[جمع] السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية (صحيح البخاري) للشيخ بدر محمد البدر العنزي

[أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي]

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فهذا جمع لمجموعة منشورات السلسلة التعريفية بالكتب الحديثية للشيخ بدر محمد البدر العنزي -حفظه الله-


1- صحيح البخاري

كتاب الجامع الصحيح المسند المختصر من حديث رسول الله -عليه الصلاة والسلام- وسننه وأيامه.

للإمام الحافظ أبي عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري ، أصح كتب الحديث المصنفة ، وهو أول كتاب صُنف في الصحيح المجرد.

-قال الحافظ النووي في شرح مقدمة مسلم (ظ،ظ¤): "اتفق العلماء على أن أصح الكتب بعد القرآن العزيز ، الصحيحان ، البخاري ومسلم ، وتلقتهما الأمة بالقبول ، وكتاب البخاري أصحهما".اهـ

- وقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية(ظ،ظ¤/ظ¥ظ¢ظ§) عن صحيح البخاري: "أجمع على قبوله وصحة ما فيه أهل الإسلام".اهـ

-وقال العلامة علي الجُرجاني في فن أصول مصطلح الحديث(ظ¥ظ¨): "وأول من صنف في الصحيح المجرد الإمام البخاري".اهـ
----------

سبب تأليفه:
قيل: إن البخاري أراد أن يجمع الأحاديث الصحاح في مصنف لما رأى الكتب التي أُلفت قبله جمعت الصحيح والضعيف ، فألف كتابه الصحيح.

- وقيل إن سبب تأليفه أنه رأى في منامه أنه يذب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بمروحة في يده فسأل بعض المعبرين فقال: أنت تذب الكذب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فألف الجامع الصحيح.

- وقيل إنه سمع شيخه ابن راهويه يقول: لو جمعتم كتاباً مختصراً لصحيح سنة رسول الله -ï·؛- ، قال البخاري: فوقع
ذلك في قلبي فأخذت في جمع الجامع الصحيح.
-----------

- ونقل عن البخاري رحمه الله أنه قال: ما أدخلت في الجامع الصحيح حديثاً إلا بعد ما استخرت الله تعالى وصليت ركعتين وتيقنت صحته.

- ونقل عنه أيضاً رحمه الله أنه قال: صنفت كتابي الصحيح لست عشرة سنة وخرجته من ستمائة ألف حديث.
--------------

عدة أحاديثه:
بلغت أحاديثه المرفوعة الموصولة (ظ§ظ£ظ©ظ§) بالمكرر ومن غير المكرر (ظ¢ظ¦ظ*ظ¢) حديثاً.
وجملة ما فيه من الموصول والمعلق والمتابعات (ظ©ظ*ظ¨ظ¢) حديثاً بالمكرر.
------------

العالي والنازل في صحيحه:
أعلى أسانيد البخاري في صحيحه ثلاثيات وعنده (ظ¢ظ¢) ثلاثياً.
وأنزل أسانيده تساعي ، وهو حديث رقم(ظ§ظ،ظ£ظ¥) ، قال الحافظ ابن حجر في الفتح(ظ،ظ£/ظ،ظ¢ظ¥): عنه : يقال إنه أطول
سنداً في البخاري فإنه تساعي.اهـ
-------------

معلقات البخاري:
-المعلق: هو ما حُذف من أول إسناده راوٍ فأكثر.
بلغت معلقاته (ظ،ظ£ظ¤ظ،) فيها المرفوع والموقوف والمقطوع.

-درجة معلقاته:
قسّم أهل العلم معلقات البخاري إلى قسمين:
•الأول: ما رواه معلقاً ووصله في صحيحه. وهذا صحيح.

•الثاني: ما رواه معلقاً ولم يصله في صحيحه. وهذا إن ساقه بصيغة الجزم فهو صحيح عنده
وإن ساقه بصيغة التمريض فهو ضعيف عنده. وقيل غير هذا ، والله أعلم.
------------
عاداته في صحيحه:
ظ،- من عاداته: أنه لا يكرر الحديث بإسناد واحد ومتن واحد إلا نادراً.
•مثاله:
حديث عبدالله بن مغفل رضي الله عنه (في جِراب الشحم)
رواه في كتاب فرض الخمس رقم(ظ£ظ،ظ¥ظ£)
قال البخاري حدثنا أبوالوليد حدثنا شعبة عن حميد بن هلال عن عبدالله بن مغفل
-رضي الله عنه- قال: (كنا محاصرين قصر خيبر فرمى إنسان بجراب فيه شحم فنزوت لآخذه فالتفت فإذا النبي عليه الصلاة والسلام فاستحييت منه).
ورواه في كتاب الذبائح والصيد رقم(ظ¥ظ¥ظ*ظ¨)
قال البخاري حدثنا أبوالوليد حدثنا شعبة عن حميد بن هلال عن عبدالله بن مغفل رضي الله عنه قال: (كنا محاصرين قصر خيبر فرمى إنسان بجراب فيه شحم فنزوت لآخذه فالتفت فإذا النبي عليه الصلاة والسلام فاستحييت منه).

ظ¢- ومنها: إذا روى عن شيخ مجروح يقلل الرواية عنه ، وأحياناً يروي معه متابع لتقوية روايته.
•مثاله:
حديث رقم(ظ¥ظ©) قال البخاري حدثنا محمد بن سنان حدثنا فُليح ، ح ، وحدثني إبراهيم بن المنذر حدثنا محمد بن فُليح.
-قال الحافظ ابن حجر في الفتح(ظ،/ظ،ظ§ظ¤): فليح بن سليمان المدني من طبقة مالك صدوق ، تكلم بعض الأئمة في حفظه ولم يخرج له البخاري من حديثه في الأحكام إلا ما توبع عليه.اهـ

ظ£- ومنها: أنه يختصر الحديث ويقطعه.
قال الحافظ ابن حجر في هدي الساري(ظ،ظ§):
وأما تقطيعه للحديث في الأبواب تارة واقتصاره منه على بعضه أخرى فذلك لأنه إن كان المتن قصيراً أو مرتبطاً بعضه ببعض وقد اشتمل على حكمين فصاعداً فإنه يعيده بحسب ذلك مراعياً مع ذلك عدم إخلائه من فائدة حديثية.اهـ

ظ¤- ومنها: أنه إذا روى عن أكثر من شيخ فإن اللفظ يكون للآخر منهم.
•مثاله:
حديث رقم (ظ£ظ¢) قال البخاري حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة ، ح ، وحدثني بشر قال حدثنا محمد عن شعبة عن سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن عبدالله رضي الله عنه قال:،لما نزلت: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) قال أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام أيُّنا لم يَظلم؟ فأنزل الله: (إن الشرك لظلم عظيم)
قال الحافظ ابن حجر في الفتح(ظ،/ظ،ظ،ظ*): اللفظ المساق لفظ بشر.اهـ

ظ¥- ومنها: أنه إذا تحول من إسناد لآخر ساق المتن على لفظ الثاني.
•مثاله:
حديث رقم (ظ§ظ*ظ¦ظ*) قال البخاري حدثنا أبو نعيم حدثنا ابن عيينة عن الزهري ، ح ، وحدثني محمود أخبرنا عبدالرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة عن أسامة بن -زيد رضي الله- عنه قال: (أشرف النبي -صلى الله عليه وسلم- على أُطُم من آطام المدينة فقال: هل ترون ما أرى؟ قالوا: لا ، قال: فإني لأرى الفتن تقع خلال بيوتكم كوقع القطر).

-قال الحافظ ابن حجر في الفتح(ظ،ظ£/ظ،ظ¦): قوله:(هل ترون ما أرى؟ قالوا: لا) وهذه الزيادة أيضاً لمعمر ولم أرها في شيء من الطرق عن ابن عيينة.اهـ

-وحديث رقم (ظ§ظ*ظ¦ظ©) قال البخاري حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري ، ح ، وحدثنا إسماعيل حدثني أخي عن سليمان بن بلال عن محمد بن عتيق عن ابن شهاب عن هند بنت الحارث الفراسية أن أم سلمة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: (استيقظ رسول الله -عليه الصلاة والسلام- ليلة فزعاً يقول: سبحان الله ماذا أنزل الله من الخزائن؟ وماذا أُنزل من الفتن؟...)
قال ابن حجر في الفتح(ظ،ظ£-ظ¢ظ¦): "ساقه على لفظ السند الثاني".اهـ
----------------

ظ¦- ومنها: أنه يذكر اسم الراوي المهمل أحياناً.
•مثاله:
حديث رقم (ظ¦ظ£) قال البخاري حدثنا عبدالله بن يوسف حدثنا الليث عن سعيد-هو المقبري.
ورقم (ظ©ظ§) قال البخاري أخبرنا محمد-هو ابن سلام-.
ورقم (ظ¥ظ¢ظ£) قال البخاري حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عباد - هو ابن عباد - عن أبي جمرة.
ورقم (ظ¥ظ¤ظ¢) قال البخاري حدثنا محمد - يعني ابن مقاتل.
ورقم (ظ¥ظ¤ظ£) قال البخاري حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد-هو ابن زيد- عن عمرو بن دينار.
----------------

ظ§- ومنها: الاعتناء بتراجم الأبواب ، حتى قيل: فقه البخاري في تراجمه.
وصُنف في فقه تراجم البخاري مصنفات منها: كتاب المتواري على أبواب البخاري للعلامة ابن المنير.
وكتاب تراجم أبواب البخاري للشيخ المحدث الشاه ولي الدهلوي ، وكتاب شرح تراجم أبواب البخاري للمحدث الكاندهلوي.
----------------

ظ¨- ومنها: أنه لا يكرر الترجمة إلا نادراً.
•مثاله:
قال البخاري في كتاب الشهادات ، ظ،ظ¤-،باب شهادة المرضعة.
وفي كتاب النكاح ، ظ¢ظ¤- باب شهادة المرضعة.
----------------

ظ©- ومنها: أنه يترجم أحياناً بلفظ حديث ليس على شرطه.
•مثاله:
كتاب الإيمان ، باب قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: الدين النصحية لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح(ظ،/ظ،ظ¦ظ¨): هذا الحديث أورده المصنف هنا ترجمة باب ولم يخرجه مسنداً في الكتاب لكونه على غير شرطه.اهـ
----------------

ظ،ظ*- ومنها: أنه يعقد الترجمة بلفظ الاستفهام أحياناً.
ولهذا أسباب:
منها: إذا كان لفظ الحديث محتملاً لأكثر من وجه.
ومنها: إذا أراد الرد على طائفة.
•مثاله:
قال البخاري: كتاب التيمم ، ظ¤- باب المتيمم هل ينفخ فيهما؟
قال الحافظ ابن حجر في الفتح(ظ،/ظ¥ظ¢ظ،):
وإنما ترجم بلفظ الاستفهام لينبه على أن فيه احتمالاً كعادته ، لأن النفخ يحتمل أن يكون لشيء علق بيده خشي أن يصيب وجهه الكريم أو علق بيده من التراب شيء له كثرة فأراد تخفيفه ، ويحتمل أن يكون لبيان التشريع.اهـ

وقال في كتاب النكاح ، ظ¥ظ¦- باب كيف يُدعى للمتزوج؟
قال الحافظ ابن حجر في الفتح(ظ©/ظ¢ظ¥ظ¥):
قال ابن بطال: إنما أراد بهذا الباب والله أعلم رد قول العامة عند العرس بالرفاء والبنين فكأنه أشار إلى تضعيفه.اهـ
----------------

ظ،ظ،- ومنها: أنه قد يترجم بعض الحديث لبيان معناه ، وقد يترجم بطرف منه ليدل عليه.
قال القاضي المهلب ابن أبي صُفرة في المختصر النصيح (ظ،/ظ،ظ¥ظ*):
قد يترجم بعض الحديث لبيان معناه ، وقد يترجم بطرف منه ليدل عليه ، وفي كثير من الأبواب خرج فيها أحاديث يخفى معنى ذلك التبويب من نصها إلا باستدلال خفي وغوص ذكي ولو أمهل والله أعلم لأردف تلك النصوص بما هو أجلى لوجوه المعاني وأظهر لها.اهـ
----------------

ظ،ظ¢- ومنها: أنه يذكر بعض الأحكام الفقهية أحياناً.
•مثاله:
قال البخاري ظ¤- كتاب الوضوء ظ،- باب ما جاء في الوضوء.
قال البخاري: وبيّن النبي -عليه الصلاة والسلام- أن فرض الوضوء مرة مرة وتوضأ أيضاً مرتين مرتين وثلاثاً ، ولم يزد على ثلاث ، وكره أهل العلم الإسراف فيه وأن يجاوزوا فعل النبي عليه الصلاة والسلام.اهـ

وقال: ظ¢ظ§- كتاب المحصر ، ظ¦- باب قوله تعالى: (فمن كان منكم مريضاً أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك)
قال البخاري: وهو مخيّر ، فأما الصوم فثلاثة أيام.
----------------

ظ،ظ£- ومنها: أنه يفسر غريب الحديث أحياناً.
•مثاله:
حديث رقم (ظ،ظ¥ظ¢) (فأحمل أنا وغلام إداوة من ماء وعنزة).
قال البخاري: العنزة: عصا عليه زُج.

ورقم (ظ¥ظ¥ظ¢) (كأنما وُتِر أهله وماله)
قال البخاري: وترت الرجل: إذا قتلت له قتيلاً أو أخذت له مالاً.

ورقم (ظ¢ظ*ظ©ظ©) (وكانت عنده إبل هيم)
قال البخاري: الهائم: المُخالف للقصد في كل شيء.
---------------

ظ،ظ¤- ومنها: ترجيح بعض الروايات على بعض حال شك الراوي.
•مثاله:
حديث رقم (ظ¢ظ¥ظ£) قال البخاري حدثنا أبو نعيم حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن جابر بن زيد عن ابن عباس -رضي الله عنه- أن النبي -عليه الصلاة والسلام- وميمونة كانا يغتسلان من إناء واحد.
قال البخاري: كان ابن عيينة يقول أخيراً: (عن ابن عباس عن ميمونة) والصحيح ما رواه أبو نعيم.
-------------

ظ،ظ¥- ومنها: أنه قد يكتفي أحياناً بالترجمة ولا يسوق الحديث.
•مثاله:
قال البخاري:
ظ£ظ¤- كتاب البيوع ، ظ،ظ*ظ§- باب أمر النبي عليه الصلاة والسلام اليهود ببيع أراضيهم حين أجلاهم.
قال البخاري: فيه المقبري عن أبي هريرة.
-------------

ظ،ظ¦- ومنها: أنه قد يعقد الترجمة ويكتفي بالآية أحياناً.
•مثاله:
قال البخاري:
ظ£ظ§- كتاب الإجارة ، ظ¦- باب من استأجر أجيراً فبين له الأجل ولم يُبين العمل.
لقوله تعالى: (إني أُريد أن أُنكحك إحدى ابنتى هاتين) إلى قوله: (والله على ما نقول وكيل).
---------------
يتبع...