شرح حديث (مثل المنافق كمثل الشاة العائرة )
خرج الإمام مسلم في صحيحه : ( 2784 ) حدثني محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا أبي ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة قالا حدثنا عبيدالله ح وحدثنا محمد بن المثنى ( واللفظ له ) أخبرنا عبدالوهاب ( يعني الثقفي ) حدثنا عبيدالله عن نافع عن ابن عمر
: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال" مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة" .
[ ش ( العائرة ) المترددة الحائرة لا تدري أيهما تتبع ( تعير ) أي تتردد وتذهب .
قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 5853 في صحيح الجامع
قال المناوي – رحمه الله – في فيض القدير 5/ 515 :
( مثل المنافق كمثل الشاة العائرة ) بعين مهملة المترددة المتحيرة قال التوربشتي : وأكثر استعماله في الناقة وهي التي [ ص 516 ] تخرج من إبل إلى أخرى ليضربها الفحل ثم اتسع في المواشي ( بين الغنمين ) أي القطيعين من الغنم قال في المفصل : قد يثنى الجمع على تأويل الجماعتين في الفرقتين قال : ومنه هذا الحديث وقال الأندلسي في شرحه : تثنية الجمع ليس بقياس وقد يعرض في بعض المعاني ما يحوج إلى تثنيته كما في الحديث كأنه لا يمكن التعبير بمجرد الجمع فتستحق عند ذلك تثنيته ( تعير ) في رواية أخرى تكر ( إلى هذه مرة وإلى هذه مرة ) أي تعطف على هذه وعلى هذه ( لا تدري أيهما تتبع ) لأنها غريبة ليست منهما فكذا المنافق لا يستقر بالمسلمين ولا بالكافرين بل يقول لكل منهم أنا منكم قال الطيبي : شبه تردده بين المؤمنين والكافرين تبعا لهواه وقصدا لأغراضه الفاسدة كتردد الشاة الطالبة للفحل فلا تستقر على حال ولذلك وصفوا في التنزيل { مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء }
( حم م ) في أواخر الصحيح ( ن ) كلهم ( عن ابن عمر ) بن الخطاب ولم يخرجه البخاري
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – مجموع الفتاوى 22/249 :
" ومن كان مواليا للأئمة محبا لهم يقلد كل واحد منهم فيما يظهر له أنه موافق للسنه فهو محسن فى ذلك بل هذا أحسن حالا من غيره ولا يقال لمثل هذا مذبذب على وجه الذم وإنما المذبذب المذموم الذى لا يكون مع المؤمنين ولا مع الكفار بل يأتى المؤمنين بوجه ويأتى الكافرين بوجه كما قال تعالى فى حق المنافقين إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس إلى قوله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا وقال النبى مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين تعير إلى هؤلاء مرة وإلى هؤلاء مرة
فهؤلاء المنافقون المذبذبون هم الذين ذمهم الله ورسوله وقال فى حقهم إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون وقال تعالى فى حقهم ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ماهم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون فهؤلاء المنافقون الذين يتولون اليهود الذين غضب الله عليهم ماهم من اليهود ولا هم منا مثل من أظهر الإسلام من اليهود والنصارى والتتر وغيرهم وقلبه مع طائفته فلا هو مؤمن محض ولا هو كافر ظاهرا وباطنا فهؤلاء هم المذبذبون الذين ذمهم الله ورسوله وأوجب على عباده أن يكونوا مؤمنين لا كفارا ولا منافقين بل يحبون لله ويبغضون لله ويعطون لله ويمنعون لله .
خرج الإمام مسلم في صحيحه : ( 2784 ) حدثني محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا أبي ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة قالا حدثنا عبيدالله ح وحدثنا محمد بن المثنى ( واللفظ له ) أخبرنا عبدالوهاب ( يعني الثقفي ) حدثنا عبيدالله عن نافع عن ابن عمر
: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال" مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة" .
[ ش ( العائرة ) المترددة الحائرة لا تدري أيهما تتبع ( تعير ) أي تتردد وتذهب .
قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 5853 في صحيح الجامع
قال المناوي – رحمه الله – في فيض القدير 5/ 515 :
( مثل المنافق كمثل الشاة العائرة ) بعين مهملة المترددة المتحيرة قال التوربشتي : وأكثر استعماله في الناقة وهي التي [ ص 516 ] تخرج من إبل إلى أخرى ليضربها الفحل ثم اتسع في المواشي ( بين الغنمين ) أي القطيعين من الغنم قال في المفصل : قد يثنى الجمع على تأويل الجماعتين في الفرقتين قال : ومنه هذا الحديث وقال الأندلسي في شرحه : تثنية الجمع ليس بقياس وقد يعرض في بعض المعاني ما يحوج إلى تثنيته كما في الحديث كأنه لا يمكن التعبير بمجرد الجمع فتستحق عند ذلك تثنيته ( تعير ) في رواية أخرى تكر ( إلى هذه مرة وإلى هذه مرة ) أي تعطف على هذه وعلى هذه ( لا تدري أيهما تتبع ) لأنها غريبة ليست منهما فكذا المنافق لا يستقر بالمسلمين ولا بالكافرين بل يقول لكل منهم أنا منكم قال الطيبي : شبه تردده بين المؤمنين والكافرين تبعا لهواه وقصدا لأغراضه الفاسدة كتردد الشاة الطالبة للفحل فلا تستقر على حال ولذلك وصفوا في التنزيل { مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء }
( حم م ) في أواخر الصحيح ( ن ) كلهم ( عن ابن عمر ) بن الخطاب ولم يخرجه البخاري
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – مجموع الفتاوى 22/249 :
" ومن كان مواليا للأئمة محبا لهم يقلد كل واحد منهم فيما يظهر له أنه موافق للسنه فهو محسن فى ذلك بل هذا أحسن حالا من غيره ولا يقال لمثل هذا مذبذب على وجه الذم وإنما المذبذب المذموم الذى لا يكون مع المؤمنين ولا مع الكفار بل يأتى المؤمنين بوجه ويأتى الكافرين بوجه كما قال تعالى فى حق المنافقين إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس إلى قوله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا وقال النبى مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين تعير إلى هؤلاء مرة وإلى هؤلاء مرة
فهؤلاء المنافقون المذبذبون هم الذين ذمهم الله ورسوله وقال فى حقهم إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون وقال تعالى فى حقهم ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ماهم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون فهؤلاء المنافقون الذين يتولون اليهود الذين غضب الله عليهم ماهم من اليهود ولا هم منا مثل من أظهر الإسلام من اليهود والنصارى والتتر وغيرهم وقلبه مع طائفته فلا هو مؤمن محض ولا هو كافر ظاهرا وباطنا فهؤلاء هم المذبذبون الذين ذمهم الله ورسوله وأوجب على عباده أن يكونوا مؤمنين لا كفارا ولا منافقين بل يحبون لله ويبغضون لله ويعطون لله ويمنعون لله .
تعليق