رد: الانبساط بتحقيق سماع حماد بن سلمة من عطاء بن السائب فقط قبل الاختلاط كتبه / أبو قاسم غانم بن بجاد البقمي تقديم العلامة النجمي رحمه الله
ومن هذا البحث تبين أن الحكم بسماع حماد من عطاء بعد الاختلاط استند على ثلاثة أقوال لا يصح الاعتماد عليها :
الأول : ما رواه أحمد بن أبي يحيى عن ابن معين مخالفا لغيره من الثقات الذين رووا عن ابن معين القول بسماع حماد بن سلمة من عطاء قبل الاختلاط ، وقد تبين من ترجمته في الكامل لابن عدي ولسان الميزان للحافظ بأنه كذاب فمثل هذا لا يعتد بروايته في أي حكم .
والثاني : ما وهِم عبد الحق وابن القطان في نسبته للعقيلي ولم يقل هذا القول غيرهما ومن راجع ضعفاء العقيلي يجد أن العقيلي لم يصرح بسماع حماد بن سلمة من عطاء بعد الاختلاط . وعلى هذا لا يصح الاعتماد في الحكم على ما يقع فيه العالم من وهم أو خطأ وسبحان الله الذي تفرد بالكمال وحده وجعل العصمة لأنبيائه .
والثالث : ما نقله العقيلي من طريق علي ابن المديني من قول يحيى وكذلك حماد ابن سلمة وعطف عليه ابن المديني بقوله وكان يحيى لا يروي حديث عطاء إلا
عن شعبة وسفيان ، وقد تبين أن هذا في أول الأمر من يحيى بن سعيد ثم في آخر أمره أسند عنه هذا الحديث الذي مدار الكلام عليه ويؤيد القول برجوعه عن قوله الأول مع إسناده للحديث قول ابن معين : ومات يحيى وهو يحدث عن حماد ابن سلمة وقد تقدم بيان هذا في الفصل السابق .وعلى هذا لا يصح التمسك والاستدلال بقول رجع عنه قائله .
ومن هذا التحقيق تبين بأن الدليل الراجح هو أن سماع حماد بن سلمة من عطاء كان في الصحة قبل الاختلاط وعليه فإن استثناء الجمهور لرواية حماد بن سلمه عنه هو الصحيح الراجح .
فصل في متابعة حماد بن سلمة
قال أبو نعيم في الحلية بعد أن أخرج الحديث تفرد به حماد عن عطاء وليس كذلك فقد ذكر الألباني رحمه الله لحماد متابعة عن ابن الجندي فقال في الضعيفة 2/930 ( على أن الحديث قد روي له متابع وإن كان السند بذلك واهيا فقال : قال أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران المعروف بـ ( ابن الجندي ) في الفوائد الحسان الغرائب (8/1 ) حدثنا علي بن محمد بن عبيد ثنا عيسى بن جعفر الوراق قال أنا عفان قال : أنا شعبة وحماد حدثانا عن عطاء بن السائب به . قال : ولكن علة الحديث من صاحب الفوائد وهو ابن الجندي فقد ترجمه الخطيب بقوله (5/77) كان يضعف في روايته ويطعن في مذهبه سألت الزهري
عنه فقال : ليس بشيء .
وقال الألباني رحمه الله : وقال الحافظ في اللسان ( أورد ابن الجوزي في الموضوعات ) في فضل علي حدثنا بسنده رجاله ثقات إلا الجندي فقال هذا موضوع ولا يتعدى الجندي .
وقال الألباني رحمه الله : ومما يؤيد ضعف هذا الرجل أنه قد روي الحديث عن طريق عفان بن مسلم عن شعبة وقد رواه الإمام أحمد عن عفان وهو شيخه فيه ولم يذكر شعبة فيه وكذلك البيهقي من طريق أخرى عن عفان وكذلك رواه
الآخرون عن غير عفان وهم جماعة عن حماد وحده فدل ذلك على أن ذكر شعبة في هذا السند منكر تفرد به ابن الجندي هذا ، ولولا ذلك لكانت متابعة قوية من شعبة لحماد ولصح بذلك الحديث ولكن هيهات هيهات .
فأقول والله الموفق : قد وردت هذه المتابعة من شعبة لحماد فلم يتفرد بها ابن الجندي فقد تابعه أبو الحسن محمد بن المظفر وشيخه علي بن محمد بن عبيد تابعه
يحيى بن محمد بن صاعد وعيسى بن جعفر الوراق تابعه علي بن سهل بن المغيرة عن عفان عن حماد وشعبه به .
أخرجها الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة (ج2ح453) فقال : أخبرنا عبد الله بن دهبل بن علي بن كاره الحربي بها أن أحمد بن الحسن بن أحمد بن البناء أخبرهم أنا الحسن بن علي الجوهري أنا أبو الحسن محمد بن المظفر ثنا يحيى بن محمد بن صاعد ثنا علي بن سهل بن المغيرة وعيسى بن جعفر قالا ثنا عفان بن مسلم ثنا حماد وشعبة قالا أنا عطاء بن السائب عن زاذان أن عليا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث .
قال : إسناده صحيح رواه أبو داود عن موسى بن إسماعيل ورواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شبية عن الأسود بن عامر كلاهما عن حماد بن سلمة .
أقول والله الهادي إلى الصواب : نعم هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات .
فعبد الله بن دهبل بن علي بن كاره أبو محمد ترجم له ابن ماكولا في إكمال الإكمال هو وأبوه قال عنه ثقة صحيح السماع وعن أبيه ثقة صالح (1)
وأحمد بن الحسن بن أحمد بن البناء قال في التقييد لابن نقطة ثقة صحيح السماع(2)
والحسن بن علي الجوهري ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد فقال : كتبنا عنه وكان ثقة مأمونا كثير السماع .
وأبو الحسن محمد بن المظفر قال الحافظ في تذكرة الحفاظ : كان فهما حافظا صادقا وقال الدار قطني ثقة مأمون .
ـــــــــــــــــــــــــــ
1ـ إكمال الإكمال لابن ماكولا (ج3ص341).
2ـ التقييد لابن نقطة (ج1ص143ترجمة 153)
ومن هذا البحث تبين أن الحكم بسماع حماد من عطاء بعد الاختلاط استند على ثلاثة أقوال لا يصح الاعتماد عليها :
الأول : ما رواه أحمد بن أبي يحيى عن ابن معين مخالفا لغيره من الثقات الذين رووا عن ابن معين القول بسماع حماد بن سلمة من عطاء قبل الاختلاط ، وقد تبين من ترجمته في الكامل لابن عدي ولسان الميزان للحافظ بأنه كذاب فمثل هذا لا يعتد بروايته في أي حكم .
والثاني : ما وهِم عبد الحق وابن القطان في نسبته للعقيلي ولم يقل هذا القول غيرهما ومن راجع ضعفاء العقيلي يجد أن العقيلي لم يصرح بسماع حماد بن سلمة من عطاء بعد الاختلاط . وعلى هذا لا يصح الاعتماد في الحكم على ما يقع فيه العالم من وهم أو خطأ وسبحان الله الذي تفرد بالكمال وحده وجعل العصمة لأنبيائه .
والثالث : ما نقله العقيلي من طريق علي ابن المديني من قول يحيى وكذلك حماد ابن سلمة وعطف عليه ابن المديني بقوله وكان يحيى لا يروي حديث عطاء إلا
عن شعبة وسفيان ، وقد تبين أن هذا في أول الأمر من يحيى بن سعيد ثم في آخر أمره أسند عنه هذا الحديث الذي مدار الكلام عليه ويؤيد القول برجوعه عن قوله الأول مع إسناده للحديث قول ابن معين : ومات يحيى وهو يحدث عن حماد ابن سلمة وقد تقدم بيان هذا في الفصل السابق .وعلى هذا لا يصح التمسك والاستدلال بقول رجع عنه قائله .
ومن هذا التحقيق تبين بأن الدليل الراجح هو أن سماع حماد بن سلمة من عطاء كان في الصحة قبل الاختلاط وعليه فإن استثناء الجمهور لرواية حماد بن سلمه عنه هو الصحيح الراجح .
فصل في متابعة حماد بن سلمة
قال أبو نعيم في الحلية بعد أن أخرج الحديث تفرد به حماد عن عطاء وليس كذلك فقد ذكر الألباني رحمه الله لحماد متابعة عن ابن الجندي فقال في الضعيفة 2/930 ( على أن الحديث قد روي له متابع وإن كان السند بذلك واهيا فقال : قال أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران المعروف بـ ( ابن الجندي ) في الفوائد الحسان الغرائب (8/1 ) حدثنا علي بن محمد بن عبيد ثنا عيسى بن جعفر الوراق قال أنا عفان قال : أنا شعبة وحماد حدثانا عن عطاء بن السائب به . قال : ولكن علة الحديث من صاحب الفوائد وهو ابن الجندي فقد ترجمه الخطيب بقوله (5/77) كان يضعف في روايته ويطعن في مذهبه سألت الزهري
عنه فقال : ليس بشيء .
وقال الألباني رحمه الله : وقال الحافظ في اللسان ( أورد ابن الجوزي في الموضوعات ) في فضل علي حدثنا بسنده رجاله ثقات إلا الجندي فقال هذا موضوع ولا يتعدى الجندي .
وقال الألباني رحمه الله : ومما يؤيد ضعف هذا الرجل أنه قد روي الحديث عن طريق عفان بن مسلم عن شعبة وقد رواه الإمام أحمد عن عفان وهو شيخه فيه ولم يذكر شعبة فيه وكذلك البيهقي من طريق أخرى عن عفان وكذلك رواه
الآخرون عن غير عفان وهم جماعة عن حماد وحده فدل ذلك على أن ذكر شعبة في هذا السند منكر تفرد به ابن الجندي هذا ، ولولا ذلك لكانت متابعة قوية من شعبة لحماد ولصح بذلك الحديث ولكن هيهات هيهات .
فأقول والله الموفق : قد وردت هذه المتابعة من شعبة لحماد فلم يتفرد بها ابن الجندي فقد تابعه أبو الحسن محمد بن المظفر وشيخه علي بن محمد بن عبيد تابعه
يحيى بن محمد بن صاعد وعيسى بن جعفر الوراق تابعه علي بن سهل بن المغيرة عن عفان عن حماد وشعبه به .
أخرجها الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة (ج2ح453) فقال : أخبرنا عبد الله بن دهبل بن علي بن كاره الحربي بها أن أحمد بن الحسن بن أحمد بن البناء أخبرهم أنا الحسن بن علي الجوهري أنا أبو الحسن محمد بن المظفر ثنا يحيى بن محمد بن صاعد ثنا علي بن سهل بن المغيرة وعيسى بن جعفر قالا ثنا عفان بن مسلم ثنا حماد وشعبة قالا أنا عطاء بن السائب عن زاذان أن عليا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث .
قال : إسناده صحيح رواه أبو داود عن موسى بن إسماعيل ورواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شبية عن الأسود بن عامر كلاهما عن حماد بن سلمة .
أقول والله الهادي إلى الصواب : نعم هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات .
فعبد الله بن دهبل بن علي بن كاره أبو محمد ترجم له ابن ماكولا في إكمال الإكمال هو وأبوه قال عنه ثقة صحيح السماع وعن أبيه ثقة صالح (1)
وأحمد بن الحسن بن أحمد بن البناء قال في التقييد لابن نقطة ثقة صحيح السماع(2)
والحسن بن علي الجوهري ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد فقال : كتبنا عنه وكان ثقة مأمونا كثير السماع .
وأبو الحسن محمد بن المظفر قال الحافظ في تذكرة الحفاظ : كان فهما حافظا صادقا وقال الدار قطني ثقة مأمون .
ـــــــــــــــــــــــــــ
1ـ إكمال الإكمال لابن ماكولا (ج3ص341).
2ـ التقييد لابن نقطة (ج1ص143ترجمة 153)
تعليق