لولا بنو إسرائيـل لم يخبث الطعام ولم يخنـز اللحم
ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر
ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر
"عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" لولا بنو إسرائيـل لم يخبث الطعام ولم يخنـز اللحم ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر".(1)
قال النووي : قوله صلى الله عليه وسلم :" لولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر" أي: لم تخنه أبدا وحواء بالمد روينا عن بن عباس قال سميت حواء لأنها أم كل حي قيل إنها ولدت لآدم أربعين ولداً في عشرين بطناً في كل بطن ذكر وأنثى واختلفوا متى خلقت من ضلع آدم فقيل قبل دخولها الجنة فدخلاها وقيل في الجنة قال القاضي ومعنى هذا الحديث أنها أم بنات آدم فأشبهنها ونزع العرق لما جرى لها في قصة الشجرة مع إبليس فزين لها أكل الشجرة فأغواها فأخبرت آدم بالشجرة فأكل منها قوله صلى الله عليه وسلم لولا بنو إسرائيل لم يخبث الطعام ولم يخنز اللحم هو بفتح الياء والنون وبكسر النون والماضي منه خنز بكسر النون وفتحها ومصدره الخنز والخنوز وهو إذا تغير وأنتن قال العلماء معناه أن بني إسرائيل لما أنزل الله عليهم المن والسلوى نهوا عن ادخارهما فادخروا ففسد وأنتن واستمر من ذلك الوقت والله أعلم .(2)
قال الحافظ ابن حجر : " قوله : لولا بنو إسرائيل لم يخنـز اللحم يخنز بفتح أوله وسكون الخاء وكسر النون وبفتحها أيضا بعدها زاي أي ينتن والخنز التغير والنتن قيل أصله أن بني إسرائيل ادخروا لحم السلوى وكانوا نهوا عن ذلك فعوقبوا بذلك حكاه القرطبي وذكره غيره عن قتادة وقال بعضهم معناه لولا أن بني إسرائيل سنوا ادخار اللحم حتى أنتن لما ادخر فلم ينتن وروى أبو نعيم في الحلية عن وهب بن منبه قال في بعض الكتب لولا أني كتبت الفساد على الطعام لخزنه الأغنياء عن الفقراء قوله ولولا حواء أي امرأة آدم وهي بالمد قيل سميت بذلك لأنها أم كل حي وسيأتي صفة خلقها في الحديث الذي بعده وقوله لم تخن أنثى زوجها فيه إشارة إلى ما وقع من حواء في تزيينها لآدم الأكل من الشجرة حتى وقع في ذلك فمعنى خيانتها أنها قبلت ما زين لها إبليس حتى زينته لآدم ولما كانت هي أم بنات آدم أشبهها بالولادة ونزع العرق فلا تكاد امرأة تسلم من خيانة زوجها بالفعل أو بالقول وليس المراد بالخيانة هنا ارتكاب الفواحش حاشا وكلا ولكن لما مالت إلى شهوة النفس من أكل الشجرة وحسنت ذلك لآدم عد ذلك خيانة له وأما من جاء بعدها من النساء فخيانة كل واحدة منهن بحسبها وقريب من هذا حديث جحد آدم فجحدت ذريته وفي الحديث إشارة إلى تسلية الرجال فيما يقع لهم من نسائهم بما وقع من أمهن الكبرى وأن ذلك من طبعهن فلا يفرط في لوم من وقع منها شيء من غير قصد إليه أو على سبيل الندور وينبغي لهن أن لا يتمكن بهذا في الاسترسال في هذا النـوع بل يضبطن أنفسهـن ويجاهدن هواهن والله المستعان. " (3)
سئل الشيخ الألباني رحمه الله تعالى كما جاء في أحد الأشرطة من سلسلة الهدى و النور:
السائل : ما هو تفسير حديث " لولا حواء ما كانت تعصي زوجها "
الخيانة هنا ليست مقصودة لا سمح الله الخيانة التي يتبادر إلى ذهن السامع خيانة الكبرى وإنما هي مخالفة الزوج لزوجها
أما عن سؤالك الأول فهو أن الله عز و جل جعل لكل مسبب سببا جعل لكل مسبب سببا والذي ينبغي لكل مسلم أن يعرفه بمناسبة مثل هذا السؤال أن الأسباب تنقسم إلى قسمين :
أسباب مادية : يشترك في معرفتها المؤمن الصالح مع المسلم الطالح بل ويشترك في معرفتها من ليس مسلما مطلقا أي وهم الكفار هذا فيما يتعلق بالقسم الأول من الأسباب ألا وهي الأسباب المادية أما القسم الآخر وهنا كما يقال بيت القصيد فهي :
أسباب معنوية أو شرعية: لا يمكن أن يعرفها كل مسلم فضلا عن أن يعرفها أي كافر ذلك لأن طريق معرفتها إنما هو وحي السماء الذي أنزله الله عز وجل على خاتم الأنبياء نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم هذه الأسباب هي كالأسباب المادية تماما من حيث أنه تكون سببا لأمور مادية من ذلك هذا الحديث أي أن الله عز وجل جعل معصية حواء عليها السلام لزوجها سببا لتعصي ذريتها من النساء أزواجهن واضح هذا الجواب أقربه بمثال مشهور جدا على ألسنة الناس وهو صحيح من صحيح السنة بخلاف حديثك هذا الذي سألت عنه فهو حديث صحيح وان كان أنكره بعض المعتزلة المعاصرة اليوم بسبب تسليطهم لعقولهم على نصوص نبيهم أما الحديث الذي أردت أن أذكر به انما هو قوله عليه الصلاة والسلام " من أحب أن ينسأ له في أجله ويوسع له في رزقه فليصل رحمه "
هذا الحديث من أحاديث كثيرة في بيان أن الأسباب لأمور مادية قد تكون أسبابا شرعية معنوية وليست مادية ملموسة فهو عليه السلام يقول" من أحب أن ينسأ له في أجله ويوسع له في رزقه فليصل رحمه "الناس كل الناس إلا من عصم الله أو من عصمه الله بالعلم النافع
كل الناس لا يعلمون إلا هؤلاء أن من أسباب سعة الرزق هو حسن الخلق وصلة الرحم ما يعلمون هذا بينما هذا الحديث يقول" من أحب أن ينسأ له في أجله ويوسع له في رزقه فليصل رحمه " كذلك وأختم الجواب بالحديث التالي وهو من روائع الأحاديث النبوية قال عليه السلام " حسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويطيلان في الأعمار ".(4)
وسئل الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى كما جاء في احد أشرطته شرح حديث من صحيح مسلم كتاب النكاح:
ـ " لولا حواء" فيه دليل على أن اسم زوج آدم حواء وأما قول القائل أنه لم يرد أن اسمها حواء فهو عن عدم علم فقد تبث في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن اسمها حواء ولكن ما معنى الحديث وما تلازم خيانة الزوجات لأزواجهن بحواء ؟.
الجواب : يقال أن حواء هي التي أغرت آدم على أن يأكل من الشجرة وزينت ذلك له كما زين ذلك الشيطان لهما جميعا وليس المراد بالخيانة هنا خيانة الزنا لأن هذا لا يمكن مع زوجات الأنبياء والرسل ومن ذلك قوله تعالى "وضرب الله مثلا" إيش "للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما يعني بالكفر لأن الله قال " ضرب مثلا للذين كفروا " وليس المراد بالخيانة الزنا لأن ذلك لا يمكن كل زوجات الأنبياء عفيفات عن الزنا قال الله تعالى " الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات " أما بنو إسرائيل فيقول " لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم "يعني لم يخبث ويتغير وهذا ...
قرأ الطالب :"قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَوْلَا بَنُو إِسْرَائِيل لَمْ يَخْبُث الطَّعَام وَلَمْ يَخْنَز اللَّحْم )
هُوَ بِفَتْحِ الْيَاء وَالنُّون وَبِكَسْرِ النُّون وَالْمَاضِي مِنْهُ ( خَنِزَ ) بِكَسْرِ النُّون وَفَتْحهَا وَمَصْدَره ( الْخَنَز وَالْخُنُوز ) ، وَهُوَ إِذَا تَغَيَّرَ وَأَنْتَنَ . قَالَ الْعُلَمَاء : مَعْنَاهُ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيل لَمَّا أَنْزَلَ اللَّه عَلَيْهِمْ الْمَنّ وَالسَّلْوَى نُهُوا عَنْ اِدِّخَارهمَا فَادَّخَرُوا فَفَسَدَ وَأَنْتَنَ وَاسْتَمَرَّ مِنْ ذَلِكَ الْوَقْت"
هذا قريب يعني أنهم عوقبوا بادخارهم بأن فسد الطعام وإذا فسد لم يؤكل فيكون الطعام في الأول لو ادخر لا يخنز لكن صارت عقوبة بني إسرائيل عليهم وعلى غيرهم وعلى هذا فلنذكر بنيي إسرائيل بإيش بالحسنى ولا بالسوأى ؟؟
بالسوأى حيث أفسدوا علينا لحومنا لأن اخناز اللحم كان سببه عقوبة لهم
وفي هذا الحديث آية من آيات الله حيث أن الله سبحانه وتعالى قد يحدث العيب في مطعوم الإنسان من أجل معصية ويكون شؤم هذه العقوبة عليه وعلى من بعده.. (5)
وجاء في كتاب مجموع الفوائد و اقتناص الأوابد للعلامة عبد الرحمان بن ناصر الدين االسعدي :
[معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم لولا حواء لم تخن انثى زوجها و لولا بنوا اسرائيل لم يخنز اللحم].صحيح في البخاري ومسلم
[ قوله صلى الله عليه وسلم : معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم لولا حواء لم تخن انثى زوجها و لولا بنوا اسرائيل لم يخنز اللحم].
أحسنُ ما يحمل عليه أن حواء عليها السلام قيل إنها حسنت له الأكل من الشجرة حين وسوس لهما الشيطان فاجتمع على آدم تغيرير الشيطان وتسويله وتحسين زوجته له فوقع الأكل ، ولكن تاب الله عليهما حين تابا وندما , واما بنو اسرائيل فقيل لهم لا تدخروا من اللحم الذي رزقتموه في التيه فادخروه من الهلع والحرص الشديد وضعف الثقه بالله وكان الناس قبل ذلك يأكلون اللحم طريا ولا يدخرونه فلما حصل ادخاره من بني اسرائيل كانوا اول من سن للناس هذا الأمر.
و مضمون ذلك أن الواجب على المراة أن يكون زوجها عندها محترما احتراما حقيقيا وتبني أمرها معه على الصدق والصراحة وعدم الخيانة ولكن وقعت حواء فوقعت بناتها ........... ا.هـ . (6)
(1) أخرجه البخاري رقم ( 3152 ) 3 / 1212 ، ورقم ( 3218 ) 3 / 1245 ، ومسلم رقم ( 1470 ) 2 / 1092 ، وأحمد رقم ( 8019 ) 2 / 304 ، ورقم ( 8155 ) 2 / 315 ، ورقم ( 8581 ) 2 / 349 ، وابن حبان في صحيحه رقم ( 4169 ) 9 / 477، وأبو عوانة رقم ( 4502- 4503 ) 3 / 143، وأبو نعيم في المستخرج على صحيح مسلم رقم ( 3449 ) 4 / 143، والحاكم في المستدرك رقم
( 7341 ) 4 / 194.
(2) شرح النووي على صحيح مسلم 10 / 59 .
(3) فتح الباري شرح صحيح البخاري 6 / 367 – 368 .
(4) شريط 689 سلسلة الهدى و النور للشيخ الألباني رحمه الله تعالى.
(5) شرح حديث من صحيح مسلم كتاب النكاح) 8 الوجه أ(للشيخ العثيمين رحمه الله تعالى.
(6) فائدة ( 34) من كتاب مجموع الفوائد و اقتناص الأوابد للعلامة عبد الرحمن بن ناصر الدين السعدي رحمه الله تعالى.
منقول من منتدى معرفة السنن والاثار
تعليق