قال الإمام البغوي - رحمه الله- في كتابه شرح السنة (205/1-209):
قال الحسين بن مسعود : حدثنا أبو الفضل زياد بن محمد بن زياد الحنفي ، أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الأنصاري ،أنا أبو عبد الله محمد بن عقيل بن الأزهر بن عقيل الفقيه البلخي ، نا الرمادي أحمد بن منصور ، نا الضحاك بن مخلد ، نا ثور بن يزيد ، نا خالد بن معدان ، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي ، عن العرباض ابن سارية.
قال : صلى بنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الصبح ، فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب ، فقال قائل : يا رسول الله كأنها موعظة مودع ، فأوصنا ، فقال : " أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة ، وإن كان عبدا حبشيا ، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، وعضوا عليها
بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة ". هذا حديث حسن.
والعرباض بن سارية : يكنى أبا نجيح السلمي ، ويقال : الفزاري. قوله : " وإن كان عبدا حبشيا " يريد به طاعة من ولاه الإمام ، وإن كان حبشيا ، ولم يرد بذلك أن يكون الإمام عبدا حبشيا ، وقد ثبت عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : " الأئمة من قريش ". أو ذكر ذلك على طريق ضرب المثل ، فإن المثل قد يضرب في الشيء بما لا يكاد يصح في الوجود ، كما يروى " من بنى مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة " ونحو ذلك من الكلام. وقوله : " فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا " إشارة إلى ظهور البدع والأهواء - والله أعلم - فأمر بلزوم سنته ، وسنة الخلفاء الراشدين ، والتمسك بها بأبلغ وجوه الجد ، ومجانبة ما أحدث
على خلافها. وفيه دليل على أن الواحد من الخلفاء الراشدين إذا قال قولا ، وخالفه غيره من الصحابة كان المصير إلى قوله أولى ، وإليه ذهب الشافعي في القديم ".
وأراد بمحدثات الأمور : ما أحدث على غير قياس أصل من أصول الدين ، فأما ما كان مردودا إلى أصل من أصول الدين ، فليس بضلالة. قال الشيخ. والحديث يدل على تفضيل الخلفاء الراشدين على من سواهم من الصحابة ، وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ، فهؤلاء أفضل الناس بعد النبيين والمرسلين صلى الله عليهم ، وترتيبهم في الفضل ، كترتيبهم في الخلافة ، فأفضلهم أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي. وكما خص النبي ( صلى الله عليه وسلم ) هؤلاء من بين الصحابة باتباع سنتهم ، فقد خص من بينهم أبا بكر وعمر في حديث حذيفة عن النبي عليه السلام قال : " اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر ". وكان ابن عباس إذا سئل عن الأمر وكان في القرآن ، أخبر به ، فإن لم يكن وكان عن رسول الله ، أخبر به ، فإن لم يكن فعن أبي بكر وعمر ، فإن لم يكن قال فيه برأيه. وقال أبي بن كعب : إن اقتصادا في سبيل وسنة خير من اجتهاد
في خلاف سبيل وسنة ، ومثله عن ابن مسعود. وقال ابن عون : ثلاث أحب لنفسي ولإخواني : هذه السنة أن يتعلموها ، ويسألوا عنها ، والقرآن أن يتفهموه ، ويسألوا عنه ، ويدعوا الناس إلا من خير ".
وقال الأوزاعي : خمس كان عليه أصحاب النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : لزوم الجماعة ،واتباع السنة ، وعمارة المسجد ، وتلاوة القرآن ، وجهاد في سبيل الله.
قال الحسين بن مسعود : حدثنا أبو الفضل زياد بن محمد بن زياد الحنفي ، أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الأنصاري ،أنا أبو عبد الله محمد بن عقيل بن الأزهر بن عقيل الفقيه البلخي ، نا الرمادي أحمد بن منصور ، نا الضحاك بن مخلد ، نا ثور بن يزيد ، نا خالد بن معدان ، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي ، عن العرباض ابن سارية.
قال : صلى بنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الصبح ، فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب ، فقال قائل : يا رسول الله كأنها موعظة مودع ، فأوصنا ، فقال : " أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة ، وإن كان عبدا حبشيا ، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، وعضوا عليها
بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة ". هذا حديث حسن.
والعرباض بن سارية : يكنى أبا نجيح السلمي ، ويقال : الفزاري. قوله : " وإن كان عبدا حبشيا " يريد به طاعة من ولاه الإمام ، وإن كان حبشيا ، ولم يرد بذلك أن يكون الإمام عبدا حبشيا ، وقد ثبت عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : " الأئمة من قريش ". أو ذكر ذلك على طريق ضرب المثل ، فإن المثل قد يضرب في الشيء بما لا يكاد يصح في الوجود ، كما يروى " من بنى مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة " ونحو ذلك من الكلام. وقوله : " فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا " إشارة إلى ظهور البدع والأهواء - والله أعلم - فأمر بلزوم سنته ، وسنة الخلفاء الراشدين ، والتمسك بها بأبلغ وجوه الجد ، ومجانبة ما أحدث
على خلافها. وفيه دليل على أن الواحد من الخلفاء الراشدين إذا قال قولا ، وخالفه غيره من الصحابة كان المصير إلى قوله أولى ، وإليه ذهب الشافعي في القديم ".
وأراد بمحدثات الأمور : ما أحدث على غير قياس أصل من أصول الدين ، فأما ما كان مردودا إلى أصل من أصول الدين ، فليس بضلالة. قال الشيخ. والحديث يدل على تفضيل الخلفاء الراشدين على من سواهم من الصحابة ، وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ، فهؤلاء أفضل الناس بعد النبيين والمرسلين صلى الله عليهم ، وترتيبهم في الفضل ، كترتيبهم في الخلافة ، فأفضلهم أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي. وكما خص النبي ( صلى الله عليه وسلم ) هؤلاء من بين الصحابة باتباع سنتهم ، فقد خص من بينهم أبا بكر وعمر في حديث حذيفة عن النبي عليه السلام قال : " اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر ". وكان ابن عباس إذا سئل عن الأمر وكان في القرآن ، أخبر به ، فإن لم يكن وكان عن رسول الله ، أخبر به ، فإن لم يكن فعن أبي بكر وعمر ، فإن لم يكن قال فيه برأيه. وقال أبي بن كعب : إن اقتصادا في سبيل وسنة خير من اجتهاد
في خلاف سبيل وسنة ، ومثله عن ابن مسعود. وقال ابن عون : ثلاث أحب لنفسي ولإخواني : هذه السنة أن يتعلموها ، ويسألوا عنها ، والقرآن أن يتفهموه ، ويسألوا عنه ، ويدعوا الناس إلا من خير ".
وقال الأوزاعي : خمس كان عليه أصحاب النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : لزوم الجماعة ،واتباع السنة ، وعمارة المسجد ، وتلاوة القرآن ، وجهاد في سبيل الله.