جني الثمر في تخريج قصة إسلام عمر
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحبه ومن اتبعه واقتفى آثره إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا ..
أما بعد :
أما بعد :
فقد سألني بعض إخواني- حفظه الله ورعاه – عن قصة إسلام أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه وطيب ثراه ، لما فيها من غموض محير ، فلا يكاد يعرف الصحيح والضعف منها ، فسألني - بارك الله فيه – أن أقوم بتخريج القصة والحكم عليها لحسن ظنه بي ، وإن كنت لست أهلا لبحث هذا الموضوع الكبير ..
ولكنني سارعت إلى طلبته على قلة البضاعة وقدر الجهد ما استطعت إلى ذلك سبيلا .. مستعينا بأقوال من سبق من الأئمة الأعلام وشيوخ الإسلام في الحكم على الرواية والرواة ..
فأقول والله المستعان ، ومنه سبحانه نستمد الحول والقوة :
ولكنني سارعت إلى طلبته على قلة البضاعة وقدر الجهد ما استطعت إلى ذلك سبيلا .. مستعينا بأقوال من سبق من الأئمة الأعلام وشيوخ الإسلام في الحكم على الرواية والرواة ..
فأقول والله المستعان ، ومنه سبحانه نستمد الحول والقوة :
*********************************
جاءت روايات عدة في قصة إسلام أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه ..
وأرى أن التفصيل المريح للقارئ أن نقسم قصة إسلامه إلى مراحل ثلاث :
المرحلة الأولى : ما دخل قلبه قبل إسلامه وكان سببا في هدايته .
المرحلة الثانية : فيما ورد من الأحاديث المشهورة في قصة إسلامه .
المرحلة الثالثة : فيما جرى له بعد إسلامه .
وبهذا – إن شاء الله - قد يثبت الأمر بعض الشيء في الأذهان ..
وأرى أن التفصيل المريح للقارئ أن نقسم قصة إسلامه إلى مراحل ثلاث :
المرحلة الأولى : ما دخل قلبه قبل إسلامه وكان سببا في هدايته .
المرحلة الثانية : فيما ورد من الأحاديث المشهورة في قصة إسلامه .
المرحلة الثالثة : فيما جرى له بعد إسلامه .
وبهذا – إن شاء الله - قد يثبت الأمر بعض الشيء في الأذهان ..
فأما المرحلة الأولى وهي
ما دخل قلبه قبل إسلامه وكان سببا في هدايته
فقد جاءت روايات تمهيدية تدل على دخول الإسلام قلبه ..
ما دخل قلبه قبل إسلامه وكان سببا في هدايته
فقد جاءت روايات تمهيدية تدل على دخول الإسلام قلبه ..
1- وهي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب .. قال : وكان أحبهما إليه عمر .
الحديث أخرجه الترمذي (3681) وأحمد في المسند (2/95) وفي فضائل الصحابة (1/250) وابن حبان (2179) والحاكم (3/83) والبيهقي في الدلائل (2/90) والطبراني أوسط (5/87) وعبد بن حميد (759) وابن سعد في الطبقات (3/267) وأبو نعيم في الحلية (5/361) وابن عساكر (44 /25) وغيرهم وهو صحيح لغيره إن شاء الله .
قال الحافظ في الفتح (7/48 ) قال الترمذى حسن صحيح . قلت ( ابن حجر ): وصححه ابن حبان أيضا ، وفي إسناده خارجة بن عبد الله صدوق فيه مقال ، لكن له شاهد من حديث ابن عباس أخرجه الترمذي أيضا ومن حديث أنس ومن طريق أسلم مولى عمر عن عمر عن خباب وله شاهد مرسل أخرجه ابن سعد عن طريق سعيد بن المسيب والإسناد صحيح إليه . اهـ
الحديث أخرجه الترمذي (3681) وأحمد في المسند (2/95) وفي فضائل الصحابة (1/250) وابن حبان (2179) والحاكم (3/83) والبيهقي في الدلائل (2/90) والطبراني أوسط (5/87) وعبد بن حميد (759) وابن سعد في الطبقات (3/267) وأبو نعيم في الحلية (5/361) وابن عساكر (44 /25) وغيرهم وهو صحيح لغيره إن شاء الله .
قال الحافظ في الفتح (7/48 ) قال الترمذى حسن صحيح . قلت ( ابن حجر ): وصححه ابن حبان أيضا ، وفي إسناده خارجة بن عبد الله صدوق فيه مقال ، لكن له شاهد من حديث ابن عباس أخرجه الترمذي أيضا ومن حديث أنس ومن طريق أسلم مولى عمر عن عمر عن خباب وله شاهد مرسل أخرجه ابن سعد عن طريق سعيد بن المسيب والإسناد صحيح إليه . اهـ
وروى الحاكم والبيهقي وغيرهما من حديث عائشة مرفوعا :
اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب خاصة .
رواه الحاكم ( 3/89 ) وقال صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي ، ورواه البيهقي في الكبرى (6/370) وابن ماجة (1/39) وابن حبان (6882) وابن عساكر (44/27) وصححه الألباني دون قوله خاصة ، ثم حسنه بها في الصحيحة في رقم (3225) .
وورد من حديث أنس وابن مسعود وابن عباس وعائشة وثوبان وعثمان بن الأرقم وربيعة السعدي وجاء مرسلا عن ابن المسيب والزهري .
وقال ابن عساكر في الجمع بين اللفظين : إنه دعا بالأول ، فلما أوحي إليه أن أبا جهل لن يسلم خص عمر بدعائه فأجيب فيه .
اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب خاصة .
رواه الحاكم ( 3/89 ) وقال صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي ، ورواه البيهقي في الكبرى (6/370) وابن ماجة (1/39) وابن حبان (6882) وابن عساكر (44/27) وصححه الألباني دون قوله خاصة ، ثم حسنه بها في الصحيحة في رقم (3225) .
وورد من حديث أنس وابن مسعود وابن عباس وعائشة وثوبان وعثمان بن الأرقم وربيعة السعدي وجاء مرسلا عن ابن المسيب والزهري .
وقال ابن عساكر في الجمع بين اللفظين : إنه دعا بالأول ، فلما أوحي إليه أن أبا جهل لن يسلم خص عمر بدعائه فأجيب فيه .
ومن الغرائب : ما رواه ابن أبي عاصم في السنة من طريق الزهري عن سالم عن أبيه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بالوليد بن المغيرة .
قال : فجعل الله الدعوة لعمر خاصة في نفسة وفي الوليد بن المغيرة في ابنه خالد بن الوليد ، قال ابن عمر : والله ما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ أبا جهل . اهـ
فهذا الحديث ضعيف لا يثبت وهو مخالف لجميع من رواه عن ابن عمر وفيه الدعاء له ولأبي جهل ، والدعاء للوليد بن المغيرة منكر لا يثبت . والله أعلم .
اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بالوليد بن المغيرة .
قال : فجعل الله الدعوة لعمر خاصة في نفسة وفي الوليد بن المغيرة في ابنه خالد بن الوليد ، قال ابن عمر : والله ما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ أبا جهل . اهـ
فهذا الحديث ضعيف لا يثبت وهو مخالف لجميع من رواه عن ابن عمر وفيه الدعاء له ولأبي جهل ، والدعاء للوليد بن المغيرة منكر لا يثبت . والله أعلم .
2-عن أم عبد الله بنت أبي حثمة واسمها ليلى رضي الله عنها قالت :
لما كنا نرتحل مهاجرين إلى الحبشة ، أقبل عمر حتى وقف عليّ ، وكنا نلقي منه البلاء والأذى والغلظة علينا ، فقال لي : إنه الانطلاق يا أم عبد الله ؟
قلت : نعم والله ، لنخرجنّ في أرض الله .. آذيتمونا وقهرتمونا ، حتى يجعل الله لنا فرجاً .. فقال عمر : صحبكم الله !! ورأيت منه رقة لم أرها قط .
فلما جاء عامر بن ربيعة ( زوجها ) وكان قد ذهب في بعض حاجته ، وذكرت له ذلك فقال : كأنك قد طمعت في إسلام عمر ؟ قلت له : نعم .. فقال : إنه لا يسلم حتى يسلم حمار الخطاب .
رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة ( رقم 7187 ) والطبراني في الكبير (25/29) وعبد الله بن أحمد في فضائل الصحابة (1/279) والبيهقي في الدلائل (2/95) كلهم عن ابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام (1/214) من طريق عبد الرحمن بن الحارث وهو صدوق له أوهام عن عبد العزيز بن عبد الله ما وثقه غير ابن حبان ، والبخاري وابن أبي حاتم لم يذكرا فيه جرحا ..
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/23) رواه الطبراني وقد صرح ابن إسحاق بالسماع فهو صحيح. .. قلت : هو حديث حسن إن شاء الله .
لما كنا نرتحل مهاجرين إلى الحبشة ، أقبل عمر حتى وقف عليّ ، وكنا نلقي منه البلاء والأذى والغلظة علينا ، فقال لي : إنه الانطلاق يا أم عبد الله ؟
قلت : نعم والله ، لنخرجنّ في أرض الله .. آذيتمونا وقهرتمونا ، حتى يجعل الله لنا فرجاً .. فقال عمر : صحبكم الله !! ورأيت منه رقة لم أرها قط .
فلما جاء عامر بن ربيعة ( زوجها ) وكان قد ذهب في بعض حاجته ، وذكرت له ذلك فقال : كأنك قد طمعت في إسلام عمر ؟ قلت له : نعم .. فقال : إنه لا يسلم حتى يسلم حمار الخطاب .
رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة ( رقم 7187 ) والطبراني في الكبير (25/29) وعبد الله بن أحمد في فضائل الصحابة (1/279) والبيهقي في الدلائل (2/95) كلهم عن ابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام (1/214) من طريق عبد الرحمن بن الحارث وهو صدوق له أوهام عن عبد العزيز بن عبد الله ما وثقه غير ابن حبان ، والبخاري وابن أبي حاتم لم يذكرا فيه جرحا ..
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/23) رواه الطبراني وقد صرح ابن إسحاق بالسماع فهو صحيح. .. قلت : هو حديث حسن إن شاء الله .
3-ذكر الحافظ ابن حجر في فتح الباري باب إسلام عمر ، قال روى أبو نعيم في الدلائل ( من حديث عائشة وطلحة عن عمر ) : أن أبا جهل جعل لمن يقتل محمدا مائة ناقة ، قال عمر ، فقلت له : يا أبا الحكم ، الضمان صحيح ؟ قال : نعم . قال : فتقلدت سيفي أريده ، فمررت على عجل وهم يريدون أن يذبحوه ، فقمت أنظر إليهم ، فإذا صائح يصيح من جوف العجل : يا آل ذريح ، أمر نجيح ، رجل يصيح ، بلسان فصيح .. قال عمر : فقلت في نفسي ، إن هذا الأمر ما يراد به إلا أنا .. قال : فدخلت على أختي فإذا عندها سعيد بن زيد ، فذكر القصة في سبب إسلامه بطولها . اهـ
لم أجده عند أبي نعيم في الدلائل وسكت ابن حجر فلم يصححه أو يضعفه ، ولكن رواه أبو يعلى في مسنده (1/384) بسند ضعيف ..
وأصل قصة هتاف الجن في البخاري عن سالم حدثه عن عبد الله بن عمر قال : ما سمعت عمر يقول لشيء قط : [ إني لأظنه ] إلا كان كما يظن ، بينما عمر بن الخطاب جالس إذ مر به رجل جميل فقال : لقد أخطأ ظني أو إن هذا على دينه في الجاهلية أو لقد كان كاهنهم علي الرجل فدعى به فقال له ذلك فقال : ما رأيت كاليوم استقبل به رجلا مسلما ، قال : فإني أعزم عليك إلا ما أخبرتني قال : كنت كاهنهم في الجاهلية قال : فما أعجب ما جاءتك به جنيتك ؟
قال : بينما أنا في السوق يوما جاءتني أعرف فيها الفزع فقالت : ألم ترى الجن وإبلاسها ، ويأسها من بعد أنكاسها ، ولحوقها بالقلاص وأحلاسها ؟
قال عمر : صدق ، بينما أنا نائم عند آلهتهم جاء رجل بعجل فذبحه فصرخ به صارخ لم أسمع صارخا قط أشد صوتا منه يقول : يا جليح أمر نجيح رجل فصيح يقول لا إله إلا الله ، فوثب القوم فقلت : لا أبرح حتى أعلم ما وراء هذا ثم نادى : يا جليح أمر نجيح رجل فصيح يقول لا إله إلا الله ، فقمت فما نشبنا أن قيل هذا نبي . تفرد به البخاري
لم أجده عند أبي نعيم في الدلائل وسكت ابن حجر فلم يصححه أو يضعفه ، ولكن رواه أبو يعلى في مسنده (1/384) بسند ضعيف ..
وأصل قصة هتاف الجن في البخاري عن سالم حدثه عن عبد الله بن عمر قال : ما سمعت عمر يقول لشيء قط : [ إني لأظنه ] إلا كان كما يظن ، بينما عمر بن الخطاب جالس إذ مر به رجل جميل فقال : لقد أخطأ ظني أو إن هذا على دينه في الجاهلية أو لقد كان كاهنهم علي الرجل فدعى به فقال له ذلك فقال : ما رأيت كاليوم استقبل به رجلا مسلما ، قال : فإني أعزم عليك إلا ما أخبرتني قال : كنت كاهنهم في الجاهلية قال : فما أعجب ما جاءتك به جنيتك ؟
قال : بينما أنا في السوق يوما جاءتني أعرف فيها الفزع فقالت : ألم ترى الجن وإبلاسها ، ويأسها من بعد أنكاسها ، ولحوقها بالقلاص وأحلاسها ؟
قال عمر : صدق ، بينما أنا نائم عند آلهتهم جاء رجل بعجل فذبحه فصرخ به صارخ لم أسمع صارخا قط أشد صوتا منه يقول : يا جليح أمر نجيح رجل فصيح يقول لا إله إلا الله ، فوثب القوم فقلت : لا أبرح حتى أعلم ما وراء هذا ثم نادى : يا جليح أمر نجيح رجل فصيح يقول لا إله إلا الله ، فقمت فما نشبنا أن قيل هذا نبي . تفرد به البخاري
4-ومما روي أيضا في دخول الإسلام قلب عمر قبل أن يعلن إسلامه ..
ما جاء في مسند الإمام أحمد : حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو المغيرة ثنا صفوان ثنا شريح بن عبيدة قال ، قال : عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
خرجت أتعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن أسلم .. فوجدته قد سبقني إلى المسجد فقمت خلفه فاستفتح سورة الحاقة .. فجعلت أعجب من تأليف القرآن ، قال : فقلت هذا والله شاعر كما قالت قريش ؟ قال : فقرأ { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ } ..
قال : قلت كاهن فقرأ { وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ } إلى آخر السورة ..
قال عمر : فوقع الإسلام في قلبي كل موقع .
ما جاء في مسند الإمام أحمد : حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو المغيرة ثنا صفوان ثنا شريح بن عبيدة قال ، قال : عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
خرجت أتعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن أسلم .. فوجدته قد سبقني إلى المسجد فقمت خلفه فاستفتح سورة الحاقة .. فجعلت أعجب من تأليف القرآن ، قال : فقلت هذا والله شاعر كما قالت قريش ؟ قال : فقرأ { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ } ..
قال : قلت كاهن فقرأ { وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ } إلى آخر السورة ..
قال عمر : فوقع الإسلام في قلبي كل موقع .
وفي رواية لابن اسحاق ستأتي قريبا : قال عمر رضي الله عنه : فلما سمعت القرآن ، رق له قلبي ، فبكيت ودخلني الإسلام .
الحديث في المسند (1/17) ومن طريقه رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/56) : رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن شريح بن عبيد لم يدرك عمر . اهـ أي أنه حديث منقطع ، والمنقطع ضعيف .
وكذا ضعفه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله والشيخ شعيب في تحقيقهما للمسند .
ولا يساعده ما سيأتي من مرسل عطاء ومجاهد لضعفه أيضا .
الحديث في المسند (1/17) ومن طريقه رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/56) : رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن شريح بن عبيد لم يدرك عمر . اهـ أي أنه حديث منقطع ، والمنقطع ضعيف .
وكذا ضعفه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله والشيخ شعيب في تحقيقهما للمسند .
ولا يساعده ما سيأتي من مرسل عطاء ومجاهد لضعفه أيضا .
**************************
المرحلة الثانية : وهي ما ورد في قصة إسلامه :
أما القصة المشهورة في ذهاب عمر رضي الله عنه إلى أخته وختنه سعيد بن زيد وضربه لأخته وسماعه لصدر من صورة طه وفي رواية سورة الحديد .. ثم ذهابه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم وإسلامه .. فهذه رواياتها :
1-أشهرها ما جاء عن أنس بن مالك
روى الأئمة عن القاسم بن عثمان البصري عن أنس رضي الله عنه قال :
خرج عمر متقلدا بالسيف فلقيه رجل من بني زهرة فقال له : أين تغدو يا عمر ؟ قال : أريد أن أقتل محمدا ، قال : وكيف تأمن بني هاشم وبني زهرة ؟ فقال له عمر : ما أراك إلا قد صبأت وتركت دينك ! قال : أفلا أدلك على العجب ؟!
إن أختك وختنك قد صبآ وتركا دينك ، فمشى عمر زائرا حتى أتاهما ، وعندهما خباب ، فلما سمع خباب بحس عمر ، توارى في البيت ، فدخل عليهما فقال :
ما هذه الهينمة التي سمعتها عندكم ؟ وكانوا يقرؤون { طه} .. فقالا : ما عدا حديثا تحدثنا به ، قال : فلعلكما قد صبأتما ؟ فقال له ختنه : يا عمر ، إن كان الحق في غير دينك ؟ فوثب عمر على ختنه فوطئه وطأ شديدا ، فجاءت أخته لتدفعه عن زوجها ، فنفخها نفخة بيده فدمى وجهها ، فقال عمر :
أعطوني الكتاب الذي هو عندكم فأقرأه ؟ فقالت أخته : إنك رجس وإنه { لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ } [الواقعة-79] فقم فتوضأ ، فقام فتوضأ ثم أخذ الكتاب فقرأ { طه } حتى انتهى إلى قوله : { إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي } [طه-14] ، فقال عمر : دلوني على محمد ، فلما سمع خباب قول عمر ، خرج من البيت فقال : أبشر يا عمر ، فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لك - ليلة الخميس- اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب ، أو بعمرو بن هشام .. فخرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وفي دلائل البيهقي :
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدار التي في أصل الصفا . قال : فانطلق عمر حتى أتى الدار ، وعلى باب الدار حمزة وطلحة ، وناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رأى حمزة وجل القوم من عمر فقال حمزة : هذا عمر إن يرد الله بعمر خيرا يسلم فيتبع النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن يرد غير ذلك يكن قتله علينا هينا .
قال : والنبي صلى الله عليه وسلم داخل يوحى إليه قال : فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عمر ، فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف ، فقال : ما أنت بمنته يا عمر حتى ينزل الله عز وجل بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة ، فهذا عمر بن الخطاب : « اللهم أعز الإسلام أو الدين بعمر بن الخطاب » فقال عمر : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك عبده ورسوله ، وأسلم وقال : اخرج يا رسول الله .
قال البيهقي : وقد رواه محمد بن إسحاق بن يسار في المغازي ، وقال في الحديث : وكان عمر يقرأ الكتب ، فقرأ طه حتى إذا بلغ { إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى } طه-15 ، إلى قوله { فَتَرْدَى } وقرأ : { إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ } حتى بلغ { عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ } فأسلم عند ذلك .
خرج عمر متقلدا بالسيف فلقيه رجل من بني زهرة فقال له : أين تغدو يا عمر ؟ قال : أريد أن أقتل محمدا ، قال : وكيف تأمن بني هاشم وبني زهرة ؟ فقال له عمر : ما أراك إلا قد صبأت وتركت دينك ! قال : أفلا أدلك على العجب ؟!
إن أختك وختنك قد صبآ وتركا دينك ، فمشى عمر زائرا حتى أتاهما ، وعندهما خباب ، فلما سمع خباب بحس عمر ، توارى في البيت ، فدخل عليهما فقال :
ما هذه الهينمة التي سمعتها عندكم ؟ وكانوا يقرؤون { طه} .. فقالا : ما عدا حديثا تحدثنا به ، قال : فلعلكما قد صبأتما ؟ فقال له ختنه : يا عمر ، إن كان الحق في غير دينك ؟ فوثب عمر على ختنه فوطئه وطأ شديدا ، فجاءت أخته لتدفعه عن زوجها ، فنفخها نفخة بيده فدمى وجهها ، فقال عمر :
أعطوني الكتاب الذي هو عندكم فأقرأه ؟ فقالت أخته : إنك رجس وإنه { لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ } [الواقعة-79] فقم فتوضأ ، فقام فتوضأ ثم أخذ الكتاب فقرأ { طه } حتى انتهى إلى قوله : { إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي } [طه-14] ، فقال عمر : دلوني على محمد ، فلما سمع خباب قول عمر ، خرج من البيت فقال : أبشر يا عمر ، فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لك - ليلة الخميس- اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب ، أو بعمرو بن هشام .. فخرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وفي دلائل البيهقي :
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدار التي في أصل الصفا . قال : فانطلق عمر حتى أتى الدار ، وعلى باب الدار حمزة وطلحة ، وناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رأى حمزة وجل القوم من عمر فقال حمزة : هذا عمر إن يرد الله بعمر خيرا يسلم فيتبع النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن يرد غير ذلك يكن قتله علينا هينا .
قال : والنبي صلى الله عليه وسلم داخل يوحى إليه قال : فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عمر ، فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف ، فقال : ما أنت بمنته يا عمر حتى ينزل الله عز وجل بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة ، فهذا عمر بن الخطاب : « اللهم أعز الإسلام أو الدين بعمر بن الخطاب » فقال عمر : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك عبده ورسوله ، وأسلم وقال : اخرج يا رسول الله .
قال البيهقي : وقد رواه محمد بن إسحاق بن يسار في المغازي ، وقال في الحديث : وكان عمر يقرأ الكتب ، فقرأ طه حتى إذا بلغ { إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى } طه-15 ، إلى قوله { فَتَرْدَى } وقرأ : { إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ } حتى بلغ { عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ } فأسلم عند ذلك .
أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/267) والبيهقي في دلائل النبوة (2/93) وفي السنن (1/88 ) مختصراُ ، والداراقطني (1/123) مختصرا ، وابن الجوزي في مناقب عمر ( ص15) وابن عساكر في تاريخ دمشق (44/22) كلهم من رواية إسحاق بن يوسف الأزرق ( وهو ثقة ) عن القاسم بن عثمان البصري .. ذكره ابن حبان في الثقات (5/307) وقال : القاسم بن عثمان أبو العلاء من أهل البصرة ربما أخطأ يروى عن أنس روى عنه إسحاق بن يوسف. اهـ
وذكره العقيلى (3/480) في الضعفاء ، وقال الذهبي في الميزان (3/375) : قال البخاري : له أحاديث لا يتابع عليها .. قلت ( الذهبي ) : حدث بقصة إسلام عمر ، وهي منكرة جداً . اهـ وعليه فالحديث لا يصح لأن مداره على القاسم وقد عرفنا حاله . ورواها ابن إسحاق في السيرة بلاغاً وبلاغاته لا شيء .
وذكره العقيلى (3/480) في الضعفاء ، وقال الذهبي في الميزان (3/375) : قال البخاري : له أحاديث لا يتابع عليها .. قلت ( الذهبي ) : حدث بقصة إسلام عمر ، وهي منكرة جداً . اهـ وعليه فالحديث لا يصح لأن مداره على القاسم وقد عرفنا حاله . ورواها ابن إسحاق في السيرة بلاغاً وبلاغاته لا شيء .
2-رواية أسلم مولى عمر
وهي شبيهة بحديث أنس لا تختلف في مضمونها عن الرواية السابقة إلا قليلا ..
روى البيهقي من طريق إسحاق بن إبراهيم الحنيني قال : ذكره أسامة بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن جده قال : « قال لنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أتحبون أن أعلمكم كيف كان إسلامي ؟ قال : قلنا : نعم ، قال : كنت من أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبينا أنا في يوم حار شديد الحر بالهاجرة في بعض طريق مكة ، إذ لقيني رجل من قريش ، فقال : أين تريد يا ابن الخطاب ؟ فقلت : أريد التي والتي والتي قال : عجبا لك يا ابن الخطاب ، أنت تزعم أنك كذلك ، وقد دخل عليك الأمر في بيتك . قال : قلت : وما ذاك ؟ قال : أختك قد أسلمت ، قال : فرجعت مغضبا حتى قرعت الباب ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أسلم الرجل والرجلان ممن لا شيء له ضمهما رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرجل الذي في يده السعة ، فينالاه من فضل طعامه ، وقد كان ضم إلى زوج أختي رجلين ، فلما قرعت الباب قيل : من هذا ؟ قلت : عمر بن الخطاب ، فتبادروا فاختفوا مني ، وقد كانوا يقرءون صحيفة بين أيديهم تركوها أو نسوها . فقامت أختي تفتح الباب ، فقلت : يا عدوة نفسها أصبوت ؟ وضربتها بشيء في يدي على رأسها ، فسال الدم ، فلما رأت الدم بكت ، فقالت : يا ابن الخطاب ما كنت فاعلاً فافعل ، فقد صبوت .
قال : ودخلت حتى جلست على السرير فنظرت إلى الصحيفة وسط البيت ، فقلت : ما هذا ؟ ناولينيها ، فقالت : لست من أهلها أنت لا تطهر من الجنابة ، وهذا كتاب لا يمسه إلا المطهرون .
فما زلت بها حتى ناولتنيها ، ففتحتها فإذا فيها : بسم الله الرحمن الرحيم ، فلما مررت باسم من أسماء الله عز وجل ذعرت منه ، فألقيت الصحيفة ، ثم رجعت إلى نفسي فتناولتها ، فإذا فيها { سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ } [ الحديد ] فلما مررت باسم من أسماء الله ذعرت ، ثم رجعت إلى نفسي ، فقرأتها حتى بلغت { آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ } [الحديد-7] حتى بلغ إلى قوله (إن كنتم مؤمنين) إلى آخر الآية ، فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، فخرجوا إلي متبادرين وكبروا وقالوا : أبشر يا ابن الخطاب ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا يوم الاثنين ، فقال : اللهم أعز دينك بأحب الرجلين إليك : إما أبو جهل بن هشام ، وإما عمر بن الخطاب ، وإنا نرجو أن تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لك فأبشر .
قال : قلت : فأخبروني أين رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فلما عرفوا الصدق مني قالوا : في بيت بأسفل الصفا ، فخرجت حتى قرعت الباب عليهم ، فقالوا : من هذا ؟ قلت : ابن الخطاب قال : وقد علموا من شدتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما يعلمون بإسلامي ، فما اجترأ أحد يفتح الباب حتى قال : « افتحوا له ، إن يرد الله به خيرا يهده » ففتحوا لي الباب فأخذ رجلان بعضدي حتى أتيا بي النبي صلى الله عليه وسلم فقال : « خلوا عنه » ثم أخذ بمجامع قميصي ، ثم جذبني إليه ، ثم قال : « أسلم يا ابن الخطاب ، اللهم اهده » فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله . فكبر المسلمون تكبيرة سمعت بفجاج مكة ، وكانوا مستخفين ، فلم أشأ أن أرى رجلا يضرب فيضرب إلا رأيته ، ولا يصيبني من ذلك شيء . فخرجت حتى جئت خالي ، وكان شريفا ، فقرعت عليه الباب ، فقال : من هذا ؟ فقلت : ابن الخطاب قال : فخرج إلي فقلت : علمت أني قد صبوت قال : أوفعلت ؟ قلت : نعم ، قال : لا تفعل ، فقلت : قد فعلت : فدخل ، وأجاف الباب دوني ، فقلت : ما هذا شيء ، فذهبت إلى رجل من عظماء قريش ، فناديته ، فخرج إلي فقلت مثل مقالتي لخالي ، وقال مثل ما قال ودخل وأجاف الباب دوني . فقلت في نفسي : ما هذا شيء ، إن المسلمين يضربون ، وأنا لا أضرب . فقال لي رجل : أتحب أن يعلم بإسلامك ؟ فقلت : نعم ، قال : فإذا جلس الناس في الحجر ، فأت فلانا - لرجل لم يكن يكتم السر - فقل له فيما بينك وبينه : إني قد صبوت ، فإنه قل ما يكتم السر . قال : فجئت وقد اجتمع الناس في الحجر فقلت فيما بيني وبينه : إني قد صبوت . قال : أوفعلت ؟ قلت : نعم ، قال : فنادى بأعلى صوته : إن ابن الخطاب قد صبأ ، فبادر إلي أولئك الناس ، فما زلت أضربهم ويضربونني فاجتمع علي الناس . فقال خالي : ما هذه الجماعة ؟ قيل : عمر قد صبأ ، فقام على الحجر فأشار بكمه هكذا ، ألا إني قد أجرت ابن أختي ، فتكشفوا عني ، فكنت لا أشاء أن أرى رجلا من المسلمين يضرب ويضرب إلا رأيته فقلت : ما هذا بشيء حتى يصيبني ، فأتيت خالي فقلت : جوارك عليك رد ، فقل ما شئت ، فما زلت أضرب وأضرب حتى أعز الله الإسلام .
روى البيهقي من طريق إسحاق بن إبراهيم الحنيني قال : ذكره أسامة بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن جده قال : « قال لنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أتحبون أن أعلمكم كيف كان إسلامي ؟ قال : قلنا : نعم ، قال : كنت من أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبينا أنا في يوم حار شديد الحر بالهاجرة في بعض طريق مكة ، إذ لقيني رجل من قريش ، فقال : أين تريد يا ابن الخطاب ؟ فقلت : أريد التي والتي والتي قال : عجبا لك يا ابن الخطاب ، أنت تزعم أنك كذلك ، وقد دخل عليك الأمر في بيتك . قال : قلت : وما ذاك ؟ قال : أختك قد أسلمت ، قال : فرجعت مغضبا حتى قرعت الباب ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أسلم الرجل والرجلان ممن لا شيء له ضمهما رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرجل الذي في يده السعة ، فينالاه من فضل طعامه ، وقد كان ضم إلى زوج أختي رجلين ، فلما قرعت الباب قيل : من هذا ؟ قلت : عمر بن الخطاب ، فتبادروا فاختفوا مني ، وقد كانوا يقرءون صحيفة بين أيديهم تركوها أو نسوها . فقامت أختي تفتح الباب ، فقلت : يا عدوة نفسها أصبوت ؟ وضربتها بشيء في يدي على رأسها ، فسال الدم ، فلما رأت الدم بكت ، فقالت : يا ابن الخطاب ما كنت فاعلاً فافعل ، فقد صبوت .
قال : ودخلت حتى جلست على السرير فنظرت إلى الصحيفة وسط البيت ، فقلت : ما هذا ؟ ناولينيها ، فقالت : لست من أهلها أنت لا تطهر من الجنابة ، وهذا كتاب لا يمسه إلا المطهرون .
فما زلت بها حتى ناولتنيها ، ففتحتها فإذا فيها : بسم الله الرحمن الرحيم ، فلما مررت باسم من أسماء الله عز وجل ذعرت منه ، فألقيت الصحيفة ، ثم رجعت إلى نفسي فتناولتها ، فإذا فيها { سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ } [ الحديد ] فلما مررت باسم من أسماء الله ذعرت ، ثم رجعت إلى نفسي ، فقرأتها حتى بلغت { آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ } [الحديد-7] حتى بلغ إلى قوله (إن كنتم مؤمنين) إلى آخر الآية ، فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، فخرجوا إلي متبادرين وكبروا وقالوا : أبشر يا ابن الخطاب ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا يوم الاثنين ، فقال : اللهم أعز دينك بأحب الرجلين إليك : إما أبو جهل بن هشام ، وإما عمر بن الخطاب ، وإنا نرجو أن تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لك فأبشر .
قال : قلت : فأخبروني أين رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فلما عرفوا الصدق مني قالوا : في بيت بأسفل الصفا ، فخرجت حتى قرعت الباب عليهم ، فقالوا : من هذا ؟ قلت : ابن الخطاب قال : وقد علموا من شدتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما يعلمون بإسلامي ، فما اجترأ أحد يفتح الباب حتى قال : « افتحوا له ، إن يرد الله به خيرا يهده » ففتحوا لي الباب فأخذ رجلان بعضدي حتى أتيا بي النبي صلى الله عليه وسلم فقال : « خلوا عنه » ثم أخذ بمجامع قميصي ، ثم جذبني إليه ، ثم قال : « أسلم يا ابن الخطاب ، اللهم اهده » فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله . فكبر المسلمون تكبيرة سمعت بفجاج مكة ، وكانوا مستخفين ، فلم أشأ أن أرى رجلا يضرب فيضرب إلا رأيته ، ولا يصيبني من ذلك شيء . فخرجت حتى جئت خالي ، وكان شريفا ، فقرعت عليه الباب ، فقال : من هذا ؟ فقلت : ابن الخطاب قال : فخرج إلي فقلت : علمت أني قد صبوت قال : أوفعلت ؟ قلت : نعم ، قال : لا تفعل ، فقلت : قد فعلت : فدخل ، وأجاف الباب دوني ، فقلت : ما هذا شيء ، فذهبت إلى رجل من عظماء قريش ، فناديته ، فخرج إلي فقلت مثل مقالتي لخالي ، وقال مثل ما قال ودخل وأجاف الباب دوني . فقلت في نفسي : ما هذا شيء ، إن المسلمين يضربون ، وأنا لا أضرب . فقال لي رجل : أتحب أن يعلم بإسلامك ؟ فقلت : نعم ، قال : فإذا جلس الناس في الحجر ، فأت فلانا - لرجل لم يكن يكتم السر - فقل له فيما بينك وبينه : إني قد صبوت ، فإنه قل ما يكتم السر . قال : فجئت وقد اجتمع الناس في الحجر فقلت فيما بيني وبينه : إني قد صبوت . قال : أوفعلت ؟ قلت : نعم ، قال : فنادى بأعلى صوته : إن ابن الخطاب قد صبأ ، فبادر إلي أولئك الناس ، فما زلت أضربهم ويضربونني فاجتمع علي الناس . فقال خالي : ما هذه الجماعة ؟ قيل : عمر قد صبأ ، فقام على الحجر فأشار بكمه هكذا ، ألا إني قد أجرت ابن أختي ، فتكشفوا عني ، فكنت لا أشاء أن أرى رجلا من المسلمين يضرب ويضرب إلا رأيته فقلت : ما هذا بشيء حتى يصيبني ، فأتيت خالي فقلت : جوارك عليك رد ، فقل ما شئت ، فما زلت أضرب وأضرب حتى أعز الله الإسلام .
رواه البيهقي في الدلائل (2/91) والبزار كما في كشف الأستار (3/169) وأبو نعيم في الحلية (1/41) وابن عساكر (44/21) وابن الأثير (1/816) وابن سيد الناس (1/159) جميعهم من طريق إسحاق بن إبراهيم الحنيني عن أسامة بن زيد بن أسلم .. والحنيني ضعيف جدا ، قال المزي : قال أبو حاتم : رأيت أحمد بن صالح لا يرضاه . وقال البخارى : في حديثه نظر . وقال النسائى : ليس بثقة .
وقال أبو الفتح الأزدى : أخطأ في الحديث . وقال أبو أحمد بن عدى : ضعيف ومع ضعفه يكتب حديثه . وقال الحاكم : في حديثه بعض المناكير . وقال البزار : كف بصره فاضطرب حديثه . وكان مالك يعظمه و يكرمه ..
وأسامة بن زيد بن أسلم قال صالح بن أحمد بن حنبل عن أبيه : منكر الحديث ضعيف .. والجمهور على تضعيفه .
وقال أبو الفتح الأزدى : أخطأ في الحديث . وقال أبو أحمد بن عدى : ضعيف ومع ضعفه يكتب حديثه . وقال الحاكم : في حديثه بعض المناكير . وقال البزار : كف بصره فاضطرب حديثه . وكان مالك يعظمه و يكرمه ..
وأسامة بن زيد بن أسلم قال صالح بن أحمد بن حنبل عن أبيه : منكر الحديث ضعيف .. والجمهور على تضعيفه .
3-رواية ثوبان
وهي لا تختلف عن الروايتين السابقتين في كيفية إسلامه ولكن فيها أن عمر رضي الله عنه لما دخل على أخته وضربها حتى ظن أنه قتلها ثم قام من السحر فسمع صوتها تقرأ : { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ } فقال : والله ما هذا بشعر ولا همهمته .. فذهب حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد بلالاً على الباب فدفع الباب فقال بلال : من هذا ؟ فقال : عمر بن الخطاب .
فقال : حتى أستأذن لك على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقال بلال : يا رسول الله عمر بالباب . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن يرد الله بعمر خيراً أدخله في الدين . فقال لبلال : افتح .
وأخذ رسول الله بضبعيه وهزه وقال : ما الذي تريد ؟ وما الذي جئت ؟
فقال له عمر : اعرض علي الذي تدعو إليه .
فقال : تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله .
فأسلم عمر مكانه ، وقال : أخرج ..
فقال : حتى أستأذن لك على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقال بلال : يا رسول الله عمر بالباب . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن يرد الله بعمر خيراً أدخله في الدين . فقال لبلال : افتح .
وأخذ رسول الله بضبعيه وهزه وقال : ما الذي تريد ؟ وما الذي جئت ؟
فقال له عمر : اعرض علي الذي تدعو إليه .
فقال : تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله .
فأسلم عمر مكانه ، وقال : أخرج ..
رواه الطبراني في المعجم الكبير (2/97) من حديث ثوبان وفيه يزيد بن ربيعة قال البخاري : أحاديثه مناكير ، وقال أبو حاتم وغيره ضعيف ، وقال النسائي متروك كما في ميزان الاعتدال (4/422) .. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/56) : رواه الطبراني وفيه يزيد بن ربيعة الرحبي وهو متروك وقال ابن عدي : أرجو أنه لا بأس به وبقية رجاله ثقات . فالرواية ضعيفة .
4-رواية ابن عمر
روى ابن عساكر في تاريخه عن ابن عمر أنه قال : اجتمعت قريش فقالوا : من يدخل على هذا الصابئ فيرده عما هو عليه فيقتله ؟ فقال عمر بن الخطاب : أنا ، فأتى العين رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال : يا رسول الله ، إن عمر يأتيك فكن منه على حذر ، فلما أن صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة المغرب ، قرع عمر الباب ، وقال افتحي يا خديجة ، فلما دنت قالت : من هذا ؟ قال : عمر ، قالت : يا نبي الله هذا عمر ، فقال من عنده من المهاجرين وهم تسعة صيام وخديجة عاشرهم : ألا نشتفي يا رسول الله ، فنضرب عنقه ؟ قال : لا ، ثم قال : اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب ..
فلما دخل قال : ما تقول يا محمد ؟ قال أقول : أتشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، وتؤمن بالجنة والنار، والبعث بعد الموت ؟
فبايعه وقبل الإسلام ، وصبوا عليه الماء حتى اغتسل ، ثم تعشى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبات يصلي معه ، فلما أصبح اشتمل على سيفه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتلوه ، والمهاجرين خلفه حتى وقف على قريش وقد اجتمعوا ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ، فتفرقت حينئذ قريش من مجالسها .
فلما دخل قال : ما تقول يا محمد ؟ قال أقول : أتشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، وتؤمن بالجنة والنار، والبعث بعد الموت ؟
فبايعه وقبل الإسلام ، وصبوا عليه الماء حتى اغتسل ، ثم تعشى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبات يصلي معه ، فلما أصبح اشتمل على سيفه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتلوه ، والمهاجرين خلفه حتى وقف على قريش وقد اجتمعوا ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ، فتفرقت حينئذ قريش من مجالسها .
رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (44/35) وفي إسناده كافور الليثي ( ت521 هـ) شيخ ابن عساكر ، ترجمه (5777) وقال : سمع بصور وبغداد وطبرستان وسكن بغداد ودخل دمشق على ما ذكر لي ، كتبت عنه ببغداد وكان أديبا .
ومالك بن البانياسي أبو عبد الله وثقه الساجي ومات حريقا رحمه الله ..
وأبو العباس عبد الله بن عبد الله البخاري لم أجد له ترجمة ، وفيه عيسى بن موسى غنجار ، قال الذهبي : صدوق ، وقال الدارقطني : لا شيء كما في ميزان الاعتدال (3/325) وأبو طيبة عبد الله بن مسلم السلمي صدوق يهم .وإبراهيم بن عبيد قاضي مرو ، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 2/113 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً . والرواية منكرة .
ومالك بن البانياسي أبو عبد الله وثقه الساجي ومات حريقا رحمه الله ..
وأبو العباس عبد الله بن عبد الله البخاري لم أجد له ترجمة ، وفيه عيسى بن موسى غنجار ، قال الذهبي : صدوق ، وقال الدارقطني : لا شيء كما في ميزان الاعتدال (3/325) وأبو طيبة عبد الله بن مسلم السلمي صدوق يهم .وإبراهيم بن عبيد قاضي مرو ، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 2/113 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً . والرواية منكرة .
5-رواية جابر بن عبد الله
في الحلية لأبي نعيم عن جابر عن عمر بن الخطاب قال : كان أول إسلامي أن ضرب أختي المخاض فأخرجت من البيت فدخلت في أستار الكعبة في ليلة قارة ..
فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل الحجر وعليه نعلاه فصلى ما شاء الله ثم انصرف فسمعت شيئا لم أسمع مثله .. قال : فخرجت فاتبعته فقال من هذا ؟ قلت عمر ، قال : يا عمر ما تتركني ليلا ولا نهارا ؟
فخشيت أن يدعو علي فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله ..
فقال يا عمر : استره ، فقلت : والذي بعثك بالحق لأعلننه كما أعلنت الشرك .
فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل الحجر وعليه نعلاه فصلى ما شاء الله ثم انصرف فسمعت شيئا لم أسمع مثله .. قال : فخرجت فاتبعته فقال من هذا ؟ قلت عمر ، قال : يا عمر ما تتركني ليلا ولا نهارا ؟
فخشيت أن يدعو علي فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله ..
فقال يا عمر : استره ، فقلت : والذي بعثك بالحق لأعلننه كما أعلنت الشرك .
أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/3ـ40) عن ابن أبي شيبة من طريق يحيى بن يعلى الأسلمي ، عن عبد الله بن المؤمل ، عن أبي الزبير ، عن جابر ..
ويحيى الأسلمي وابن المؤمل كلاهما ضعيف ..
ويحيى الأسلمي وابن المؤمل كلاهما ضعيف ..
6-رواية للزهري عند عبد الرزاق
قال معمر قال الزهري :
وكان عمر شديدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى المؤمنين فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم أيد دينك بابن الخطاب ..
فكان أول إسلام عمر بعد ما أسلم قبله ناس كثير أن حدث أن أخته أم جميل ابنة الخطاب أسلمت وإن عندها كتفا اكتتبتها من القرآن تقرأه سراً وحدث أنها لا تأكل من الميتة التي يأكل منها عمر فدخل عليها فقال ما الكتف الذي ذكر لي عندك تقرئين فيها ؟ ما يقول ابن أبي كبشة ؟ يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فقالت : ما عندي كتف فصكها أو قال فضربها عمر ثم قام فالتمس الكتف في البيت حتى وجدها فقال حين وجدها أما إني قد حدثت أنك لا تأكلين طعامي الذي آكل منه ثم ضربها بالكتف فشجها شجتين ثم خرج بالكتف حتى دعا قارئا فقرأ عليه وكان عمر لا يكتب فلما قرئت عليه تحرك قلبه حين سمع القرآن ووقع في نفسه الإسلام فلما أمسى انطلق حتى دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ويجهر بالقراءة فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ : { وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ } [العنكبوت-48] حتى بلغ ( الظالمون ) وسمعه يقرأ : { وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً } [الرعد43] حتى بلغ ( عِلْمُ الْكِتَابِ) قال فانتظر عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سلم من صلاته ثم انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله فأسرع عمر المشي في أثره حين رآه فقال أنظرني يا محمد ..
فقال النبي صلى الله عليه وسلم أعوذ بالله منك ..
فقال عمر أنظرني يا محمد يا رسول الله قال فانتظره رسول الله صلى الله عليه وسلم فآمن به عمر وصدقه ..
فلما أسلم عمر رضي الله عنه انطلق حتى دخل على خاله الوليد بن المغيرة فقال أي خالي اشهد أني أؤمن بالله ورسوله وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم فأخبر بذلك قومك ..
فقال الوليد : ابن أختي تثبت في أمرك فأنت على حال تعرف بالناس يصبح المرء فيها على حال ويمسي على حال فقال عمر والله قد تبين لي الأمر فأخبر قومك بإسلامي فقال الوليد لا أكون أول من ذكر ذلك عنك .. الخ
وكان عمر شديدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى المؤمنين فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم أيد دينك بابن الخطاب ..
فكان أول إسلام عمر بعد ما أسلم قبله ناس كثير أن حدث أن أخته أم جميل ابنة الخطاب أسلمت وإن عندها كتفا اكتتبتها من القرآن تقرأه سراً وحدث أنها لا تأكل من الميتة التي يأكل منها عمر فدخل عليها فقال ما الكتف الذي ذكر لي عندك تقرئين فيها ؟ ما يقول ابن أبي كبشة ؟ يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فقالت : ما عندي كتف فصكها أو قال فضربها عمر ثم قام فالتمس الكتف في البيت حتى وجدها فقال حين وجدها أما إني قد حدثت أنك لا تأكلين طعامي الذي آكل منه ثم ضربها بالكتف فشجها شجتين ثم خرج بالكتف حتى دعا قارئا فقرأ عليه وكان عمر لا يكتب فلما قرئت عليه تحرك قلبه حين سمع القرآن ووقع في نفسه الإسلام فلما أمسى انطلق حتى دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ويجهر بالقراءة فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ : { وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ } [العنكبوت-48] حتى بلغ ( الظالمون ) وسمعه يقرأ : { وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً } [الرعد43] حتى بلغ ( عِلْمُ الْكِتَابِ) قال فانتظر عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سلم من صلاته ثم انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله فأسرع عمر المشي في أثره حين رآه فقال أنظرني يا محمد ..
فقال النبي صلى الله عليه وسلم أعوذ بالله منك ..
فقال عمر أنظرني يا محمد يا رسول الله قال فانتظره رسول الله صلى الله عليه وسلم فآمن به عمر وصدقه ..
فلما أسلم عمر رضي الله عنه انطلق حتى دخل على خاله الوليد بن المغيرة فقال أي خالي اشهد أني أؤمن بالله ورسوله وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم فأخبر بذلك قومك ..
فقال الوليد : ابن أختي تثبت في أمرك فأنت على حال تعرف بالناس يصبح المرء فيها على حال ويمسي على حال فقال عمر والله قد تبين لي الأمر فأخبر قومك بإسلامي فقال الوليد لا أكون أول من ذكر ذلك عنك .. الخ
رواه عبد الرزاق في المصنف (5/325) وهو من مراسيل الزهري وهي شبه الريح كما قال يحيى بن سعيد القطان وفيها اختلاف كثير عن باقي الروايات .
7-مرسل عطاء ومجاهد
رواه ابن إسحاق فقال : وحدثني عبد الله بن أبي نجيح المكي عن أصحابه عطاء ومجاهد أو عمن روى ذلك أن إسلام عمر فيما تحدثوا به عنه أنه كان يقول :
كنت للإسلام مباعداً وكنت صاحب خمر في الجاهلية أحبها وأسر بها ..
وكان لنا مجلس يجتمع فيه رجال من قريش بالحزورة عند دور آل عمر بن عبد بن عمران المخزومي ..
قال : فخرجت ليلة أريد جلسائي أولئك في مجلسهم ذلك قال فجئتهم فلم أجد فيه منهم أحداً فقلت لو أني جئت فلانا الخمار وكان بمكة يبيع الخمر لعلي أجد عنده خمراً فأشرب منها ..
قال فخرجت فجئته فلم أجده قال فقلت فلو أني جئت الكعبة فطفت بها سبعاً أو سبعين قال فجئت المسجد أريد أن أطوف بالكعبة ..
فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي ..
وكان إذا صلى استقبل الشام وجعل الكعبة بينه وبين الشام ..
وكان مصلاه بين الركنين الركن الأسود والركن اليماني ..
قال فقلت حين أتيته : والله لو أني استمعت لمحمد الليلة حتى أسمع ما يقول ..
فقلت لئن دنوت منه أستمع منه لأروعنه ، فجئت من قبل الحجر فدخلت تحت ثيابها فجعلت أمشي رويداً ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي يقرأ القرآن حتى قمت في قبلته مستقبله ما بيني وبينه إلا ثياب الكعبة ..
قال فلما سمعت القرآن رق له قلبي فبكيت ودخلني الإسلام ..
فلم أزل قائماً في مكاني ذلك حتى قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته ..
ثم انصرف وكان إذا انصرف خرج على دار ابن أبي حسين وكانت طريقه حتى يجزع المسعى ثم يسلك بين دار عباس بن عبد المطلب وبين دار ابن أزهر بن عبد عوف الزهري ثم على دار الأخنس بن شريق حتى يدخل بيته ..
قال ابن اسحاق : وكان مسكنه صلى الله عليه وسلم في الدار الرقطاء التي كانت بيدي معاوية بن أبي سفيان ..
قال عمر رضي الله عنه : فتبعته حتى إذا دخل بين دار عباس ودار ابن أزهر أدركته فلما سمع رسول اله صلى الله عليه وسلم حسي عرفني فظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أني إنما تبعته لأؤذيه ..
فنهمني ثم قال ما جاء بك يا بن الخطاب هذه الساعة ؟ قال قلت لأومن بالله وبرسوله وبما جاء به من عند الله .. قال فحمد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : قد هداك الله يا عمر ، ثم مسح صدري ودعا لي بالثبات ثم انصرفت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيته .
قال ابن إسحاق والله أعلم أي ذلك كان . اهـ
كنت للإسلام مباعداً وكنت صاحب خمر في الجاهلية أحبها وأسر بها ..
وكان لنا مجلس يجتمع فيه رجال من قريش بالحزورة عند دور آل عمر بن عبد بن عمران المخزومي ..
قال : فخرجت ليلة أريد جلسائي أولئك في مجلسهم ذلك قال فجئتهم فلم أجد فيه منهم أحداً فقلت لو أني جئت فلانا الخمار وكان بمكة يبيع الخمر لعلي أجد عنده خمراً فأشرب منها ..
قال فخرجت فجئته فلم أجده قال فقلت فلو أني جئت الكعبة فطفت بها سبعاً أو سبعين قال فجئت المسجد أريد أن أطوف بالكعبة ..
فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي ..
وكان إذا صلى استقبل الشام وجعل الكعبة بينه وبين الشام ..
وكان مصلاه بين الركنين الركن الأسود والركن اليماني ..
قال فقلت حين أتيته : والله لو أني استمعت لمحمد الليلة حتى أسمع ما يقول ..
فقلت لئن دنوت منه أستمع منه لأروعنه ، فجئت من قبل الحجر فدخلت تحت ثيابها فجعلت أمشي رويداً ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي يقرأ القرآن حتى قمت في قبلته مستقبله ما بيني وبينه إلا ثياب الكعبة ..
قال فلما سمعت القرآن رق له قلبي فبكيت ودخلني الإسلام ..
فلم أزل قائماً في مكاني ذلك حتى قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته ..
ثم انصرف وكان إذا انصرف خرج على دار ابن أبي حسين وكانت طريقه حتى يجزع المسعى ثم يسلك بين دار عباس بن عبد المطلب وبين دار ابن أزهر بن عبد عوف الزهري ثم على دار الأخنس بن شريق حتى يدخل بيته ..
قال ابن اسحاق : وكان مسكنه صلى الله عليه وسلم في الدار الرقطاء التي كانت بيدي معاوية بن أبي سفيان ..
قال عمر رضي الله عنه : فتبعته حتى إذا دخل بين دار عباس ودار ابن أزهر أدركته فلما سمع رسول اله صلى الله عليه وسلم حسي عرفني فظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أني إنما تبعته لأؤذيه ..
فنهمني ثم قال ما جاء بك يا بن الخطاب هذه الساعة ؟ قال قلت لأومن بالله وبرسوله وبما جاء به من عند الله .. قال فحمد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : قد هداك الله يا عمر ، ثم مسح صدري ودعا لي بالثبات ثم انصرفت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيته .
قال ابن إسحاق والله أعلم أي ذلك كان . اهـ
رواه ابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام (1/346) وقوله : فالله أعلم أي ذلك كان .. إشارة منه للتغاير بين القصتين .. وفي هذا السند الذي ذكره ابن إسحاق ثلاثة علل : الأولى : المبهمين من أصحاب ابن أبي نجيح . الثانية : تدليس ابن أبي نجيح ، فقد عنعنه . الثالثة : أنه مرسل عن عطاء ومجاهد والمرسل ضعيف .
ولا يساعده ما نقلناه من المسند لأنه ضعيف أيضا وإن تشابهت القصة.
ولا يساعده ما نقلناه من المسند لأنه ضعيف أيضا وإن تشابهت القصة.
يتبع بإذن الله تعالى ********
تعليق