أسبابُ الإرسالِ
الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم على نبيه محمد خاتم النبيين و المرسلين، و على آله الطاهرين و أصحابه المكرمين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد، فإن من المسائل المتعلقة بالحديث المرسل : أسباب الإرسال.
ذكر بعضها الحافظ ابن حجر رحمه الله (856) في كتابه النكت، و قد قسمها رحمه الله تعالى إلى قسمين باعتبار حال المرسِل :
1 _ من لا يرسل إلا عن ثقة.
2 _ من يرسل عن كل أحد.
قال رحمه الله (2/507) [بتحقيق العلامة ربيع المدخلي حفظه الله]) : "فإن قيل : فما الحامل لمن كان لا يرسل إلا عن ثقة على الإرسال؟
قلنا : إن لذلك أسبابا :
1 _ منها : أن يكون سمع الحديث عن جماعة ثقات و صح عنده، فيرسله اعتمادا على صحته عن شيوخه.
كما صح عن إبراهيم النخعي أنه قال : ما حدثتكم عن ابن مسعود رضي الله عنه فقد سمعته من غير واحد، و ما حدثتكم فسميت فهو عمن سميت.
2 _ و منها : أن يكون نسي من حدثه به و عرف المتن، فذكره مرسلا؛ لأن أصل طريقته أنه لا يحمل إلا عن ثقة.
3 _ و منها : ألا يقصد التحديث بأن يذكر الحديث على وجه المذاكرة أو على جهة الفتوى فيذكر المتن؛ لأنه المقصود في تلك الحالة دون السند، و لا سيّما إن كان عارفا بمن طوى ذكره لشهرته.
أو غير ذلك من الأسباب و هذا كله في حق من لا يرسل إلا عن ثقة.
و أما من كان يرسل عن كل أحد :
فربما الباعث على الإرسال ضعف من حدثه، لكن هذا يقتضي القدح في فاعله لما تترتب عليه من الخيانة، و الله أعلم".
يوسف صفصاف
11 رجب 1436
الموافق لـ 30 أفريل 2015