الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد ولد آدم أجمعين، وآله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فقد أخرجه أحمد (17145و 17182) وأبو داود (4607) واللفظ له، والترمذي (2676) وابن ماجه (42و43و44) وغيرهم عن العرباض بن سارية ـ رضي الله عنه ـ أنه قال:
(( صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ فَقَالَ «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ»)).
وقد قال بثبوته:
الترمذي والبزار والحاكم وابن حبان وأبو نعيم الأصفهاني وأبو العباس الدغولي وابن عبد البر والجوزقاني والبغوي وأبو الفتوح الطائي والضياء المقدسي وابن تيمية وابن قيم الجوزية والشاطبي والعلائي والذهبي وابن أبي العز الحنفي وابن الملقن ومحمد بن عبد الوهاب والشوكاني والفلاني والألباني وابن باز والعثيمين والوادعي والعباد وربيع المدخلي.
وقد قال الإمام الآجري ـ رحمه الله ـ في كتابه "الأربعين حديثاً"(ص:107-108 - الحديث الثامن)
في هذا الحديث علوم كثيرة يحتاج إلى علمها جميع المسلمين ولا يسعهم جهله.
منها:أنه أمرهم صلى الله عليه وسلم بما أمرهم الله - عز وجل - بتقواه، ولا يعلمون بتقواه إلا بالعلم.
قال بعض الحكماء: (( كيف يكون متقياً من لا يدري ما يتقي؟ )).
وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: (( لا يتجر في أسواقنا إلا من قد فقه في دينه، وإلا أكل الربا )).
قلت: فعلى جميع المسلمين أن يتقوا الله - عز وجل - في أداء فرائضه، واجتناب محارمه.
ومنها: أنه أمرهم بالسمع والطاعة لكل من ولي عليهم من عبد أسود وغير أسود، ولا تكون الطاعة إلا بالمعروف.
ومنها:أنه أعلمهم أنه سيكون اختلاف كثير بين الناس، فأمرهم بلزوم سنته وسنة أصحابه الخلفاء الراشدين المهديين، وحثهم على أن يتمسكوا بها التمسك الشديد، مثل ما يعض الإنسان بأضراسه على الشيء يريد أن لا يفلت منه.
فواجب على كل مسلم أن يتبع سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يعملوا أشياء إلا بسنته وسنة الخلفاء الراشدين بعده: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي - رضي الله عنهم أجمعين -.
وكذا لا يخرج عن قول صحابته - رحمة الله عليهم - فإنه يرشد إن شاء الله.
ومنها:أنه حذرهم البدع وأعلمهم أنها ضلالة، فكل من عمل عملاً أو تكلم بكلام لا يوافق كتاب الله - عز وجل -، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وسنة الخلفاء الراشدين، وقول صحابته - رضي الله عنهم - فهو بدعة، وهي ضلالة، وهو مردود على قائله أو فاعله.
ومنها: أن عرباض بن سارية قال: (( وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب )).
فميِّزوا هذا الكلام.
لم يقل: صرخنا من موعظته، ولا زعقنا، ولا طرقنا رؤوسنا، ولا ضربنا على صدورنا، ولا زفنا، ولا رقصنا كما فعل كثير من الجهال، يصرخون عند المواعظ ويزعقون، ويتفاشون، هذا كله من الشيطان يلعب بهم، وهذا كله بدعة وضلالة.
يقال لمن فعل هذا:
اعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أصدق الناس موعظة، وأنصح الناس لأمته، وأرق الناس قلباً، وأصحابه أرق الناس قلوباً، وخير الناس ممن جاء بعدهم، ولا يشك في هذا عاقل، ما صرخوا عند موعظته، ولا زعقوا، ولا رقصوا، ولا زفنوا، ولو كان هذا صحيحاً لكانوا أحق الناس بهذا أن يفعلوه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنه بدعة وباطل ومنكر، فاعلم ذلك.
فتمسكوا - رحمكم الله - بسنته، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، وسائر الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين -.اهـ
وقال - رحمه الله - في كتابه "الشريعة"(ص:697):
ألا ترى أن العرباض بن سارية السلمي قال: (( وعظنا النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقلنا: يا رسول الله: إن هذه لموعظة مودع، فما تعهد إلينا؟ قال: «أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن عبداً حبشياً، فإنه من يعش منكم بعدي سيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة» )).
قال محمد بن الحسين:
والخلفاء الراشدون فهم: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي - رضي الله عنهم -.
فمن كان لهم محباً، راضياً بخلافتهم، متبعاً لهم، فهو متبع لكتاب الله - عز وجل -، ولسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.اهـ
استخراج: عبد القادر بن محمد الجنيد.
أما بعد:
فقد أخرجه أحمد (17145و 17182) وأبو داود (4607) واللفظ له، والترمذي (2676) وابن ماجه (42و43و44) وغيرهم عن العرباض بن سارية ـ رضي الله عنه ـ أنه قال:
(( صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ فَقَالَ «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ»)).
وقد قال بثبوته:
الترمذي والبزار والحاكم وابن حبان وأبو نعيم الأصفهاني وأبو العباس الدغولي وابن عبد البر والجوزقاني والبغوي وأبو الفتوح الطائي والضياء المقدسي وابن تيمية وابن قيم الجوزية والشاطبي والعلائي والذهبي وابن أبي العز الحنفي وابن الملقن ومحمد بن عبد الوهاب والشوكاني والفلاني والألباني وابن باز والعثيمين والوادعي والعباد وربيع المدخلي.
وقد قال الإمام الآجري ـ رحمه الله ـ في كتابه "الأربعين حديثاً"(ص:107-108 - الحديث الثامن)
في هذا الحديث علوم كثيرة يحتاج إلى علمها جميع المسلمين ولا يسعهم جهله.
منها:أنه أمرهم صلى الله عليه وسلم بما أمرهم الله - عز وجل - بتقواه، ولا يعلمون بتقواه إلا بالعلم.
قال بعض الحكماء: (( كيف يكون متقياً من لا يدري ما يتقي؟ )).
وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: (( لا يتجر في أسواقنا إلا من قد فقه في دينه، وإلا أكل الربا )).
قلت: فعلى جميع المسلمين أن يتقوا الله - عز وجل - في أداء فرائضه، واجتناب محارمه.
ومنها: أنه أمرهم بالسمع والطاعة لكل من ولي عليهم من عبد أسود وغير أسود، ولا تكون الطاعة إلا بالمعروف.
ومنها:أنه أعلمهم أنه سيكون اختلاف كثير بين الناس، فأمرهم بلزوم سنته وسنة أصحابه الخلفاء الراشدين المهديين، وحثهم على أن يتمسكوا بها التمسك الشديد، مثل ما يعض الإنسان بأضراسه على الشيء يريد أن لا يفلت منه.
فواجب على كل مسلم أن يتبع سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يعملوا أشياء إلا بسنته وسنة الخلفاء الراشدين بعده: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي - رضي الله عنهم أجمعين -.
وكذا لا يخرج عن قول صحابته - رحمة الله عليهم - فإنه يرشد إن شاء الله.
ومنها:أنه حذرهم البدع وأعلمهم أنها ضلالة، فكل من عمل عملاً أو تكلم بكلام لا يوافق كتاب الله - عز وجل -، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وسنة الخلفاء الراشدين، وقول صحابته - رضي الله عنهم - فهو بدعة، وهي ضلالة، وهو مردود على قائله أو فاعله.
ومنها: أن عرباض بن سارية قال: (( وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب )).
فميِّزوا هذا الكلام.
لم يقل: صرخنا من موعظته، ولا زعقنا، ولا طرقنا رؤوسنا، ولا ضربنا على صدورنا، ولا زفنا، ولا رقصنا كما فعل كثير من الجهال، يصرخون عند المواعظ ويزعقون، ويتفاشون، هذا كله من الشيطان يلعب بهم، وهذا كله بدعة وضلالة.
يقال لمن فعل هذا:
اعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أصدق الناس موعظة، وأنصح الناس لأمته، وأرق الناس قلباً، وأصحابه أرق الناس قلوباً، وخير الناس ممن جاء بعدهم، ولا يشك في هذا عاقل، ما صرخوا عند موعظته، ولا زعقوا، ولا رقصوا، ولا زفنوا، ولو كان هذا صحيحاً لكانوا أحق الناس بهذا أن يفعلوه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنه بدعة وباطل ومنكر، فاعلم ذلك.
فتمسكوا - رحمكم الله - بسنته، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، وسائر الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين -.اهـ
وقال - رحمه الله - في كتابه "الشريعة"(ص:697):
ألا ترى أن العرباض بن سارية السلمي قال: (( وعظنا النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقلنا: يا رسول الله: إن هذه لموعظة مودع، فما تعهد إلينا؟ قال: «أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن عبداً حبشياً، فإنه من يعش منكم بعدي سيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة» )).
قال محمد بن الحسين:
والخلفاء الراشدون فهم: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي - رضي الله عنهم -.
فمن كان لهم محباً، راضياً بخلافتهم، متبعاً لهم، فهو متبع لكتاب الله - عز وجل -، ولسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.اهـ
استخراج: عبد القادر بن محمد الجنيد.