بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه وسلم وعلى من تبهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فهذه بعض الأحاديث الضعيفة والموضوعة في فضل ذي الحجة ، أو العشر منها أو في فضل بعض الأيام منها ، كيوم عرفة ، وليلة النحر وغير ذلك .. أضعها هنا بين يدي القراء حتى لا يقعوا في العمل بما دلت عليه من فضائل التي تنسب للدين وهي ليست منه في شيء، ولا يلحقهم الوعيد الذي جاء في التحذير من الكذب على رسول الله عند تبليغها لغيرهم ، ورحم الله علماء الحديث القدماء منهم والمعاصرين الذين تصدوا لذلك وغربلوا السنة من كل دخيل وبينوه ، وتكلموا في الرجال جرحا وتعديلا وسدوا الباب في وجه كل زنديق وضاع وضال مبتدع ، ومنافق أو مستشرق خبيث يكيد لهذا الدين ويشوه جماله ، وكل ضعيف مغفل أو متمذهب متعصب يتنصر لإمامه ومذهبه بالأحاديث الضعيفة والموضوعة ، ورغم كل ذلك فإن أغلب الأحاديث بينها العلماء ومرتبتها..
ولكن ها هو التاريخ يعيد نفسه ، وهاهم كل أولئك المذكورين آنفا ومعهم كثير من الجهلة ينشرون الأحاديث الموضوعة والواهية والضعيفة عن قصد أو عن جهل أو يضعونها وساعدهم في ذلك الإعلام المرئي والمقروء ، واعتقد جازما أن أغلب مما تعيشه الأمة من تفرق وتمزق ، وفتن ومحن وإحن كله بسبب تلك الأحاديث الموضوعة والواهية والضعيفة ، ولن تستقيم الحال وتصلح الأمة إلا إذا تخلصت من هذه المعضلة الكبيرة والمشكلة العويصة التي عشعشت بعقول الكثير من الوعاظ ، والقصاص ، والخطباء ، والمفكرين ، والمثقفين ، وبعض الفقهاء وغيرهم...
فعلى العلماء وطلبة العلم أن يبذلوا جهدا أكبر في التصدي لبيان هذا الشر المستطير بالحق الواضح المستنير ، فلا تكاد تسمع خطبة أو درسا أو محاضرة ؛ إلا سمعت فيها حديثا ضعيفا أو موضوعا ، ولا تكاد تقرأ شيئا في الكتب الفقهاء والرسائل ، والمجلات ، والمقالات في الجرائد إلا رأيت من ذلك العجب ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ومن ذلك ما انتشر في شهر رمضان ، وفي أشهر الحرم ، ومنها شهر ذي الحجة أو الأيام العشر الأولى منها ، فيها وفي بعض الأزمنة ، والأمكنة والشهور والأيام ، والصلاة فيها، والصيام والحج عموما ، والوقوف بعرفة ومزدلفة ومنى على وجه الخصوص والأضحية وغير ذلك ... وإليك بعضا منها مما وقفت عليه في كتب أهل العلم جزاهم المولى عظيم الأجر والعفو مع غفرانه والبر .
1 – الحديث الأول في فضل شهر رمضان وذي الحجة معا :
(سيد الشهور رمضان، وأعظمها حرمة ذو الحجة) .
قال الشيخ المحدث علامة الشام محمد ناصر الدين الألباني- رحمه الله - :ضعيف رواه أبو عثمان البجيرمي في الفوائد(40/1)، والبزار(960-كشف)، والديلمي (2/ 203)وابن عساكر في التاريخ (8/ 483/ 2) ، والضياء في الأحاديث والحكايات (14/ 145/ 1) عن يزيد بن عبد الملك، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً.
قلت (أي الألباني) : وهذا إسناد ضعيف؛ يزيد بن عبد الملك - وهو النوفلي -؛ قال الحافظ في "التقريب":"ضعيف".
قال كاتب هذه السطور : ضعَّفه أحمد؛ وقال عنده مناكير ، وابنُ معين في رواية وأبو زرعة وغيرهم. وتركه النسائيُّ وضعَّفه البخاريُّ جدًا وذكر الذهبي في المغني في الضعفاء (2/751) ترجمة (7123)أنهم أجمعوا على ضعفه .
قال الشيخ الألباني في تمام كلامه السابق : ورُوي من حديث ابن مسعود مرفوعاً به؛ دون الشطر الثاني، وزاد:((وسيد الأيام يوم الجمعة )).
أخرجه عبد الغني المقدسي في "فضائل رمضان" (ق 53/ 2)عن عيسى الأصم، عن إبراهيم بن طهمان، عن أبي إسحاق الهمداني، عن هبيرة بن يريم عنه. وعيسى الأصم؛ لم أعرفه.
قال أبو بكر : قول الشيخ – رحمه الله - : وعيسى الأصم؛ لم أعرفه. هو عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى الْفَرْوِيُّ يُكَنَّى بِأَبِي عَلْقَمَةَ الأَصَمِّ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ .
ففي تذكرة الحفاظ (أطراف أحاديث كتاب المجروحين لابن حبان) : لأبي الفضل محمد بن طاهر المعروف بابن القيسراني تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي حديث رقم 495 - «سَافِرُوا تَصِحُّوا وَتَسْلَمُوا» .
رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى الْفَرْوِيُّ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وَعَبْدُ اللَّهِ هَذَا يُكَنَّى بِأَبِي عَلْقَمَةَ الأَصَمِّ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ.
فهذا ذهول من الشيخ- رحمه الله - أو وهم وقع له – رحمه الله - وإلا فقد ذكره في السلسلة الصحيحة (3225)حديث : (اللهم! أعزّ الإسلام بعمر بن الخطاب خاصةً) .وقال عقبه : قلت : وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف الفروي هذا، ويُستغرب تصحيح ابن حبان إياه، مع أنه قد ذكره في "الضعفاء" باسمه وكنيته (2/45) .
وقال: "يروي العجائب، ويقلب على الثقات الأخبار التي يعرفها من الحديث صناعته أنها مقلوبة".وضعفه غيره أيضاً... إلى أن قال بعد دراسة للحديث وتصحيحه بالمتابع : وإذا عرفت هذا المتابع؛ فلعله به يزول الاستغراب الذي سبق ذكره؛ فإن الفروي الذي ضعفه ابن حبان يحتمل أن يكون عنده من أولئك الضعفاء الذين يقول فيهم :
" لا يحتج به إلا فيما وافق فيه الثقات ".فإن إخراجه لحديثه هذا في "صحيحه " يشير إلى هذا، وإلا؛ كان متناقضاً، وهذا غير لازم ما أمكن التوجيه الحسن، كما هو معروف عند أهل العلم من باب: (التمس لأخيك عذراً) . والله أعلم.
وهذا كلام ابن حبان في المجروحين (2/45)( 578) -عبد الله بن عِيسَى الْفَروِي أَبُو عَلْقَمَة الْأَصَم من أهل الْمَدِينَةِ يروي عَن بن نَافِع ومطرف بن عبد الله بن الْأَصَم الْعَجَائِب ويقلب على الثِّقَات الْأَخْبَار رَوَى عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ بن عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَالَ : ((سَافِرُوا تَصِحُّوا وَتَسْلَمُوا)).
قال الشيخ بعد قوله : وعيسى الأصم لم أعرفه :
وقد خولف في إسناده؛ فقد أخرجه أبو بكر الشافعي في "الفوائد" (2/ 8/2 و9/1)من طريقين آخرين، عن أبي إسحاق به موقوفاً على ابن مسعود.
وكذلك أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/ 21/ 2) من طريق المسعودي؛ عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة قال: قال عبد الله: ... فذكره موقوفاً عليه. سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (8/205)( 3727).
قال أبو بكر : وأخرجه الهيثمي في المجمع (4777)وقال : رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ.
لكنه ورد بلفظ : ((سيد الشهور شهر رمضان وسيد الأيام يوم الجمعة )) دون ذكر لذي الحجة فيه بأسانيد صحيحة موقوفا على ابن مسعود .
أخرجه ابن أبى شيبة (1/477، رقم 5509) بسند صحيح ، وعبد الرزاق (4/307، رقم 7894) ، والبيهقى فى شعب الإيمان (3/314، رقم 363 .
2 – الحديث الثاني في فضل العشر : (( مَنْ صَامَ الْعَشْرَ فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ صَوْمُ شَهْرٍ وَلَهُ بِصَوْمِ يَوْمِ التَّرْوِيَةِ سَنَةٌ وَلَهُ بِصَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ سَنَتَانِ)).
رَوَاهُ ابْنُ عَدِيٍّ عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا وَلا يَصِحُّ وَفِي إِسْنَادِهِ: الْكَلْبِيُّ كَذَّابٌ وَأَخْرَجَهُ أَبُو الشَّيْخِ فِي الثَّوَابِ .
وَرَوَاهُ ابْنُ النَّجَّارِ فِي تَارِيخِهِ من حديث جابر هو من طريق الحسين بن موسى بن عمران (وفيه نظر) عن عامر ابن سيار (فيه ضعف) عن محمد بن عبد الملك (هو الأنصاري المدني: كذاب وضاع).الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة(1/96)لمحمد بن علي بن محمد الشوكاني ، تحقيق عبد الرحمن بن يحي المعلمي اليماني .
والموضوعات (2/19 لابن الجوزي وقال بعده : وَهَذَا حَدِيث لَا يَصح.
قَالَ سُلَيْمَان التَّيْمِيّ: الكلبي كَذَّاب.
وَقَالَ ابْن حِبَّانَ:وضوح الْكَذِب فِيهِ أظهر من أَن يحْتَاج إِلَى وَصفه.
قال أبو بكر : الكلبي، وهو محمد بن السائب بن بشر الكلبي، أبو النضر الكوفي، النسابة المفسر، قال فيه ابن حجر في "تقرب التهذيب (1/479) متهم بالكذب ورمي بالرفض، من السادسة، مات سنة ست وأربعين أي ومائة.
قال البخاري في كتابه الضعفاء الصغير(1/121)(337)محمد بن السائب أبو النضر الكلبي، تركه يحيى بن سعيد، وابن مهدي. حدثنا علي ثنا يحيى بن سعيد عن سفيان قال: قال لي الكلبي: قال لي أبو صالح: كل شيء حدثتك فهو كذب، وروى محمد بن إسحاق، عن أبي النصر، وهو الكلبي.وقال النسائي في المجروحين (1/90) متروك الحديث .فقد اتفق العلماء على تركه واتهامه بالكذب ،انظر التهذيب للحافظ ابن حجر (9/178-181) .
3 -حديث: "مَنْ صَامَ آخِرَ يَوْمٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ وَأَوَّلَ يَوْمٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ: فَقَدْ خَتَمَ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَافْتَتَحَ السَّنَةَ الْمُسْتَقْبَلَةَ بِصَوْمٍ جَعَلَهُ اللَّهُ كَفَّارَةَ خَمْسِينَ سَنَةً".
رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مرفوعا وفيه كذابان. وهو في المعيار (1/606) ح1004) الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة .المؤلف: محمد بن علي بن محمد الشوكاني . تحقيق عبد الرحمن بن يحي المعلمي اليماني.
وعلته أَحْمد بن عبد الله الْهَرَوِي حَدَّثَنَا قُطْبُ بْنُ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: : ((مَنْ صَامَ آخِرَ يَوْمٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ وَأَوَّلُ يَوْمٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ فَقَدْ خَتَمَ السَّنَةَ الْمَاضِيَةِ وَافْتَتَحَ السَّنَةَ الْمُسْتَقْبَلَةَ بِصَوْمٍ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ كَفَّارَةَ خَمْسِينَ سَنَةً )).
والْهَرَوِيُ هُوَ الجويباري ، ووَهْب، كِلَاهُمَا كَذَّاب وَضاع. اللآليء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة.عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي .تحقيق أبو عبد الرحمن صلاح بن محمد بن عويضة . وتذكرة الموضوعات(1/11لمحمد طاهر بن علي الصديقي الهندي الفَتَّنِي .
والكامل في ضعفاء الرجال(1/292)لابن عدي الجرجاني (المتوفى: 365هـ) تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود-علي محمد معوض .
قال حبان في المجروحين (1/142) 68 - أَحْمَد بْن عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن مُوسَى بْن فَارس بْن مرداس بْن نهيك التَّيْمِي الْعَبْسِي أَبُو عَلَي الجويباري من أهل هراة دجال من الدجاجلة كَذَّاب يرْوى عَن بن عُيَيْنَة ووكيع وَأبي ضَمرَة وَغَيرهم من ثِقَات أَصْحَاب الْحَدِيث وَيَضَع عَلَيْهِم مَا لَمْ يحدثوا وَقَدْ روى عَن هَؤُلاءِ الْأَئِمَّة أُلُوف حَدِيث مَا حدثوا بِشَيْء مِنْهَا كَانَ يَضَعهَا عَلَيْهِم لَا يحل ذكرهم فِي الْكتب إِلَّا عَلَى سَبِيل الْجرْح فِيهِ وَلَو أَن أَحْدَاث أَصْحَاب الرَّأْي بِهَذِهِ النَّاحِيَة خَفِي عَلَيْهِم شَأْنه لَمْ أذكرهُ فِي هَذَا الْكتاب لشهرته عِنْدَ أَصْحَاب الْحَدِيث قاطبة بِالْوَضْعِ عَلَى الثِّقَات مَا لَمْ يحدثوا رَوَى عَنْ سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن بن طَاوس عَن أَبِيه عَن بن عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:(( الإِيمَانُ قَوْلٌ وَالْعَمَلُ شَرَائِعُهُ لَا يَزِيدُ وَلا يَنْقُصُ)).
وقال أبو نعيم في كتابه الضعفاء (1/65) الْوَاضِع على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غير حَدِيث سَاقِط مَتْرُوك .وقال النَّسَائي والدارقطني: كذاب.
وقال ابن حبان في كتابه المجروحين (2/43) 574 -عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ النَّسَوِيُّ شيخ دجال يضع الْحَدِيث عَلَى الثِّقَات وَيلْزق الموضوعات بالضعفاء يروي عَن يزِيد بن هَارُون وَأهل الْعرَاق لَا يحل ذكره فِي الْكتب بحيلة إِلَّا على سَبِيل الْجرْح فِيهِ وَهَذَا شيخ لَيْسَ يعرفهُ كل إِنْسَان إِلَّا من تتبع حَدِيثه وَلم يكن لنا همة فِي رحلتنا إِلَّا تتبع الضُّعَفَاء والتنقير عَن أنبائهم
وَكِتَابَة حَدِيثهمْ للمعرفة والسبر رَوَى هَذَا الشَّيْخُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ ضَيْفًا بَعَثَ إِلَيْهِمْ قَبْلَ ذَلِكَ بِأَرْبَعِينَ صَبَاحًا طَيْرًا أَبْيَضَ )) ثُمَّ ذَكَرَ حَدِيثًا فِي وَرَقَتَيْنِ أَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بِنَسَا قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ النَّسَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ فِي أَشْيَاءَ كَتَبْنَاهَا عَنْهُ عَنِ الثِّقَاتِ كُلُّهَا مَوْضُوعَةٌ تَتَبَّعْتُ حَدِيثَهُ فَكَأَنَّهُ اجْتَمَعَ مَعَ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُوَيْبَارِيِّ وَاتَّفَقَا عَلَى وَضْعِ الْحَدِيثِ فَقل حَدِيث للرأيته لِلْجُوَيْبَارِيِّ مِنَ الْمَنَاكِيرِ الَّتِي تَفَرَّدَ بِهَا إِلَّا وَرَأَيْتُهُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ هَذَا بِعَيْنِهِ كَأَنَّهُمَا مُتَشَارِكَانِ فِيهِ.
وقال أبو نعيم الأصبهاني (5/35): روى، عَنِ ابن وهب ويزيد بن هارون المناكير، لا شيء.
4 – الحديث الرابع في فضل يوم عرفة والصلاة بين الظهر والعصر : (من صلى يوم عرفة بين الظهر والعصر أربع ركعات ، يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة ، وقل هو الله أحد خمسين مرة ، كتب الله له ألف ألف حسنة ....إلخ.
ذكره عبد الحي اللكنوي في كتابه الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة (1/87): صَلَاة يَوْمَ عَرَفَةَ فقال :
حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا مَنْ صَلَّى يَوْمَ عَرَفَةَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ أَرْبَعَ رَكْعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ خَمْسِينَ مَرَّةً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَرُفِعَ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ بَين كل دَرَجَتَيْنِ مسيرَة خَمْسمِائَة عَامٍ وَيُزَوِّجُهُ اللَّهُ بِكُلِّ حَرْفٍ فِي الْقُرْآنِ حَوْرَاءً مَعَ كُلِّ حَوْرَاءٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَائِدَةٍ مِنَ الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ عَلَى كُلِّ مَائِدَةٍ سَبْعُونَ أَلْفَ لَوْنٍ مِنْ لَحْمِ طَيْرٍ خُضْرٍ بَرَدُهُ الثَّلْجُ وَحَلاوَتُهُ حلاوة الْعَسَل وريحه ريح الْمِسْكِ لَمْ تَمَسَّهُ نَارٌ وَلا حَدِيدٌ تَجِدُ لآخِرِهِ طَعَامًا كَمَا تَجِدُ لأَوَّلِهِ ثُمَّ يَأْتِيهِمْ طَيْرٌ جِنَاحَاهُ مِنْ يَاقُوتَتَيْنِ حَمْرَاوَيْنِ وَمُنْقَارُهُ مِنْ ذَهَبٍ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ جَنَاحٍ فَيُنَادِي بِصَوْتٍ لَذِيذٍ لَمْ يَسْمَعِ السَّامِعُونَ بِمِثْلِهِ مَرْحَبًا بِأَهْلِ عَرَفَةَ وَيَسْقُطُ ذَلِكَ الطَّيْرِ فِي صَحْفَةِ الرَّجُلِ مِنْهُمْ فَيَخْرُجُ مِنْ تَحْتِ كُلِّ مِنْ أَجْنِحَتِهِ سَبْعُونَ لَوْنًا مِنَ الطَّعَامِ فَيَأْكُلُ مِنْهُ وَيَنْتَفِضُ فَيَطِيرُ فَإِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ أَضَاءَ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ مِنَ الْقُرْآنَ نُورٌ حَتَّى يَرَى الطَّائِفِينَ حَوْلَ الْبَيْتِ وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ ثُمَّ يَقُولُ عِنْدَ ذَلِكَ رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ مِمَّا يَرَى مِنَ الثَّوَابِ وَالْكَرَامَةِ.
أَخْرَجَهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ (( في كتابه الموضوعات (2/132)) بِسَنَدِهِ عَنِ النَّهَّاسِ بْنِ قَهْمٍ عَنْ قَتَادَة عَن سعيد ابْن الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - t- وَقَالَ مَوْضُوعٌ ، فِيهِ ضُعَفَاءُ وَمَجَاهِيلُ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: النهاس لَا يساوى شَيْئًا.
وَقَالَ ابْن حِبَّانَ: كَانَ يروي الْمَنَاكِير عَن الْمَشَاهِير لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ.، انْتَهَى.
قال اللكنوي : وَأَقَرَّهُ السُّيُوطِيُّ وَابْنُ عِرَاقٍ وَغَيْرُهُمَا. .
هذا كلام ابن حبان في كتابه المجروحين (3:56) ترجمة رقم (1119) بتمامه :النهاس بن قهم كنيته أَبُو الْخطاب من أهل الْبَصْرَة من بني قيس يروي عَن عَطاء وَقَتَادَة روى عَنْهُ الْعِرَاقِيُّونَ كَانَ مِمَّن يروي الْمَنَاكِير عَن الْمَشَاهِير وَيُخَالف الثِّقَات فِي الرِّوَايَات لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ .
أخبرنَا مَكْحُول قَالَ حَدثنَا عُثْمَان بن خرزاذ قَالَ سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ عَنْهُ يَعْنِي عَنِ النَّهَّاسِ بْنِ قَهْمٍ فَقَالَ ضَعِيفٌ .
وقال يَحْيَى بْنُ مَعِين : نهاس بْن قهم ضعيف الحديث كَانَ يقص وليس بشَيْءٍ. الكامل في الضعفاء (8/326).
5 - حديث آخر للنّهّاس بن قهم : قال ابن عدي في الكامل ( 8/326)حَدَّثَنَا الساجي، حَدَّثَنا أبو بكر بن نافع، حَدَّثَنا مسعود بن واصل، حَدَّثَنا النهاس بن قهم عن قَتَادَةَ عَنْ سَعِيد بْنِ المُسَيَّب، عَن أَبِي هُرْيَرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: (( أَفْضَلُ الأَيَّامِ أَيَّامُ الْعَشْرِ)) لا أَعْلَمُ رَواه عَن قَتادَة غَيْرُ النهاس بن قهم وعن النهاس بن قهم مسعود بن واصل.وقد علمت حالهما .
لكن ورد بلفظ (( أفضل أيام الدنيا العشر )) وهو صحيح لغيره قاله الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب .
1150 عن جابرٍ رضي الله عنه؛ أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قال: ((أفضلُ أيامِ الدنيا العشرُ ))-يعني: عشرَ ذي الحجةِ-".
قيل: ولا مثلُهن في سبيلِ الله؟ قال:((ولا مثلُهن في سبيلِ الله، إلا رجلٌ عَفَّرَ وجهه بالتراب)) الحديث.
[صحيح لغيره] رواه البزار بإسناد حسن، وأبو يعلى بإسناد صحيح، ولفظه: قال: ((ما من أيامٍ أفضل عند الله من أيام عشر ذي الحِجَّة)).
قال: فقال رجل: يا رسول الله! هن أفضل أم عدتهن جهاداً في سبيل الله؟ قال:
"هُنَّ أفضلُ مِن عِدَّتِهنَّ جهاداً في سبيل الله، إلا عفيرٌ يُعَفِّرُ وجهه في التراب" الحديث. ورواه ابن حبان في "صحيحه".
ويأتي بتمامه إن شاء الله [في "الضعيف" أول الباب التالي].
وهذا الذي أشار إليه الشيخ – رحمه الله -: 9 - (الترغيب في الوقوف بعرفة والمزدلفة، وفضل يوم عرفة).
738 - [ضعيف] عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما من أيامٍ عند الله أَفضلُ من عَشرِ ذي الحِجَّة)).
قال: فقال رجل: يا رسول الله! هنّ أفضل أَم عِدَّتُهنَّ جهاداً في سبيل الله؟ قال: (( هنَّ أفضل من عِدَّتِهنَّ جهاداً في سبيل الله )).
قال الشيخ - رحمه الله - إلى هنا الحديث صحيح لغيره، وقد تقدم في "الصحيح"، في الباب الذي قبله. فانتبه.
وما من يوم أَفضلُ عند الله من يومِ عرفة، ينزل اللهُ تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، فيباهي بأَهل الأرض أهلَ السماء، فيقول: انظُروا إلى عبادي جاءوني شُعثاً غُبراً ضاحِين، جاءوا من كل فَجٍّ عميق، يرجون رحمتي، ولم يروا عذابي، فلم يُرَ يومٌ أَكثرُ عتيقاً من النار من يوم عرفة".
رواه أبو يعلى والبزار وابن خزيمة ، وابن حبان في "صحيحه" واللفظ له، والبيهقي ولفظه: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :(( إذا كان يوم عرفة فإن الله تبارك وتعالى يُباهي بهم الملائكة، فيقول: انظُروا إلى عبادي أَتَوني شُعثاً غُبراً ضاحِينَ من كل فجّ عميقٍ، أشهدُكم أني قد غفرت لهم. فتقول الملائكة: إن فيهم فلاناً مُرَهَّقاً، وفلاناً، قال:
يقول الله عز وجل: قد غفرت لهم". قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما من يومٍ أكثر عتيقاً من النار من يوم عرفة)).
ولفظ ابن خزيمة نحوه ، لم يختلفا إلا في حرفٍ أو حرفين.
(المرَهَّق): هو الذي يغشى المحارم، ويرتكب المفاسد.
قوله: (ضاحين) هو بالضاد المعجمة والحاء المهملة: أي بارزين للشمس غير مستترين منها، يقال لكل من برز للشمس من غير شيء يظله ويُكنه: إنه لضاحٍ.
وفيه أيضا" مسعود بن واصل" :
قال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب (10/120) ترجمة رقم (217): مسعود بن واصل العقدي البصري الأزرق صاحب السابري روى عن النهاس بن قهم ...
قال الآجري عن أبي داود ليس بذاك ، وذكره بن حبان في الثقات واستغرب الترمذي حديثه عن النهاس عن قتادة عن سعيد عن أبي هريرة في صوم أيام العشر وليس له في السنن غيره :
قلت: تتمة كلام بن حبان : يكني أبا مسلم ربما أغرب ، وقرأت بخط الذهبي ضعفه أبو داود الطيالسي ثم وجدت ذلك في الضعفاء لابن الجوزي. يتبع - إن شاء الله -
تعليق