[من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا].
رواه البخاري في صحيحه (5442) من طريق شعبة، ومسلم في صحيحه (215) من طريق وكيع، والامام احمد (744) من طريق أبو معاوية الضرير، والترمذي (2043) من طريق عبيدة بن حميد، والدارمي (2407) من طريق يعلى بن عبيد، وعبد الرزاق كما في جامع معمر (19716) من طريق معمر، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (196) من طريق حفص بن غياث، وابن ابي عاصم في الديات (1/ 14) من طريق سفيان، وتمام الرازي في الفوائد من طريق مروان بن جناح (1309) وأبو عوانة في مستخرجه (125) من طريق دَاوُدَ الطَّائِيِّ، عشرتهم عن الأعمش عن ابي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وزيادة "خالدا مخلدا فيها أبدا" تفرد بها الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة ولا تقبل لانه من المتقرر عند أهل السنة أن اهل الكبائر لا يخلدون في النار ِلذا أعل الإمام الترمذي هذه الزيادة فقال رحمه الله تعالى في سننه (2044):- ((حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود عن شعبة عن الأعمش قال سمعت أبا صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن قتل نفسه بسم فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا
حدثنا محمد بن العلاء حدثنا وكيع وأبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو حديث شعبة عن الأعمش
قال أبو عيسى هذا حديث صحيح وهو أصح من الحديث الأول
هكذا روى غير واحد هذا الحديث عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
وروى محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قتل نفسه بسم عذب في نار جهنم ولم يذكر فيه خالدا مخلدا فيها أبدا
وهكذا رواه أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
وهذا أصح لأن الروايات إنما تجيء بأن أهل التوحيد يعذبون في النار ثم يخرجون منها ولم يذكر أنهم يخلدون فيها)).
وقد تمسك اهل البدع كالمعتزلة والخوارج بهذه الزيادة وقد أجاب اهل السنة بأجوبة أصحها ما ذكره الترمذي فقد قال الحافظ بن حجر في فتح الباري (3/ 227):- ((حديث أبي هريرة مرفوعا " الذي يخنق نفسه يخنقها في النار، والذي يطعنها يطعنها في النار " وهو من أفراد البخاري من هذا الوجه، وقد أخرجه أيضا في الطب من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مطولا، ومن ذلك الوجه أخرجه مسلم وليس فيه ذكر الخنق، وفيه من الزيادة ذكر السم وغيره ولفظه " فهو في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا " وقد تمسك به المعتزلة وغيرهم ممن قال بتخليد أصحاب المعاصي في النار، وأجاب أهل السنة عن ذلك بأجوبة: منها توهيم هذه الزيادة، قال الترمذي بعد أن أخرجه: رواه محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة فلم يذكر " خالدا مخلدا " وكذا رواه أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة يشير إلى رواية الباب قال: وهو أصح لأن الروايات قد صحت أن أهل التوحيد يعذبون ثم يخرجون منها ولا يخلدون، وأجاب غيره بحمل ذلك على من استحله، فإنه يصير باستحلاله كافرا والكافر مخلد بلا ريب. وقيل: ورد مورد الزجر والتغليظ، وحقيقته غير مرادة. وقيل: المعنى أن هذا جزاؤه، لكن قد تكرم الله على الموحدين فأخرجهم من النار بتوحيدهم. وقيل: التقدير مخلدا فيها إلى أن يشاء الله. وقيل: المراد بالخلود طول المدة لا حقيقة الدوام كأنه يقول يخلد مدة معينة، وهذأ أبعدها)).
أقول: بل ابعد الاقوال هو القول بأن ذلك محمول على الاستحلال قال الامام ابن القيم في مدارج السالكين (1/ 39): ((وقالت فرقة بل هذا الوعيد في حق المستحل لها لأنه كافر وأما من فعلها معتقدا تحريمها فلا يلحقه هذا الوعيد وعيد الخلود وإن لحقه وعيد الدخول وقد أنكر الإمام أحمد هذا القول وقال لو استحل ذلك ولم يفعله كان كافرا والنبي إنما قال من فعل كذا وكذا)).
وأما القول بانه ورد مورد الزجر والتغليظ وحقيته غير مرادة فهو قول المرجئة فقد قال شيخ الاسلام ابن تيمبة في مجموع الفتاوى (7/ 675): (( .... إما اضطراب العقيدة؛ بأن يعتقد بأن الوعيد ليس ظاهره كباطنه وإنما مقصوده الزجر كما تقوله: المرجئة)).وقد تكلم على هذا القول في موضع لا اذكره.
وبقي القول بأن "المعنى أن هذا جزاؤه، لكن قد تكرم الله على الموحدين فأخرجهم من النار بتوحيدهم" لكن الظاهر انه لا يتفق مع الجملة المؤكدة "خالدا مخلدا فيها أبدا".
فبذلك يتبين أن أصح الاقوال هو القول بشذوذ هذه الزيادة فيتفق حديث الترهيب من قتل النفس مع أحاديث الشفاعة.
يقول الشيخ الألباني في مقدمة شرح العقيدة الطحاوية (ص23،22) عن الصحيحين: هما أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى - باتفاق علماء المسلمين من المحدثين وغيرهم، فقد امتازا على غيرهما من كتب السنة بتفردهما بجمع أصح الأحاديث الصحيحة، وطرح الأحاديث الضعيفة والمتون المنكرة، على قواعد متينة، وشروط دقيقة، وقد وفقوا في ذلك توفيقا بالغا، لم يوفق إليه من بعدهم ممن نحا نحوهم في جمع الصحيح، كابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم وغيرهم، حتى صار عرفا عاما أن الحديث الذي أخرجه الشيخان أو أحدهما قد جاوز القنطرة، ودخل في طريق الصحة والسلامة، ولا ريب في ذلك، وهو الأصل عندنا، وليس معنى ذلك أن كل حرف، أو لفظة، أو كلمة في "الصحيحين" هو بمنزلة ما في "القرآن"، لا يمكن أن يكون فيه وهم أو خطأ في شيء من ذلك من بعض الرواة، كلا فلسنا نعتقد العصمة لكتاب بعد كتاب الله - عز وجل - أصلا، فقد قال الإمام الشافعي وغيره: "أبى الله أن يتم إلا كتابه"، ولا يمكن أن يدعي ذلك أحد من أهل العلم ممن درسوا الكتابين دراسة تفهم وتدبر مع نبذ التعصب، وفي حدود القواعد العلمية الحديثية)).
أقول:-ما ذكره الشيخ الالباني ينبغي أن يقيد بقيد مهم جدا في نقد أي شئ مما في الصحيحين وهو أن يكون مما انتقده الائمة على الصحيحين -وهو قليل جدا-،وأما ما تلتقته الأمة بالقبول فإن الإقدام على نقد حرف منه مهلكة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
رواه البخاري في صحيحه (5442) من طريق شعبة، ومسلم في صحيحه (215) من طريق وكيع، والامام احمد (744) من طريق أبو معاوية الضرير، والترمذي (2043) من طريق عبيدة بن حميد، والدارمي (2407) من طريق يعلى بن عبيد، وعبد الرزاق كما في جامع معمر (19716) من طريق معمر، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (196) من طريق حفص بن غياث، وابن ابي عاصم في الديات (1/ 14) من طريق سفيان، وتمام الرازي في الفوائد من طريق مروان بن جناح (1309) وأبو عوانة في مستخرجه (125) من طريق دَاوُدَ الطَّائِيِّ، عشرتهم عن الأعمش عن ابي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وزيادة "خالدا مخلدا فيها أبدا" تفرد بها الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة ولا تقبل لانه من المتقرر عند أهل السنة أن اهل الكبائر لا يخلدون في النار ِلذا أعل الإمام الترمذي هذه الزيادة فقال رحمه الله تعالى في سننه (2044):- ((حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود عن شعبة عن الأعمش قال سمعت أبا صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن قتل نفسه بسم فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا
حدثنا محمد بن العلاء حدثنا وكيع وأبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو حديث شعبة عن الأعمش
قال أبو عيسى هذا حديث صحيح وهو أصح من الحديث الأول
هكذا روى غير واحد هذا الحديث عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
وروى محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قتل نفسه بسم عذب في نار جهنم ولم يذكر فيه خالدا مخلدا فيها أبدا
وهكذا رواه أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
وهذا أصح لأن الروايات إنما تجيء بأن أهل التوحيد يعذبون في النار ثم يخرجون منها ولم يذكر أنهم يخلدون فيها)).
وقد تمسك اهل البدع كالمعتزلة والخوارج بهذه الزيادة وقد أجاب اهل السنة بأجوبة أصحها ما ذكره الترمذي فقد قال الحافظ بن حجر في فتح الباري (3/ 227):- ((حديث أبي هريرة مرفوعا " الذي يخنق نفسه يخنقها في النار، والذي يطعنها يطعنها في النار " وهو من أفراد البخاري من هذا الوجه، وقد أخرجه أيضا في الطب من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مطولا، ومن ذلك الوجه أخرجه مسلم وليس فيه ذكر الخنق، وفيه من الزيادة ذكر السم وغيره ولفظه " فهو في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا " وقد تمسك به المعتزلة وغيرهم ممن قال بتخليد أصحاب المعاصي في النار، وأجاب أهل السنة عن ذلك بأجوبة: منها توهيم هذه الزيادة، قال الترمذي بعد أن أخرجه: رواه محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة فلم يذكر " خالدا مخلدا " وكذا رواه أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة يشير إلى رواية الباب قال: وهو أصح لأن الروايات قد صحت أن أهل التوحيد يعذبون ثم يخرجون منها ولا يخلدون، وأجاب غيره بحمل ذلك على من استحله، فإنه يصير باستحلاله كافرا والكافر مخلد بلا ريب. وقيل: ورد مورد الزجر والتغليظ، وحقيقته غير مرادة. وقيل: المعنى أن هذا جزاؤه، لكن قد تكرم الله على الموحدين فأخرجهم من النار بتوحيدهم. وقيل: التقدير مخلدا فيها إلى أن يشاء الله. وقيل: المراد بالخلود طول المدة لا حقيقة الدوام كأنه يقول يخلد مدة معينة، وهذأ أبعدها)).
أقول: بل ابعد الاقوال هو القول بأن ذلك محمول على الاستحلال قال الامام ابن القيم في مدارج السالكين (1/ 39): ((وقالت فرقة بل هذا الوعيد في حق المستحل لها لأنه كافر وأما من فعلها معتقدا تحريمها فلا يلحقه هذا الوعيد وعيد الخلود وإن لحقه وعيد الدخول وقد أنكر الإمام أحمد هذا القول وقال لو استحل ذلك ولم يفعله كان كافرا والنبي إنما قال من فعل كذا وكذا)).
وأما القول بانه ورد مورد الزجر والتغليظ وحقيته غير مرادة فهو قول المرجئة فقد قال شيخ الاسلام ابن تيمبة في مجموع الفتاوى (7/ 675): (( .... إما اضطراب العقيدة؛ بأن يعتقد بأن الوعيد ليس ظاهره كباطنه وإنما مقصوده الزجر كما تقوله: المرجئة)).وقد تكلم على هذا القول في موضع لا اذكره.
وبقي القول بأن "المعنى أن هذا جزاؤه، لكن قد تكرم الله على الموحدين فأخرجهم من النار بتوحيدهم" لكن الظاهر انه لا يتفق مع الجملة المؤكدة "خالدا مخلدا فيها أبدا".
فبذلك يتبين أن أصح الاقوال هو القول بشذوذ هذه الزيادة فيتفق حديث الترهيب من قتل النفس مع أحاديث الشفاعة.
يقول الشيخ الألباني في مقدمة شرح العقيدة الطحاوية (ص23،22) عن الصحيحين: هما أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى - باتفاق علماء المسلمين من المحدثين وغيرهم، فقد امتازا على غيرهما من كتب السنة بتفردهما بجمع أصح الأحاديث الصحيحة، وطرح الأحاديث الضعيفة والمتون المنكرة، على قواعد متينة، وشروط دقيقة، وقد وفقوا في ذلك توفيقا بالغا، لم يوفق إليه من بعدهم ممن نحا نحوهم في جمع الصحيح، كابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم وغيرهم، حتى صار عرفا عاما أن الحديث الذي أخرجه الشيخان أو أحدهما قد جاوز القنطرة، ودخل في طريق الصحة والسلامة، ولا ريب في ذلك، وهو الأصل عندنا، وليس معنى ذلك أن كل حرف، أو لفظة، أو كلمة في "الصحيحين" هو بمنزلة ما في "القرآن"، لا يمكن أن يكون فيه وهم أو خطأ في شيء من ذلك من بعض الرواة، كلا فلسنا نعتقد العصمة لكتاب بعد كتاب الله - عز وجل - أصلا، فقد قال الإمام الشافعي وغيره: "أبى الله أن يتم إلا كتابه"، ولا يمكن أن يدعي ذلك أحد من أهل العلم ممن درسوا الكتابين دراسة تفهم وتدبر مع نبذ التعصب، وفي حدود القواعد العلمية الحديثية)).
أقول:-ما ذكره الشيخ الالباني ينبغي أن يقيد بقيد مهم جدا في نقد أي شئ مما في الصحيحين وهو أن يكون مما انتقده الائمة على الصحيحين -وهو قليل جدا-،وأما ما تلتقته الأمة بالقبول فإن الإقدام على نقد حرف منه مهلكة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تعليق