أخرج البخاري تحت رقم (6345)، ومسلم تحت رقم (2730) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو عِنْدَ الكَرْبِ يَقُولُ: "لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَرَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ".
تأملٌ في مناسبة هذه المعاني في دعاء الكرب؛
شعور الإنسان بالكرب من أمر ما ، هو نتيجة استعظامه له، وظنه أنه فوق قدرته وطاقته، فلا حل له عنده، فيكرب.
وإذا شعر الإنسان بالكرب فإنه يلجأ عادة إلى أمه وأبيه، لأنهما ربياه ويجد عندهما ما يحتاجه من الشعور بالأمن والرعاية.
فجاء هذا الدعاء بعنوان الألوهية: (لا إله إلا الله) ليستحضر المسلم أنه لا ينبغي أن يتعبد ويتأله و لا يصرف شيئاً من معاني التعبد القلبي والقولي والفعلي إلا لله سبحانه وحده دون سواه.
ثم وصف الله بذكر اسمين من أسمائه سبحانه وتعالى : (العظيم الحليم)؛
فهو (العظيم) فلا شيء أعظم منه، فالله تعالى عظيم، فمن الناس من يعظم لمال، ومنهم من يعظم لفضل، ومنهم من يعظم لعلم، ومنهم من يعظم لسلطان، ومنهم من يعظم لجاه، وكل واحد من الخلق إنما يعظم لمعنى دون معنى، والله عَزَّ وجلَّ يعظم في الأحوال كلها، ومنه هذا الأمر الذي أكربك، فتذكر عظمة الله ليصغر في عينيك كل شيء غيره سبحانه.
وهو (الحليم)، صبر على ذنوب العباد وتقصيرهم، حيث أمهلهم ولم يعاجلهم بالعقوبة؛ رجاء أنَّ يتوبوا، ولو شاء؛ لأخذهم بذنوبهم فور صدورها منهم؛ فإن الذنوب تقتضي ترتب آثارها عليها من العقوبات العاجلة المتنوعة، ولكن حلمه سبحانه هو الذي اقتضى إمهالهم؛ كما قال تعالى: ﴿وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا﴾، فما أحرى أن نتحلى بالحلم والصبر و لا نجزع لنائبة أو لمصيبة.
ثم ذكر بحقيقة ربوبيته سبحانه وتعالى: (رب السماوات والأرض) فهو الذي أحاط برعايته وبحفظه أمور الخلق أجمعين. وحتى لا يلحق هذا المعنى توهم نقص ذكر بأكبر الخلق وأعظمها فقال: ( رب العرش العظيم).
الشيخ محمد بن عمر بازمول من صفحته
تأملٌ في مناسبة هذه المعاني في دعاء الكرب؛
شعور الإنسان بالكرب من أمر ما ، هو نتيجة استعظامه له، وظنه أنه فوق قدرته وطاقته، فلا حل له عنده، فيكرب.
وإذا شعر الإنسان بالكرب فإنه يلجأ عادة إلى أمه وأبيه، لأنهما ربياه ويجد عندهما ما يحتاجه من الشعور بالأمن والرعاية.
فجاء هذا الدعاء بعنوان الألوهية: (لا إله إلا الله) ليستحضر المسلم أنه لا ينبغي أن يتعبد ويتأله و لا يصرف شيئاً من معاني التعبد القلبي والقولي والفعلي إلا لله سبحانه وحده دون سواه.
ثم وصف الله بذكر اسمين من أسمائه سبحانه وتعالى : (العظيم الحليم)؛
فهو (العظيم) فلا شيء أعظم منه، فالله تعالى عظيم، فمن الناس من يعظم لمال، ومنهم من يعظم لفضل، ومنهم من يعظم لعلم، ومنهم من يعظم لسلطان، ومنهم من يعظم لجاه، وكل واحد من الخلق إنما يعظم لمعنى دون معنى، والله عَزَّ وجلَّ يعظم في الأحوال كلها، ومنه هذا الأمر الذي أكربك، فتذكر عظمة الله ليصغر في عينيك كل شيء غيره سبحانه.
وهو (الحليم)، صبر على ذنوب العباد وتقصيرهم، حيث أمهلهم ولم يعاجلهم بالعقوبة؛ رجاء أنَّ يتوبوا، ولو شاء؛ لأخذهم بذنوبهم فور صدورها منهم؛ فإن الذنوب تقتضي ترتب آثارها عليها من العقوبات العاجلة المتنوعة، ولكن حلمه سبحانه هو الذي اقتضى إمهالهم؛ كما قال تعالى: ﴿وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا﴾، فما أحرى أن نتحلى بالحلم والصبر و لا نجزع لنائبة أو لمصيبة.
ثم ذكر بحقيقة ربوبيته سبحانه وتعالى: (رب السماوات والأرض) فهو الذي أحاط برعايته وبحفظه أمور الخلق أجمعين. وحتى لا يلحق هذا المعنى توهم نقص ذكر بأكبر الخلق وأعظمها فقال: ( رب العرش العظيم).
الشيخ محمد بن عمر بازمول من صفحته