وعن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم)) قالت: يا رسول الله، كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ، ومن ليس منهم؟ قال: ((يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم))[ متفق عليه]، هذا لفظ البخاري.
وقوله : ((حتى إذا كانوا بيداء من الأرض)) أي بأرض واسعة متسعة، خسف الله بأوَّلهم وآخرهم. خسفت بهم الأرض ، وساخوا فيها هم وأسواقهم، وكل من معهم. وفي هذا دليل على أنهم جيش عظيم؛ لأن معهم أسواقهم؛ للبيع والشراء وغير ذلك. فيخسف الله بأولهم وآخرهم.لما قال الرسول صلى الله عليه وسلم هذا، ورد على خاطر عائشة - رضي الله عنها- سؤال، فقالت:يا رسول الله((كيف يُخسَفُ بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم، ومن ليس منهم؟)) أسواقهم: الذين جاؤوا للبيع والشراء؛ ليس لهم قصد سيء في غزو الكعبة، وفيهم أناس ليسوا منهم تبعوهم من غير أن يعلموا بخطَّتهم، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ((يخسف بأولهم وآخرهم وأسواقهم ومن ليس منهم ثم يبعثون يوم القيامة على نياتهم)) كلٌ له ما نوى. هذا فرد من أفراد قول الرسول - عليه الصلاة والسلام -: ((إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى)).
وفي هذا الحديث عبرة: أن من شارك أهل الباطل وأهل البغي والعدوان، فإنه يكون معهم في العقوبة؛ الصالح والطالح، العقوبة إذا وقعت تعمُّ الصالح والطالح، والبرّ والفاجر، والمؤمن والكافر، والمصلّي والمستكبر، ولا تترك أحداً، ثم يوم القيامة يبعثون على نِيَّاتهم.
يقول الله عز وجل: ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾[الأنفال:25]. والشاهد من هذا الحديث قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((ثم يبعثون على نياتهم))فهو كقوله: ((إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى)).
من شرح رياض الصالحين المجلد الأول
باب الإخلاص وإحضار النية في جميع الأعمال والأقوال البارزة والخفية
الشيخ صالح العثيمين
وقوله : ((حتى إذا كانوا بيداء من الأرض)) أي بأرض واسعة متسعة، خسف الله بأوَّلهم وآخرهم. خسفت بهم الأرض ، وساخوا فيها هم وأسواقهم، وكل من معهم. وفي هذا دليل على أنهم جيش عظيم؛ لأن معهم أسواقهم؛ للبيع والشراء وغير ذلك. فيخسف الله بأولهم وآخرهم.لما قال الرسول صلى الله عليه وسلم هذا، ورد على خاطر عائشة - رضي الله عنها- سؤال، فقالت:يا رسول الله((كيف يُخسَفُ بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم، ومن ليس منهم؟)) أسواقهم: الذين جاؤوا للبيع والشراء؛ ليس لهم قصد سيء في غزو الكعبة، وفيهم أناس ليسوا منهم تبعوهم من غير أن يعلموا بخطَّتهم، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ((يخسف بأولهم وآخرهم وأسواقهم ومن ليس منهم ثم يبعثون يوم القيامة على نياتهم)) كلٌ له ما نوى. هذا فرد من أفراد قول الرسول - عليه الصلاة والسلام -: ((إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى)).
وفي هذا الحديث عبرة: أن من شارك أهل الباطل وأهل البغي والعدوان، فإنه يكون معهم في العقوبة؛ الصالح والطالح، العقوبة إذا وقعت تعمُّ الصالح والطالح، والبرّ والفاجر، والمؤمن والكافر، والمصلّي والمستكبر، ولا تترك أحداً، ثم يوم القيامة يبعثون على نِيَّاتهم.
يقول الله عز وجل: ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾[الأنفال:25]. والشاهد من هذا الحديث قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((ثم يبعثون على نياتهم))فهو كقوله: ((إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى)).
من شرح رياض الصالحين المجلد الأول
باب الإخلاص وإحضار النية في جميع الأعمال والأقوال البارزة والخفية
الشيخ صالح العثيمين