..::بسم الله الرحمن الرحيم::..
الهدية
في بيان ضعف بعض الأحاديث
في فضل الأضحية
--------------
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد الصادق الأمين، وعلى آله وصحابته
ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين..
أما بعد..
فهذه رسالة لطيفة خرجت فيها بعض الأحاديث التي أشتهر على ألسن الناس ذكرها وعمت المنتديات وتناقلها العامة وغيرهم من طلبة العلم، في فضل الأضحية وعظيم أجرها، فبينت فيها بإختصار ضعف هذه الأحاديث ووهاء أمرها، إذ الأمر كما قال العلامة الحافظ ابن العربي-رحمه الله-:(( ليس في فضل الأضحية حديث صحيح وقد روى الناس فيها عجائب لم تصح))(1)
هذا وأرجوا الله أن ينفع بها وأن تكتب في موازيننا خيراً-بإذن الله تعالى-.
*****
[الحديث الأول]
عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ يَوْمَ النَّحْرِ عَمَلًا أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هِرَاقَةِ دَمٍ، وَإِنَّهُ لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَظْلَافِهَا وَأَشْعَارِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَكَانٍ، قَبْلَ أَنْ يَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا"
قلت: هذا الحديث، أخرجه كل من:
ابن ماجة في سننه، باب ثواب الأضحي ة، رقم (3126). والترمذي في كما في الجامع"السنن"، باب ما جاء في فضل الأضحية، رقم (1493) وقال عقبه:(هذَا حَدِيثٌ حَس َنٌ غَرِيبٌ، لاَ نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ إِلاَّ مِنْ هَذَا الوَجْهِ وَأَبُو الْمُثَنَّى اسْمُهُ سُلَيْمَانُ بْنُ يَزِيدَ رَوَى عَنْهُ ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ.)ا.ه
والحاكم النيسابوري في المستدرك، كتاب الأضاحي (4/246- رقم: 7523) وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقيه الإمام الذهبي بقوله:(سليمان واه). والبيهقي كما في السنن الكبرى (9/43 وفي شعب الإيمان، رقم (6951) وأورده ابن حبان في كتابه المجروحين، تحت ت رجمة أبو المثنى هذا. رقم (1266) وابن الجوزي في العلل المتناهية، رقم (937) كلهم من طريق عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ ، حَدَّثَنِي أَبُو الْمُثَنَّى، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:..."
قلت هذا معلول، فيه:
* أبو المثنى هذا، وهو سليمان بن يزيد الخزاعي، قال عنه:
أبو حاتم:(( أبو المثنى هذا منكر الحديث ليس بقوى))(2)
قال ابن حبان:(( يُخَالف الثِّقَات فِي الرِّوَايَات لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ وَلَا الرِّوَايَة عَنْهُ إِلَّا للاعتبار))(3)
قال الدارقطني عنه:(( ضعيف.))(4)
* الإنقطاع بين أبو المثنى وهشام بن عروة.
قال الإمام الترمذي-رحمه الله-:
((سَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنْ حَدِيثِ أَبِي الْمُثَنَّى , عنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الضَّحَايَا فَقَالَ: هُوَ حَدِيثٌ مُرْسَلٌ. لَمْ يَسْمَعْ أَبُو الْمُثَنَّى مِنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ))(5)
وقد سُئل الإمام الدارقطني عن هذا الحديث، فقال:
((فقال: يرويه أبو المثنى سليمان بن يزيد الكعبي، واختلف عنه:
فرواه ابن وهب، عن أبي المثنى، عن إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، أو عن موسى بن عقبة، وكذلك قال عبد الله بن عبد الحكم، عن أبي المثنى، غير أنه لم يذكر الشك؛وخالفهما عبد الله بن نافع الصائغ، رواه عن أبي المثنى، عن هشام، لم يذكر بينهما أحدا، ولم يشك فيه، وأبو المثنى ضعيف.))(6)
وقال ابن الجوزي عقبه:
((وَهَذَا حَدِيثٌ لا يَصِحُّ قَالَ يَحْيَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ لَيْسَ بِشَيْءٍ وَقَالَ النَّسَائِيُّ متروك وقال الْبُخَارِيّ منكر الحديث وَقَالَ ابْنُ حَبَّانَ: "لا يُحْتَجُّ بأخباره))(7)
__________ (الحواشي) __________
(1) تحفة الأحوذي (6/28
(2) الجرح والتعديل (4/149)
(3) المجروحين (3/151)
(4) علل الدراقطني (15/51)
(5) علل الترمذي الكبير. رقم (441)
(6) علل الدارقطني (15/51)
(7) العلل المتناهية (2/79)
-----------------------
يتبع..
الهدية
في بيان ضعف بعض الأحاديث
في فضل الأضحية
--------------
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد الصادق الأمين، وعلى آله وصحابته
ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين..
أما بعد..
فهذه رسالة لطيفة خرجت فيها بعض الأحاديث التي أشتهر على ألسن الناس ذكرها وعمت المنتديات وتناقلها العامة وغيرهم من طلبة العلم، في فضل الأضحية وعظيم أجرها، فبينت فيها بإختصار ضعف هذه الأحاديث ووهاء أمرها، إذ الأمر كما قال العلامة الحافظ ابن العربي-رحمه الله-:(( ليس في فضل الأضحية حديث صحيح وقد روى الناس فيها عجائب لم تصح))(1)
هذا وأرجوا الله أن ينفع بها وأن تكتب في موازيننا خيراً-بإذن الله تعالى-.
*****
[الحديث الأول]
عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ يَوْمَ النَّحْرِ عَمَلًا أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هِرَاقَةِ دَمٍ، وَإِنَّهُ لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَظْلَافِهَا وَأَشْعَارِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَكَانٍ، قَبْلَ أَنْ يَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا"
قلت: هذا الحديث، أخرجه كل من:
ابن ماجة في سننه، باب ثواب الأضحي ة، رقم (3126). والترمذي في كما في الجامع"السنن"، باب ما جاء في فضل الأضحية، رقم (1493) وقال عقبه:(هذَا حَدِيثٌ حَس َنٌ غَرِيبٌ، لاَ نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ إِلاَّ مِنْ هَذَا الوَجْهِ وَأَبُو الْمُثَنَّى اسْمُهُ سُلَيْمَانُ بْنُ يَزِيدَ رَوَى عَنْهُ ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ.)ا.ه
والحاكم النيسابوري في المستدرك، كتاب الأضاحي (4/246- رقم: 7523) وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقيه الإمام الذهبي بقوله:(سليمان واه). والبيهقي كما في السنن الكبرى (9/43 وفي شعب الإيمان، رقم (6951) وأورده ابن حبان في كتابه المجروحين، تحت ت رجمة أبو المثنى هذا. رقم (1266) وابن الجوزي في العلل المتناهية، رقم (937) كلهم من طريق عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ ، حَدَّثَنِي أَبُو الْمُثَنَّى، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:..."
قلت هذا معلول، فيه:
* أبو المثنى هذا، وهو سليمان بن يزيد الخزاعي، قال عنه:
أبو حاتم:(( أبو المثنى هذا منكر الحديث ليس بقوى))(2)
قال ابن حبان:(( يُخَالف الثِّقَات فِي الرِّوَايَات لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ وَلَا الرِّوَايَة عَنْهُ إِلَّا للاعتبار))(3)
قال الدارقطني عنه:(( ضعيف.))(4)
* الإنقطاع بين أبو المثنى وهشام بن عروة.
قال الإمام الترمذي-رحمه الله-:
((سَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنْ حَدِيثِ أَبِي الْمُثَنَّى , عنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الضَّحَايَا فَقَالَ: هُوَ حَدِيثٌ مُرْسَلٌ. لَمْ يَسْمَعْ أَبُو الْمُثَنَّى مِنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ))(5)
وقد سُئل الإمام الدارقطني عن هذا الحديث، فقال:
((فقال: يرويه أبو المثنى سليمان بن يزيد الكعبي، واختلف عنه:
فرواه ابن وهب، عن أبي المثنى، عن إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، أو عن موسى بن عقبة، وكذلك قال عبد الله بن عبد الحكم، عن أبي المثنى، غير أنه لم يذكر الشك؛وخالفهما عبد الله بن نافع الصائغ، رواه عن أبي المثنى، عن هشام، لم يذكر بينهما أحدا، ولم يشك فيه، وأبو المثنى ضعيف.))(6)
وقال ابن الجوزي عقبه:
((وَهَذَا حَدِيثٌ لا يَصِحُّ قَالَ يَحْيَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ لَيْسَ بِشَيْءٍ وَقَالَ النَّسَائِيُّ متروك وقال الْبُخَارِيّ منكر الحديث وَقَالَ ابْنُ حَبَّانَ: "لا يُحْتَجُّ بأخباره))(7)
__________ (الحواشي) __________
(1) تحفة الأحوذي (6/28
(2) الجرح والتعديل (4/149)
(3) المجروحين (3/151)
(4) علل الدراقطني (15/51)
(5) علل الترمذي الكبير. رقم (441)
(6) علل الدارقطني (15/51)
(7) العلل المتناهية (2/79)
-----------------------
يتبع..
تعليق