الحمد لله والصلاة والسلام على رسول وعلى آله وصحبه وسلم ،أما بعد:
ففي موطأ مالك - رواية يحيى الليثي (1626) -وحدثني عن مالك عن مسلم بن أبي مريم عن أبي صالح عن أبي هريرة انه قال :نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وريحها يوجد من مسيرة خمسمائة سنة
أقول :وهذا إسناد صحيح جدا الى ابي هريرة وله حكم المرفوع الى النبي صلى الله عليه وسلم إذ هو لا يقال بالرأي قال الحافظ ابن عبد البر في التمهيد (13/202):((هَكَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ يَحْيَى مَوْقُوفًا مِنْ قَوْلِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَكَذَلِكَ هُوَ فِي الْمُوَطَّأِ عِنْدَ جَمِيعِ رُوَاتِهِ إِلَّا ابْنَ نَافِعٍ فَإِنَّهُ رَوَاهُ عَنْ مَالِكٍ بِإِسْنَادِهِ هَذَا مَرْفُوعًا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعْلُومٌ أَنَّ هَذَا لَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ مِنْ رَأْيِ أَبِي هُرَيْرَةَ لِأَنَّ مِثْلَ هَذَا لَا يُدْرَكُ بِالرَّأْيِ وَمُحَالٌ أَنْ يَقُولَ أَبُو هُرَيْرَةَ مِنْ رَأْيِهِ لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَيُوجَدُ رِيحُ الْجَنَّةِ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَمِثْلُ هَذَا لَا يُعْلَمُ رَأْيًا وَإِنَّمَا يَكُونُ تَوْقِيفًا مِمَّنْ لَا يُدْفَعُ عَنْ عِلْمِ الْغَيْبِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)) .
وقد قال الإمام مسلم في صحيحه( 2128 ) حدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال
وقد قال الإمام مسلم في صحيحه( 2128 ) حدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا )
أقول :وكلا الحديثين صحيحين فابو هريرة يرويه تارة موقوف وتارة يرفعه لكن الذين رووا الموقوف أحفظ لذا حفظوا لنا جملة عزيزة "وريحها يوجد من مسيرة خمسمائة سنة ".
وهذا اقصى ما ورد من مسافة في ريح الجنة -فيما أعلم- وما ورد بان ريحها يوجد أقل من ذلك (كأربعين عام) فلعل المراد ان الريح وان كانت توجد عند بعد أربعين عاما فانها لا تنقطع بعد هذه المسافة وإنما ذكرت الاربعين من باب التكثير أو أن الامر يختلف باختلاف الاشخاص والله أعلم.
ونسأل الله أن يمن علينا وعليكم بدخول الجنة أنه هو المنان الكريم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.