بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله ربّ العالمين و الصّلاة والسلام على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين، و بعد:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية [1]:" ومن لم يعرف لغة الصحابة التي كانوا يتخاطبون بها و يخاطبهم بها النبيّ عليه الصلاة والسلام، و عادتهم في الكلام و إلاّ حرّف الكلم عن مواضعه، فإنّ كثيرا من الناس ينشأ على اصطلاح قوم و عادتهم في الألفاظ ثم يجد تلك الألفاظ في كلام الله أو رسوله أو الصحابة، فيظنّ أنّ مراد الله أو رسوله أو الصحابة بتلك الألفاظ ما يريده بذلك أهل عادته و اصطلاحه، و يكون مراد الله و رسوله و الصحابة بخلاف ذلك وهذا واقع لطوائف من الناس من أهل الكلام، و اللغة، و النحو، و العامة، وغيرهم".
و قال الذهبي[2] :"أما نحن فطالت علينا الأسانيد و فقدت العبارات المتيقنة".
فلمّا كان الأمر كذلك، رأيت أن أنقل لكم بعض ما دونته من شرح غريب الحديث خلال قراءتي لكتاب "إيقاظ الهمم المنتقى من جامع العلوم و الحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم للحافظ ابن رجب الحنبلي" بقلم أبي أسامة سليم بن عيد الهلالي[3]، كما أرجوا أن ينفع به الطلاب و الحمد لله في البدء و الختام و الدوام.
1-النية[4] :
لغة: نوع من القصد و الإرادة
اصطلاحا: لها معنيان
أ-تمييز العبادات عن بعضها البعض: كتمييز الظهر عن العصر
ب-تمييز المقصود بالعمل لله وحده أم لله و لغيره:
هذا يتعلق بالإخلاص و توابعه و يعبّر عنها بالابتغاء قال الله تعالى:" إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى " سورة الليل الآية 20 و يعبّر عنها بالإرادة قال الله تعالى:" مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ" سورة آل عمران آية 152
2-"الحلال بيّن"[5]: الحلال المحض مثل أكل الطيبات
3-"الحرام البيّن[6]": الحرام المحض مثل اكل الميتة
4-المشتبه[7]: ما اختلف في حلّه و تحريمه إمّا من :
-الأعيان: كالخيل و البغال و الضبّ ومن الأشربة كالنبيذ و من الألبسة كجلود السباع
-من المكاسب: العينة والتورّق
5- استبرأ [8]: طلب البراءة لدينه و عرضه من النقص و الشين.
6-العرض[9]: هو موضع المدح و الذمّ من الإنسان و مايحصل له بذكره بالجميل مدح و بذكره بالقبيح قدح.
7-النصيحة[10]:
قال الخطابي: "النصيحة هي كلمة يعبّر بها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح به"
و قال أصل النصح في اللغة : الخلوص، يقال نصحت العسل إذا خلصته من الشمع
فمعنى النصيحة لله صحة الإعتقاد في وحدانيته و إخلاص النية في عبادته.
و النصيحة لكتابه الإيمان به و العمل بما فيه
و النصيحة لرسوله التصديق بنبوّته و بذل الطاعة له فيما أمر به و نهى عنه.
و النصيحة لعامّة المسلمين إرشادهم إلى مصالحهم.
8-"إنّ الله طيّب[11]":
الطيّب معناه الطاهر أي أنّ الله سبحانه وتعالى مقدّس منزّه عن النقائص و العيوب كلّها قال الله تعالى:" وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ " سورة النور 26 المنزّهون من أدناس الفواحش.
9- الرّيب[12]: القلق و الإضطراب
10-" الرّغبة في الشيئ[13]": هي ميل النفس إليه لاعتقاد نفعه
11- الرّهبة[14]: هي الخوف من الشيئ
12-الشهوة[15]: هي ميل النفس إلى ما يلائمها و تلتذّ به.
13- الغضب[16] : هو غليان دم القلب طلبا لدفع المؤذي عنه خشية وقوعه أو طلبا للانتقام ممن حصل له منه الأذى بعد وقوعه.
14-"لا حول و لا قوّة إلاّ بالله": لا تحوّل للعبد من حال إلى حال و لا قوّة له على ذلك إلاّ بالله.
15-الإستقامة[17]: هي سلوك الصراط المستقيم و هو الدين القويم و يشمل ذلك فعل الطاعات كلّها الظاهرة و الباطنة و ترك المنهيات كلّها كذلك.
16-"احفظ الله[18]": احفظ حدوده و حقوقه، و أوامره ونواهيه، و حفظ ذلك الوقوف عند أوامره بالامتثال و عند نواهيه بالاجتناب و عند حدوده فلا يتجاوز ما أمر به و أذن فيه الى ما نهى عنه.
17- "يحفظك الله[19]": وحفظ الله لعبده يدخل فيه نوعانك
أ-حفظه له في مصالح دنياه؛ كحفظه في بدنه و ولده و أهله و ماله
ب-النوع الثاني من الحفظ و هو أشرف النوعين: حفظ الله للعبد في دينه و إيمانهـ فيحفظه في حياته من الشبهات المضلة، ومن الشهوات المحرّمة، ويحفظ عليه دينه عند موته، فتوفاه على الإيمان.
18- "احفظ الله تجده تجاهك[20]": و في رواية "أمامك": معناه: أنّ من حفظ حدود الله و راعى حقوقه، وجد الله معه في كلّ احواله، حيث توجه، يحوطه و ينصره، ويحفظه و يوفّقه و يسدّده.
-منقول بتصرف من كتاب إيقاظ الهمم المنتقى من جامع العلوم و الحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم للحافظ ابن رجب الحنبلي" بقلم أبي أسامة سليم بن عيد الهلالي-
http://www.multiupload.nl/M3VLPYHHLD ..............يتبع إن شاء الله.
[1] -قاعدة جليلة في التوسل و الوسيلة
[2] -الموقظة للذهبي
[3] -طبعة دار ابن الجوزي
[4] -الحديث الأوّل، صفحة 30
[5] -الحديث السادس، صفحة 97
[6] -الحديث السادس، الصفحة 97
[7] -الحديث السادس، الصفحة 97
[8] -الحديث السادس، الصفحة 103
[9] -الحديث السادس، الصفحة 103
[10] -الحديث السابع، الصفحة 111
[11] -الحديث السابع، الصفحة 111
[12] -الحديث الحادي عشر، الصفحة 146
[13] -الحديث السادس عشر، الصفحة 198
[14] -الحديث السادس عشر، الصفحة 199
[15] -الحديث السادس عشر، الصفحة 199
[16] -الحديث السادس عشر، الصفحة 199
[17] -الحديث الحادي والعشرون، الصفحة 271
[18] -الحديث التاسع عشر، الصفحة 247
[19] -الحديث التاسع عشر، الصفحة 249
[20] -الحديث التاسع عشر، الصفحة 251
الحمد لله ربّ العالمين و الصّلاة والسلام على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين، و بعد:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية [1]:" ومن لم يعرف لغة الصحابة التي كانوا يتخاطبون بها و يخاطبهم بها النبيّ عليه الصلاة والسلام، و عادتهم في الكلام و إلاّ حرّف الكلم عن مواضعه، فإنّ كثيرا من الناس ينشأ على اصطلاح قوم و عادتهم في الألفاظ ثم يجد تلك الألفاظ في كلام الله أو رسوله أو الصحابة، فيظنّ أنّ مراد الله أو رسوله أو الصحابة بتلك الألفاظ ما يريده بذلك أهل عادته و اصطلاحه، و يكون مراد الله و رسوله و الصحابة بخلاف ذلك وهذا واقع لطوائف من الناس من أهل الكلام، و اللغة، و النحو، و العامة، وغيرهم".
و قال الذهبي[2] :"أما نحن فطالت علينا الأسانيد و فقدت العبارات المتيقنة".
فلمّا كان الأمر كذلك، رأيت أن أنقل لكم بعض ما دونته من شرح غريب الحديث خلال قراءتي لكتاب "إيقاظ الهمم المنتقى من جامع العلوم و الحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم للحافظ ابن رجب الحنبلي" بقلم أبي أسامة سليم بن عيد الهلالي[3]، كما أرجوا أن ينفع به الطلاب و الحمد لله في البدء و الختام و الدوام.
1-النية[4] :
لغة: نوع من القصد و الإرادة
اصطلاحا: لها معنيان
أ-تمييز العبادات عن بعضها البعض: كتمييز الظهر عن العصر
ب-تمييز المقصود بالعمل لله وحده أم لله و لغيره:
هذا يتعلق بالإخلاص و توابعه و يعبّر عنها بالابتغاء قال الله تعالى:" إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى " سورة الليل الآية 20 و يعبّر عنها بالإرادة قال الله تعالى:" مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ" سورة آل عمران آية 152
2-"الحلال بيّن"[5]: الحلال المحض مثل أكل الطيبات
3-"الحرام البيّن[6]": الحرام المحض مثل اكل الميتة
4-المشتبه[7]: ما اختلف في حلّه و تحريمه إمّا من :
-الأعيان: كالخيل و البغال و الضبّ ومن الأشربة كالنبيذ و من الألبسة كجلود السباع
-من المكاسب: العينة والتورّق
5- استبرأ [8]: طلب البراءة لدينه و عرضه من النقص و الشين.
6-العرض[9]: هو موضع المدح و الذمّ من الإنسان و مايحصل له بذكره بالجميل مدح و بذكره بالقبيح قدح.
7-النصيحة[10]:
قال الخطابي: "النصيحة هي كلمة يعبّر بها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح به"
و قال أصل النصح في اللغة : الخلوص، يقال نصحت العسل إذا خلصته من الشمع
فمعنى النصيحة لله صحة الإعتقاد في وحدانيته و إخلاص النية في عبادته.
و النصيحة لكتابه الإيمان به و العمل بما فيه
و النصيحة لرسوله التصديق بنبوّته و بذل الطاعة له فيما أمر به و نهى عنه.
و النصيحة لعامّة المسلمين إرشادهم إلى مصالحهم.
8-"إنّ الله طيّب[11]":
الطيّب معناه الطاهر أي أنّ الله سبحانه وتعالى مقدّس منزّه عن النقائص و العيوب كلّها قال الله تعالى:" وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ " سورة النور 26 المنزّهون من أدناس الفواحش.
9- الرّيب[12]: القلق و الإضطراب
10-" الرّغبة في الشيئ[13]": هي ميل النفس إليه لاعتقاد نفعه
11- الرّهبة[14]: هي الخوف من الشيئ
12-الشهوة[15]: هي ميل النفس إلى ما يلائمها و تلتذّ به.
13- الغضب[16] : هو غليان دم القلب طلبا لدفع المؤذي عنه خشية وقوعه أو طلبا للانتقام ممن حصل له منه الأذى بعد وقوعه.
14-"لا حول و لا قوّة إلاّ بالله": لا تحوّل للعبد من حال إلى حال و لا قوّة له على ذلك إلاّ بالله.
15-الإستقامة[17]: هي سلوك الصراط المستقيم و هو الدين القويم و يشمل ذلك فعل الطاعات كلّها الظاهرة و الباطنة و ترك المنهيات كلّها كذلك.
16-"احفظ الله[18]": احفظ حدوده و حقوقه، و أوامره ونواهيه، و حفظ ذلك الوقوف عند أوامره بالامتثال و عند نواهيه بالاجتناب و عند حدوده فلا يتجاوز ما أمر به و أذن فيه الى ما نهى عنه.
17- "يحفظك الله[19]": وحفظ الله لعبده يدخل فيه نوعانك
أ-حفظه له في مصالح دنياه؛ كحفظه في بدنه و ولده و أهله و ماله
ب-النوع الثاني من الحفظ و هو أشرف النوعين: حفظ الله للعبد في دينه و إيمانهـ فيحفظه في حياته من الشبهات المضلة، ومن الشهوات المحرّمة، ويحفظ عليه دينه عند موته، فتوفاه على الإيمان.
18- "احفظ الله تجده تجاهك[20]": و في رواية "أمامك": معناه: أنّ من حفظ حدود الله و راعى حقوقه، وجد الله معه في كلّ احواله، حيث توجه، يحوطه و ينصره، ويحفظه و يوفّقه و يسدّده.
-منقول بتصرف من كتاب إيقاظ الهمم المنتقى من جامع العلوم و الحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم للحافظ ابن رجب الحنبلي" بقلم أبي أسامة سليم بن عيد الهلالي-
http://www.multiupload.nl/M3VLPYHHLD ..............يتبع إن شاء الله.
[1] -قاعدة جليلة في التوسل و الوسيلة
[2] -الموقظة للذهبي
[3] -طبعة دار ابن الجوزي
[4] -الحديث الأوّل، صفحة 30
[5] -الحديث السادس، صفحة 97
[6] -الحديث السادس، الصفحة 97
[7] -الحديث السادس، الصفحة 97
[8] -الحديث السادس، الصفحة 103
[9] -الحديث السادس، الصفحة 103
[10] -الحديث السابع، الصفحة 111
[11] -الحديث السابع، الصفحة 111
[12] -الحديث الحادي عشر، الصفحة 146
[13] -الحديث السادس عشر، الصفحة 198
[14] -الحديث السادس عشر، الصفحة 199
[15] -الحديث السادس عشر، الصفحة 199
[16] -الحديث السادس عشر، الصفحة 199
[17] -الحديث الحادي والعشرون، الصفحة 271
[18] -الحديث التاسع عشر، الصفحة 247
[19] -الحديث التاسع عشر، الصفحة 249
[20] -الحديث التاسع عشر، الصفحة 251