هل قرأت البخاري ومسلم قراءة منهجية من أولهما إلى آخرهما بكل ما فيهما من أسانيد ، وتبويبات ، ومكررات ، ومعلقات ، وغيرها من أول كلمة إلى آخر كلمة ؟ .
قال الإمام الذهبي رحمه الله في تذكرة الحفاظ : فرحم الله امرءا أقبل على شأنه ، وقصر من لسانه ، وأقبل على تلاوة قرآنه ، وبكى على زمانه ، وأدمن النظر في الصحيحين ، وعبد الله قبل أن يبغته الأجل .
وقال أيضا في سير أعلام النبلاء : فعليك يا أخي بتدبر كتاب الله ، وبإدمان النظر في الصحيحين ، وسنن النسائي ، ورياض النواوي ، وأذكاره ، تفلح وتنجح .
وقالَ حافظ المشرق الخطيبُ البغدادي رحمه الله في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع : مِنْ أَوَّلِ ما يَنْبَغِي أنْ يستعملَهُ الطالبُ شدةُ الحرصِ على السماعِ، والمسارعةُ إليهِ ، والملازمةُ للشيوخِ ......... ويبتدئُ بسماعِ الأُمَّهَاتِ من كُتُبِ أهلِ الأثرِ ، والأصولِ الجامعةِ للسُّنَنِ .......... وأحقها بالتقديم كتاب الجامع والمسند الصحيحان لمحمد بن اسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج النيسابوري .
قال الإمام النووي رحمه الله في التقريب : ولا ينبغي أن يقتصر على سماعه وكتبه دون معرفته وفهمه ، فليتعرف صحته وضعفه وفقهه ومعانيه ولغته وإعرابه وأسماء رجاله محققا كل ذلك ، معتنيا بإتقان مشكلها حفظا وكتابة مقدما الصحيحين ، ثم سنن أي داود ، والترمذي ، والنسائي .............................ثم من المسانيد مسند أحمد بن حنبل .
وقال الشيخ المحدث المحقق أحمد شاكر رحمه الله في تعليقاته على ألفية السيوطي : ينبغي للطالب أن يقدم الإعتناء بالصحيحين ، ثم السنن .
وقال الشيخ المباركفوري رحمه الله في مقدمة تحفة الأحوذي : اعلم أن أهل العلم قد دونوا في الحديث على أغراضهم ومقاصدهم كتبا كثيرة بحيث لا يحصى عددها ، لكن الكتب الستة المعروفة بالصحاح الستة أعني صحيح البخاري ، وصحيح مسلم ، وسنن أبي داود ، وجامع الترمذي ، وسنن النسائي ، وسنن ابن ماجة ، اشتهرت غاية الإشتهار واختيرت للقراءة والإقراء ، والسماع والإسماع ، وذلك لما فيها من الفوائد ما ليس في غيرها .
< نماذج من قراءة العلماء رحمهم الله تعالى للبخاري ومسلم >
1 / قراءة البخاري (700) مرة.
جاء في ترجمة الإمام غالب بن عبد الرحمن بن غالب بن تمام ابن عَطيَّة المحاربي ت (51 من كتاب ((الغُنية)) للقاضي عياض، و((الصلة)) لابن بشكُوال قال: ((قرأتُ بخط بعض أصحابنا أنه سمع أبا بكر بن عطية يذكر أنه كرَّر ((صحيح البخاري)) سبع مئة مرَّة)) اهـ.
2 / قراءة البخاري (150) مرَّة.
وفي ((إنباء الغمر))في ترجمة سليمان بن إبراهيم بن عمر نفيس الدين العلوي اليمني ت (825) قال: ((فذكر لي أنه مَرَّ على ((صحيح البخاري)) مئة وخمسين مرة ما بين قراءة وسماعٍ وإسماعٍ ومُقابلة...)) اهـ.
وجاء في ((فهرس الفهارس)) نقلاً عن ((طبقات الخواص)) للشرجي أنه أتى على الصحيح (380) مرة، قراءة وإقراء وإسماعًا.
وجاء في ((البدر الطالع)) أنه قرأ البخاري أكثر من خمسين مرة. فالظاهر أن الشوكاني لم يعد السماع والإسماع والمقابلة.
3 / قرأ البخاري أكثر من (40) مرة.
وفي ترجمة أحمد بن عثمان بن محمد بن الكُلُوتاتي ت (835) من ((المجمع المؤسِّس)) قال: ((ثم حُبِّبَ إليه طلب الحديث، فابتدأ في القراءة من سنة تسع وسبعين (وسبع مئة) وهلُمَّ جرَّا ما فَتَرَ ولاوَنَا، فلعله قرأ ((البخاري)) أكثر من أربعين مرَّة)).
4 / قرأ البخاريَّ أكثر من (100) مرة.
وفي ترجمة أبي بكر بن محمد بن عبد الله بن مقبل القاهري الحنفي المعروف بالتَّاجر ت (805) من ((الضوء اللامع)): ((قال البرهان الحلبي -تلميذه-: أنه أخبره أنه قرأ ((صحيح البخاري)) إلى سنة ثمانين -أي وسبع مئة- خمسًا وتسعين مرة، وقرأه بعد ذلك مرارًا كثيرًا)) اهـ.
5 / قرأ البخاري على 30 شيخًا.
ففي ((دُرَّة الحجال)) لابن القاضي المكناسي، في ترجمة عثمان ابن محمد بن عثمان التوزْرَي ت (713) أنه قرأ البخاري على أزيد من ثلاثين رجلاً من أصحاب البوصيري.
6 / قرأ البخاري على شيخ واحد أكثر من (20) مرة.
وفي ((إنباء الغمر)) في ترجمة أسعد بن محمد بن محمود الشيرازي ت (803) أنه قرأ ((صحيح البخاري)) على شمس الدين الكرماني أكثر من عشرين مرَّة.
7 / قرأ البخاري أكثر من (60)، ومسلم أكثر من (20).
وفي ترجمة البرهان الحلبي ت (840) من ((الضوء اللامع))(4): أنه قرأ البخاريَّ أكثر من ستين مرة، ومسلمًا نحو العشرين، سوى قراءته لهما في الطلب، أو قراءتهما من غيره عليه .
8 / قرأ ((البخاري)) أكثر من (50) مرة.
قال الكتاني في ((فهرس الفهارس)): ((وجدت في ثَبَت الشهاب أحمد بن قاسم البوني: رأيتُ خطَّ الفيروزآبادي في آخر جزءٍ من صحيح الإمام البخاري قال: إنه قرأ صحيح البخاري أزيدَ من خمسين مرَّة)) اهـ.
9 / قراءة البخاري مرات كثيرة.
قال المُحِبِّي في ((خلاصة الأثر)) في ترجمة العلاَّمة علي بن عبدالواحد بن محمد الأنصاري أبو الحسن السِّجِلْماسِي الجزائري ت (1057) أنه ((بلغ الغاية القُصوى في الرواية والمحفوظات وكثرة القراءة، وحكى بعض تلامذته أنه قرأ ((الستة)) على مشايخه دراية، وقرأ ((البخاري)) سبع عشرة مرَّة بالدرس، قراءة بحثٍ وتدقيق، ومرَّ على ((الكشَّاف)) من أوَّله إلى آخره ثلاثين مرة، منها قراءة ومنها مُطالعة)) اهـ.
10 / وفي ترجمة أبي القاسم بن علي بن مسعود الشاطبي أنه كاد يحفظ ((صحيح البخاري)) من كثرة التكرار له في كل رمضان .
11 / عبدالله بن سعيد بن لُبَّاج الأموي (436)هـ
- إقراء مسلم في أسبوع.
جاور ابنُ لُبَّاج بمكةَ سنين طويلة، واختصَّ بصحبة أبي ذر عَبْد ابن أحمد الهروي -راوي الصحيح- وأكثر عنه، ثم رجعَ إلى الأندلس، قال ابن بَشْكُوَال في ((الصِّلَة)): ((ولحق بقرطبة... سنة ثلاثٍ وثلاثين وأربع مئة، فقرىء عليه ((مسندُ مسلم بن الحجاج الصحيحُ)) في نحو جُمعة، بجامع قرطبة في موعِدَين طويلَيْن حَفِيلَين، كل يوم موعد غدوة، وموعد عَشيَّة)) اهـ.
12 / مجد الدين الفيروزآبادي (817) هـ
- قراءة ((مسلم)) في أربعة عشر مجلسًا.
قال السخاوي في ((الضوء اللامع)) في ترجمة مجد الدين: ((وقرأ ((مسلمًا)) على البياني بالمسجد الأقصى في أربعة عشر مجلسًا)).
- قراءة ((مسلم)) في ثلاثة أيام.
ذكر السخاوي في ((الضوء اللامع))، و((الجواهر والدرر))، والمَقَّري في ((أزهار الرياض)) أن الفيروزآبادي قرأ ((صحيح مسلم)) بدمشق بين بابَي النَّصْر والفَرَج، تُجَاه نَعْل النبي - صلى الله عليه وسلم - على شيخه ناصر الدين أبي عبدالله محمد بن جَهْبَل، في ثلاثة أيامٍ، وقال ذاكرًا ذاك مُفْتخرًا به:
قرأتُ بحمدِ اللهِ ((جامعَ مسلمِ))
على ناصرِ الدين الإمامِ ابنِ جَهْبَلِ
وتمَّ بتوفيقِ الإلهِ بفضْلِهِ ... بجوفِ دمشقَ الشامِ جوفَ الإسلامِ
بحضرةِ حُفَّاظٍ مشاهيرَ أعلامِ
قراءةَ ضبطٍ في ثلاثةِ أيَّامِ
وقال المَقَّري عن هذه القراءة السَّريعة مع الضبط: (([إنها] من أغرب ما منحَ الله تعالى المجدَ مؤلف ((القاموس))!... فسُبحانَ المانح الذي يؤتي فضله من يشاء!)).
واعتبر السخاوي أن ما وقع لشيخه الحافظِ ابن حجر من قراءة ((صحيح مسلم)) في أربعة أيام سوى مجلس الختم أَجَلّ مما وقع للفيروزآبادي. وسيأتي استيفاء ذلك عند الكلام على الحافظ ابن حجر ومقروءاته.
13 / قراءة ((البخاري)) في عشرة مجالس.
قال السخاوي في ((الجواهر والدرر)): ((ومن الكتب الكِبار التي قرأها في مدةٍ لطيفة: ((صحيح البخاري))، حدَّثَ به الجماعةَ من لفظه بالخانِقاه البيبرسية في عشرة مجالس، كل مجلسٍ منها أربع ساعات)) اهـ.
وذلك بعد سنة (820).
ثم سأل السخاويُّ شيخَه: هل وقع له استيفاء يومٍ كاملٍ في القراءة، كما وقع للخطيب؟ فقال: لا، ولكن قراءتي ((الصحيح)) في عشرة مجالس، لو كانت متوالية لنَقَصت عن هذه الأيام، ولكن أين الثُّريا من الثَّرى؟! فإن الخطيبَ -رحمه الله- قراءته في غاية من الصحة والجودة والإفادة وإبلاغ السامعين. انتهى كلام الحافظ.
قال السخاوي: إنما استدركَ -رحمه الله- جَرْيًا على عادتنا في التأدُّب وتواضُعًا، وإلا فقراءته -أيضًا- كانت كذلك، وهكذا كان دأبه: هضْم نفسِه على جاري عادة أهل العلمِ والدين .
15 / إقراء ((مسلم)) أكثر من 60 مرة.
وهذا الإمام الثقة عبد الغافر بن محمد الفارسي ت (448 هـ )، كان ملازمًا لإقراء ((صحيح مسلم) فَقُرىء عليه أكثر من ستين مرَّةً، فقد قرأه عليه الحافظ الحسن بن أحمد السمرقندي نيِّفًا وثلاثين مرة، وقرأه عليه أبو سعد البَحِيري نيِّفًا وعشرين مرَّةً.
قال الحافظ الذهبي: ((هذا سِوى ما قرأه عليه المشاهير من الأئمة)) اهـ.
منقول بتصرف يسير .
قال الإمام الذهبي رحمه الله في تذكرة الحفاظ : فرحم الله امرءا أقبل على شأنه ، وقصر من لسانه ، وأقبل على تلاوة قرآنه ، وبكى على زمانه ، وأدمن النظر في الصحيحين ، وعبد الله قبل أن يبغته الأجل .
وقال أيضا في سير أعلام النبلاء : فعليك يا أخي بتدبر كتاب الله ، وبإدمان النظر في الصحيحين ، وسنن النسائي ، ورياض النواوي ، وأذكاره ، تفلح وتنجح .
وقالَ حافظ المشرق الخطيبُ البغدادي رحمه الله في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع : مِنْ أَوَّلِ ما يَنْبَغِي أنْ يستعملَهُ الطالبُ شدةُ الحرصِ على السماعِ، والمسارعةُ إليهِ ، والملازمةُ للشيوخِ ......... ويبتدئُ بسماعِ الأُمَّهَاتِ من كُتُبِ أهلِ الأثرِ ، والأصولِ الجامعةِ للسُّنَنِ .......... وأحقها بالتقديم كتاب الجامع والمسند الصحيحان لمحمد بن اسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج النيسابوري .
قال الإمام النووي رحمه الله في التقريب : ولا ينبغي أن يقتصر على سماعه وكتبه دون معرفته وفهمه ، فليتعرف صحته وضعفه وفقهه ومعانيه ولغته وإعرابه وأسماء رجاله محققا كل ذلك ، معتنيا بإتقان مشكلها حفظا وكتابة مقدما الصحيحين ، ثم سنن أي داود ، والترمذي ، والنسائي .............................ثم من المسانيد مسند أحمد بن حنبل .
وقال الشيخ المحدث المحقق أحمد شاكر رحمه الله في تعليقاته على ألفية السيوطي : ينبغي للطالب أن يقدم الإعتناء بالصحيحين ، ثم السنن .
وقال الشيخ المباركفوري رحمه الله في مقدمة تحفة الأحوذي : اعلم أن أهل العلم قد دونوا في الحديث على أغراضهم ومقاصدهم كتبا كثيرة بحيث لا يحصى عددها ، لكن الكتب الستة المعروفة بالصحاح الستة أعني صحيح البخاري ، وصحيح مسلم ، وسنن أبي داود ، وجامع الترمذي ، وسنن النسائي ، وسنن ابن ماجة ، اشتهرت غاية الإشتهار واختيرت للقراءة والإقراء ، والسماع والإسماع ، وذلك لما فيها من الفوائد ما ليس في غيرها .
< نماذج من قراءة العلماء رحمهم الله تعالى للبخاري ومسلم >
1 / قراءة البخاري (700) مرة.
جاء في ترجمة الإمام غالب بن عبد الرحمن بن غالب بن تمام ابن عَطيَّة المحاربي ت (51 من كتاب ((الغُنية)) للقاضي عياض، و((الصلة)) لابن بشكُوال قال: ((قرأتُ بخط بعض أصحابنا أنه سمع أبا بكر بن عطية يذكر أنه كرَّر ((صحيح البخاري)) سبع مئة مرَّة)) اهـ.
2 / قراءة البخاري (150) مرَّة.
وفي ((إنباء الغمر))في ترجمة سليمان بن إبراهيم بن عمر نفيس الدين العلوي اليمني ت (825) قال: ((فذكر لي أنه مَرَّ على ((صحيح البخاري)) مئة وخمسين مرة ما بين قراءة وسماعٍ وإسماعٍ ومُقابلة...)) اهـ.
وجاء في ((فهرس الفهارس)) نقلاً عن ((طبقات الخواص)) للشرجي أنه أتى على الصحيح (380) مرة، قراءة وإقراء وإسماعًا.
وجاء في ((البدر الطالع)) أنه قرأ البخاري أكثر من خمسين مرة. فالظاهر أن الشوكاني لم يعد السماع والإسماع والمقابلة.
3 / قرأ البخاري أكثر من (40) مرة.
وفي ترجمة أحمد بن عثمان بن محمد بن الكُلُوتاتي ت (835) من ((المجمع المؤسِّس)) قال: ((ثم حُبِّبَ إليه طلب الحديث، فابتدأ في القراءة من سنة تسع وسبعين (وسبع مئة) وهلُمَّ جرَّا ما فَتَرَ ولاوَنَا، فلعله قرأ ((البخاري)) أكثر من أربعين مرَّة)).
4 / قرأ البخاريَّ أكثر من (100) مرة.
وفي ترجمة أبي بكر بن محمد بن عبد الله بن مقبل القاهري الحنفي المعروف بالتَّاجر ت (805) من ((الضوء اللامع)): ((قال البرهان الحلبي -تلميذه-: أنه أخبره أنه قرأ ((صحيح البخاري)) إلى سنة ثمانين -أي وسبع مئة- خمسًا وتسعين مرة، وقرأه بعد ذلك مرارًا كثيرًا)) اهـ.
5 / قرأ البخاري على 30 شيخًا.
ففي ((دُرَّة الحجال)) لابن القاضي المكناسي، في ترجمة عثمان ابن محمد بن عثمان التوزْرَي ت (713) أنه قرأ البخاري على أزيد من ثلاثين رجلاً من أصحاب البوصيري.
6 / قرأ البخاري على شيخ واحد أكثر من (20) مرة.
وفي ((إنباء الغمر)) في ترجمة أسعد بن محمد بن محمود الشيرازي ت (803) أنه قرأ ((صحيح البخاري)) على شمس الدين الكرماني أكثر من عشرين مرَّة.
7 / قرأ البخاري أكثر من (60)، ومسلم أكثر من (20).
وفي ترجمة البرهان الحلبي ت (840) من ((الضوء اللامع))(4): أنه قرأ البخاريَّ أكثر من ستين مرة، ومسلمًا نحو العشرين، سوى قراءته لهما في الطلب، أو قراءتهما من غيره عليه .
8 / قرأ ((البخاري)) أكثر من (50) مرة.
قال الكتاني في ((فهرس الفهارس)): ((وجدت في ثَبَت الشهاب أحمد بن قاسم البوني: رأيتُ خطَّ الفيروزآبادي في آخر جزءٍ من صحيح الإمام البخاري قال: إنه قرأ صحيح البخاري أزيدَ من خمسين مرَّة)) اهـ.
9 / قراءة البخاري مرات كثيرة.
قال المُحِبِّي في ((خلاصة الأثر)) في ترجمة العلاَّمة علي بن عبدالواحد بن محمد الأنصاري أبو الحسن السِّجِلْماسِي الجزائري ت (1057) أنه ((بلغ الغاية القُصوى في الرواية والمحفوظات وكثرة القراءة، وحكى بعض تلامذته أنه قرأ ((الستة)) على مشايخه دراية، وقرأ ((البخاري)) سبع عشرة مرَّة بالدرس، قراءة بحثٍ وتدقيق، ومرَّ على ((الكشَّاف)) من أوَّله إلى آخره ثلاثين مرة، منها قراءة ومنها مُطالعة)) اهـ.
10 / وفي ترجمة أبي القاسم بن علي بن مسعود الشاطبي أنه كاد يحفظ ((صحيح البخاري)) من كثرة التكرار له في كل رمضان .
11 / عبدالله بن سعيد بن لُبَّاج الأموي (436)هـ
- إقراء مسلم في أسبوع.
جاور ابنُ لُبَّاج بمكةَ سنين طويلة، واختصَّ بصحبة أبي ذر عَبْد ابن أحمد الهروي -راوي الصحيح- وأكثر عنه، ثم رجعَ إلى الأندلس، قال ابن بَشْكُوَال في ((الصِّلَة)): ((ولحق بقرطبة... سنة ثلاثٍ وثلاثين وأربع مئة، فقرىء عليه ((مسندُ مسلم بن الحجاج الصحيحُ)) في نحو جُمعة، بجامع قرطبة في موعِدَين طويلَيْن حَفِيلَين، كل يوم موعد غدوة، وموعد عَشيَّة)) اهـ.
12 / مجد الدين الفيروزآبادي (817) هـ
- قراءة ((مسلم)) في أربعة عشر مجلسًا.
قال السخاوي في ((الضوء اللامع)) في ترجمة مجد الدين: ((وقرأ ((مسلمًا)) على البياني بالمسجد الأقصى في أربعة عشر مجلسًا)).
- قراءة ((مسلم)) في ثلاثة أيام.
ذكر السخاوي في ((الضوء اللامع))، و((الجواهر والدرر))، والمَقَّري في ((أزهار الرياض)) أن الفيروزآبادي قرأ ((صحيح مسلم)) بدمشق بين بابَي النَّصْر والفَرَج، تُجَاه نَعْل النبي - صلى الله عليه وسلم - على شيخه ناصر الدين أبي عبدالله محمد بن جَهْبَل، في ثلاثة أيامٍ، وقال ذاكرًا ذاك مُفْتخرًا به:
قرأتُ بحمدِ اللهِ ((جامعَ مسلمِ))
على ناصرِ الدين الإمامِ ابنِ جَهْبَلِ
وتمَّ بتوفيقِ الإلهِ بفضْلِهِ ... بجوفِ دمشقَ الشامِ جوفَ الإسلامِ
بحضرةِ حُفَّاظٍ مشاهيرَ أعلامِ
قراءةَ ضبطٍ في ثلاثةِ أيَّامِ
وقال المَقَّري عن هذه القراءة السَّريعة مع الضبط: (([إنها] من أغرب ما منحَ الله تعالى المجدَ مؤلف ((القاموس))!... فسُبحانَ المانح الذي يؤتي فضله من يشاء!)).
واعتبر السخاوي أن ما وقع لشيخه الحافظِ ابن حجر من قراءة ((صحيح مسلم)) في أربعة أيام سوى مجلس الختم أَجَلّ مما وقع للفيروزآبادي. وسيأتي استيفاء ذلك عند الكلام على الحافظ ابن حجر ومقروءاته.
13 / قراءة ((البخاري)) في عشرة مجالس.
قال السخاوي في ((الجواهر والدرر)): ((ومن الكتب الكِبار التي قرأها في مدةٍ لطيفة: ((صحيح البخاري))، حدَّثَ به الجماعةَ من لفظه بالخانِقاه البيبرسية في عشرة مجالس، كل مجلسٍ منها أربع ساعات)) اهـ.
وذلك بعد سنة (820).
ثم سأل السخاويُّ شيخَه: هل وقع له استيفاء يومٍ كاملٍ في القراءة، كما وقع للخطيب؟ فقال: لا، ولكن قراءتي ((الصحيح)) في عشرة مجالس، لو كانت متوالية لنَقَصت عن هذه الأيام، ولكن أين الثُّريا من الثَّرى؟! فإن الخطيبَ -رحمه الله- قراءته في غاية من الصحة والجودة والإفادة وإبلاغ السامعين. انتهى كلام الحافظ.
قال السخاوي: إنما استدركَ -رحمه الله- جَرْيًا على عادتنا في التأدُّب وتواضُعًا، وإلا فقراءته -أيضًا- كانت كذلك، وهكذا كان دأبه: هضْم نفسِه على جاري عادة أهل العلمِ والدين .
15 / إقراء ((مسلم)) أكثر من 60 مرة.
وهذا الإمام الثقة عبد الغافر بن محمد الفارسي ت (448 هـ )، كان ملازمًا لإقراء ((صحيح مسلم) فَقُرىء عليه أكثر من ستين مرَّةً، فقد قرأه عليه الحافظ الحسن بن أحمد السمرقندي نيِّفًا وثلاثين مرة، وقرأه عليه أبو سعد البَحِيري نيِّفًا وعشرين مرَّةً.
قال الحافظ الذهبي: ((هذا سِوى ما قرأه عليه المشاهير من الأئمة)) اهـ.
منقول بتصرف يسير .
تعليق