بيان حديث : إن الله جميل يحب الجمال "
اسم السلسلة:
فتاوى نور على الدرب>
الشريط رقم [238]
تصنيف موضوعي: الحديث وعلومه >
شروح الحديث
السؤال :
بارك الله فيكم المستمع يقول في حديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله جميل يحب الجمال». كما قال صلى الله عليه وسلم: في حديث ما معناه: أن الله تعالى يحب أن يرى أثر نعمته على عبده، وقد قرأت سير بعض الصحابة في الكتب المدرسية، وتعلمت من زهدهم وورعهم رضي الله عنهم وأرضاهم وتغشفهم في المأكل والملبس، مع غناهم وكثرة أموالهم، حتى إن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يلبس من الملابس التي تماثل ملابس صبيانه وغلمانه الذين يعملون عنده، والسؤال هل في ذلك ما يعارض المفاهيم الحقيقية للحديثين السابقين، وهل على طالب العلم أن يكون مظهره مناسباً لحالته المادية، أم عليه أن يلبس ويسكن ويأكل ما شاء في حدود الشرع الإسلامي دون ترف ولا مخيلة، وما معنى الأمر بالتحدث بالنعم في قوله تعالى: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ
الجواب:
الشيخ: الحديث الأول: إن الله جميل يحب الجمال؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: لما قال الناس: إن الرجل يحب أن يكون نعله حسناً وثوبه حسناً فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله جميل يحب الجمال؛ أي يحب التجمل في اللباس في النعال في الثوب في المشلح في القترة بأن هذا من إظهار آثار نعمة الله، وهو يقصد الحديث الذي ذكره، وهو أن الله إذا أنعم على العبد نعمة يحب أن يرى أثر نعمته عليه وأثر النعمة بحسب النعمة، فنعمة المال أثرها أن يكثر الإنسان من التتبع ومن نفق الخير، وكذلك أن يلبس ما يليق به من الثياب حتى أن بعض العلماء قال: إن الرجل الغني إذا لبس لباس الفقراء، فإنه يعد من لباس الشهرة، ولكن قد تدعو الحاجة، وقد تكون مصلحة في أن يلبس الإنسان لباس الفقراء، إذا كان عائشاً في وسط فقير، وأحب أن يلبس مثلهم؛ لئلا تنكسر قلوبهم، فإنه في هذه الحال قد يثاب على هذه النية، ويعطى الأجر على حسب نيته،
وأما قوله تعالى:(وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) فالمراد أن الإنسان يتحدث بنعمة الله سبحانه وتعالى عليه لإظهار فضل الله سبحانه وتعالى عليه، وأن ما حصل من هذه النعمة ليس بحوله وبقوته، ولكنه بنعمة الله، والتحدث بالنعمة يكون بالقول وبالفعل، فيكون بالقول مثل أن يقول للناس مثلاً في مناسبة: إن الله تعالى قد أعطاني المال بعد أن كنت فقيراً، وقد أعطاني الأولاد بعد أن كنت وحيداً، وما أشبه ذلك، وقد هداني الله بعد أن كنت على غير هدى، والتحدث بالفعل أن يفعل ما يدل على هذه النعمة، إذا كان عالماً يعلم الناس، وإذا كان غنياً يعطي الناس من أمواله، وإذا كان قوياً يدافع عن الناس بأيديهم بحسب الحال، وأما ما ذكره عن بعض الصحابة في تقشفهم، فهذا على سبيل التواضع؛ لئلا يكون من حولهم منكسر القلب بحسب أنه لا يستطيع أن يلبس مثل لباسهم، أو أن يطعم مثل طعامهم، والإنسان في هذه الأمور يراعي المصالح.
الشيخ ابن عثيمين
اسم السلسلة:
فتاوى نور على الدرب>
الشريط رقم [238]
تصنيف موضوعي: الحديث وعلومه >
شروح الحديث
السؤال :
بارك الله فيكم المستمع يقول في حديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله جميل يحب الجمال». كما قال صلى الله عليه وسلم: في حديث ما معناه: أن الله تعالى يحب أن يرى أثر نعمته على عبده، وقد قرأت سير بعض الصحابة في الكتب المدرسية، وتعلمت من زهدهم وورعهم رضي الله عنهم وأرضاهم وتغشفهم في المأكل والملبس، مع غناهم وكثرة أموالهم، حتى إن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يلبس من الملابس التي تماثل ملابس صبيانه وغلمانه الذين يعملون عنده، والسؤال هل في ذلك ما يعارض المفاهيم الحقيقية للحديثين السابقين، وهل على طالب العلم أن يكون مظهره مناسباً لحالته المادية، أم عليه أن يلبس ويسكن ويأكل ما شاء في حدود الشرع الإسلامي دون ترف ولا مخيلة، وما معنى الأمر بالتحدث بالنعم في قوله تعالى: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ
الجواب:
الشيخ: الحديث الأول: إن الله جميل يحب الجمال؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: لما قال الناس: إن الرجل يحب أن يكون نعله حسناً وثوبه حسناً فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله جميل يحب الجمال؛ أي يحب التجمل في اللباس في النعال في الثوب في المشلح في القترة بأن هذا من إظهار آثار نعمة الله، وهو يقصد الحديث الذي ذكره، وهو أن الله إذا أنعم على العبد نعمة يحب أن يرى أثر نعمته عليه وأثر النعمة بحسب النعمة، فنعمة المال أثرها أن يكثر الإنسان من التتبع ومن نفق الخير، وكذلك أن يلبس ما يليق به من الثياب حتى أن بعض العلماء قال: إن الرجل الغني إذا لبس لباس الفقراء، فإنه يعد من لباس الشهرة، ولكن قد تدعو الحاجة، وقد تكون مصلحة في أن يلبس الإنسان لباس الفقراء، إذا كان عائشاً في وسط فقير، وأحب أن يلبس مثلهم؛ لئلا تنكسر قلوبهم، فإنه في هذه الحال قد يثاب على هذه النية، ويعطى الأجر على حسب نيته،
وأما قوله تعالى:(وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) فالمراد أن الإنسان يتحدث بنعمة الله سبحانه وتعالى عليه لإظهار فضل الله سبحانه وتعالى عليه، وأن ما حصل من هذه النعمة ليس بحوله وبقوته، ولكنه بنعمة الله، والتحدث بالنعمة يكون بالقول وبالفعل، فيكون بالقول مثل أن يقول للناس مثلاً في مناسبة: إن الله تعالى قد أعطاني المال بعد أن كنت فقيراً، وقد أعطاني الأولاد بعد أن كنت وحيداً، وما أشبه ذلك، وقد هداني الله بعد أن كنت على غير هدى، والتحدث بالفعل أن يفعل ما يدل على هذه النعمة، إذا كان عالماً يعلم الناس، وإذا كان غنياً يعطي الناس من أمواله، وإذا كان قوياً يدافع عن الناس بأيديهم بحسب الحال، وأما ما ذكره عن بعض الصحابة في تقشفهم، فهذا على سبيل التواضع؛ لئلا يكون من حولهم منكسر القلب بحسب أنه لا يستطيع أن يلبس مثل لباسهم، أو أن يطعم مثل طعامهم، والإنسان في هذه الأمور يراعي المصالح.
الشيخ ابن عثيمين