وقال الإمام ابن القيم في كتابه "المنار المنيف في الصحيح والضعيف(ص 43-44 )": "فصل: وسئلت هل يمكن معرفة الحديث الموضوع بضابط، من غير أن ينظر في سنده؟.
فهذا سؤال عظيم القدر، وإنما يعلم ذلك من تضلع من معرفة السنن الصحيحة واختلطت بلحمه ودمه، وصار له فيها ملكة، وصار له اختصاص شديد بمعرفة السنن والآثار، ومعرفة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهديه، فيما يأمر به وينهى عنه، ويخبر عنه، ويدعو إليه ويحبه ويكرهه، ويشرعه للأمة بحيث كأنه مخالط للرسول صلى الله عليه وسلم ، كواحد من أصحابه.
فمثل هذا يعرف من أحوال الرسول صلى الله عليه وسلم وهديه وكلامه، وما يجوز أن يخبر به وما لا يجوز، مالا يعرفه غيره.
وهذا شأن كل متبع من متبوعه، فإن للأخص به، الحريص على تتبع أقواله وأفعاله من العلم بها، والتمييز بين ما يصح أن ينسب إليه، ومالا يصح، ما ليس لمن لا يكون كذلك، وهذا شأن المقلدين مع أئمتهم، يعرفون أقوالهم ونصوصهم ومذاهبهم -والله أعلم-".
ثـم ضرب عدداً من الأمثلة مما لا يصح نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال -رحمه الله- ( ص50): " والأحاديث الموضوعة عليها ظلمة وركاكة ومجازفات باردة تنادي على وضعها واختلاقها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مثل حديث:
"من صلى الضحى كذا وكذا ركعة أعطي ثواب سبعين نبياً".
وكأن هذا الكذاب الخبيث لم يعلم أن غير النبي لو صلى عمر نوح -عليه السلام- لم يعط ثواب نبي واحد.
ثم قال -رحمه الله-: فصل: "ونحن ننبه على أمور كلية يعرف بها كون الحديث موضوعاً.
فمنها:
1- اشتماله على مثل هذه المجازفات التي لا يقول مثلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وضرب لذلك مثالاً.
2- قال: "ومنها: تكذيب الحس له كحديث:
"الباذنجان لما أكل له"، و"الباذنجان شفاء لكل داء" قبح الله واضعهما فإن هذا لو قاله يوحنس أمهر الأطباء لسخر الناس منه... الخ".
وضرب عدداً من الأمثلة لهذا النوع.
ثم قال - رحمه الله -: "فصل:
3- ومنها: "سماجة الحديث وكونه مما يسخر منه، كحديث: "لو كان الأرز رجلاً لكان حليماً ما أكله جائع إلا أشبعه "؛ فهذا من السمج البارد الذي يصان عنه كلام العقلاء، فضلاً عن كلام سيد الأنبياء.
وحديث: " الجوز دواء والجبن داء، فإذا صار في الجوف صار شفاءً "، فلعن الله واضعه على رسول الله صلى الله عليه وسلم (ص54 ) ".
ثم ذكر أمثلة متعددة لهذا النوع.
4- ثم قال - رحمه الله -: فصل:
ومنها: "مناقضة الحديث لما جاءت به السنة الصريحة مناقضة بينة، فكل حديث يشتمل على فساد، أو ظلم، أو عبث، أو مدح باطل، أو ذم حق، أو نحو ذلك فرسول الله صلى الله عليه وسلم منه برئ.
ومن هذا الباب:
أحاديث مدح من اسمه محمد أو أحمد وأن كل من تسمى بهذه الأسماء لا يدخل النار.
وهذا مناقض لما هو معلوم من دينـه صلى الله عليه وسلم: أن النار لا يجار منها بالأسماء والألقاب، وإنما النجاة منها بالإيمان والأعمال الصالحة... (ص56-57 ) ".
ثم قال -رحمه الله-: " فصل:
5- ومنها: "أن يدعي على النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعل فعلاً ظاهراً بمحضر من الصحابة كلهم وأنهم اتفقوا على كتمانه، ولم ينقلوه كما يزعم أكذب الطوائف وضرب لذلك، بحديث الوصية لعلي وأن الشمس ردت له بعد العصر والناس يشاهدونها (ص57)".
ثم قال -رحمه الله-: " فصل ".
6- ومنها: أن يكون الحديث باطلاً في نفسه، فيدل بطلانه على أنه ليس من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم.
وضرب لذلك عدداً من الأمثلة منها:
حديث المجرة التي في السماء من عرق الأفعى التي تحت العرش ". (ص59 )
ثم قال -رحمه الله-: " فصل:
7- ومنها: أن يكون كلامه لا يشبه كلام الأنبياء فضلاً عن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو وحي يوحى... بل لا يشبه كلام الصحابة ".(ص61 )
ثم ضرب لذلك عدداً من الأمثلة.
ثم قال -رحمه الله-: " فصل:
8- ومنها: أن يكون في الحديث تاريخ كذا وكذا مثل قوله:
إذا كان سنة كذا وقع كيت وكيت".
وضرب لذلك مثالاً ثم قال:"وأحاديث هذا الباب كلها كذب مفترى ".(ص63-64 )
ثم قال: فصل:
9- ومنها: أن يكون الحديث بوصف الأطباء والطرقية أشبه وأليق كحديث " الهريسة تشد الظهر ".(ص64 ) ثم ذكر أمثلة أخرى.
ثم قال: فصل:
10- ومنها: أحاديث العقل كلها كذب كقوله لما خلق الله العقل قال له أقبل... الخ ثم نقل عن الدارقطني: أن كتاب العقل وضعه أربعة فذكرهم منهم ميسرة بن عبد ربه.
ثم قال - رحمه الله -: فصل:
11- ومنها: الأحاديث التي يذكر فيها الخضر وحياته كلها كذب ولا يصح في حياته حديث واحد وساق في ذلك أقوال بعض الأئمة وحججهم من الكتاب والسنة ومن المعقول من عشرة أوجه (ص67-76 ).
ثم قال - رحمه الله -: " فصل:
12- أن يكون الحديث مما تقوم الشواهد الصحيحة على بطلانه كحديث عوج بن عنق الطويل الذي قصد واضعه الطعن في أخبار الأنبياء(ص76-79 )".
ثم بين بطلانه بالأدلة من وجوه، ثم ضرب أمثلة أخرى لهذا النوع، ثم قال - رحمه الله -: " فصل:
13- ومنها: مخالفة الحديث صريح القرآن.
كحديث مقدار الدنيا: " وأنها سبعة آلاف سنة ونحن في الألف السابعة".
ثم قال: " وهذا من أبين الكذب لأنه لو كان صحيحاً لكان كل أحد عالماً أنه قد بقي للقيامة من وقتنا هذا مئتان وإحدى وخمسين سنة ".
وساق الأدلة من القرآن والسنة على بطلان هذا الحديث.
أقول: ومما يؤكد كذب هذا الحديث أن هذه الأمة قد تجاوزت الألف السابعة بأربع وعشرين وأربعمائة سنة.
وساق - رحمه الله - كذبات أخرى تجاوزتها اختصاراً.
ثم قال - رحمه الله -: " فصل:
14- ومنها: ما يقترن بالحديث من القرائن التي يعلم بها أنه باطل، مثل: حديث وضع الجزية عن أهل خيبر"، ثم قال: "وهذا كذب من عدة وجوه( ص102-105)"، وساق عشرة أوجه.
ثم قال - رحمه الله -: " فصل: في ذكر جوامع وضوابط كلية في هذا الباب (ص106 )".
مقتطف من مقال "هذا هو منهج النقد التأريخي الذي افتعله المستشرقون وتلاميذهم لهدم الإسلام" للشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي-حفظه الله-.http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=141957
فهذا سؤال عظيم القدر، وإنما يعلم ذلك من تضلع من معرفة السنن الصحيحة واختلطت بلحمه ودمه، وصار له فيها ملكة، وصار له اختصاص شديد بمعرفة السنن والآثار، ومعرفة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهديه، فيما يأمر به وينهى عنه، ويخبر عنه، ويدعو إليه ويحبه ويكرهه، ويشرعه للأمة بحيث كأنه مخالط للرسول صلى الله عليه وسلم ، كواحد من أصحابه.
فمثل هذا يعرف من أحوال الرسول صلى الله عليه وسلم وهديه وكلامه، وما يجوز أن يخبر به وما لا يجوز، مالا يعرفه غيره.
وهذا شأن كل متبع من متبوعه، فإن للأخص به، الحريص على تتبع أقواله وأفعاله من العلم بها، والتمييز بين ما يصح أن ينسب إليه، ومالا يصح، ما ليس لمن لا يكون كذلك، وهذا شأن المقلدين مع أئمتهم، يعرفون أقوالهم ونصوصهم ومذاهبهم -والله أعلم-".
ثـم ضرب عدداً من الأمثلة مما لا يصح نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال -رحمه الله- ( ص50): " والأحاديث الموضوعة عليها ظلمة وركاكة ومجازفات باردة تنادي على وضعها واختلاقها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مثل حديث:
"من صلى الضحى كذا وكذا ركعة أعطي ثواب سبعين نبياً".
وكأن هذا الكذاب الخبيث لم يعلم أن غير النبي لو صلى عمر نوح -عليه السلام- لم يعط ثواب نبي واحد.
ثم قال -رحمه الله-: فصل: "ونحن ننبه على أمور كلية يعرف بها كون الحديث موضوعاً.
فمنها:
1- اشتماله على مثل هذه المجازفات التي لا يقول مثلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وضرب لذلك مثالاً.
2- قال: "ومنها: تكذيب الحس له كحديث:
"الباذنجان لما أكل له"، و"الباذنجان شفاء لكل داء" قبح الله واضعهما فإن هذا لو قاله يوحنس أمهر الأطباء لسخر الناس منه... الخ".
وضرب عدداً من الأمثلة لهذا النوع.
ثم قال - رحمه الله -: "فصل:
3- ومنها: "سماجة الحديث وكونه مما يسخر منه، كحديث: "لو كان الأرز رجلاً لكان حليماً ما أكله جائع إلا أشبعه "؛ فهذا من السمج البارد الذي يصان عنه كلام العقلاء، فضلاً عن كلام سيد الأنبياء.
وحديث: " الجوز دواء والجبن داء، فإذا صار في الجوف صار شفاءً "، فلعن الله واضعه على رسول الله صلى الله عليه وسلم (ص54 ) ".
ثم ذكر أمثلة متعددة لهذا النوع.
4- ثم قال - رحمه الله -: فصل:
ومنها: "مناقضة الحديث لما جاءت به السنة الصريحة مناقضة بينة، فكل حديث يشتمل على فساد، أو ظلم، أو عبث، أو مدح باطل، أو ذم حق، أو نحو ذلك فرسول الله صلى الله عليه وسلم منه برئ.
ومن هذا الباب:
أحاديث مدح من اسمه محمد أو أحمد وأن كل من تسمى بهذه الأسماء لا يدخل النار.
وهذا مناقض لما هو معلوم من دينـه صلى الله عليه وسلم: أن النار لا يجار منها بالأسماء والألقاب، وإنما النجاة منها بالإيمان والأعمال الصالحة... (ص56-57 ) ".
ثم قال -رحمه الله-: " فصل:
5- ومنها: "أن يدعي على النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعل فعلاً ظاهراً بمحضر من الصحابة كلهم وأنهم اتفقوا على كتمانه، ولم ينقلوه كما يزعم أكذب الطوائف وضرب لذلك، بحديث الوصية لعلي وأن الشمس ردت له بعد العصر والناس يشاهدونها (ص57)".
ثم قال -رحمه الله-: " فصل ".
6- ومنها: أن يكون الحديث باطلاً في نفسه، فيدل بطلانه على أنه ليس من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم.
وضرب لذلك عدداً من الأمثلة منها:
حديث المجرة التي في السماء من عرق الأفعى التي تحت العرش ". (ص59 )
ثم قال -رحمه الله-: " فصل:
7- ومنها: أن يكون كلامه لا يشبه كلام الأنبياء فضلاً عن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو وحي يوحى... بل لا يشبه كلام الصحابة ".(ص61 )
ثم ضرب لذلك عدداً من الأمثلة.
ثم قال -رحمه الله-: " فصل:
8- ومنها: أن يكون في الحديث تاريخ كذا وكذا مثل قوله:
إذا كان سنة كذا وقع كيت وكيت".
وضرب لذلك مثالاً ثم قال:"وأحاديث هذا الباب كلها كذب مفترى ".(ص63-64 )
ثم قال: فصل:
9- ومنها: أن يكون الحديث بوصف الأطباء والطرقية أشبه وأليق كحديث " الهريسة تشد الظهر ".(ص64 ) ثم ذكر أمثلة أخرى.
ثم قال: فصل:
10- ومنها: أحاديث العقل كلها كذب كقوله لما خلق الله العقل قال له أقبل... الخ ثم نقل عن الدارقطني: أن كتاب العقل وضعه أربعة فذكرهم منهم ميسرة بن عبد ربه.
ثم قال - رحمه الله -: فصل:
11- ومنها: الأحاديث التي يذكر فيها الخضر وحياته كلها كذب ولا يصح في حياته حديث واحد وساق في ذلك أقوال بعض الأئمة وحججهم من الكتاب والسنة ومن المعقول من عشرة أوجه (ص67-76 ).
ثم قال - رحمه الله -: " فصل:
12- أن يكون الحديث مما تقوم الشواهد الصحيحة على بطلانه كحديث عوج بن عنق الطويل الذي قصد واضعه الطعن في أخبار الأنبياء(ص76-79 )".
ثم بين بطلانه بالأدلة من وجوه، ثم ضرب أمثلة أخرى لهذا النوع، ثم قال - رحمه الله -: " فصل:
13- ومنها: مخالفة الحديث صريح القرآن.
كحديث مقدار الدنيا: " وأنها سبعة آلاف سنة ونحن في الألف السابعة".
ثم قال: " وهذا من أبين الكذب لأنه لو كان صحيحاً لكان كل أحد عالماً أنه قد بقي للقيامة من وقتنا هذا مئتان وإحدى وخمسين سنة ".
وساق الأدلة من القرآن والسنة على بطلان هذا الحديث.
أقول: ومما يؤكد كذب هذا الحديث أن هذه الأمة قد تجاوزت الألف السابعة بأربع وعشرين وأربعمائة سنة.
وساق - رحمه الله - كذبات أخرى تجاوزتها اختصاراً.
ثم قال - رحمه الله -: " فصل:
14- ومنها: ما يقترن بالحديث من القرائن التي يعلم بها أنه باطل، مثل: حديث وضع الجزية عن أهل خيبر"، ثم قال: "وهذا كذب من عدة وجوه( ص102-105)"، وساق عشرة أوجه.
ثم قال - رحمه الله -: " فصل: في ذكر جوامع وضوابط كلية في هذا الباب (ص106 )".
مقتطف من مقال "هذا هو منهج النقد التأريخي الذي افتعله المستشرقون وتلاميذهم لهدم الإسلام" للشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي-حفظه الله-.http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=141957