الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أمّا بعد :
فقد أخرج مسلم في كتاب الجنائز 974 من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : ألا أحدثكم عن النبي صلى الله عليه وسلم وعني قلنا بلى قالت لما كانت ليلتي التي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيها عندي انقلب فوضع رداءه وخلع نعليه فوضعهما عند رجليه وبسط طرف إزاره على فراشه فاضطجع فلم يلبث إلا ريثما ظن أن قد رقدت فأخذ رداءه رويدا وانتعل رويدا وفتح الباب فخرج ثم أجافه رويدا فجعلت درعي في رأسي واختمرت وتقنعت إزاري ثم انطلقت على إثره حتى جاء البقيع فقام فأطال القيام ثم رفع يديه ثلاث مرات ثم انحرف فانحرفت فأسرع فأسرعت فهرول فهرولت فأحضر فأحضرت فسبقته فدخلت فليس إلا أن اضطجعت فدخل فقال : ما لك يا عائش حشيا رابية قالت: قلت لا شيء قال : لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير قالت : قلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي فأخبرته قال : فأنت السواد الذي رأيت أمامي قلت: نعم، فلهدني في صدري لهدة أوجعتني ثم قال : أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله قالت: مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللهُ، نَعَمْ .قال: فإن جبريل أتاني حين رأيت فناداني فأخفاه منك فأجبته فأخفيته منك ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك وظننت أن قد رقدت فكرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشي فقال إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم قالت : قلت كيف أقول لهم يا رسول الله قال : قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون .
وإنّي وجدت هذا الحديث في تطبيق صحيح مسلم على جهاز الأندرويد وقد حُرّف، فجعلوا زيادة "نعم" من قوله صلى الله عليه وسلم وهذا غلط وتحريف بل الصواب أنّ زيادة "نعم" هي من قول الصديقة رضي الله عنها .
قال الدكتور محمد علي فركوس-حفظه الله- في كتابه العذر بالجهل في النصوص الشرعية ص37 قال: وهذا ليس فيه شك في علم الله تعالى، بل العكس فيه تقرير للعلم، ويدل على ذلك تصديق نفسها حيث أكدّت مقالتَها بالإثبات.
وقال الإمام النووي-رحمه الله- في شرحه لمسلم 44/7 قال: هكذا هو في جميع الأصول وهو صحيح وكأنها لما قالت : "مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللهُ" صدّقت، نفسها فقالت : نَعَمْ.
وفي بحثي عن الحديث عبر الشبكة العنكبوتية وجدت الحديث في موقع الدكتور خالد المصلح -أصلحه الله-ينقله من "مجموع الفتاوى" (11/411-413) لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- بخطأه، ولا أعلم هل الدكتور نقله من الشبكة بخطأه هكذا، أم لعله نقله من النسخة الخطية بالخطأ، ثم تبين لي أن الدكتور ينقله من الفتاوى لابن تيمية، ولا ريب أنّ شيخ الإسلام وهِم هنا وظنها من قوله صلى الله عليه وسلم، ولكنّ الصواب أنها من قول أم عبد الله عائشة رضي الله عنها.كما هو مثبت في صحيح مسلم، والله أعلم.
وأيضا أخطأ في نقله سفر الحوالي -أصلحه الله-كما في موقعه، ونسب زيادة "نعم" إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
وكلهم يقلدون خطأهم هذا شيخ الإسلام.رحمه الله.حين فاته ذلك، ونسوا الرجوع إلى أصل المادة وهي متوفرة موجودة .
هذا والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل
أخوكم : ستر الله عيوبه
محمّد عوّاد
الجزائر 02/01/1438
30/03/2017
تعليق