قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
} {مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلَا فِي غَنَمٍ بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ الْمَرْءِ عَلَى الْمَالِ وَالشَّرَفِ لِدِينِهِ
اخرجه الترمذي واللفظ له
من علل الحديث
وجود مدلس وهو زكريا بن ابي ساعدة فهو يعنعن الا ان العلماء ذكروا في التاريخ الكبير انه اذا صرح بالسماع فلا اشكال
من العلل ايضا قولهم في احد رواة الحديث ميهم وهو ثقة
من العلل ايضا قولهم في أحد رواة الحديث ميهم وهو ثقة
من طرق التعليم ضرب الامثال لتقريب الفهم
اذا تصورنا ذئبا جائعا في زريبة غنم وقد لاحظ غياب صاحبها فماذا هو فماذا هو صانع فيها؟..
يأتي عليها من أولها لآخرها فما بالك بذئبين اثنين
فهكذا الحرص على المال والشرف يؤدي
اما بدينه الى الزوال تماما واما ان يؤدي الى نقصانه على ما كان عليه
هذه مجملا
اما التفصيل
1\الحرص على المال من اعظم ما يؤدي الى فساد دين المرء
=المال لا يذم لذاته فهناك المال الممدوح وكما قيل نعم المال الصالح للرجل الصالح أي انه اكتسبه من حلال وانفقه في الحلال
والمال المذموم ما اكتسبه من حرام وانفقه في الحرام
فائدة الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر وذلك من جهتين
الاولى انها سجن المؤمن لأنه مقيد فيها بالطاعات وملزم فيها بالطاعات والابتعاد عن المحرمات وهي جنة للكافر لعدم مبالاته فيرخي الحبال ولا يبالي بالاموار والنواهي
والثانية أنها سجن للمؤمن من باب انها رغم ما ياخذ فيها مما لذ وطاب فهى على الرغم من ذلك سجن مقارنة بما عند الله لما سيلقى من نعيم عند ربه أما الكافر فباعتبار مآله الى الله فهو في الدنيا في جنة بما ينظره عند الله
والحرص على المال وهو نوعان كما ذكربن رجب
أ. شدة محبته مع شدة طلبه من وجوه مشروعة وأقل ما يجعله مذموما هو تقليل الدرجات في الايمان والثواب عند الله بسبب هذا الحرص فهو يحرص ليله و نهاره في طلب المال مع ان الرزق مضمون كما دلت عليه احاديث كثيرة كحديث يكتب للجنين رزقه وحديث ان الانسان لا يموت حتى يستكمل رزقه
يقول الحسن البصري علمت ان رزقيبيد الله لا ياخذه غيري فاطمئن قلبي
كذلك بذل الجهد والحرص على طلب المال فيه تضييع للعمر لغير ما خلق له فلا يزال حريصا على جمعه حتى يخرج من الدنيا لم ياخذ منه شيئا
من اقوال السلف في هذا المقام انه قيل لاحدهم فلان يجمع مالا فقال أجمع اياما ينفقه فيها
وقول بعضهم حرص المرء اخوف عليه عندى من اعدى اعداءه
وقيل الحرص حرصان حرص فاجع وحرص نافع الحرص النافع الحرص على طاعو الله زالعبادة والفاجع حرص على الدنيا
ومن اقوال السلف ايضا
ب.الثاني شبيه بالاول لكن مع منع الحق و الواجبة وهذا اشر من الاول
لانه اتصف بالشح وقد قال النبي اتقو الشح وفيحديث اياكم والشح وفي حديث لا يجتمع الايمان والشح في قلب عبد أبدا وهذا داءعضال
والفرق بي الشح والبخل ان الاول تناول حقوق غيره وما ليس له شحا أما الثاني فهو عدم اعطاء ما له خوفا من فقده فلا يذله
ج.الثالث وهو من يبذل قصارى جهده لتملكه ولو من حرام فلا يبالي
مع انه سياسأل عن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه
2\الحرص على الشرف
وهذا أشد اهلاكا دين المسلم من حرصه على المال والدليل ان شدة محبته للنصب ينفق ماله من مال فيه طلبه وحاله اخطر من حال من يجمع المال
وهذا الحرص نوعان
أ.الحرص على الشرف في الامور الدنيوية
.طلب الرشف للولاية والسلطان والمال
وهو فيالغالب يمنع خير الآخرة قال تعالى {تِلْكَ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَٱلْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}83سورة القصص قال المفسرون من يريد علوا أي من يريد تعاظما في الارض ومن وهذا النوع قد يدخل فيه دقيق ما نصنع
_ومثاله من يحب أن يكون جميلا في شكله لكن ان تحب ان يكون لباسك أفضل من فلان فهذا يدخل في معنى الآية
وقال النبي صلى الله عليه وسلم {انكم ستحرصون على الامارة وستكون ندامة يوم القيامة فنعمت المرضعة وبئست الفاطمة‘ * } رواه البخاري .... (فهي محبوبة للنفس في الدنيا ولكنها (بئست الفاطمة) بعد الموت)*
فيبن النبي صلى الله عليه وسلم انه سيكون من سيحرص على الامارة وانها ندامة لصاحبها
وفي حديث آخر {لا تسال الامارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها ، وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها }الحديث
_فطلب الامارة يؤدي الى الخذلان فكل خير أصله التوفيق و مفتاح التوفيق هو الدعاء والرغبة والرهبة فمتى اعطى الله العبد هذا المفتاح فقد اراد له الخير ومتى أغلق هذا العبد مرجى
والخذلان أن يكلك الله الى نفسك =
_ومن من دقيق حب الرشف طلب الولاية لمجرد علو المنزلة على الخلق وهذا من اقبح ما يكون لانه يريد أن يحوج الناس اليه ويذكرفيهم ويتعاظم
_ومن دقيق الحرص على الشرف حب الحمد على أفعاله وأن يذكره الناس بالخير
ب.الحرص على الشرف في الامور الدينية وهذا أفحش من الأول وهناك لآثار كثيرة تذم من تعلم العلم ليبتغي الدنيا و محمدة الناس ومن طلبالعلم من أجل الرياسة
ومن ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم { من طلب العلم ليجاري به العلماء أو ليماري به السفهاء أو يصرف به وجوه الناس إليه؛ أدخله الله النار} رواه الترمذي.
ومن دقيق الحرص على الرياسة في الدين الجرءة على الفتيا
من أقوال السلف أن العلم ثلاثا حرام وحلال ولا أدري
وكان بعض السلف يقول اذا استفتي أما وجدت أحدا تساله غيري فهم مع اخلاصهم كانوا يتدافعون الفتوى
وكان بن سيرين اذا سال على مسالة في الدين تغير لونه ذلك ان المفتين هم الموقعين عن أمر الله ونهيه وانهم موقوفون مسؤولون عن ما أفتو به فلا يكون هم المفتي تخليص السائل ولكن تخليص نفسه و\لك بالففتوى بعلم وبما يطابق الشرع
الخاتمة
اعلم أن النفس تحب الرفعة والعلو على أبناء جنسها لكن العاقل ينافس العلو الدائم الباقي الذي فيه رضوان الله وقربه وجواره
يقول العلماء في هذا الحديث ((هو للفقراء عزاء وللأغنياء دواء))
من محاضرة للشيخ ياسين شوشار في دورة وهران العلمية
} {مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلَا فِي غَنَمٍ بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ الْمَرْءِ عَلَى الْمَالِ وَالشَّرَفِ لِدِينِهِ
اخرجه الترمذي واللفظ له
من علل الحديث
وجود مدلس وهو زكريا بن ابي ساعدة فهو يعنعن الا ان العلماء ذكروا في التاريخ الكبير انه اذا صرح بالسماع فلا اشكال
من العلل ايضا قولهم في احد رواة الحديث ميهم وهو ثقة
من العلل ايضا قولهم في أحد رواة الحديث ميهم وهو ثقة
من طرق التعليم ضرب الامثال لتقريب الفهم
اذا تصورنا ذئبا جائعا في زريبة غنم وقد لاحظ غياب صاحبها فماذا هو فماذا هو صانع فيها؟..
يأتي عليها من أولها لآخرها فما بالك بذئبين اثنين
فهكذا الحرص على المال والشرف يؤدي
اما بدينه الى الزوال تماما واما ان يؤدي الى نقصانه على ما كان عليه
هذه مجملا
اما التفصيل
1\الحرص على المال من اعظم ما يؤدي الى فساد دين المرء
=المال لا يذم لذاته فهناك المال الممدوح وكما قيل نعم المال الصالح للرجل الصالح أي انه اكتسبه من حلال وانفقه في الحلال
والمال المذموم ما اكتسبه من حرام وانفقه في الحرام
فائدة الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر وذلك من جهتين
الاولى انها سجن المؤمن لأنه مقيد فيها بالطاعات وملزم فيها بالطاعات والابتعاد عن المحرمات وهي جنة للكافر لعدم مبالاته فيرخي الحبال ولا يبالي بالاموار والنواهي
والثانية أنها سجن للمؤمن من باب انها رغم ما ياخذ فيها مما لذ وطاب فهى على الرغم من ذلك سجن مقارنة بما عند الله لما سيلقى من نعيم عند ربه أما الكافر فباعتبار مآله الى الله فهو في الدنيا في جنة بما ينظره عند الله
والحرص على المال وهو نوعان كما ذكربن رجب
أ. شدة محبته مع شدة طلبه من وجوه مشروعة وأقل ما يجعله مذموما هو تقليل الدرجات في الايمان والثواب عند الله بسبب هذا الحرص فهو يحرص ليله و نهاره في طلب المال مع ان الرزق مضمون كما دلت عليه احاديث كثيرة كحديث يكتب للجنين رزقه وحديث ان الانسان لا يموت حتى يستكمل رزقه
يقول الحسن البصري علمت ان رزقيبيد الله لا ياخذه غيري فاطمئن قلبي
كذلك بذل الجهد والحرص على طلب المال فيه تضييع للعمر لغير ما خلق له فلا يزال حريصا على جمعه حتى يخرج من الدنيا لم ياخذ منه شيئا
من اقوال السلف في هذا المقام انه قيل لاحدهم فلان يجمع مالا فقال أجمع اياما ينفقه فيها
وقول بعضهم حرص المرء اخوف عليه عندى من اعدى اعداءه
وقيل الحرص حرصان حرص فاجع وحرص نافع الحرص النافع الحرص على طاعو الله زالعبادة والفاجع حرص على الدنيا
ومن اقوال السلف ايضا
ب.الثاني شبيه بالاول لكن مع منع الحق و الواجبة وهذا اشر من الاول
لانه اتصف بالشح وقد قال النبي اتقو الشح وفيحديث اياكم والشح وفي حديث لا يجتمع الايمان والشح في قلب عبد أبدا وهذا داءعضال
والفرق بي الشح والبخل ان الاول تناول حقوق غيره وما ليس له شحا أما الثاني فهو عدم اعطاء ما له خوفا من فقده فلا يذله
ج.الثالث وهو من يبذل قصارى جهده لتملكه ولو من حرام فلا يبالي
مع انه سياسأل عن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه
2\الحرص على الشرف
وهذا أشد اهلاكا دين المسلم من حرصه على المال والدليل ان شدة محبته للنصب ينفق ماله من مال فيه طلبه وحاله اخطر من حال من يجمع المال
وهذا الحرص نوعان
أ.الحرص على الشرف في الامور الدنيوية
.طلب الرشف للولاية والسلطان والمال
وهو فيالغالب يمنع خير الآخرة قال تعالى {تِلْكَ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَٱلْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}83سورة القصص قال المفسرون من يريد علوا أي من يريد تعاظما في الارض ومن وهذا النوع قد يدخل فيه دقيق ما نصنع
_ومثاله من يحب أن يكون جميلا في شكله لكن ان تحب ان يكون لباسك أفضل من فلان فهذا يدخل في معنى الآية
وقال النبي صلى الله عليه وسلم {انكم ستحرصون على الامارة وستكون ندامة يوم القيامة فنعمت المرضعة وبئست الفاطمة‘ * } رواه البخاري .... (فهي محبوبة للنفس في الدنيا ولكنها (بئست الفاطمة) بعد الموت)*
فيبن النبي صلى الله عليه وسلم انه سيكون من سيحرص على الامارة وانها ندامة لصاحبها
وفي حديث آخر {لا تسال الامارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها ، وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها }الحديث
_فطلب الامارة يؤدي الى الخذلان فكل خير أصله التوفيق و مفتاح التوفيق هو الدعاء والرغبة والرهبة فمتى اعطى الله العبد هذا المفتاح فقد اراد له الخير ومتى أغلق هذا العبد مرجى
والخذلان أن يكلك الله الى نفسك =
_ومن من دقيق حب الرشف طلب الولاية لمجرد علو المنزلة على الخلق وهذا من اقبح ما يكون لانه يريد أن يحوج الناس اليه ويذكرفيهم ويتعاظم
_ومن دقيق الحرص على الشرف حب الحمد على أفعاله وأن يذكره الناس بالخير
ب.الحرص على الشرف في الامور الدينية وهذا أفحش من الأول وهناك لآثار كثيرة تذم من تعلم العلم ليبتغي الدنيا و محمدة الناس ومن طلبالعلم من أجل الرياسة
ومن ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم { من طلب العلم ليجاري به العلماء أو ليماري به السفهاء أو يصرف به وجوه الناس إليه؛ أدخله الله النار} رواه الترمذي.
ومن دقيق الحرص على الرياسة في الدين الجرءة على الفتيا
من أقوال السلف أن العلم ثلاثا حرام وحلال ولا أدري
وكان بعض السلف يقول اذا استفتي أما وجدت أحدا تساله غيري فهم مع اخلاصهم كانوا يتدافعون الفتوى
وكان بن سيرين اذا سال على مسالة في الدين تغير لونه ذلك ان المفتين هم الموقعين عن أمر الله ونهيه وانهم موقوفون مسؤولون عن ما أفتو به فلا يكون هم المفتي تخليص السائل ولكن تخليص نفسه و\لك بالففتوى بعلم وبما يطابق الشرع
الخاتمة
اعلم أن النفس تحب الرفعة والعلو على أبناء جنسها لكن العاقل ينافس العلو الدائم الباقي الذي فيه رضوان الله وقربه وجواره
يقول العلماء في هذا الحديث ((هو للفقراء عزاء وللأغنياء دواء))
من محاضرة للشيخ ياسين شوشار في دورة وهران العلمية