إذا أحب العبد لقاء الله أحب الله لقاءه
لفقيد الأمة الإسلامية العلامة زيد بن محمد هادي المدخلي
مَالِكٌ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا أَحَبَّ عَبْدِي لِقَائِي أَحْبَبْتُ لِقَاءَهُ وَإِذَا كَرِهَ لِقَائِي كَرِهْتُ لِقَاءَهُ.
التّفريغ
(مالك) عن أبي الزِّناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «قَالَ الله تبارك وتَعَالَى: إذَا أحَبَّ عَبْدِي لَقِاَئِي أحْبَبْتُ لِقَاءَهُ وإذَا كَرِهَ لِقَاَئِي كَرِهْتُ لِقَاءَهُ»[البخاري: 7504(كتاب التّوحيد)، مسلم: 6826 بنحوه(كتاب الذِّكر والدُّعاء والتّوبة والاستِغفار)، الموطأ: كتاب الجنائز 19/ باب جامع الجنائز 19، أحمد: 9410].
◄ وهذا خاصٌّ بوقتِ الاحتِضار، قُربِ الأجَلِ، يكون المُؤمنُ في سُرور، تُبشِّرُهُ المَلائكةُ، تنزِلُ عليه وتُبشِّرُهُ؛ فيُحبُّ لِقاءَ الله، وليس مُراد ذلك في حال الصِّحّة والاختِيار، فقد قالتْ أمُّ المُؤمِنِين عائشة رضي اللهُ عنها: كُلُّنا نكرهُ الموتَ، قال: ليس الأمرُ ذلك، وإنّما هو وقت الاحتِضار، مَن أحبَّ لِقاءَ الله في ذلك الوقت؛ أحبَّ اللهُ لِقاءَه.
والمُؤمِنُ يُحبُّ لِقاءَ الله في ذلك الوقت لِما يرى مِن الخير ويسمع مِن البشائر، الّّذين قال اللهُ عزَّ وجلَّ فيهم: ﴿ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ ﴾[الآية، فصلت:30]؛ فهذا مِمّا يجعله يُحبُّ لِقاءَ الله.
وأمّا أهل الإجرام فإنّهم في هذه الحالة لا يُحبُّون لِقاءَ الله؛ لأنّهم لا يُبشَّرون إلاّ بالعذابِ والعُقوبات البرزخيّة والأُخرويّة، فهو لا يُحبُّ لِقاءَ الله بل يكرَهُ ذلك، والله يكرَهُ لِقاءه؛ وما ذلك إلاّ لأنّ الجزاء عند الله مِن جِنس العمل.
فمَن تزوّد مِن صالِح الأعمال واستمرَّ على ذلك؛ فإنّ اللهَ يُثبِّتُهُ، والملائِكةُ تنزِلُ عليه في كُلِّ وقتٍ مِن الأوقات الضَّيِّقة الحرِجة، وأحوج الأوقات عند الاحتِضار؛ فيُحمل الحديث على هذا الوقت، نعم.
ــــــــــــــــــ
قال الشَّيخُ العلاّمة محمّد بن هادي المدخليّ حفظه الله بعد الفراغ مِن دفن الشَّيخِ العلاّمة زيد بن هادي المدخليّ رحمه الله تعالى: كان آخر حديث شرحهُ الشَّيخُ زيد رحمه الله يوم الإثنين «مَن أحبَّ لِقاءَ الله أحبَّ اللهُ لِقاءَه»
◄ وهذا خاصٌّ بوقتِ الاحتِضار، قُربِ الأجَلِ، يكون المُؤمنُ في سُرور، تُبشِّرُهُ المَلائكةُ، تنزِلُ عليه وتُبشِّرُهُ؛ فيُحبُّ لِقاءَ الله، وليس مُراد ذلك في حال الصِّحّة والاختِيار، فقد قالتْ أمُّ المُؤمِنِين عائشة رضي اللهُ عنها: كُلُّنا نكرهُ الموتَ، قال: ليس الأمرُ ذلك، وإنّما هو وقت الاحتِضار، مَن أحبَّ لِقاءَ الله في ذلك الوقت؛ أحبَّ اللهُ لِقاءَه.
والمُؤمِنُ يُحبُّ لِقاءَ الله في ذلك الوقت لِما يرى مِن الخير ويسمع مِن البشائر، الّّذين قال اللهُ عزَّ وجلَّ فيهم: ﴿ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ ﴾[الآية، فصلت:30]؛ فهذا مِمّا يجعله يُحبُّ لِقاءَ الله.
وأمّا أهل الإجرام فإنّهم في هذه الحالة لا يُحبُّون لِقاءَ الله؛ لأنّهم لا يُبشَّرون إلاّ بالعذابِ والعُقوبات البرزخيّة والأُخرويّة، فهو لا يُحبُّ لِقاءَ الله بل يكرَهُ ذلك، والله يكرَهُ لِقاءه؛ وما ذلك إلاّ لأنّ الجزاء عند الله مِن جِنس العمل.
فمَن تزوّد مِن صالِح الأعمال واستمرَّ على ذلك؛ فإنّ اللهَ يُثبِّتُهُ، والملائِكةُ تنزِلُ عليه في كُلِّ وقتٍ مِن الأوقات الضَّيِّقة الحرِجة، وأحوج الأوقات عند الاحتِضار؛ فيُحمل الحديث على هذا الوقت، نعم.
ــــــــــــــــــ
قال الشَّيخُ العلاّمة محمّد بن هادي المدخليّ حفظه الله بعد الفراغ مِن دفن الشَّيخِ العلاّمة زيد بن هادي المدخليّ رحمه الله تعالى: كان آخر حديث شرحهُ الشَّيخُ زيد رحمه الله يوم الإثنين «مَن أحبَّ لِقاءَ الله أحبَّ اللهُ لِقاءَه»
تعليق