .
    (27) أخرجه أحمد (3615) و أبو داود (3383) ، و صححه الألباني في " الصحيحة " (331) .
    (2 " النهاية في غريب الحديث " لابن الأثير (1/200) .
    (29) " فتاوى محمد بن إبراهيم " (4/89 – 91) ، " فتاوى اللجنة الدائمة " (19/147) ، " القول المفيد " للشيخ ابن عثيمين (1/181) .

    منقول
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبيد الله الوهراني; الساعة 14-Dec-2009, 03:18 PM. سبب آخر: تم تعديل العنوان..أرجو أن تذكر اسم الشيخ صاحب المادة في العنوان
يعمل...
X