كلمة للشيخ الفاضل أبي عبدالحق عبداللطيف بن أحمد (حفظه الله)
بعنوان
(الرد على المخالف)
في ثنايا شرحه لكتاب (الصحيح الجامع مما ليس في الصحيحين) للشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي (رحمه الله تعالى)
باب
الرد على من أخطأ في الحديث
قال الامام احمد رحمه الله تعالى حدثنا يعقوب قال حدثنا ابي عن ابن إسحاق قال حدثني ابي اسحاق بن يسار عن مقسم أبي القاسم مولى عبدالله بن الحارث بن نوفل عن مولاه عبدالله بن الحارث قال اعتمرت مع علي بن أبي طالب في زمان عمر أو زمان عثمان فنزل على أخته أم هانئ بنت أبي طالب فلما فرغ من عمرته رجع فسكب له غسلا فاغتسل فلما فرغ من غسله دخل عليه نفر من أهل العراق فقالوا يا أبا الحسن جئناك نسألك عن أمر نحب أن تخبرنا به ، فقال أظن المغيرة يحدثكم أنه كان أحدث الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه واله وسلم ؟ قالوا أجل عن ذلك جئنا نسألك ، قال أحدث الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم قثم بن العباس . أهـتعليق الشيخ :
فنلاحظ هنا ان المغيرة اخطا فرد عليه علي ابن ابي طالب -رضي الله عنه - وصحح الامر ، وهذا هو موطن الشاهد الرد على من اخطأ في الحديث وهذا ليس خاصاً بالحديث وانما هو عام في كل مجالات الدين (الرد على المخالف) سواءً خالف في الحديث ام في التفسير ام في العقيدة ام في سائر ابواب الفقه مثلا ترد عليه (الرد على من أخطأ) والرد على المخالف ليس خاصاً بالرد على أهل الأهواء والبدع لا بل وان اخطأ عالم من علماء السنة فاضل مع هذا يرد عليه حفاظاً على دين الله جل وعلا ونصحاً للأمة لأنه كلما كان الإنسان موضع ثقة الناس أكثر كان تعلق الناس به أكثر وتصديقهم له أكثر وقبولهم لكلامه أكثر فلذا لا ينبغي ان يقر مخطأ على خطئه وانما ينصح ويبين للناس ان هذا خطأ وثبت ان الشيخ ابن باز -رحمه الله - قد قال للشيخ ربيع (يا شيخ ربيع رد على كل من خالف ، رد على ابن باز ان اخطأ) لا شك ان هذا من تواضعه وهذا من عظم شانه -رحمه الله - تعالى لكن الذي يهمنا هنا ما هو ؟ لا يهمنا لا ذات الشيخ ربيع ولا ذات الشيخ ابن باز -رحمه الله - وانما يهمنا هذا الاصل السلفي (رد على كل مخالف) من يخالف أمراً من أمور الدين ينبغي ان يرد عليه والذين لا يرون الرد على المخالف هؤلاء يميعون وهؤلاء يضيعون الدين لماذا ؟ لانه يصبح ديننا كدين اليهود والنصارى يأتي هذا فيخطأ خطئاً ويأتي الثاني فيخطأ خطئاً أخر والثالث والرابع وهكذا بحيث يتحول الدين الى مجموعة من الأخطاء والى مجموعة من البدع فينبغي تنقية الدين مما علق به مما ليس من الدين ومن أخطاء اهل الدين كذلك وهذا واجب شرعي لمن كان له أهلية القيام بالرد اما من لم يكن أهلاً للقيام بهذا الباب فالسكوت واجب عليه (واذا وسد الامر الى غير اهله فانتظر الساعة) اذا تكلم الصغار في امر الكبار فانتظر الساعة ، يأتي من لا يحسن القراءة ولا يحسن فناً من فنون العلم ومع هذا يرد على رجلٍ كبيرٍ وعالمٍ كبير ، لا شك ان هذا يحدث فتنة عظيمة .
فطالب العلم لا يتقدم بين يدي أهل العلم وانما يرجع الامور الى اهل العلم وينقل كلامهم وينقل ردودهم وينقل تصويباتهم وتصحيحاتهم اما هو يتصدر ويتقدم بين أيديهم لا هذا فيه إفساد ونسال الله السداد .
حمل الرابط الصوتي
من هنا
من هنا