حجة في قضاء النوافل
قاله الحافظ القصاب، وينظر تفسير الطبري
~~~~~~~~~~~~~
الآية هي قوله تعالى:
{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} (الفرقان: 62)
وهذا النص عن الحافظ القصاب رحمه الله هو في كتابه "نكت القرآن" (3/ 512)
ونجد في "تفسير الطبري" –كما أرشدنا المحقق -:
" اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: {جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً } :
1،، فقال بعضهم: معناه: أن الله جعل كل واحد منهما خلفًا من الآخر، في أن ما فات أحدهما من عمل يعمل فيه لله، أدرك قضاؤه في الآخر.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب القمي، عن حفص بن حميد، عن شمر بن عطية، عن شقيق قال: جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: فاتتني الصلاة الليلة، فقال: أدرك ما فاتك من ليلتك في نهارك، فإن الله جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر، أو أراد شكورًا.
حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: { وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً } يقول: مَن فاته شيءٌ مِن الليل أن يعمله؛ أدركه بالنهار، أو مِن النهار؛ أدركه بالليل.
حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الحسن، في قوله: {جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً } قال: جعل أحدهما خلفًا للآخر، إن فات رجلاً مِن النهار شيء؛ أدركه من الليل، وإن فاته من الليل؛ أدركه من النهار.
2،، وقال آخرون: بل معناه أنه جعل كل واحد منهما مخالفًا صاحبه، فجعل هذا أسود وهذا أبيض.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: { اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً } قال: أسود وأبيض.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد، مثله.
حدثنا أبو هشام الرفاعي، قال: ثنا يحيى بن يمان، قال: ثنا سفيان، عن عمر بن قيس بن أبي مسلم الماصر، عن مجاهد{ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً } قال: أسود وأبيض.
3،، وقال آخرون: بل معنى ذلك: أن كل واحد منهما يخلف صاحبه، إذا ذهب هذا جاء هذا، وإذا جاء هذا ذهب هذا.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا أبو أحمد الزبيري، قال: ثنا قيس، عن عمر بن قيس الماصر، عن مجاهد، قوله: { جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً } قال: هذا يخلف هذا، وهذا يخلف هذا.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً } قال: لو لم يجعلهما خلفة لم يدر كيف يعمل؟ لو كان الدهر ليلاً كله كيف يدري أحد كيف يصوم؟ أو كان الدهر نهارًا كله كيف يدري أحد كيف يصلي؟. قال: والخلفة: مختلفان، يذهب هذا ويأتي هذا، جعلهما الله خلفة للعباد، وقرأ: { لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} والخلفة: مصدر، فلذلك وحدت، وهي خبر عن الليل والنهار; والعرب تقول: خلف هذا من كذا خلفة، وذلك إذا جاء شيء مكان شيء ذهب قبله".
إلى قوله:
"وقوله: { لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ } يقول تعالى ذكره: جعل الليل والنهار، وخلوف كل واحد منهما الآخر حجة وآية لمن أراد أن يذكَّر أمرَ الله، فينيب إلى الحق { أَوْ أَرَادَ شُكُورًا } أو أراد شكر نعمة الله التي أنعمها عليه في اختلاف الليل والنهار". ا.هـ مِن "تفسير الطبري" (19/ 290 – 292).
والحمد لله رب العالمين
- سُكَينة بنت محمد ناصر الدين الألبانية
قاله الحافظ القصاب، وينظر تفسير الطبري
~~~~~~~~~~~~~
الآية هي قوله تعالى:
{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} (الفرقان: 62)
وهذا النص عن الحافظ القصاب رحمه الله هو في كتابه "نكت القرآن" (3/ 512)
ونجد في "تفسير الطبري" –كما أرشدنا المحقق -:
" اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: {جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً } :
1،، فقال بعضهم: معناه: أن الله جعل كل واحد منهما خلفًا من الآخر، في أن ما فات أحدهما من عمل يعمل فيه لله، أدرك قضاؤه في الآخر.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب القمي، عن حفص بن حميد، عن شمر بن عطية، عن شقيق قال: جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: فاتتني الصلاة الليلة، فقال: أدرك ما فاتك من ليلتك في نهارك، فإن الله جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر، أو أراد شكورًا.
حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: { وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً } يقول: مَن فاته شيءٌ مِن الليل أن يعمله؛ أدركه بالنهار، أو مِن النهار؛ أدركه بالليل.
حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الحسن، في قوله: {جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً } قال: جعل أحدهما خلفًا للآخر، إن فات رجلاً مِن النهار شيء؛ أدركه من الليل، وإن فاته من الليل؛ أدركه من النهار.
2،، وقال آخرون: بل معناه أنه جعل كل واحد منهما مخالفًا صاحبه، فجعل هذا أسود وهذا أبيض.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: { اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً } قال: أسود وأبيض.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد، مثله.
حدثنا أبو هشام الرفاعي، قال: ثنا يحيى بن يمان، قال: ثنا سفيان، عن عمر بن قيس بن أبي مسلم الماصر، عن مجاهد{ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً } قال: أسود وأبيض.
3،، وقال آخرون: بل معنى ذلك: أن كل واحد منهما يخلف صاحبه، إذا ذهب هذا جاء هذا، وإذا جاء هذا ذهب هذا.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا أبو أحمد الزبيري، قال: ثنا قيس، عن عمر بن قيس الماصر، عن مجاهد، قوله: { جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً } قال: هذا يخلف هذا، وهذا يخلف هذا.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً } قال: لو لم يجعلهما خلفة لم يدر كيف يعمل؟ لو كان الدهر ليلاً كله كيف يدري أحد كيف يصوم؟ أو كان الدهر نهارًا كله كيف يدري أحد كيف يصلي؟. قال: والخلفة: مختلفان، يذهب هذا ويأتي هذا، جعلهما الله خلفة للعباد، وقرأ: { لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} والخلفة: مصدر، فلذلك وحدت، وهي خبر عن الليل والنهار; والعرب تقول: خلف هذا من كذا خلفة، وذلك إذا جاء شيء مكان شيء ذهب قبله".
إلى قوله:
"وقوله: { لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ } يقول تعالى ذكره: جعل الليل والنهار، وخلوف كل واحد منهما الآخر حجة وآية لمن أراد أن يذكَّر أمرَ الله، فينيب إلى الحق { أَوْ أَرَادَ شُكُورًا } أو أراد شكر نعمة الله التي أنعمها عليه في اختلاف الليل والنهار". ا.هـ مِن "تفسير الطبري" (19/ 290 – 292).
والحمد لله رب العالمين
- سُكَينة بنت محمد ناصر الدين الألبانية