قال العلامة العلم المحدث محمد ناصرالدين الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة -1/242- ما يلي:
الشمس والقمر في النار يوم القيامة
124- الشمس والقمر ثوران مكوران في النار يوم القيامة.
أخرجه الامام الطحاوي في مشكل الآثار -1/66-67- حدثنا محمد بن خزيمة :حدثنا معلى بن أسد العمي : حدثنا عبدالعزيز بن المختار بن عبدالله الداناج(1) قال :
شهدت أبا سلمة عبدالرحمن جلس في مسجد في زمن خالد بن عبدالله بن خالد بن أسيد قال : فجاء الحسن فجلس اليه فتحدثا، فقال أبو سلمة : حدثنا أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(فذكره).
فقال الحسن : ما ذنبهما؟! فقال : إنما أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكت الحسن.
ورواه أحمد في مسائل ابنه صالح-ص61- والبيهقي في كتاب "البعث والنشور" وكذا البزار والاسماعيلي والخطابي كلهم من طريق يونس بن محمد : حدثنا عبدالعزيز بن المختار به.
قلت: وهذا اسناد صحيح على صحيح البخاري وقد أخرجه في صحيحه مختصرا فقال : (2/304-35): حدثنا مسدد : حدثنا عبدالعزيز بن المختار به بلفظ :
" الشمس والقمر مكوران يوم القيامة"
وليس عنده قصة الحسن مع أبي سلمة وهي صحيحة.
وقد وقع للخطيب التبريزي وهم في إسناد هذا الحديث والقصة، حيث جعل الحديث من تحديث الحسن عن أبي هريرة، والمناقشة بينهما وقد نبهت عليه في تعليقي على كتابه "مشكاة المصابيح"(5692).
وللحديث شاهد فقال الطيالسي في مسنده(213): حدثنا دُرست عن يزيد بن أبان الرقاشي عن أنس رفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ:
"إن الشمس والقمر ثوران عقيران في النار"
وهذا اسناد ضعيف من أجل الرقاشي فإنه ضعيف زمثله دُست ولكنه توبع.
ومن هذه الطريق أخرجه الطحاوي ، وأبو يعلى (3/17/10) وابن عدي(2/129) وأبو الشيخ في العظمة كما في "اللألئ المصنوعة"(1/82) و ابن مردويه كما في الجامع الصغير وزاد ّ:
" وإن شاء أخرجهما وإن شاء تركهما"
و أما المتابعة المشار اليها فقال أبو الشيخ : حدثنا أبو معشر الدارمي : حدثنا هدية : حدثنا حماد بن سلمة عن يزيد الرقاشي به.
قال السيوطي: " وهذه متابعة جليلة".
وهو كما قال والسند رجاله ثقات ، كما قال ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/19- الطبعة الأولى) يعني من دون الرقاشي وإلا فهو ضعيف كما عرفت ولكنه ليس شديد الضعف فيصلح للاستشهاد.
ولذلك فقد أساء ابن الجوزي بايراده لحديثه في "الموضوعات" على أنه قد تناقض فقد أورده أيضا في "الواهيات"، يعني : الأحاديث الواهية غير الموضوعة ، وكل ذلك سهو منه عن حديث أبي هريرة هذا الصحيح والله الموفق.
معنى الحديث:
وليس المراد من الحديث ما تبادر الى ذهن الحسن البصري،أن الشمس والقمر إنما يعذبان في النار عقوبة لهما، كلا ، فإن الله جل وعلا لا يعذب من من أطاعه من خلقه ، ومن ذلك الشمس والقمر، كما يشير اليه قول الله تبارك وتعالى"ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب و كثير من الناسو كثير حق عليه العذاب"(2) فأخبر تعالى أن عذابه إنما يحق على غير من كان يسجد له في الدنيا كما قال الطحاوي، وعليه فالقاؤهما في النار يحتمل أمرين:
الأول: أنهما من وقود النار.
قال الاسماعيلي:
"لا يلزم من جعلهما في النار تعذيبهما، فإن لله في النار ملائكة وحجارة وغيرها، لتكون لأهل النار عذابا، و آلة من آلات العذاب، وما شاء الله من ذلك ،فلا تكون هي معذبة"
والثاني : أنهما يلقيان فيها تبكيتا لعُبادهما
قال الخطابي:
ليس المراد بكونهما في النار تعذيبهما بذلك، ولكنه تبكيت لمن كان يعبدهما في الدنيا، ليعلموا أن عبادتهم لهما كانت باطلا"
قلت : وهذا هو الأقرب الى لفظ الحديث ويؤيده أن في حديث أنس عند أبي يعلى كما في الفتح-(6/214)-"ليراهما من عبدهما"ولم أرها في مسنده والله تعالى أعلم.
الشمس والقمر في النار يوم القيامة
124- الشمس والقمر ثوران مكوران في النار يوم القيامة.
أخرجه الامام الطحاوي في مشكل الآثار -1/66-67- حدثنا محمد بن خزيمة :حدثنا معلى بن أسد العمي : حدثنا عبدالعزيز بن المختار بن عبدالله الداناج(1) قال :
شهدت أبا سلمة عبدالرحمن جلس في مسجد في زمن خالد بن عبدالله بن خالد بن أسيد قال : فجاء الحسن فجلس اليه فتحدثا، فقال أبو سلمة : حدثنا أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(فذكره).
فقال الحسن : ما ذنبهما؟! فقال : إنما أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكت الحسن.
ورواه أحمد في مسائل ابنه صالح-ص61- والبيهقي في كتاب "البعث والنشور" وكذا البزار والاسماعيلي والخطابي كلهم من طريق يونس بن محمد : حدثنا عبدالعزيز بن المختار به.
قلت: وهذا اسناد صحيح على صحيح البخاري وقد أخرجه في صحيحه مختصرا فقال : (2/304-35): حدثنا مسدد : حدثنا عبدالعزيز بن المختار به بلفظ :
" الشمس والقمر مكوران يوم القيامة"
وليس عنده قصة الحسن مع أبي سلمة وهي صحيحة.
وقد وقع للخطيب التبريزي وهم في إسناد هذا الحديث والقصة، حيث جعل الحديث من تحديث الحسن عن أبي هريرة، والمناقشة بينهما وقد نبهت عليه في تعليقي على كتابه "مشكاة المصابيح"(5692).
وللحديث شاهد فقال الطيالسي في مسنده(213): حدثنا دُرست عن يزيد بن أبان الرقاشي عن أنس رفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ:
"إن الشمس والقمر ثوران عقيران في النار"
وهذا اسناد ضعيف من أجل الرقاشي فإنه ضعيف زمثله دُست ولكنه توبع.
ومن هذه الطريق أخرجه الطحاوي ، وأبو يعلى (3/17/10) وابن عدي(2/129) وأبو الشيخ في العظمة كما في "اللألئ المصنوعة"(1/82) و ابن مردويه كما في الجامع الصغير وزاد ّ:
" وإن شاء أخرجهما وإن شاء تركهما"
و أما المتابعة المشار اليها فقال أبو الشيخ : حدثنا أبو معشر الدارمي : حدثنا هدية : حدثنا حماد بن سلمة عن يزيد الرقاشي به.
قال السيوطي: " وهذه متابعة جليلة".
وهو كما قال والسند رجاله ثقات ، كما قال ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/19- الطبعة الأولى) يعني من دون الرقاشي وإلا فهو ضعيف كما عرفت ولكنه ليس شديد الضعف فيصلح للاستشهاد.
ولذلك فقد أساء ابن الجوزي بايراده لحديثه في "الموضوعات" على أنه قد تناقض فقد أورده أيضا في "الواهيات"، يعني : الأحاديث الواهية غير الموضوعة ، وكل ذلك سهو منه عن حديث أبي هريرة هذا الصحيح والله الموفق.
معنى الحديث:
وليس المراد من الحديث ما تبادر الى ذهن الحسن البصري،أن الشمس والقمر إنما يعذبان في النار عقوبة لهما، كلا ، فإن الله جل وعلا لا يعذب من من أطاعه من خلقه ، ومن ذلك الشمس والقمر، كما يشير اليه قول الله تبارك وتعالى"ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب و كثير من الناسو كثير حق عليه العذاب"(2) فأخبر تعالى أن عذابه إنما يحق على غير من كان يسجد له في الدنيا كما قال الطحاوي، وعليه فالقاؤهما في النار يحتمل أمرين:
الأول: أنهما من وقود النار.
قال الاسماعيلي:
"لا يلزم من جعلهما في النار تعذيبهما، فإن لله في النار ملائكة وحجارة وغيرها، لتكون لأهل النار عذابا، و آلة من آلات العذاب، وما شاء الله من ذلك ،فلا تكون هي معذبة"
والثاني : أنهما يلقيان فيها تبكيتا لعُبادهما
قال الخطابي:
ليس المراد بكونهما في النار تعذيبهما بذلك، ولكنه تبكيت لمن كان يعبدهما في الدنيا، ليعلموا أن عبادتهم لهما كانت باطلا"
قلت : وهذا هو الأقرب الى لفظ الحديث ويؤيده أن في حديث أنس عند أبي يعلى كما في الفتح-(6/214)-"ليراهما من عبدهما"ولم أرها في مسنده والله تعالى أعلم.
تعليق